تتحدث الطالبة سلمى بوخلف المتفوقة في بكالوريا 2017 بمعدل 18.75 من ثانوية امحمد عبدي – سيدي غيلاس ولاية تيبازة في هذا الحوار الحصري لموقع الدراسة الجزائري عن مشوارها الدراسي ككل و عن طريقة تحضيرها للبكالوريا من بداية الموسم الدراسي إلى نهايته .
1- حصلت على تقدير ممتاز … فكيف كان شعورك عند معرفتك لمعدلك و من أخبرته أولا بالنتيجة؟
أحمد الله كثيرا على هاته النقطة التي تحصلت عليها ، أما بعد فلحظة رؤية النتيجة في الموقع كانت من أجمل لحظات حياتي ، اختلطت فيها مشاعري ، و امتزجت فيها دموعي بابتسامة فخري ، حقيقة لم أنتظر يوما أن اكافئ بتلك الطريقة و لكن حققت أمنية ربما خبأتها لي الايام ، أما أول من أخبرتهم كانوا والدي و جدتي من امي و اكتملت غبطتي ببريق الفخر بأعينهم .
2- هل يمكنك أن تلخصي لنا مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟
لقد كنت تلميذة مجدة مثابرة منذ صغري ، محبة للمنافسة ، مطلعة نحو الافضل ، انتقلت من الحسن إلى الأحسن طوال سنوات تمدرسي . كنت من بين الاوائل خلال سنوات الطور الابتدائي أما عند انتقالي إلى الطور المتوسط بدأت مواهبي تظهر و عملت على صقلها بمساعدة والدي الكريمين و الأساتذة المشرفين علي ، و الحمد لله أحسنت استخدامها ، و كنت دائما ما أفتك بالمرتبة الاولى ، انتقلت الى الثانوية بمعدل 17.98 بتقدير ممتاز ، واصلت كدي في القسم العلمي و حافظت على بريقي ، و عرفت بذكائي و حسن سيرتي بين زملائي .
3- كيف مرت بكالوريا هذا العام بشكل عام ؟
هذه السنة ستبقى راسخة في ذهني لن تجرأ الايام و لن تقدر على محوها ، اختلطت فيها مشاعر الخوف و التردد ، المنافسة و الصمود . لن أكذب عليكم و أقول أنها كانت سهلة بل سأقول أنها كانت شاقة و لكن العلامة في الاخير تستحق كل ذلك العناء .
4- متى بدأ تحضيرك الجدي للبكالوريا وكيف كان تحضيرك من بداية الموسم إلى آخره، كيف كان برنامجك التحضيري كل يوم، و هل كنت تفضلين السهر أم النهوض باكرا، و ما نصيحتك لاستغلال العطلة الصيفية و العطل الأخرى في الموسم ؟
اهتممت بالمواد العلمية الثلاث منذ بداية الموسم الدراسي ، كنت أقوم بتحضير وحدة بوحدة ، و أطوي كل وحدة في النهاية ، مع مراجعة وحدات الفصل في العطل الموسمية . أما المواد الادبية فقد كنت اراجعها مع نهاية كل فصل لكنني اشتغلت بها أكثر في الاشهر الاخيرة .
العطل الموسمية مزجت فيهما بين الراحة و المراجعة و الاستدراك ، أما العطلة الصيفية فلا ، خصصتها فقط للراحة و الاسترجاع ، و أرى أنها الطريقة المثلى ، فالعقل يحتاج دوما الى أقساط راحة بين الفينة و الاخرى .
5- كطالبة علمية .. عادة ما تشكل اللغة العربية والفلسفة عائقا لبعض الطلاب فكيف كان تعاملك مع المادتين ؟
مادة الأدب العربي لم تكن تشكل لي عائقا حقيقيا كوني ابنة أستاذة لغة عربية ، فقد كنت فصيحة اللسان ، سيالة القلم ، محبة للأدب نثرا و شعرا ، مطلعة على جوانب عدة منه ، لكنني عانيت من تهميش و احتقار من أستاذتي جعلني أفقد ثقتي بنفسي و أتخلى عن قدراتي و كرهت المادة بسببها سامحها الله ، و هذا كان الخطأ الذي أرجو من كل من يقرأ الحوار أن يتجنبه و يتفادى الوقوع فيه .
أما الفلسفة فلا أخفي عليكم حقيقة تخوفي منها منذ بداية السنة ، لكنني حاولت التركيز فيها قصد فهمها و إجاد طريقة مثلى للتحكم فيها ، و في نهاية المطاف اعتمدت على الفهم بصفة عامة فمواضيعها سهلة بسيطة مشوقة مأخوذة من واقعنا اليومي ، لا يمكن أن لا نكون مطلعين على بعض المراجع عنها . بالإضافة إلى حفظ أسماء الفلاسفة و أقوالهم ، كما كنت كثيرا ما أحدث نفسي و أشرح لها دروس الفلسفة بطريقة تجعل الفكرة مرسخة بذهني .
6- بالنسبة للمواد العلمية الأساسية الثلاثة كيف تعاملت معها في تحضيرك و أي المواد تحبذين ؟
لقد بدأت تحضير المواد العلمية الأساسية منذ بداية السنة الدراسية ، و قد كان هذا مفتاحا من مفاتيح نجاحي ، إذ لم أترك الدروس بأفكارها المتشعبة تتراكم علي في الأخير ، فمادة علوم الطبيعة و الحياة اعتمدت فيها على الرسم و التخطيط حيث كنت أقوم بتلخيص جميع الدروس وفق مخططات و رسومات و أحيانا نصوص علمية قصيرة يسهل علي الإطلاع عليها فيما بعد . تعلمت منهجية الإجابة على مواضيع العلوم بحل تمارين الباكالوريا أولا ثم حل التمارين ذات الأفكار الجديدة بعدها .أما الرياضيات و الفيزياء فحلهما كان في التدريب فقد كنت أحل تمارين عدة و لكن كل تمرين كان مختلفا عن الٱخر و لا شبه بينهم ، لأن الصعوبة تكمن في كل ما هو جديد . و أنا لم أترك جديدا إلا و قد وضعته بسجل القديم . المادة التي كنت أميل إليها كثيرا هي مادة الرياضيات كنت أحب التعامل مع الأرقام و التلاعب بتلك الأسئلة ، أحب الأسئلة الصعبة و أتلذذ عندما أتصارع معها فأتغلب عليها .
7- كيف حضرت اللغات و التاريخ و الجغرافيا؟
اللغات الاجنبية لم أكن أجد أية مشكلة معها فقد اكتسبت قاعدة جيدة و طلاقة لسان و رصيد لغوي ثري من مطالعتي التي لم تنقطع للكتب باللغات الثلاث ، و هذا ما مكنني من مراجعتها مرة واحدة بعد نهاية كل وحدة تعليمية فقط ، لذلك لم أجد اية تراكم في النهاية ، كما اعتمدت على حل مواضيع البكالوريا السابقة لمعرفة طريقة طرح الاسئلة و كيفية التعامل معها يوم الامتحان .
أما مادة التاريخ فقد اعتمدت الحفظ في بعض العناصر كالتواريخ ، الفهم و التخيل في عناصر أخرى كتلك التي تسرد مراحل اندلاع الثورة ، بالإضافة إلى السرد لكي تتلخص الأفكار و الأحداث في ذهني .
مادة الجغرافيا حفظت منها القليل ، أما الجزء الأكبر فقد فهمته أو وجدته مخزنا عندي كثقافة عامة .
8- ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصحين الطلاب الالتحاق بها ؟
الدروس الخصوصية هي عبارة عن دروس ضرورية إذا كان التلميذ لا يتلقى ما يكفيه في القسم و لا يمكنه تعويض نقائصه ذاتيا ، كما أنها قد تكون مكملة أحيانا و غيرضرورية أحيانا اخرى ، و كل هذا يعود إلى التلميذ و دروس القسم . لا يمكنني أن أنصح بها كما لا يمكنني العكس لأن الوضع مختلف من تلميذ إلى ٱخر . أما بالنسبة إلي فقد اعتمدت عليها في المواد العلمية الثلاث لأن ما كان يقدم إلي في القسم لم يكن يروقني و لا يكفيني و هذا إن لم اقل أنه لا يمثل حتى ربع ما يجب تلقيه ، و لهذا السبب كانت الدروس الخصوصية ضرورية بالنسبة إلي ، و الحمد لله أحسنت اختيار أساتذة أكفاء كانوا مفتاح نجاحي .
9 – ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدت عليها ؟
اعتمدت كثيرا على مختلف المراجع الوطنية و الاجنبية حيث اعتمدت على قناة الاستاذ نور الدين في اليوتوب و كذلك الاستاذ مولاي عمر ، بالإضافة إلى صفحة استاذ علوم الطبيعة و الحياة بوالريش أحمد و كذلك صفحة أستاذي الفاضل حجاج ابراهيم ( رياضيات المستودعات ) .
أما الكتب فقد اعتمدت على المراجعة النهائية ، كتب أمين خليفة في مادة العلوم . كتاب المغني في الفيزياء و الرياضيات .
كما اعتمدت كثيرا على البكالوريات الاجنبية ، الكتب و المراجع الفرنسية و المغربية في المواد العلمية .
10- هل كنتي مواظبة على حضور الدروس في القسم طيلة السنة ؟
مواظبتي على حضور الدروس كان متوقفا على الاساتذة العاملين على تدريسي ، فقد واظبت على حضور دروس العلوم طيلة السنة ، لكنني لم أكن أفعل بالنسبة لمادتي الرياضيات و الفيزياء نظرا لعدم تحكم الأساتذة و عدم تمكنهم من مادتهم و هذا أمر مؤسف حقا ، أما المواد الادبية فقد اعتمدت على التدريس الذاتي فلم أكن أعتمد على دروس القسم فقط لأنها ناقصة .
11- هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا الموسم القادم ؟
إلى كل مقبل على هذا الامتحان المصيري ، أريد أن أعلمك أن الوصول إلى بر الأمان و الوصول إلى أحلامك لن يكون إلا بالجد و المثابرة بل بالتضحية و التحدي ، صحيح أن الأمر متعب و مرهق لكنك ستنسى كل شيء برؤيتك تلك النتيجة المشرفة ، باقترابك من تحقيق هدفك الاسمى ، لا تنصت إلى من يخبرك أنك لا تستطيع ، ابتعد عن ذوي الطاقة السلبية . و تيقن أن النجاح يكون بعد عمل غير منقطع طوال السنة الدراسية و ليس جد بضع أشهر في ٱخر الموسم الدراسي .
12- ماهو التخصص الذي ترغبين بدراسته في الجامعة وماهي دوافع اختيارك لهذا التخصص ؟
التخصص الذي أرغب بدراسته هو الطب، الذي دفعني اليه فضولي في اكتشاف خبايا جسم الإنسان ، و أسال الله عز و جل أن يوجهني نحو التخصص الذي ينفعني و ينفع بلدي و شعبها .
حاورها موقع الدراسة الجزائري.