وجّه الوزير الأول عبد المالك سلال، رسالة تطمين للتلاميذ، وخاصة أقسام النهائي، داعيا إيّاهم إلى الالتحاق بأقسامهم، مؤكدا أن طلباتهم مستجابة وحقهم في العطلة الربيعية محفوظ، ولن يمتحنوا سوى في الدروس التي تلقوها ضمن المقرر الدراسي، وإن جدد التزام الحكومة بالحوار أسلوبا وحيدا لحل مشاكل الأسرة التربوية، نقل عن السلطات العليا في البلاد، تعهدها بمواصلة برامج التنمية لتحسين معيشة الجزائريين.
ودعا الوزير الأول، تلاميذ المدارس المضربين إلى الالتحاق بأقسامهم، مؤكدا أنه لن يسمح بأن يدفع التلميذ فاتورة إضراب الأساتذة، وإن وصف التململ الذي عرفته الثانويات مؤخرا بالتشويش، قال سلال، موجها خطابه للتلاميذ “التحقوا بمقاعدكم الدراسية بصفة عادية، وحقكم في العطلة محفوظ، واستدراك الدروس سيتم وفق ما يتم عليه الاتفاق، كما أن الامتحانات الرسمية والبكالوريا تحديدا لن تشمل سوى الدروس التي تلقاها التلاميذ”، مؤكدا أن ليس هناك ما يدعو إلى القلق، متعهدا بإشراك أولياء التلاميذ في تحديد الدروس المعنية بالامتحانات، في إشارة صريحة من سلال إلى العمل بعتبة الدروس كأسلوب توافقي، في أعقاب إضراب الأساتذة الذي ضيّع على التلاميذ أربعة أسابيع كاملة.
سلال فضّل أن يخرج لتهدئة التلاميذ، وإطفاء نار الخطر القادم من المدارس نيابة عن وزير التربية، عبد اللطيف بابا أحمد، الذي فضّل صم أذنيه وتجاهل تحرك التلاميذ، مثلما تجاهل نقابات التربية وإضرابها وجعلها تسير به إلى الأسبوع الرابع.
وأبرز سلال، في كلمته أمام فعاليات المجتمع المدني والمنتخبين بولاية بومرداس، التي شكلت محطة لزيارته أمس، أن التشويش على الأمن والاستقرار لا يصب في مصلحة أي أحد، وردا على سؤال: لماذا تربطون أمن واستقرار الجزائر برجل واحد، في إشارة إلى شخص الرئيس بوتفليقة، الذي أعلن الوزير الأول، نيابة عنه نيته الترشح لولاية رئاسية رابعة، قال سلال: “لمن لم يعش أواخر التسعينيات، نقول أن الدولة كانت أيامها مفلسة وعاجزة حتى عن تأمين سفينة قمح، وولى العرب والغرب ظهورهم لنا، ورفضوا التعامل معنا وكأننا داء كوليرا يفر منه الجميع”.
وقال سلال بصريح العبارة “بفضل سياسة بوتفليقة، استرجعنا الأمن وتحكّمنا في أمورنا، واسترجعنا قاعدتنا الاقتصادية، كما استرجعنا مكانتنا وأدوارنا في المجتمع الدولي، وأضحت كلمتنا مسموعة ويحسب لها حساب، لذا أعلمكم أنني سأتوجه إلى التشاد يوم الجمعة، لتمثيل الرئيس، لأن حضورنا في هذه المحافل ضروري لإسماع صوتنا، ذلك لأن الأمن لا يشترى وهو المحرك الأساسي لما حققته الجزائر اليوم من معدلات تنمية”.
واستطرد الوزير الأول قائلا “تعميق الأمن والاستقرار ضرورة، كما يعد تفادي سياسة الإحباط وتيئيس المجتمع ضرورة تضاهي الضرورة الأولى”، وردا على منتقدي حصيلة بوتفليقة قال: ” الاعتراف بالفضل واجب، ونبذ الكراهية ضرورة حتى مع من يكرهني”، وجدد دعوة الدولة إلى القلّة القليلة المتبقية التي “أخطأت في حق دولتها وشعبها، للتوبة والعدول والرجوع إلى جادة الصواب”.