يفضل الكثير من طلبة البكالوريا المراجعة الجماعية كطريقة فعّالة لحفظ الدروس وترسيخها في الذهن استعداداً للامتحان المصيري الذي يطرق الأبواب قريبا، وبما أن التفاف بعض الزملاء حول طاولة واحدة لمراجعة الدروس يكون بمثابة محفز لهم، فإن بعضهم يحبذ المبيت يومياً عند زميل له يكون من الطلبة النجباء حتى يحظى بفرصة تلقي شرح سليم وجيّد للدروس.
وتُعتبر طريقة المراجعة الجماعية من أكثر الطرق انتشارا في أوساط الطلبة المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا، لما لهذه الطريقة من فعالية في ترسيخ الدروس وفهمها بالاعتماد على الشرح ومساعدة كل طالب لزميله في الحفظ، كما تُعدّ محفزا جيدا للطلبة بما أن تواجدهم مع بعض يمنحهم الكثير من الإرادة والمضيّ قدما من أجل تحقيق النجاح في أهم شهادة تعليمية تمثل منعرجا مهما في رسم الطريق المستقبلي الذي سيسلكه في حياته العلمية والعملية.
وبينما يفضل بعض الطلبة والطالبات الالتقاء في المكتبات للمراجعة جماعيا، بما أن جو المكتبة يمثل فضاء مهما وشبيها بجو القسم والدراسة، فإن البعض الآخر يحبذ الابتعاد عن هذا الجو لكسر الروتين والخروج قليلا من الصرامة التي تعود عليها خلال الموسم الدراسي، لذا يجتمع الكثيرُ من الطلبة رفقة زملائهم في بيت أحدهم.
ولعل أهمّ شرط يجب أن يتوفر في جو المراجعة الجماعية في البيت هو الهدوء والسكينة التي ينبغي على كل أفراد العائلة توفيرها من أجل مساعدة الطالب وزملائه على فهم الدروس، ويستعين الطلبة في كثير من الأحيان بطالب نجيب ومتمكن في كل المواد كما يعتمد البعض الآخر على مجموعة من الطلبة يكون كل واحد منهم متمكنا في مادة ما ليسهل عليهم مراجعة كل المواد وفهم الدروس بمساعدة الطالب المتمكن فيها.
وحول الموضوع حدثتنا “يسرى” من العاصمة، طالبة تستعد لاجتياز امتحان البكالوريا هذه السنة، فقالت إنها تقصد يوميا بيت إحدى زميلاتها رفقة ثلاث طالبات أخريات وتجتمعن في غرفة واحدة لمراجعة الدروس، حيث تساعد كل واحدة منهن زميلاتها في الحفظ عن طريق شرح الدروس التي لم تتمكن من فهمها جيدا داخل القسم خلال السنة الدراسية.
أما “سمير” فقال إنه يجتمع رفقة زميل له في بيته تارة وتارة أخرى في بيت “سمير”، مضيفا أنه يضطر أحيانا للمبيت عنده إذا اقتضى الأمر ذلك ولم يتمكنا من إكمال المقرر في الوقت الذي حدداه في البرنامج الذي سطّراه للمراجعة مع بعض، مؤكدا أنه لا يحبذ أن يكون العدد كبيرا حتى لا تشوش أفكارُهم وينشغلون بالأحاديث الجانبية على حد قوله.
ورأى الكثيرُ من المختصين أن المراجعة الجماعية فعالة جدا في دفع الطالب وتحفيزه للحفظ، بما أنه إذا كان بمفرده سيشعر في بعض الأحيان بالملل، بشرط أن يكون الطلبة الذين يجتمعون من أجل المراجعة جديين ويطمحون فعلا للنجاح في الشهادة المصيرية، مع ضرورة توفير جو مناسب لهم.