بعد موسم شاق اجتاز أكثر من 500 ألف تلميذ بكالوريا 2012 فمنهم من لم يوافقه الحظ و نتمنى لهم النجاح و التوفيق الموسم القادم ومنهم من نجح في اجتياز البكالوريا فهنيئا لهم لكن من بين الناجحين تميز 64 تلميذ بحصولهم على معدل يفوق 18 واحدة من أبرز هؤلاء التلاميذ هي نهاد معزة من ثانوية ناصري رمضان بالطاهير ( جيجل ) و التي تحصلت على معدل 18.07 رابع أكبر معدل على مستوى ولاية جيجل و حتى يستفيد الطلاب المقبلين على البكالوريات القادمة و خصوصا بكالوريا 2013 استغلينا فرصة تواصلنا مع نهاد لنقل بعض تساؤلاتكم عليها و جاءت الإجابة من عند نهاد و التي نضعها بين أيديكم في هذه الصفحة آملين أن تستفيدوا من تجربتها و نصائحها لعلكم تحذون حذوها و تحصلون على تقدير ممتاز في البكالوريا , نتمنى لكم الاستفادة و نتمنى للجميع التوفيق
كيف كان شعورك عند معرفتك لمعدلك و هل توقعت هذا الإنجاز ؟
شعور رائع وفرحة لا توصف، عندما ظهرت لي النتيجة في موقع onec لم أصدق نظرا لاعتماده طريقة جديدة في عرض النتائج، لكن سرعان ما انطلقت الزغاريد في المنزل عندما تأكدت من النتيجة ٠
صراحة لم أتوقع حصولي على هذا المعدل لاسيما أنني لم أتعد معدل 17 خلال الفصول الدراسية الثلاث، كما لا أنفي تخوفي من علامات المواد الأدبية التي تشكل هاجسا عند معظم التلاميذ، لكن والحمد لله كان ختام مشواري الدراسي في الطور الثانوي مسك وتحصلت على هذا المعدل ٠
مشواري الدراسي تلخص في ثلاثة أطوار، تعرفت فيها على الكثير من الزميلات والزملاء ودرست لدى أساتذة أكفاء أسهموا بشكل كبير في وصولي إلى هذا المستوى ٠
درست عامين في السنة التحضيرية وبذلك استطعت تعلم معظم الحروف الأبجدية ما ساعدني كثيرا عند التحاقي بالسنة الأولى ابتدائي واستطعت أن أحرز المرتبة الأولى خلال الست سنوات، تحصلت على شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.40 أما شهادة التعليم المتوسط فتحصلت عليها بمعدل 17.48، وكان ختام المرحلة الثانوية بتحصلي على معدل 18.07 في شهادة البكالوريا ٠
ويمكنني القول أن الدراسة في كل من المرحلة الابتدائية والمتوسطة تعتمد بشكل كبير على الحفظ كما أن مواد الفهم بسيطة لا تخرج عن نطاق ما ذكر في القواعد والقوانين، الأمر الذي يختلف في المرحلة الثانوية التي تعتمد فيها مواد الفهم كالرياضيات والفيزياء على حل التمارين الموجودة في الكتب الخارجية ومواضيع الامتحانات السابقة لاستخراج الأفكار الجديدة منها، كما أن نمط الدراسة في الثانوية يتغير إذ أن معظم الأساتذة ذوي الخبرة كبار في السن لذلك فمن الصعب عليهم التعامل مع كل التلاميذ وشرح كل التفاصيل ٠
لهذا أنصح كل تلاميذ الطور الثانوي والمقبلين عليه بتجنب الاعتماد الكامل على الأستاذ وما يقدم في القسم، وكذلك عدم إهمال أية سنة، خاصة تلاميذ السنة الأولى ثانوي لأن كل السنوات مكملة لبعضها البعض والدروس المقدمة هي تتمة لما قدم خلال السنوات السابقة ٠
كيف كان تحضيرك للبكالوريا من بداية الموسم إلى آخره؟
تحضيري للبكالوريا كان قبل كل شيء تحضيرا نفسيا، فقبل بداية الموسم الدراسي صممت أن أبذل كل جهدي كي لا أندم لاحقا، ولعل فرحة وفخر والديَ هو الهدف الأسمى الذي وضعته نصب عيني وسعيت للوصول إليه، لذلك حرصت منذ اليوم الأول على تنظيم وقتي ٠
لم أكن أكثف المراجعة خلال الفصل الأول لكن مع بداية الفصل الثاني جعلت مراجعة الدروس أولى أولوياتي، ونظرا لضيق الوقت بين الذهاب للثانوية والرجوع إلى المنزل كنت أعمد إلى السهر حتى منتصف الليل لحل مختلف التمارين والمواضيع للمواد العلمية، أما مواد الحفظ كالاجتماعيات فكنت أفضل حفظها في الصباح الباكر وفي أيام العطل ٠
وبالنسبة للأسبوع الأخير فتجنبت الضغط والإرهاق وحرصت على النوم مبكرا وبذلك استجمعت طاقتي خلال أيام امتحان البكالوريا الخمس ٠
لهذا أنصح كل مقبل على شهادة البكالوريا بإنهاء مراجعة الدروس قبل الشهر الأخير لأنه يجب أن يخصص لحل مواضيع الامتحانات والبكالوريات السابقة فقط، كما أنه من المستحيل مراجعة كل الدروس خلال ليالي امتحان البكالوريا لما فيه من إرهاق قد يؤثر على إجاباتك في اليوم الموالي٠
صراحة فإن اللغة العربية هي المادة الوحيدة التي كنت أخاف منها ( ومازلت) نظرا لطبيعة أسئلتها وأجوبتها الغير دقيقة، فالتصحيح يختلف من أستاذ لآخر ومعاملها 3 لا يستهان به، لكن الانتباه لما يقدم داخل القسم وحل بعض الموضوعات كفيل لإزالة الإشكال ٠
أما عن مادة الفلسفة فهي مادة ممتعة، صحيح أني لم أكن أعرف طريقة دراستها خلال الفصل الأول وكنت أظنها مادة حفظ فقط، إلا أنني أدركت أنها مادة فهم بشكل كبير، لأن عدد المقالات لا يعد ( خاصة مقالات المنطق) لذلك عليكم الانتباه لشرح الأستاذ لأخذ الأفكار الهامة وترسيخها في الذهن أما باقي المقالة الفلسفية فهور شرح مفصل لكل فكرة ولا يستلزم الحفظ ولكن فهم ما تدور حوله الفكرة وشرحه بطريقتكم الخاصة ٠ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصحين الطلاب الالتحاق بها ؟
الدروس الخصوصية ساعدتني بشكل كبير، حيث كنت أتلقى دروسا في العلوم والرياضيات والفيزياء لأنه نادرا ما نقوم بإنجاز التمارين في القسم نظرا لطول البرنامج، لهذا أنصح طلاب البكالوريا بها، شرط المواظبة عليها وعدم إهمال أي حصة ٠كيف كان تعاملك مع اللغة الفرنسية و اللغة الانجليزية ؟
لم تشكل كلتا اللغتين أي عائق لي، نظرا لاعتمادي على قراءة المجلات والمقالات في الانترنيت وترجمة الكلمات الصعبة خاصة خلال العطل الصيفية، أما في أوقات الدراسة كنت أعتمد على حل المواضيع والحرص على ترجمة أي كلمة مبهمة لأنها قد تتكرر من موضوع لآخر خاصة مواضيع اللغة الفرنسية ٠
ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي أفادتك ؟
بالنسبة للكتب الخارجية اعتمدت على
كتاب أحمد أمين خليفة ج1 و ج2 في العلوم الطبيعية
المجتهد في العلوم الفيزيائية
العملاق في الرياضيات
الموجه في الأدب العربي
بالإضافة لبعض الحوليات
هل كنت مواظبة على حضور الدروس طيلة السنة أم توقفت عن ذلك مع قرب نهاية السنة ؟
واظبت على حضور الدروس حتى آخر السنة بالرغم من انتشار ظاهرة الهروب من المدارس خلال الفصل الثالث والتي لا أنصح بها بتاتا لأن كل الدروس واردة في امتحانات البكالوريا ولا يمكن توقع درس وإهمال آخر ٠
كيف كان برنامجك التحضيري كل يوم و هل كنت تفضلين السهر أم النهوض باكرا ؟
برنامجي التحضيري لم يكن مكثفا جدا حيث كنت أتجنب الإرهاق، كما أن التحضير الجيد لا يستلزم دراسة أكبر قدر من الساعات وإنما المواظبة اليومية على حل التمارين والتركيز الجيد ٠
شخصيا أفضل السهر لكن ليس لوقت متأخر جدا لأنه يؤثر سلبا على نشاط العقل وقدراته، وكما قلت سابقا أحيانا أنهض في الصباح الباكر للحفظ ٠
ما سر اختيارك لتخصص الطب ؟
مهنة الطب مهنة نبيلة، حيث تستطيع أن ترسم الابتسامة على وجه المريض وتساهم بإعطائه أملا في الشفاء، كما أنها تعطيك الفرصة للإبداع والاجتهاد من أجل إيجاد علاج لمختلف الأمراض المستعصية، وشخصيا أفضل جامعة قسنطينة لأنها الأقرب إلى ولاية جيجل ٠
ما تطلعاتك للمستقبل و هل لديك الرغبة في إكمال الدراسة بالخارج ؟
أتطلع لأصبح طبيبة ناجحة وأترك أثرا كبيرا في مجال الطب، ولا أنفي رغبتي بإكمال الدراسة في الخارج أين تعطى قيمة كبيرة للعلم و تتوفر كل الإمكانيات والوسائل اللازمة للبحث العلمي ٠
ذهبت في رحلة إلى تركيا فماذا تقولين عن هذه الرحلة ؟
رحلة ممتعة إلى مدينة إسطنبول، لكنها كانت متعبة نظرا لبرمجتها خلال أشد الايام حرارة في تركيا وفي شهر رمضان ٠
كما قيل: وما نيل المطالب بالتمني …………………. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
من هنا أنصح كل المقبلين على شهادة البكالوريا بالاجتهاد وبذل كل ما بمقدورهم لأنها السنة النهائية التي تحدد مصير حياتهم وما يريدون أن يكونوا عليه مستقبلا ٠
احرصوا على المراجعة اليومية والتركيز والانتباه في القسم، كما عليكم تجنب فكرة أن امتحان البكالوريا هو أصعب امتحان فهذا قد يؤثر سلبا على نفسيتكم وبشكل أساسي على نتائجكم ٠
أخيرا أتمنى لكم النجاح وتحقيق ما تسعون إليه، وأتطلع لرؤية نتائج ممتازة ونسبة نجاح أكبر ٠
وفقكم الله وكان في عونكم