عقول جزائرية في كندا تُخصص منحا دراسية لـ22 طالبا من جامعات الجزائر

المدرسة العليا للتجارة الدكتور محيجيبة
المدرسة العليا للتجارة الدكتور محيجيبة

عندما دمّر الحلفاء ألمانيا واليابان في حربين عالميتين، ظن كثيرون أن هاتين الدولتين لن تقوم لهما قائمة، لِهوْل الدمار الذي عصف ببنيتيْهما التحتية وبالاقتصاد والعلم والصناعة والطرقات فيهما.

لكنهما قامتا بعد أقل من 20 سنة كعملاق أخذته نومة طويلة شيئا ما ثم قام، وقد كشفت الدراسات أن الفضل في عودة العملاقين ترجع إلى “نظام الاعتراف” système de reconnaissance   الذي اعتمدتاه للإقلاع من جديد وبقوة، وهو آلية “رهيبة” تعتمدها الدول التي تريد أن تنهض نهضة علمية كبرى.

من هنا، من “نظام الاعتراف”، بدأ الدكتور أحمد محيجيبة رحلة لإطلاق نهضة علمية كبرى في الجزائر، حيث يقول “إنأي أمّة محترمة لا تملك نظام الاعتراف للمتفوقين وللمتفانين في أعمالهم، هي أمّة معرضة للتدمير الذاتي وتشجع الرداءة حتما”.

الأمة التي يتساوى فيها الممتاز والرديء والجاد والكسول والمتفاني والمتقاعس هي أمّة ميتة أو مصابة بالشلل على أحسن تقدير

ويكشف الدكتور محيجيبة “لجريدة الشروق” أن أحاديث جمعته ببعض الشباب في الجزائر جعلته يُدرك مدى اليأس الذي يتخبطون فيه.. هذا الواقع دفع محدثنا لأن يُطلق “المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة” رفقة مجموعة من العقول الجزائرية من هناك من كندا.

أولى ثمار هذه المؤسسة كانت مبادرة “22 بطل، 22 منحة”، وتتمثل في تخصيص منح دراسة لـ22 طالبا من ألمع طلبة الجامعات الجزائرية، وسُميت المنحة كذلك تيمنا بمفجري الثورة الجزائرية المجتمعين في المرادية بالعاصمة ذات 24 جوان 1954.

وفي هذا الحوار، يكشف الدكتور محيجيبة، خطته ورفقاءه لبعث الجزائر كقوة علمية واقتصادية في العالم، بالاعتماد على عقولها في الداخل والخارج وبأقل التكاليف، وكل ذلك عبر “المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة” www.fondation-faac.org  ، التي لا تزال حُبلى بالكثير من المبادرات.

وقبل البدء في الحوار، لابد من التعريف بالدكتور أحمد محيجيبة؛ فهو من مواليد 1969 بالعطاف بعين الدفلى.

حاصل على دكتوراه في الهندسة المكانيكية من المدرسة متعددة التقنيات في كندا العام 2001، وهو حاليا باحث متخصص في العلوم الفيزيائية في مركز الأرصاد الجوية بكندا وصاحب أبحاث عديدة في الرصد الرقمي للطقس، كما يشتغل أستاذا بجامعة كيبك في مجال الرصد الجوي وهو ناشط في الجالية الجزائرية والعربية بكندا.

أسس المركز الثقافي الجزائر في مونتريال بكندا   www.ccanada.orgالعام 1999، ومحيجيبة حاصل على شهادة تقدير واعتراف كـ”ناشط فوق العادة” في صفوف الجالية.

جريدة الشروق : دكتور محيجيبة، ما هي المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة؟ 

د. محيجيبة: “المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة” هي وليدة المشروع الذي تمّ الإعلان عنه في 05 جولية 2012 والذي يهدف لإنشاء آليات لإعادة بث الأمل٬ وحث المواطنين للانخراط في العمل الاجتماعي داخل وخارج الوطن.

في يوم 30 مارس 2013 عُقد أول اجتماع في مونتريال بكندا، ضم حوالي 15 عضوا من الذين لبوا نداءنا الذي أطلقناه يوم 05 جولية 2012 ومعضمهم من أبناء الجالية الجزائرية في كندا.

خلال هذا الاجتماع، تم بحث تأسيس هيئة رسمية معتمدة تقود هذا المشروع في سبيل تحفيز حسّ المواطنة لدى جميع الجزائريين٬ بهدف تغطية واسعة ومتعددة الأبعاد لجميع أنشطتنا. وعقب هذا الاجتماع، الذي تمّ الإعلان فيه رسميا عن ميلاد “المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة”، والتزم كل الأعضاء الحاضرين بالانخراط في هذه المهمّة.

وجاءت مبادرة إنشاء المؤسسة بعد تجربة 13 سنة من إنشاء المركز الثقافي الجزائري.

خلال هذه السنوات، زرت الجزائر واستمعت لكثير من الشباب الذي قهره سوء التسيير وقلة الاهتمام لدرجة اليأس وفقدان الأمل في التغيير. 

وتتلخص أهداف المؤسسة فيما يلي:

  1.  إعادة بعث الأمل في المجتمع بالاعتماد على النجاح في المشاريع الرائدة والهادفة.
  2.  خلق حركية تعاون بين الداخل والخارج على أساس عملي لإنعاش ورشات عمل داخل المجتمع المدني.
  3.  تنفيذ صيغ بسيطة وعملية لتنشيط جميع القوات الجزائرية بما في ذلك – على وجه الخصوص- شريحة الشباب لبناء جزائر قوية ومزدهرة.
  4. إعادة إحياء القيم مثلا؛ الالتزام والتضامن والمشاركة داخل المجتمع.
  5. محاربة الانتهازية بكل أشكالها؛ الجهوية والتمييز والرداءة في جميع المستويات.
  6. تعزيز القيم مثلا؛ التفاني والمبادرة والقيادة المسؤولة والانضباط وكل المساهمات البارزة التي تمس القطاعات المهمة في المجتمع من خلال إنشاء نظام للتقدير والمكافأة.
  7. تجنيد أبناء الجالية الجزائرية في كل العالم لخدمة بلدهم من خلال توفير آليات بسيطة فعالة والأقل تكلفة.
  8. العمل من أجل النهوض بالتعليم والبحث العلمي ومكافحة جميع أشكال التسرب المدرسي الذي يتعرض له كثير من شبابنا.
  9.  تشجيع ودعم أي عمل يهدف إلى التنمية المستدامة للقاعدة الاقتصادية، وحماية البيئة الطبيعية والمحافظة عليها وخلق فرص العمل.
  10. العمل على تطوير علاقات الصداقة بين الشعب الجزائري والشعوب الأخرى في جميع أنحاء العالم.
  11.  محاربة كل أشكال التطرف وتشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات في مختلف أنحاء العالم.

لماذا هذا المشروع؟

د. محيديبة: أثناء إعدادنا هذا المشروع، كثيرون تساءلوا عن جدوى وفعالية هذه المشاريع في مجتمع يواجه فيه المواطن العادي عدّة جبهات وعديد المشاكل الأساسية، مثل الفقر والبطالة والتهميش والتسرب المدرسي في وقت مبكر، وكثيرا من الإخفاقات في مجالات عدّة.

وأعتقد أنّ قوة مشروعنا تكمن، بالضبط، في الإجابة عن كل هذه التساؤلات.

فتعدد الجبهات وقلّة الإمكانيات والموارد توجب علينا كمؤسسة مستقلة وغير نفعية، التفكير في إيجاد الحلول المثلى قبل الشروع في العمل حتّى نتفادى مضيعة الوقت والطاقة. وأضنّ أن هذا ما قمنا به.

فالمتأمل في المشهد الجزائري اليوم، وخاصة عند فئة الشباب، يلاحظ حالة شبه معمّمّة من الإحباط والتذمر وعدم الاهتمام حتّى بالأمور الأساسية في الحياة، وهذا رغم توفر الإمكانيات خاصة البشرية منها، بل أصبح الواحد منّا لا يجرؤ حتّى على التحدث عن التغيير الإيجابي كي لا يصير عرضة للاستهزاء، وهذا لفقدان الأمل عند كثير من الناس في تسوية الأمور والخروج من هذه الأزمات المزمنة، وهذا في نضري أخطر ما يمكن أن يصيب الأمم.

ولهذا، نعتقد – من وجهة نضرنا- أنّ من بين الحلول الناجعة، العمل على تفعيل حركة المواطنة الراكدة كما سبق الذكر، ولا يكون هذا – في نضرنا- إلا بإنشاء آليات لإعادة بث الأمل وحث المواطنين للانخراط في العمل الاجتماعي داخل وخارج الوطن.

ويتم هذا، مثلا، بالعمل على بناء نماذج نجاح ذات امتداد كبير، لتؤكد على أنه يمكن لمشروع مثل مشروعنا أن ينجح رغم ظروف العمل الصعبة٬ بواسطة نشاطات عملية مجسّدّة على أرض الواقع لنثبت أنه يمكننا دائما – إذا عملنا معا- تخطي الصعوبات والحواجز لنقدم إضافة مفيدة للمجتمع الجزائري.

ونعتمد في المؤسسة على تجسيد هذه النماذج الناجحة بإيجاد صيغ بسيطة وفعّالة لتحريك القوى البشرية الجزائرية، وخاصة الشباب، لبناء جزائر قوية ومزدهرة بالدعوة إلى تغيير الواقع، من خلال تثمين التميز والمثابرة في المجتمع وبإعادة الثقة للمواطنين بمشاركتهم الفعالة في جميع المشاريع.

حيث إنّ تعزيز التميز والمشاريع الأخرى، التي تمسّ شتّى مجالات الحياة، ليست إلا أدوات لتحقيق الهدف الأساسي وهو المساهمة في بناء الجزائر.

قد يسأل السائل لماذا بالضبط من خلال تثمين التميز والتفوق والمثابرة؟ لأننا نعتقد أن أي أمّة محترمة لا تملك “نظام الاعتراف” système de reconnaissance  للمتفوقين وللمتفانين في أعمالهم، هي أمّة معرضة للتدمير الذاتي وتشجع حتما الرداءة، كما يقال.

نعتقد أيضا أن السبب الرئيسي في حالة الإحباط المعمّمّة هذه، غياب مثل هذا النظام.

فالأمة التي يتساوى فيها الممتاز والرديء والجاد والكسول والمتفاني والمتقاعس هي أمّة ميتة أو مصابة بالشلل على أحسن تقدير.. فمثلا بالنسبة لليابان وألمانيا بعد الحرب العالميتين الأولى والثانية، كان التعويل على تشجيع الامتياز والتفوق في العمل أساسيا في نهوضهما بقوة خارقة وفي وقت قياسي بعد التدمير الرهيب الذي خلفته هاتان الحربان عليهما ورغم شبه انعدام الموارد الطبيعة، بل إن عدم النجاح أصبح منبعا لتحفيز كثير من العظماء في مثل هذه الدول.

فعمليا ولتجسيد هذه الفكرة، أَطلقت المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة، في أول نوفمبر المنصرم، مشروعا كبيرا سميناه “الجالية الجزائرية في خدمة التألق“.

هذا المشروع طويل المدى، يهدف لإنشاء تقليد للامتياز لتشجيع الكفاءات الجزائرية في جميع المجالات، وبالتالي فإن أحد الأنشطة المندرجة في هذا المشروع الكبير، هو إطلاق أول مشروع فرعي سمّيناه “22 بطل، 22 منحة” وهي عبارة عن إيماءة اعتراف وتقدير لـ22 بطل الذين وضعوا ذكاءهم وشجاعتهم في سبيل تحرير البلد من الاستعمار الفرنسي رغم الظروف القاسية والإمكانيات المحدودة، ورغم التذمّر والإحباط الذي عمّ المجتمع الجزائري آنذاك بسبب بربرية وإجرام المستعمر.

أردنا تسمية هذه المنح بأسماء مفجري الثورة، التي بفضلها تحررت الجزائر من الاستعمار الفرنسي، لأن المؤسسة أرادت وباسم كل الشباب إحياء ذكرى هؤلاء الشهداء الأبطال من خلال تشجيع التميز والنجاح في كل المجالات.

كذلك في إطار المؤسسة، نؤمن أن بناء الجزائر يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المصالحة بين الجيل الجديد وتاريخه، وهذا بعيدا عن أية مزايدات أو انقسامات تضر بالمجتمع الجزائري.

هذا المشروع الفرعي الأول من نوعه (لأنه لا يوجد على المستوى الرسمي منح باسم هؤلاء العظماء، خلافا لما هو موجود في دول أخرى) يهدف لمنح 22 منحة لأحسن الخريجين الجدد في 22 جامعة عبر كامل التراب الوطني.

هذه المنحة المتمثلة في مبلغ محترم يُمكّن الشباب الحائزين على هذه المنح من إطلاق مشاريعهم الخاصة بدلا من تركهم عرضة للبطالة وللامبالاة، وهذا في حدّ ذاته خطوة لا يُستهان بها لمحاربة الإحباط القاتل.

إذن، من خلال هذا الاعتراف، تريد المؤسسة شكر كل هؤلاء الطلبة الشباب من خلال النجاح والتميز والتفاني ومشاركتهم في تنمية البلد رغم المشاكل والصعوبات التي يواجهونها يوميا.. نريد أن نقول لهم بكل بساطة أننا لم ننسَهم وسنفعل كل ما بوسعنا لدعمهم ومساندتهم في مشوارهم العلمي والمهني.

من بين نقاط قوة هذا المشروع الفرعي، أن عملية تمويل هذه المنح التي مدتها ثلاث سنوات قابلة للتجديد.

فلإنجاح هذه العملية، وضعنا صيغة بسيطة وفعالة جدا لتمكين مشاركة واسعة من المواطنين في جميع أنحاء العالم: يتّم تمويل هذه المنح من خلال مساهمات واشتراكات قدماء خريجي الجامعات والمدارس العليا في الجزائر عبر العالم لإعطاء منحة أو أكثر لأوائل جامعاتهم السابقة، ومن خلال كل الشركاء والمساهمين الذين يريدون تبنّي هذا المشروع الرائد، إنه تطبيق لمفهوم “عودة المصعد” في مفهومه النبيل بالطبع!

فكل مساهم (خرّيج) مطالب بمبلغ سنوي جدّ زهيد لتمويل منحة دراسية في جامعته الخاصة بغض النظر عن منطقة مسقط رئسه، فهذه المشاركة الرسمية تمكنه من تسجيل اسمه في سجل بُناة التميز في الجامعة حيث درس، مساهمة صغيرة (بضعة دولارات سنويا)، ولكن الفوائد جسيمة ومفعولها مؤثر جدا، علما أنّ الغالبية العظمى من جاليتنا في الخارج تبحث عن صيغ بسيطة وفعّالة من أجل مساعدة الوطن- وخاصة الشباب- بعدما باءت بالفشل محاولات سابقة بسبب تعقيد الصيغ المقترحة.

هذه فرصة أيضا لرد الجميل للجامعة الجزائرية، من خلال تشجيع الطلبة الحاليين ولإعادة الاتصال بين زملاء الدراسة السابقين، من خلال قاعدة البيانات التي سيتم توفيرها من قِبل المؤسسة.

فالفكرة نالت إعجاب عدد معتبر من المواطنين، وأبدوا نية المشاركة فيه بدون تردد قبل أن ينال المشروع الفرعي حضه من الإشهار.

هو إذن مشروع رائد من أجل بناء نموذج للنجاح قبل أن يتم تعميمه على المجالات الأخرى (أحسن مدرس، أحسن صحفي، أحسن وأنزه موظف عمومي، أحسن مشاركة في العمل الاجتماعي… ) كل تفاصيل هذا المشروع الفرعي، سواء للمشاركة أو الاستفادة متوفرة في هذا الموقع: المشروع الفرعي “22 بطل، 22 منحة

ما هي الأعمال الميدانية التي قمتم بها؟

منذ نشأتها، قامت المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة بعدّة أعمال ميدانية من أجل تحقيق أهدافها.

في سنة 2012 أنتجنا فيلما وثائقيا عن مشكلة الحَكَامة في الجزائر والحلول الممكنة للخروج بالجزائر من وضعها الراهن، في هذا الفيلم أُعطيت الكلمة –لأول مرة- لاختصاصيين جزائريين ذوي سمعة عالمية، على غرار الأساتذة عمر أكتوف، الطيب حفصي، بشير معزوز، حسين خلفاوي، وكل من الدكاترة رضوان حمزة وابراهيم بن يوسف، تطرّقوا بتفاصيل علمية رفيعة المستوى معتمدين على أمثلة واقعية كل في اختصاصه.

الفيلم الوثائقي، الذي تناولته بعض الصحف الجزائرية، يتكون من ثلاثة أجزاء (تفصيل علمي لموضوع الحكامة، مشكلة الحكامة في الجزائر، الحلول المقترحة)، يمكن متابعة هذا الشريط الوثائقي على الروابط التالية: الحكامة في الجزائر الجزء الأول،الجزء الثاني،الجزء الثالثوالملخص.

دائما في إطار الإنتاج السمعي البصري، أنتجت المؤسسة سلسلة من الحلقات لإلقاء الضوء على بعض النماذج الجزائرية التي نجحت سواء في مشوارها العلمي والمهني والاجتماعي والفني أو الرياضي.

في هذه الحلقات، يتطرق المشاركون إلى تفاصيل الأسباب الموضوعية التي ساهمت في هذا النجاح، مسلطين الضوء على الصعوبات وكذلك الإخفاقات، لأنّ كثيرا من الناس يجهل أنّ النجاح يستمد غالبا قوته من الإخفاق.
والهدف من إنتاج هذه السلسلة يتفق تماما مع أهداف المؤسسة، كما أسلفنا الذكر، إذ أننا نريد أن نضع بين أيادي شبابنا هذه النماذج الحية في مجالات شتىّ بغية تحفيزهم للاقتداء بهم
.

المؤسسة تنوي كذلك تنظيم لقاءات مفتوحة وموجهة بين هذه النماذج والشباب لتسهيل التبادل الحي والمباشر، وهناك لجنة على مستوى المؤسسة تعمل على دراسة الجانب التقني لهذا النشاط، وبعض حلقات هذه سلسلة المتواصل إنتاجها متوفرّة في لروابط التالية: الطبيب المختص في أمراض الكلى، العلمي رجل الاعمال.

دائما، وميدانيا، أطلقت هذه السنة المؤسسة مشروع “حركة المواطنة في خدمة تطوير التعليم”، ويرمي هذا المشروع لاتخاذ خطوات ملموسة لدعم مجال التعليم والتربية في الجزائر من خلال دعم ورعاية كل المبادرات التي يقوم بها المواطنون في هذا الشأن.

ففي هذه السنة، مثلا، قام أحد أعضاء المؤسسة وهو السيد عبد القادر خرّاط، مهندس ميكانيكي في شركة (Bomardier) لصناعة الطائرات، بنشاطات عديدة مثل المشاركة في “ماراتون مونتريال” من أجل جمع المال وشراء عشرات الكتب القيمة وإهدائها لمعهد الطيران بالبليدة، كما يوضحه الشريط فيديو الآتي: حركة المواطنة في خدمة تطوير التعليم – شراء الكتب.

هذه السنة قامت المؤسسة، كذلك، بتنفيذ مشروع كبير أطلقت عليه اسم “إيماءة المواطنة”، والذي كان يهدف لمساعدة 700 تلميذ من فئة المعوزين لدخول مدرسي بدون عراقيل.

الطبعة الأولى من هذا المشروع، والتي تحتوي على شراء كل اللوازم المدرسية بالإضافة الى المئزر، خُصصت فقط لمساعدة تلاميذ السنة الاولى ومسّت كامل التراب الوطني.

هذا المشروع الذي قامت به المؤسسة شارك فيه كل من فنّان الرّاب لطفي دوبل كانون والهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث التي يرأسها الأستاذ خياطي عرف نجاحا كبيرا، إذ استطاعت المؤسسة أن تعبّئ، لوحدها، شريحة كبيرة من أبناء الجالية الجزائرية

وجمعت ما يقارب 90 مليون سنتيم في مدّة لم تتجاوز ثلاثة أشهر بالاعتماد على الإنترنت فقط، أمّا عملية التوزيع فتمّت بمساعدة شباب الجمعيات المحلية وعلى رأسها جمعيات “ناس الخير” التي تعاملنا معها لأول مرّة.

والحقيقة أننّا على مستوى المؤسسة تفاجئنا بمستوى مهنية وجدّية هؤلاء الشباب. لقد قاموا بعمل ميداني جبّار وكانوا يوفدننا بتقارير شبه يومية عن سير العملية مدعومة بالصور والفيديوهات، ولهذا السبب قررّت المؤسسة مكافئتهم في الأيام القادمة.

وهذه بعض الروابط عن تفاصيل المشروع: بيان اطلاق المشروع، التقرير النهائي للمشروع، ألبوم صور حول عملية التوزيع، قائمة المناطق المستفيدة...

هل لديكم اتصالات بالسلطات الجزائرية في كندا (السفارة)، وهل يجري التنسيق من أجل مساعدتكم على بعث المشروع بقوة؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال، لابدّ من التأكيد على أن المؤسسة الجزائرية من أجل تفعيل حركة المواطنة هيئة غير نفعية مستقلة وغير حكومية.

فيما يخص السلطات الجزائرية في كندا، فقد أعلمناهم بنشأة المؤسسة من أول يوم كما جرت العادة هنا بالنسبة للعمل الجمعوي.

كذلك يتّم التعامل معهم ومع كل الهيئات والمنظمات الأخرى ووسائل الإعلام بصفة جدّ مهنية، إذ نطلعهم على كل مشاريعنا ونشاطاتنا عن طريق البيانات التي نرسلها لهم، ولحد الساعة لم نتلقى أي اتصال منهم ناهيك عن التنسيق أو الدعم.