انتهت لجنة متابعة البرامج الخاصة بامتحان شهادة البكالوريا من دراسة تقارير الولايات المتضمنة مدى تقدم دروس الطور النهائي، تحسبا لاجتماع بين أعضائها نهاية الشهر، في وقت لم تعلن الوزارة عن امتحان استثنائي خاص بتلاميذ غرداية الذين لم يلتحقوا لحد الآن بمقاعد الدراسة، مقابل عدم اتخاذ أية إجراءات ردعية لتفادي تكرار سيناريو الغش الجماعي.
انتقدت نقابات التربية رضوخ وزارة التربية إلى ضغوطات تلاميذ النهائي من خلال الإبقاء على عتبة الدروس، عكس تصريحات المسؤول الأول عن القطاع الذي أكد في أكثر من مناسبة بأنه لن يتم العمل بعتبة الدروس ابتداء من هذه السنة.
وقال المكلف بالإعلام على مستوى المجلس المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع مسعود بوديبة، إن التنظيم الذي يمثله تفاجأ من عدم استشارة المصالح المختصة بالوصاية لنقابات القطاع في إطار التحضيرات العامة لامتحان شهادة البكالوريا، بالنظر إلى المشاكل التي ميزت دورة العام الماضي.
وبحسب ذات المتحدث، فإن وزارة التربية لم تتخذ أية إجراءات استثنائية لتفادي عمليات الغش الجماعي التي حصلت العام الماضي عكس ما تم الإعلان عنه سابقا، فعدد الحراس هو نفسه وكذلك نظام الامتحان، وأكثر من ذلك فإنه لم يشرع لحد الآن في عمليات قبلية لتحضير تلاميذ النهائي استعدادا لهذا الموعد، وهو أمر خطير في نظره من شأنه أن يعيد سيناريو الغش الذي طبع دورة 2013. من جهة أخرى أشار بوديبة إلى مأزق كبير وقعت فيه وزارة التربية لأنها لم تفصل لحد اليوم في كيفية معالجة مشكل توقف الدروس في 5 ثانويات بغرداية منذ جانفي الماضي بسبب الأحداث التي تشهدها الولاية منذ أشهر، رغم أنه لم يعد يفصلنا عن الامتحان سوى شهر و10 أيام، كما أن اجتماع لجنة متابعة البرامج نهاية الشهر يوحي بأنه لن يتم الإعلان عن أي قرار استثنائي يخص هذه المنطقة.
وفي نظر محدثنا فإن الوصاية تواجه اليوم خيارين لا ثالث لهما، إما تمديد الدراسة في هذه الثانويات إلى غاية 20 ماي وتحديد عتبة دروس وطنية بناءً على ذلك، أو تمديد السنة الدراسية في حالة تواصل الاضطرابات، وبالتالي الذهاب إلى بكالوريا خاصة بتلاميذ غرداية، أمر حذرت منه النقابة باعتباره سيفرغ الامتحان من محتواه العلمي لينتج طلبة جامعات دون أية كفاءات.
وهو نفس ما جاء على لسان ممثل النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني سناباست مزيان مريان، والذي شدد على أن الرضوخ لضغوطات التلاميذ وتهديداتهم بالخروج إلى الشارع للإبقاء على عتبة الدروس سيفقد امتحان البكالوريا مصداقيته، وهو ما سيحصل فعليا أيضا هذه السنة مادامت لجنة متابعة البرامج ستجتمع لتقييم وتحديد المواضيع قبل انتهاء الدروس في ثانويات غرداية، باعتراف من مسؤولي القطاع الذين أعلنوا عن موعد الاجتماع.
وقال محدثنا إن نقابته متخوفة كثيرا من اعتماد وزارة التربية نسبة تقدم الدروس في الولايات التي عرفت أحداثا واضطرابات جوية، بدل العمل على تمكين تلاميذ هذه المناطق من استدراك الدروس الضائعة، مثلما حصل في عهد الوزير السابق بن بوزيد حينما تم اعتماد عتبة دروس في ولايات لم تتجاوز فيها نسبة الدروس 70%.
وأعلن ممثل سناباست أن نقابته تقدمت إلى وزارة التربية بطلب رسمي لرفع عدد مراكز الامتحان في ولايات الجنوب، بالنظر إلى بعد المسافة بين الثانويات والتي تصل أحيانا حسبه إلى 600 كم، وهو مشكل كبير لا بد من القضاء عليه نهائيا، لتحسين ظروف إجراء الامتحان.
أما المكلف بالإعلام على مستوى اتحاد عمال التربية والتكوين مسعود عمراوي، فشدد على أن تنظيمه يرفض قطعيا اللجوء إلى بكالوريا خاصة في ولاية غرداية مادامت الدروس لم تتوقف حسبه إلا في 4 ثانويات، ويبدو أن مسؤولي الوزارة قد تفطنوا له بدليل عدم الإعلان عن أي قرار في هذا الشأن لحد الآن.
وقال محدثنا إن معالجة هذا المشكل ممكن جدا، حيث طرح اقتراحين يتم من خلالهما الإبقاء على امتحان موحد، لكن إما بأسئلة اختيارية بمعنى إدراج أسئلة من المقررات التي تناولها تلاميذ الولاية، وبالتالي تمكينهم من الإجابة دون أية مشاكل، أو وضع أوراق امتحان تتضمن أسئلة خاصة بهؤلاء.