تباينت، آراء المترشحين حول أسئلة اختبار مادة الفيزياء في اليوم الخامس والأخير من امتحان شهادة البكالوريا، فمنهم من وصفها بالسهلة ومنهم من اعتبرها صعبة وطويلة، غير أن الأغلبية أجمعوا على أنها قد جاءت صعبة نوعا ما مما أدى إلى تسجيل “إغماءات” وسط المترشحين بمراكز الإجراء بالجزائر.
وجوه عابسة وشاردة
في جول, استطلاعي إلى مركز الإجراء “الإخوة حامية” الكائن بالقبة القديمة، أين وقفنا على العدد الهائل من الأمهات والآباء الذين وجدناهم في انتظار خروج أبنائهم من مركز الإجراء في آخر امتحان لشهادة البكالوريا، بفارغ الصبر، لعلهم يتمكنون من رفع معنوياتهم، اقتربنا من بعض الأمهات اللواتي كن يقفن مجموعات مجموعات، وكل واحدة كانت تروي الجهد الذي بذله ابنها أو ابنتها في المراجعة، فيما راحت أخرى تثني على عهد الوزير الأسبق أبو بكر بن بوزيد، لما كان المستوى التعليمي مرتفعا فقالت “لقد ولى عهد بن بوزيد”.. حينها رحنا نترقب خروج التلاميذ، اقتربنا من المترشح “صفوان.و” الذي لم يكن لا مرتبكا ولا منزعجا من الأسئلة، فأخبرنا بأنه اجتاز البكالوريا من أجل والدته التي أصرت عليه وإلا فلم يكن مستعدا لذلك، وعن طبيعة الأسئلة، أردف قائلا “للحقيقة، جاءت المواضيع سهلة والمترشح الذي راجع دروسه بشكل منتظم طوال السنة الدراسية سيجيب والعكس صحيح، وأنا لم أراجع وغادرت الثانوية بعد انقضاء الفصل الأول وعليه فليس لدي أمل في نيل الشهادة”. بقينا هناك ننتظر خروج المترشحين وبين اللحظة والأخرى كنا نلحظ مغادرتهم المركز فرادى فرادى، لنقترب من مترشحين اثنين كانا شاحبي الوجه يبدو التعب عليهما، جذبا عطفي نحوهما، ألقيت التحية عليهما ورحت أحدثهما عن الموضوع دون إحراجهما، فرد علي أحدهما المدعو “سعيد.ر” بأنه استمتع كثيرا مع اختبار مادتي الرياضيات والعلوم، لكن مادة الفيزياء قد أحبطت معنوياته، فرغم أنه قد راجع دروسه جيدا، غير أن الأمور اختلطت عليه ولم يجد طريقة صحيحة، وأما زميله الذي اختار الموضوع الأول، أن الأسئلة قد وردت صعبة وطويلة استغرقت منه وقتا طويلا، تمنينا النجاح لهما، وانتقلنا للحديث مع مترشح آخر المدعو “سمير.س”، الذي لم يكن متفائلا إطلاقا باختبار مادة الفيزياء، لأنها وردت صعبة جدا، حيث صرح قائلا “الباك راح ولعقوبة العام الجاي”.
أستاذ لمادة الفيزياء: الأسئلة أسهل من مواضيع السنة الدراسية
أوضح، أستاذ مادة الفيزياء بالثانوية الوطنية للرياضيات، عبد الرشيد بوحوحو، في تصريح لـ”الشروق”، أن أسئلة الاختبار قد وردت أسهل من المواضيع التي درسوها خلال السنة الدراسية، وبالتالي فقد جاءت “عامة” و”كلاسيكية”، باستثناء الخطأ الذي سجل في الموضوع الثاني من التمرين رقم 5، غير أنه طمأن بالمقابل المترشحين بأنه لن يؤثر على سلم التنقيط بشكل كبير.
وقال، أستاذ المادة، أن الخطأ قد سجل بالضبط في “سلم البيان” فعوض وضع 8 ميليمول، تم وضع 80 ميليمول، وعليه فالنتائج التي يتوصل إليها المترشح لا تكون متطابقة مع الفرضيات المطروحة، لأنها تؤثر على صيغة “الحمض” و”الأستر”، مؤكدا في ذات السياق بأنه في حال وقوع مثل هذه الأخطاء فإنه يتم معالجتها بشكل سريع على مستوى مراكز التصحيح من قبل الأساتذة المصححين، عن طريق منح تلك النقطة الواردة في سلم التنقيط للمترشح، في الوقت الذي طمأن كافة المترشحين بأن الخطأ لن يؤثر بشكل كبير على أجوبتهم، لأن أوراقهم ستكون بأيد أمينة.
وقال، الأستاذ، عبد الرشيد بوحوحو، أن الأسئلة لم تخرج عن العتبة، وقد تضمنت الفصول الثلاثة، فأحد دروس الفصل الثالث قد ورد في الموضوع الثاني.