حوار مع رشا بدرالدين ثالث متفوقة في بكالوريا 2020

تتحدث الطالبة رشا بدرالدين المتفوقة الثالثة على المستوى الوطني بمعدل 19.10 في بكالوريا 2020 والأولى في شعبة رياضيات من ثانوية الحرية ولاية قسنطينة، في هذا الحوار الحصري لموقع الدراسة الجزائري عن مشوارها الدراسي ككل و عن طريقة تحضيرها للبكالوريا من بداية الموسم الدراسي إلى نهايته .

1- حصلتي على تقدير ممتاز والثالثة وطنيا في بكالوريا 2020 .. كيف كان شعورك عند معرفتك لمعدلك ؟

شعوري عند معرفتي لمعدلي لا أستطيع وصفه بالكلمات، شعور لم يسبق و أن شعرت به ، كانت صدمة في الأول لأنني لم أتوقع بلوغ هذا المعدل فقد تجاوز سقف أحلامي و لم أتخيل يوما في حياتي أن أكون ضمن الثلاثة الأوائل على المستوى الوطني و اتصال وزير التربية الوطنية لاخباري بالنتيجة كان غير متوقع أبدا فذلك اليوم سيبقى محفورا في ذاكرتي طيلة حياتي.

2- هل يمكنك أن تلخصي لنا مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟

دخلت المدرسة الابتدائية في عمر الخمس سنوات معدلاتي كانت تتراوح بين 9 و 8 الى غاية حصولي على شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9,30 من 10، ثم بعدها انتقلت الى متوسطة بن طبيبل الربعي بولاية أم البواقي (لظروف عمل الوالد) خلال هذه الأربع سنوات تراوحت معدلاتي بين 18 و 19 من20 الى غاية حصولي على شهادة التعليم المتوسط بمعدل 18,96، ثم بدأت الدراسة بثانوية الحرية بقسنطينة فخلال هذه الثلاث سنوات كنت أتحصل على معدل 18 او17 الى أن انهيت مشواري بحصولي على شهادة البكالوريا بمعدل 19,10 من 20 المرتبة الثالثة وطنيا .الحمد لله.

3- حدثينا عن السر في هذا التفوق الباهر .. ماهو السر في إمكانية تحقيق التلميذ للإمتياز في البكالوريا وبمعدل 19/20 ؟

بالنسبة لسر تفوقي هو يختلف من شخص لآخر و انا شخصيا ليس لدي سر محدد عدا انني توكلت على الله سبحانه و تعالى سعيت من أجل تحقيق معدل ممتاز عن طريق الدراسة بكل ارياحية لتجنب التوتر. و اركز على هذه النقطة لانه ربما من الأمور التي ساعدتني هي شخصيتي البعيدة تماما عن التوتر و تجنب التوتر هو سبب من أسباب النجاح ، و هذه النتيجة حقيقة هي ثمرة سنوات عدة لا هذه السنة فقط فهي نتيجة تكوين دام سنوات عدة و هذه السنة خصيصا سعيت دائما لارضاء والديّ و اسعادهما و الحمد لله وُفقت في ذلك.

4- كيف مرت بكالوريا هذا العام بشكل عام ؟

بكالوريا هذا العام كانت استثنائية بسبب الظروف التي سادت العالم لانتشار جائحة كورونا ندعو الله عز و جل أن يرفع عنا هذا الوباء . ففي بداية السنة الدراسية كانت الظروف عادية الي غاية اغلاق المدارس و ماجعلها أصعب هو انتشار الشائعات حول امكانية الغاء الامتحان او تأجيله الى شهر سبتمبر و لكن اعلان خبر تأجيل البكالوريا رسميا الى سبتمبر الأمر الذي سمح لي بأخذ فترة من الراحة لكي أستطيع الانطلاق مرة أخرى و الحمد لله انطلقنا و استطعنا الوصول.

5- متى بدأ تحضيرك الجدّي للبكالوريا وكيف كان برنامجك التحضيري اليومي من بداية الموسم إلى آخره، و هل كنت تفضلين السهر أم النهوض باكرا؟

صراحة لم اتبع برنامجا محددا طيلة السنة الدراسية يعني درست حسب الحاجة و الرغبة و لكن أكيد خصصت الوقت للرياضيات و الفيزياء اكثر من المواد الاخرى دون اهمالها طبعا.

التحضير في بداية السنة كان عاديا الى غاية الانقطاع عن الدراسة في تلك الفترة شهد تحضيري تذبذبا كبيرا الى غاية اعلان التاجيل فأخذت فترة راحة لاستطيع الانطلاق مجددا و في اواخر شهر جوان و بداية شهر جويلية بدأت التحضير مجددا لكن بارياحية اما التحضير الجدي و الفعلي بدأ في النصف الثاني من شهر أوت و لكن هذه الفترة تميزت بالضغط لانني تأخرت في الانطلاق بسبب الظروف السائدة و هذا خطأ لا أتمنى ان يقع فيه غيري.

بالنسبة للسهر والنهوض باكرا صراحة كانت حسب الرغبة فطيلة السنة كنت اعتمد السهر قليلا و ليس كثيرا لان النوم ضروري جدا من أجل التركيز و الاستيعاب اما في آخر السنة و مع بداية التحضير الجدي يعني اواخر شهر اوت اعتمدت نظام النوم باكرا و النهوض باكرا.

6- ما نصيحتك لاستغلال العطلة الصيفية و العطل الأخرى في الموسم ؟

صراحة انا ضد استخدام العطلة الصيفية التي تسبق السنة الدراسية بل يجب أخذها كفترة راحة ليستطيع التلميذ تحمل ضغط السنة اما بالنسبة للعطل الاخرى يجب تخصيص بعض الايام للراحة و استغلال الأيام الأخرى في الدراسة و المراجعة.

7- كطالبة علمية .. عادة ما تشكل اللغة العربية والفلسفة عائقا لبعض الطلاب فكيف كان تعاملك مع المادتين ؟

بالنسبة للغة العربية لم تشكل عائقابالنسبة لي خاصة و أن برنامج هذه السنة ممتع فهي تعتمد على الفهم الجيد للنص و كذا مراجعة القواعد و الأسئلة المتكررة و لكن في آخر السنة اعتمدت على مراجعة المادة في الدروس الخصوصية.

أما الفلسفة فقد شكلت عائقا لي أيضا و لكن ذلك يعود الى طريقة الاستاذ في تقديم الدرس و المادة فطيلة السنةالدراسية كنت جد متخوفة منها أما في الشهر الأخير فاعتمدت على بعض الحصص في الدروس الخصوصية كمراجعة و الحمد لله تغيرت نظرتي للمادة و احببتها و فهمتها جيدا.

8- كيف كان تحضيرك للفيزياء و العلوم الطبيعية ؟

بالنسبة للفيزياء اعتمدت على الدروس الخصوصية و القسم خاصة و ذلك من خلال الفهم الجيد للدروس و التطبيق الذي يكون نوعا ما قليلا في القسم بسبب ضيق الوقت .

أما العلوم الطبيعية فكان تحضيري لها عاديا فهي ليست مادة أساسية في شعبتي فهي الأخرى تعتمد على الفهم الجيد و الحفظ لبعض المصطلحات و التطبيق من أجل تناول انواع مختلفة من التمارين كما يجب ان تكون الاجابة غنية بالمصطلحات العلمية.

9- بالنسبة للرياضيات وهي المادة الاساسية في الشعبة كيف كان تحضيرك لها وما المصادر التي اعتمدت عليها؟

بالنسبة للرياضيات فقد اعتمدت على الدروس المقدمة في القسم و كذلك في الدروس الخصوصية اذ يجب فهم الدروس جيدا ثم التطبيق الذي يعتبر ضروريا، لكن لا يجب ان نركز على عدد التمارين لان هناك الكثير من التمارين التي تحتوي افكارا متكررة بل يجب ان نركز على عدد الأفكار المختلفة التي نأخذها من التمارين.

أما المصادر فقد سبق و ان ذكرتها : دروس القسم ، الدروس الخصوصية ،كتاب العملاق، اما اليوتيوب فلم اعتمد عليه كثيرا لعدم وجود تفاعل بين الاستاذ و التلميذ و لكن عندما احتاج لفكرة ما كنت أشاهد قناة الاستاذ نورالدين.

10- كيف حضّرت اللغات و التاريخ والجغرافيا والعلوم الاسلامية؟

تحضيري للغة الفرنسية و كذا الانجليزية كان من خلال الدروس المقدمة في القسم فقط لم اعتمد على مصدر آخر خاصة و انهما تعتمدان خاصة على فهم النص.

بالنسبة للعلوم الاسلامية اعتمدت على كراس القسم و كتاب الاستاذة بوسعادي.

التاريخ و الجغرافيا بالنسبة للدروس اعتمدت على كراس القسم أما المصطلحات و الشخصيات و التواريخ اعتمدت على الكتاب الأصفر للأستاذ محمودي عادل.

11- ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصحين التلاميذ الالتحاق بها ؟

نعم انصح التلاميذ بالدروس الخصوصية خاصة في المواد الأساسية لانها تدعم التلميذ، فالدروس في القسم غير كافية بسبب كثافة البرنامج و ضيق الوقت الأمر الذي نستدركه في الدروس الخصوصية من خلال التطبيق و تناول عدد اكبر من التمارين و الافكار.

12- ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدت عليها ؟

بالنسبة للكتب الخارجية

  • كتاب العملاق في الرياضيات
  • كتاب الأستاذة بوسعادي في التربية الاسلامية
  • كتاب المصطلحات و الشخصيات و التواريخ للأستاذ محمودي عادل

هذه فقط الكتب التي اعتمدت عليها فمصادري لم تكن كثيرة اما بالنسبة للمواقع فلم اعتمد عليها تقريبا فقد اعتمدت فقط على مواضيع البكالوريا و حلولها الموجودة في الموقع الاول للدراسة في الجزائر و كذا تطبيق الباك بين يديك.

13- هل كنت مواظبة على حضور الدروس في القسم طيلة السنة ؟

نعم فقد حاولت قدر الامكان تجنب الغياب عن القسم و لكن ذلك يرجع الى التلميذ ان كان يستفيد من الأستاذ ام لا فانا كانوا اساتذتي جميعهم في المستوى.

14- عادة ما تصيب التلميذ مرحلة فتور وتقطع في تحضيره للبكالوريا، هل حدث لك ذلك وكيف تغلبت عليه؟

نعم حدث ذلك بعد الانقطاع عن المدرسة في شهر مارس كانت فترة جد صعبة و الحمد لله تجاوزتها بالتوكل على الله و الصبر و بعد مرور هذه الفترة ارتحت من الدراسة لكي استطيع الانطلاق مجددا و تجاوز هذا الاضطراب.

15- هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا الموسم القادم ؟

أنصح المقبلين على شهادة البكالوريا بالتوكل هلى الله وحده لا شريك له الذي لا يخيب عبده و كذا الأخذ بالأسباب عن طريق الدراسة و الاجتهاد من أجل الوصول للهدف فلا شيء مستحيل في هذه الدنيا يجب ان فقط ان نطمح و نضع هدفا بين اعيننا و سنحققه باذن الله عز و جل.

كما أنصحهم بتجنب التوتر و القلق لانه عادة ما يكون التوتر سببا في فشل الكثيرين فامتحان البكالوريا ليس الا امتحانا عاديا كالامتحانات التي اعتدنا اجتيازها كل فصل فلا داعي لتضخيمه او النظر اليه على اساس امتحان مصيري و انصح الذين لم يحالفهم الحظ هذه السنة و لم ينجحوا او من لم يصلوا الى طموحهم فهذه ليست نهاية العالم بل انتم اجتزتم تجربة تعلمتم منها كي لا تقعوا في نفس الأخطاء السنة المقبلة.

كما يجب ان تحسنوا استغلال مواقع التواصل الاجتماعي أكيد على كل شخص ان يتصفحها للتخلص من التوتر قليلا و لكن لا تدعوها تتغلب عليكم و تدمنوا عليها بالعكس يجب ان تقللوا من ذلك كي لا تدمنوا عليها كما يمكن استغلالها في مجموعات الدراسات و كذا لأخذ المعلومات.

16- ماهو التخصص الذي ترغبين بدراسته في الجامعة وماهي دوافع اختيارك له ؟

لقد اخترت تخصص الاعلام الآلي و الذي يجذبني منذ صغري خاصة و لانه غني بالرياضيات و انا احب هذه المادة كثيرا اضافة  الى انني اريد ان تحدث ثورة في هذا المجال في الجزائر من أجل تحقيق التطور و التخلص من التهميش الذي يتعرض له هذا  التخصص.

17- كلمة أخيرة ؟

أخيرا أشكر موقع الدراسة الجزائري على هذه المبادرة و ان شاء الله أكون قد افدتكم و لو بقليل لعل و عسى أكون قد اسهمت في بناء قصص نجاح اخرى باذن الله.

أشكر والديّ،اخوتي ،عائلتي،اساتذتي و اصدقائي و كل من ساعدني من أجل الوصول الى هذا المعدل و المرتبة.

و أحمد الله عز و جل على توفيقه اياي و أسأله التوفيق و السداد و المزيد من النجاحات ان شاء الله.

و أتمنى التوفيق و النجاح لكل المقبلين على شهادة البكالوريا ان شاء الله.

حاورها موقع الدراسة الجزائري.

أية استفسارات أو نقاشات يرجى طرحها أسفله في خانة التعليقات و المناقشات.