بعد موسم شاق اجتاز أكثر من 500 ألف تلميذ بكالوريا 2012 فمنهم من لم يوفقه الحظ و نتمنى لهم النجاح و التوفيق الموسم القادم ومنهم من نجح في اجتياز البكالوريا فهنيئا لهم كما كان من بين الناجحين 64 تلميذ تحصل على تقدير ممتاز و حظي بالتكريم الرئاسي وهو هدف وضعه الكثير من التلاميذ نصب أعينهم و في هذه الصفحة تطالعون حوارا مع تلميذ كان قريبا جدا من التواجد في هذه القائمة و هو سامي عساس من ثانوية عميروش بالرغاية ( الجزائر – شرق ) و الذي تحصل على معدل 17.99 و حتى يستفيد الطلاب المقبلين على البكالوريات القادمة و خصوصا بكالوريا 2013 استغلينا فرصة تواصلنا مع سامي لنقل بعض تساؤلاتكم عليه و جاءت الإجابة من سامي و التي نضعها بين أيديكم في هذه الصفحة آملين أن تستفيدوا من تجربته و نصائحه لعلكم تحققون ما كان قريبا من تحقيقه و هو تقدير ممتاز في البكالوريا , نتمنى لكم الاستفادة و نتمنى للجميع التوفيق
كيف كان شعورك عند معرفتك لمعدلك و هل توقعت هذا الإنجاز ؟
في الحقيقة كان شعوري ممزوجا بالفرحة و الدهشة لدرجة أن دموعي كانت تنهمر بشدة لكنني كنت أنتظر نتيجة أحسن من هده و خاصة أن معدلي كان غريبا نوعا ما فقد كان بيني و بين الامتياز خطوة واحدة لكنني حينما رأيت ردة فعل العائلة من سرور و افتخار أدركت بأن هدا الانجاز لم يكن بالشيء الهين بعد ذلك اتجهت الى الثانوية لأعلم أنني كنت الأول في شعبتي و هذا الذي عوض شعوري بالحرمان من الامتياز ٠
كنت قريبا جدا من الحصول على تقدير ممتاز و التكريم من الرئيس فكيف كانت ردة فعلك ؟
الجميع طبعا طرح علي هدا السؤال من أولياء و طلبة و أساتذة لكن و بطبيعة الحال كنت أطمح دائما في التكريم من قبل الرئيس و الحصول على تقدير ممتاز لذلك فلقد تأثرت كثيرا في البداية و لم أفرح بشدة خاصة حينما شاهدت التكريم في التلفاز و بإمكانك تصور الإحباط الذي كان ينتابني في ذلك الحين و لكن بعد ذلك اقتنعت أن هذا المعدل لم يكن سوى نتيجة لتعبي و جهدي طوال السنة الدراسية و لو كنت أكثر اجتهادا في المواد الأدبية لكان معدلي أحسن من ذلك بكثير و يكفيني شرفا و قناعة أنني زرت تركيا في إطار الرحلة المهداة من طرف الرئيس للمتفوقين الأوائل في شهادة البكالوريا ٠
هل يمكنك تلخيص مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟
إن مشواري الدراسي و الحمد لله كان مكللا بالنجاح فلقد عرفت باهتمامي الدائم بالدراسة و اجتهادي المستمر ففي الابتدائي اكتسبت القاعدة المتينة التي تسمح لي بمواصلة الدرب نحو التفوق طبعا و نلت شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.00 و واصلت المشوار في المتوسط لكنني لم أكن مثابرا نوعا ما مما جعلني أجتهد أكثر في السنة الرابعة متوسط حين اكتشفت أن ميولي كان علمي بالدرجة الاولى و نلت شهادة التعليم المتوسط بمعدل 17.48 و كنت الأول في الاكمالية و بمجرد بداية التعليم الثانوي و شعوري بأهمية البكالوريا كثفت مجهوداتي خاصة في المواد العلمية و فيما يخص الشعبة فقد فضلت العلوم التجريبية مراعاة لقدراتي و كدلك اختياري المهني في المستقبل و هو الطب أما في القسم النهائي فلقد بذلت كل المجهودات لنيل تقدير الامتياز و الدي ساعدني كثيرا هو المراجعة اليومية في البيت خاصة العلوم و الفيزياء و الرياضيات على الرغم من الوقت الضيق بسبب الدروس الخصوصية ففي الفصل الأول نلت 16.88 و الثاني 16.60 و الثالث 17.00 و كنت مقتنعا تماما لأن مستوى المواضيع في ثانويتي كان صعبا في جل المواد و عند قرب الشهادة لم أشهد ضغطا كبيرا لأني ثابرت من البداية لأجتاز البكالوريا و أتفوق بمعدل 17.99 و الحمد لله هذا هو ملخص مشواري الدراسي الدي أفتخر به كثيرا لأنه يحمل بين طياته الكثير من الذكريات التي تشعرنا بطعم النجاح ٠
كيف كان تحضيرك للبكالوريا من بداية الموسم إلى آخره ؟
إن التحضير للبكالوريا ليس كما يعتقد الكثير أنه مثابرة و اهتمام في الأشهر الأخيرة بل إنه يكون من اليوم الأول من الدخول المدرسي و لقد كان تحضيري للبكالوريا على المستويين النفسي و الدراسي فأما النفسي فلقد أوليته اهتماما كبيرا و فائقا لأنه يلعب دورا في توفير الراحة المعنوية التي تساعدك على الدراسة المنظمة إذ أنني كنت أبعد عن ذهني جميع الأفكار المحبطة للمعنويات و أبعد الانشغالات العائلية كذلك و الأهم من هذا هو إيماني بقدراتي الفكرية و بأن الجزاء من جنس العمل و أما على المستوى الدراسي فلقد وضعت تصميما سنويا للعمل فكنت أراجع الدروس يوميا و أهتم كثيرا في القسم و خاصة حصص التمارين و منهجية حلها و كنت كذلك أحضر ملخصاتي على شكل خلاصات و بطبيعة الحال كثفت المراجعات العامة عند قرب الامتحان إالا أنني لم أشهد الضغط الذدي شهده الجميع لأنني كنت أشتغل على المواضيع المحلولة فقط فالدروس تناولتها بالدقة مع الأساتذة لكنني بطبيعة الحال كنت اخصص أوقات للراحة إذ قمت بتنظيم رحلات للاستجمام أحيانا مع أصدقائي مما ساعدني على تجديد القوى التي تسمح بمواصلة المشوار أريد أن أشير كذلك إلى العطل فلقد كنت أخصصها للحفظ و حل المواضيع في المواد الأدبية ٠
كيف تعاملت مع مادتي اللغة العربية و الفلسفة و اللغتين الأجنبيتين ؟
إن ما كان يثير تساؤل الأساتذة هو اهتمامي الفائق بالمادتين رغم كوني علمي أما اللغة العربية فلقد كنت أعشقها كمادة خاصة حصص السند الشعري فأحيانا عند قرائتي للشعر ترتسم في وجهي ابتسامات غريبة و أحس بمشاعر رائعة و من العوامل التي ساعدتني على النجاح في اللغة العربية و نيل 17.5 في شهادة البكالوريا هي أن أمي استادة تعليم ثانوي في اللغة العربية فلقد كانت توجهني فيما يخص منهجية الحل و كدلك أستادتي المتمكنة التي أفادتني بمعلوماتها القيمة و طريقة عملها لكن رغم أنني كنت أفضل الشعر فلقد وقع اختياري يوم الامتحان على النثر لأنني كنت متمكن من الاجابة عليه و هنا اقدم نصيحة للمقبلين على شهادة البكالوريا لسنة 2013 حول اختيار المواضيع إذ يجب أن يتخدوا قدرة الاجابة و الفهم الجيد كمعيارا للاختيار السليم للموضوع ليس حبهم للشعر أو النثر لأن هدا يختلف من تلميذ الى أخر أما الفلسفة فلقد كنت خائفا في البداية و محتارا حول كيفية مراجعتها هل تحتاج الفهم أم الحفظ و كانت أول اشكالية تواجني في الفلسفة لكن و بفضل الاستاذة أحببت هده المادة كثيرا و أدركت أنها حقا تساهم في الرقي الفكري و أنها تستحق و بجدارة أن تلقب بأم العلوم فالفلسفة منبع الثقافة اعتمدت أولا على الفهم فقط لكنني أدركت بعد ذلك أنها تدمج بين الفهم و الحفظ و لحسن حظي كنت قد تناولت المقالة الجدلية للحادثة التاريخية حول امكانية اخضاعها للتجريب مع الاستاذة و كان هدا في نهاية السنة لذلك وقع اختياري عليها في البكالوريا و نلت علامة 16.5 لذلك فان اللغة العربية و الفلسفة تحتاجان الحس الفكري الرفيع من التلميذ لأن نفور التلاميذ منهما دون سبب هو سر الرسوب فيهما ٠
ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصح الطلاب الالتحاق بها ؟
فيما يخص الدروس الخصوصية فهدا يعود أولا و أخيرا الى قرار التلميذ و قناعته بأهميتها فهناك من يعتقد أنها تقلص الزمن الدي يسمح بالمراجعة الفردية لكنه يجب الاشارة إلى أنها مهمة جدا في حل التمارين و المواضيع التي لا يسعنا الوقت لحلها في القسم و بدلك فان من يستغني عن الدروس الخصوصية يصبح مضطرا على تكثيف المراجعة الفردية و هذا لن يساعده كثيرا في الحل الدقيق للمواضيع لذلك فقد التحقت بها في المواد الأساسية الثلاث و هذا أفادني بشكل كبير و أنصح الطلاب المقبلين على البكالوريا الالتحاق بها مند بداية السنة و حتى في بعض المواد الأدبية ادا استدعى الأمر كضعف قاعدي مثلا ٠
كيف كان تعاملك مع اللغة الفرنسية و اللغة الانجليزية ؟
إن اجابتي عن هدا السؤال سوف تعكس نقطة ضعفي في البكالوريا لقد تحصلت على علامات مماثلة للمتفوق الأول وطنيا أنيس سنوسي في المواد العلمية الثلاث لكن اهمالي للمادتين اللغة الفرنسية و الانجليزية طوال السنة الدراسية كان السبب الرئيسي في عدم حصولي على معدل يفوق 18.40 فقد تحصلت على 13.5 في اللغة الفرنسية و 14.5 في اللغة الانجليزية و مقارنة بالمعدل العام فلقد كانتا ضعيفتين و أعترف أنني لم أهتم مطلقا باللغة الفرنسية خاصة مما أرجو أن يتفاداه الطلاب المقبلين على بكالوريا 2013 .
ما الوقت الذي خصصته لحفظ الدروس ؟
لقد خصصت نهاية الاسبوع للحفظ لأنني لم أتعود على النهوض المبكر لأنني كنت أسهر كثيرا في حل التمارين كما أن العطل ساعدتني كثيرا في الحفظ و التقليل من ضغط الدروس الكثيفة ٠
ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي أفادتك ؟
فيما يخص الكتب الخارجية فلقد كنت كثير الاطلاع و العمل عليها خاصة في المواد العلمية و هي كتابي أحمد أمين خليفة يشملان تمارين في العلوم الطبيعية و كذلك كتاب المرجع و الوافي في نفس المادة أما الفيزياء سلسلة استعد للبكالوريا من انتاج المطبعة الوطنية و الرياضيات كتاب الجديد أما المواقع الالكترونية فلم أعتمد عليها كثيرا
هل كنت مواظبا على حضور الدروس طيلة السنة أم توقفت عن ذلك مع قرب نهاية السنة ؟
نعم و بطبيعة الحال و لم أتغيب ساعة واحدة عن الدروس و واصلت الحضور حتى نهاية السنة لأنني كنت أستفيد كثيرا خاصة من نصائح الأساتذة و أنصح بمواصلة الدروس و الاهتمام بها حتى نهاية الموسم الدراسي ٠
كيف كان برنامجك التحضيري كل يوم و هل كنت تفضل السهر أم النهوض باكرا ؟
كنت أفضل السهر و أحيانا حتى وقت طويل و كان والدي يراقبني طوال الليالي لتفادي الإرهاق خاصة في نهاية السنة أما النهوض المبكر فلم أتعود عليه على الاطلاق رغم أن الكثير نصحني به لكنني لم أحبذ فكرة تغيير طريقة عملي لأنني تعودت على السهر طوال المشوار الدراسي ٠
اخترت تخصص الطب فما سر اختيارك و ما تطلعاتك للمستقبل ؟
إن لكل تلميذ مجتهد هدفا نبيلا يصبو إليه و ذلك مند الابتدائي فبعد أن كان الطب بالنسبة لي حلما في الابتدائي أحمد الله كثيرا بعد أن تحقق حلمي في دراسة الطب و سر اختياري هو حبي للطب و طمعي في رؤية الابتسامة المرسومة على وجوه مرضاي عند معالجتهم باعتبارها مهنة شريفة و سامية و إنسانية كما أنني أريد أن أحقق حلم أبي و امي في رؤيتي جراحا مشهورا في المستقبل ٠
ما تطلعاتك للمستقبل و هل لديك الرغبة في إكمال الدراسة بالخارج ؟
تطلعاتي في المستقبل هي النجاح و بجدارة إن شاء الله في السنوات السبع المقبلة ثم مواصلة الدراسة و الاختصاص في بلدي إن وفرت لي عوامل النبوغ أما إذا اتيحت لي فرصة الدراسة في الخارج فلن اضيعها طبعا لكنني و إن غادرت فسأعود الى بلدي الأم فهو الأولى بي ٠
ذهبت في رحلة إلى تركيا فماذا تقول عن هذه الرحلة ؟
رحلة العمر بالنسبة إلي فلقد قضيت هناك أروع أيام عمري إذ لم تفارق الابتسامة وجهي مند وصولنا إلى مطار صبيحة و كانت الرحلة منظمة بشكل جيد إذ زرنا معظم الأماكن في اسطنبول و لقد ذهبت مع صديقة و زميلة لي في الدراسة مما جعلنا نعايش نفس الشعور الرائع كما تعرفت على أصدقاء جدد رائعين و منهم حتى من أصبح من المقربين و الأجمل أننا سنواصل الدرب معا في كلية الطب لذلك أشكر جزيل الشكر الرئيس بوتفليقة على هذه الهدية الثمينة التي ستبقى ذكرى للافتخار بنجاحنا و الحمد لله
ما هي نصائحك للطلاب المقبلين على البكالوريا ؟
أنصح المقبلين على البكالوريا بالمثابرة و الاجتهاد طوال الموسم الدراسي و العمل على تحقيق تقديرات جيدة فما فوق لأن البكالوريا أصبحت في متنناول كل من يثابر و يرغب في النجاح و حضور الدروس و الاهتمام بالمواد الثانوية و تكثيف عملية حل المواضيع في الفصل الثالث بما فيها المواضيع المقترحة في مجلة الشروق لأن مواضيع البكالوريا لن تخرج عن ذلك المنوال و كذلك انتظار المفاجئات و عدم الاتكال على فكرة السهل و البسيط و ذلك طبعا لا يكون إلا بالعمل و الدعاء المستمر متوكلين على الله و الله ولي التوفيق
في الأخير نشكر سامي على إجاباته الرائعة و المفصلة و نأمل أن يستفيد الطلاب المقبلين على البكالوريا من نصائحه و تجربته حتى يحققوا المعدلات التي يطمحون لها
تمنياتنا لسامي بالتوفيق في الجامعة و تخصص الطب و تمنياتنا لطلابنا الأعزاء بالنجاح و التفوق و التميز
نقلا عن Ency-education