دعا ممثلو الأسرة التربوية لإصلاح البكالوريا باعتماد سلم التنقيط للتلميذ المتوسط وليس للتلميذ الضعيف كما هو حاليا، معتبرين أن سلم التنقيط الحالي يجب أن يحتسب على معدل 11.5 من عشرين بدل معدل 09.50 المطبق في البكالوريا في الوقت الراهن، موضحين أن ذات التنقيط في حد ذاته ممارسة للسياسة لتضخيم معدلات البكالوريا والحصول على الكم على حساب الكيف.
وأفاد نوار العربي منسق المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “كناباست” أن سلم التنقيط يخصص 40 بالمائة من النقاط للأسئلة المركبة، في حين قال إنه يجب تطبيق نسبة 50 بالمائة من النقاط، مضيفا “سلم التنقيط الحالي يساعد التلاميذ أصحاب معدل 8 من عشرين وليس متوسطي المستوى، وهذه طريقة مختلة”، مركزا على ضرورة إدماج البطاقة التركيبية التي تحدد نقاط التلميذ خلال العام في حساب معدلات نجاح مترشحي البكالوريا لفرض الانضباط وإدخال حسن السيرة والسلوك لدعم التلاميذ النجباء وتفادي حوادث مماثلة لحالات الغش الجماعي الحاصلة في مادة الفلسفة.
ومن جهته، ثمن رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “إينباف” مقترح إعادة البطاقة التركيبية من خلال احتساب حسن السيرة والمسار البيداغوجي والمعدل السنوي، وأن تسند للأساتذة وليس للكمبيوتر، محملا الوزارة الوصية مسؤولية ما حصل من تجاوزات نتيجة التنازلات المتوالية، بعدم تطبيق المقاربة بالكفاءات “باعتبار أن روح المقاربة هو ما اصطلح عليه بالمقاربة الإدماجية التي لم تطبق للعام الخامس على التوالي، ويجب التوعية مع ضمان التحصيل الجيد والتسلح بالعلم”.
فيما يرى فرحات شابخ عضو الأمانة الوطنية بالفدرالية الوطنية لعمال التربية “أفنتيو” أن الحل في إصلاح البكالوريا من خلال اعتماد البطاقة التركيبية، وكذا الإبقاء على الامتحان في المواد الأساسية لتخفيف الضغط على التلميذ في المراجعة، معتبرا أن الإنقاذ يجب أن يتم بشكل تربوي يراعي المسار البيداغوجي للمترشح على طيلة أيام السنة.
وذهب، مولود شعلال، المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سناباست” ممثلا عن مزيان مريان، لاتهام معدي الأسئلة ممثلين في الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات ووزارة التربية بالعمل على تعويد الممتحنين على الحفظ من خلال طبيعة الأسئلة المطروحة.
واعتبر المتحدث أن التدريس بالكفاءات موجود من قبل، وأن هناك دروس كلاسيكية وأخرى بمتطلبات العصر، موضحا أن المحتجين هم طلبة اعتادوا على الحفظ وليس الفهم، مضيفا “العتبة أضحت مكسبا تاريخيا والمقاربة كذلك وسنصل لدرجة أن الخروج من قاعة الامتحان سيصبح مكسبا تاريخيا”، ودعا شعلال للاعتماد على البطاقة التركيبية في حساب معدلات البكالوريا واشترط أن يعاد العمل بها بحساب عدد الغيابات، مضيفا “الإنقاذ سيكون دون جدوى إذا لم يربط بالبطاقة التركيبية والسلوك”.
كما قال نوار العربي منسق نقابة كنابست أن العقاب في حق المتسببين في الفوضى سيكون حفاظا على مصداقية شهادة البكالوريا وليس انتقاما من التلاميذ، مضيفا “إذا لم نعاقب مفتعلي الفوضى ستصل الاحتجاجات العام المقبل لحدود موريتانيا ومالي”.
وقال ممثل “الكناباست” أنه يجب فرض العقاب حفاظا على مصداقية البكالوريا وحتى لا يتكرر ذات السلوك، معتبرا أن الأسئلة من صميم البرنامج والمقرر السنوي ولم تخرج عن نطاق ما تلقاه التلاميذ، موضحا “بل لم تصل حتى حد العتبة وانتهت في بداية جانفي”، مضيفا “نطالب من ديوان الامتحانات إصدار تعليمات تقر الغش لكل إجابات متطابقة”، وهو ما عارضه بعض المشاركين في الندوة على أساس أن التلاميذ باتوا يحفظون الفلسفة عن ظهر قلب بدل الاجتهاد في الفهم.
أما عن تأثير ما حصل من فوضى على النتائج، فقال فرحات شابخ ممثل نقابة المركزية النقابية أن “الحادثة لن تؤثر على النتائج لأن الأغلبية لم يحصل معها إشكال، والحادثة اقتصرت على قلة في مادة الفلسفة، وسيكون العقاب التربوي مجنبا لحوادث مماثلة العام المقبل”.
عن جريدة الشروق اليومي