النقابات تحمّل المسؤولية للوزارة وأولياء التلاميذ يتهمون الدروس الخصوصية
دقت النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ ناقوس الخطر بسبب مقاطعة العديد من التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا، الدروس منذ نهاية العطلة الربيعية، مفضلين التركيز على حصص الدروس الخصوصية والمراجعة، على اعتبار أن مؤسساتهم متأخرة في الدروس بسبب الإضراب، الأمر الذي دفعهم إلى التوجه نحو الدروس الخصوصية.تعيش العديد من الثانويات الموزعة عبر التراب الوطني حالة من «العصيان» نتيجة غياب الرقابة من قبل الإدارة، بعد رفض التلاميذ الإلتحاق بمقاعد الدراسة على اعتبار أنهم استكملوا البرامج الدراسية المقررة مبكرا، إضافة إلى اكتفائهم بالدروس الخصوصية وتطلعهم إلى إقرار الدورة الإستدراكية بداية من هذه السنة.وحسب بعض التلاميذ ، فإن تركيزهم في هذه الفترة حيث لا تفصلهم سوى أسابيع قليلة عن الإمتحان المصيري، ينحصر على المراجعة من خلال حل أكبر عدد من المسائل والتمارين، عوض انتظار أساتذتهم لاستكمال البرنامج الدراسي الذي يتم في غالبية المؤسسات بالحشو من دون شرح. وقال محمد وهو طالب في السنة الثالثة الثانوي شعبة علوم: «لقد مللت من غياب أستاذي مادتي الرياضيات والتاريخ والجغرافيا في كل مرة، وهذا ما دفعني للتغيب والتركيز في الدروس الخصوصية». من جهتها قالت مايا وهي طالبة في شعبة الفلسفة: «الفترة الحالية يتم التركيز فيها على حل أكبر عدد من المواضيع وليس مواصلة البرامج التي يقوم بها أساتذتنا.. ولهذا الغرض قررت مقاطعة الدراسة من أجل التحضير الجيد خاصة في مادة الفلسفة التي تتطلب تركيزا كبيرا». وفي هذا الصدد، قال مسعود بوديبة المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «كناباست»، أن غياب التلاميذ في هذه الفترة لا يعتبر جديدا، لأن اهتمامهم منحصر في حل أكبر عدد ممكن من المواضيع والمسائل التي تضمنها الدروس الخصوصية.
“كناباسـت”: المسؤوليـة تتحملهـا وزارة الــتربيــة
وأضاف بوديبة في تصريح له إن غياب الرقابة من قبل الوزارة الوصية وعدم العمل بالبطاقة التركيبية التي يتضمن فحواها نقاط الفصول الثلاث وكذا السلوك والمواظبة وعدد الغيابات، كلها عوامل أدت بالتلاميذ إلى التغيب . واستطرد قائلا إن التلاميذ عندما اطمأنوا على أن التسجيل في امتحان شهادة البكالوريا قد تم، وبعدما تأكدوا أنهم مترشحون رسميا للامتحان شرعوا في العصيان والتغيب . وفي إجابته عن سؤال يتعلق بحديث التلاميذ على الدورة الإستدراكية قال بوديبة: “تصريحات الوزير واضحة وضوح الشمس، حيث أكد في العديد من المرات أن الدورة الاستدراكية يبقى مشروعا يمكن العمل به بداية من السنة القادمة وليس هذه السنة”، وبالتالي -يضيف بوديبة- فإن اعتماد التلاميذ على الدورة الثانية هذا العام “يعتبر جنونا”.
أولياء التلاميذ: الدروس الخصوصية أغنت التلاميذ عن دروس أساتذتهم
من جهة أخرى، قال الحاج دلالو رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ إن خروج التلاميذ من الثانويات في الوقت الحالي «غير معقول»، خاصة أنهم في فترة حساسة وجب فيها التركيز من أجل استدراك الدروس الضائعة التي خلفها الإضراب، محمّلا الوضع للدروس الخصوصية التي لا تخدمهم بسبب عدم توافقها مع البرامج الدراسية، مشيرا إلى أن التلاميذ بهذا الفعل يعتبرون أن الدروس الخصوصية تغنيهم عن دروس أساتذهم.