يتحدث الطالب ياسين بريهموش المتفوق الثالث على المستوى الوطني في بكالوريا 2017 من ثانوية ثرخوش أحمد بولاية جيجل بمعدل 19.02 في هذا الحوار الحصري لموقع الدراسة الجزائري عن مشواره الدراسي ككل و عن طريقة تحضيره للبكالوريا من بداية الموسم الدراسي إلى نهايته .
1- حصلت على تقدير ممتاز … فكيف كان شعورك عند معرفتك لمعدلك و من أخبرته أولا بالنتيجة؟
كان شعورا رائع و خاص ، فرحة كبيرة لا توصف ، و في الحقيقة لم اكن اول من علم بهذه النتيجة ،فاغلب افراد الاسرة علموا بذلك قبلي و فضلوا التريث الى غاية التاكد من النتيجة.
2- هل يمكنك أن تلخص لنا مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟
مشواري الدراسي يمكن ان اصفه بالممتاز الى ابعد الحدود حيث كنت منذ الابتدائي احصل على المراتب الاولى، زاولت دراستي في الطور الابتدائي في ابتداءيتين “نغيز السبتي” و “خلفون محمد” و ختمت هذا الطور بمعدل 9.70 المرتبة الاولى ولاءيا انذاك، ولعلها لا تزال الى آلآن احدى افضل الذكريات ، انتقلت الى متوسطة “بوزكرية بوجمعة” ، و تحصلت على شهادة التعليم المتوسط ب 18.76 مرتبة سادسة ولائيا ، النتيجة هذه لم تكن بالمرضية حقيقة. ما كان علي الا العمل اكثر و الحمد لله كلل تعبي و عملي بهذه النتيجية المشرفة لي ولي عائلتي و ثانويتي ثانوية ثرخوش احمد بجيجل.
3- كيف مرت بكالوريا هذا العام بشكل عام ؟
البكالوريا هذا العام كانت مثل باقي السنوات على العموم ، حيث مرت في ظروف حسنة و لعل المستجد الوحيد هو تزامنها مع شهر رمضان المبارك و تخوف البعض من الحر و الصيام و لكن الحمد لله لم يكن ذلك عائقا امام اغلبية التلاميذ، اما عن التحضيرات فقد كانت يومية و مستمرة ، منذ بداية السنة الدراسية و حتى الساعات الاخيرة قبل البكالوريا ، نعم، كانت متعبة لكن النتيجة و الفرحة مع الاهل تنسيك كل ذلك.
4- متى بدأ تحضيرك الجدي للبكالوريا وكيف كان تحضيرك من بداية الموسم إلى آخره، كيف كان برنامجك التحضيري كل يوم، و هل كنت تفضل السهر أم النهوض باكرا، و ما نصيحتك لاستغلال العطلة الصيفية و العطل الأخرى في الموسم ؟
كما ذكرت التحضيرات كانت منذ بداية السنة الدراسية ، مع بداية اولى الدروس ، يوميا كنت اخصص الوقت الكافي لمراجعة الدروس و تدارك النقائص و المواد الاساسية بالطبع اخذت حصة الاسد من برنامجي اليومي. شخصيا لم يكن لي برنامج صارم التزم به انما اتماشى مع سير الدروس العادي و اتجنب اضاعة الوقت ، و افضل في ذلك السهر على النهوض باكرا. نصيحتي بخصوص العطلة الصيفية ان يستغلها التلاميذ و خاصة المقبلون على الشهادات الرسمية في الراحة، و الترفيه عن النفس تحسبا لسنة دراسية طويلة لكن هذا لا يمنع من تدعيم المكتسبات خاصة في اللغات الأجنبية. باقي العطل الموسمية يجب استغلالها في مراجعة و ترسيخ الدروس و شخصيا كنت اخصص متسعا من الوقت فيها للحفظ و لا ننسى خلال ذلك اخذ قسط من الراحة للتمكن من متابعة باقي الدروس.
5- كطالب علمي .. عادة ما تشكل اللغة العربية والفلسفة عائقا لبعض الطلاب فكيف كان تعاملك مع المادتين ؟
ربما انا ايضا كان لي نفس التخوف التخوف مع مادتي اللغة العربية و الفلسفة و لكن مع مرور الايام و تناولنا لمختلف الدروس في القسم زال هذا التخوف شيئا فشيئا و الحمد لله وفقت في اجاباتي في شهادة البكالوريا ، بالنسبة للغة العربية و هته النصيحة تشمل جميع المواد فيجب الحرص على فهم جميع الدروس بدون استثناء ، ثم الإنتقال الى حل المواضيع المختلفة، فالاسءلة تتشابه الى حد كبير من سنة لاخرى، اما الفلسفة ، فما لاحظته ان اغلبية الممتحنين يلجؤون عادة الى الحفظ و يضيعون وقتا ثمينا في ذلك متناسين الهدف الاساسي من هته المادة و هو اعمال العقل و التفكر في مساءل اشكالية ومن تم كتابة مقالة على ضوء ذلك، لذلك فالعلامات هذه السنة في مادة الفلسفة كانت الى حد كبير سيئة لان طبيعة الأسئلة المطروحة و التي تحتاج الى تحليل و تفكير لم تكن في متناول الاغلبية رغم حفظهم لعدد معتبر من المقالات ، شخصيا كنت اركز على الفهم ثم احرر مقالاتي الخاصة في شكل ملخصات تضم ما يكفي من الاقوال الفلسفية ، اعتمد عليها فيما بعد يوم الاختبار في كتابة مقالتي الخاصة.
6- بالنسبة للمواد العلمية الأساسية الثلاثة كيف تعاملت معهم في تحضيرك و أي المواد تحبذ؟
المواد الاساسية كما هو معلوم تاخذ القسط الاكبر من التحضير و الوقت و الجهد طوال العام الدراسي ، تتطلب اولا الفهم الجيد للدروس في القسم ثم المراجعة في المنزل مع حل تمارين متنوعة، تشمل جميع جوانب الدرس ، و قد استعين في ذلك اي في انتقاء التمارين باساتذة ذوي كفاءة و خبرة . و لعل مادة العلوم الطبيعية هي التي تتطلب ممارسة و مراجعة اكبر لاكتساب منهجية الاجابة الصحيحة ، فيجب التحلي بالدقة و تجنب الاطناب في الاجابة ، و هذا ما يكتسبه التلميذ مع مرور السنة الدراسية، مادتا الرياضيات و الفيزياء لم تشكلا عائقا حقيقيا في نظري ، فهم الدرس و استيعابه و حل ما تيسر من التمارين لترسيخ مكتسباتك سيكون كافيا الى حد بعيد لتحصيل علامات ممتازة، اما عن المادة التي احبذها فالخيار صعب لكنني ساقف بجانب الفيزياء.
7- كيف حضرت اللغات و التاريخ و الجغرافيا؟
امتلاك قاعدة متينة في اللغات الاجنبية سيكون كافيا للاجابة على اغلبية أسئلة البكالوريا ، وهكذا كان الحال معي ، لكن هذا لا يعني اهمال دروس القسم و عدم مراجعة الدروس الملقاة ، اما من كان يعاني ضعفا في هاتين المادتين فالعطلة الصيفية كفيلة بتغطية هذا الضعف و سد النقائص و لو كانت عديدة . مادة التاريخ و الجغرافيا كنت احرص على حفظ الدروس قبل الامتحانات الفصلية ، و اعادة مراجعتها في العطلة التي تليها، و هكذا من اجل ترسيخ تلك المعلومات، حفظ الدروس لا يعني اهمال الفهم ، لان الفهم الجيد للدرس قد يغنيك عن الحفظ في حالات كثيرة ، و قد يتناول موضوع الامتحان جوانب من الدرس لم تكن تحفظها او نسيتها فتكون وسيلتك الوحيدة للاجابة هي ما فهمته من ذلك الدرس.
8- ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصح الطلاب الالتحاق بها ؟
الدروس الخصوصية في نظري ضرورية في حالات عديدة ، فهي تسد النقص الموجود في الدروس الملقاة في القسم ، و هذا لضيق الوقت و كثافة الدروس، لكنها ايضا قد تكون دون فائدة تذكر و مضيعة للوقت في حال كانت اعادة لما اخذته في القسم و لا تقدم اضافة تذكر، نصيحتي للتلاميذ في هذا الصدد ان ياخدوا من الدروس الخصوصية ما هم في حاجة ماسة اليه و عدم الاكثار منها لانها ستستحوذ على كامل وقتك و لن تدع لك مجالا للمراجعة لوحدك .
9- ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدت عليها ؟
اعتمادي بشكل كبير كان على المواقع الالكترونية لانها توفر كما كبيرا من المواضيع و التمارين التي يسهل الاطلاع عليها في وقت وجيز ، و خاصة مواضيع البكالوريا السابقة الجزائرية و حتى الاجنبية، اما الكتب الخارجية فساكتفي بذكر كتاب العلوم الطبيعية لاحمد امين خليفة و الذي انصح به خاصة لتلاميذ شعبة العلوم الطبيعية.
10- هل كنت مواظبا على حضور الدروس في القسم طيلة السنة ؟
نعم ، كنت مواظبا الى حد كبير في حضور دروس القسم خاصة في الفصلين الاول و الثاني ، اما الفصل الثالث فكنت في اغلب الاحيان افضل المراجعة منفردا.
11- هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا الموسم القادم ؟
نصيحتي لكل المقبلين على البكالوريا اولا هي التوكل على الله و عدم ترك مجال للخوف و القلق ، فالبكالوريا مجرد امتحان كغيره من الامتحانات ، و الأسئلة في اغلبها سهلة، فما عليكم سوى العمل و الاجتهاد طوال السنة الدراسية و سيكون النجاح و التفوق من نصيبكم ان شاء الله.
12- ماهو التخصص الذي ترغب بدراسته في الجامعة وماهي دوافع اختيارك له ؟
اخترت مواصلة مساري الجامعي في المدرسة العليا للاعلام الألي و لعل شغفي بهذا المجال هو السبب في هذا الاختيار، كما ان مجال المعلوماتية و الحاسوب يمثل المستقبل فهو مجال واسع يستهويني شخصيا.
13- كلمة أخيرة ؟
كلمتي الاخيرة، اولا احمد الله حمدا كثيرا على ما وفقني اليه، ثانيا ستكون رسالة شكر و عرفان لجميع من ساندني طوال مشواري الدراسي و خاصة امي و ابي ، و جميع الاساتذة و المؤطرين التربويين بدون استثناء الذين رافقوني طوال مشواري الدراسي.
حاوره موقع الدراسة الجزائري.