وزيرة التربية بن غبريط تؤجل عطلة الصيف

وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رمعون
وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رمعون

فاجأت وزيرة التربية أول أمس نقابات القطاع بقرارها فتح ورشة لتقييم الإصلاح خلال عطلة الصيف، حيث ألزمتهم بعدم مغادرة مكاتبهم إلى غاية الانتهاء من صياغة خريطة طريق الموسم الدراسي المقبل، ولم تفوت بن غبريط الفرصة لفتح النار على تلاميذ الأقسام النهائية، حيث توعدت بوضع إجراءات صارمة لفرض الانضباط داخل المؤسسات التربوية.
شرعت وزيرة التربية نورية بن غبريط رمعون رسميا في استقبال نقابات القطاع، وإن كانت الاجتماعات التي جرت أول أمس قد اكتست طابعا تعارفيا، إلا أن الشركاء الاجتماعيين حرصوا على “تذكير” الوافدة الجديدة بأهم الملفات التي لازالت عالقة لحد الآن. وقال رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، إن أهم نقطة ركزت عليها جلسة العمل التي جمعت الطرفين هي ظاهرة انعدام الانضباط داخل المدرسة الجزائرية وما نتج عنها من غيابات متكررة خاصة في أقسام النهائي، بعد أن لوحظ بأن تلاميذ هذا القسم يهجرون مقاعد الدراسة بعد انتهاء الثلاثي الثاني.
وأخطر من ذلك، يضيف مزيان، سجل خلال السنوات الأخيرة غيابات كثيرة في البكالوريا التجريبية، كما أن معظم الممتحنين لا يعيرون أية أهمية لعمليات تصحيح الأجوبة، ما تسبب في تراجع القيمة العلمية لهذا الامتحان وإفراغه من الهدف الرئيسي الذي وضع لأجله، ويعد ذلك انعكاسا لعدم وجود الإنقاذ ولا دورة استثنائية تلزمهم ببذل مجهودات أكبر خلال العام الدراسي، وهو ما اعترفت به وزيرة التربية التي تعهدت، حسب محدثنا، بإحكام “سيطرتها” على التلاميذ وفرض الانضباط داخل المؤسسات التربوية لجميع الأطوار، قبل أن يتفق الطرفان، حسبما جاء على لسان ممثل “سناباست”، على ضرورة الإسراع في تقييم شامل للإصلاح للوقوف على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء مطالبة تلاميذ الأقسام النهائية بالعتبة.
وهو ما يتفق معه المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية مسعود بوديبة، حيث قال إن أعضاء المكتب الوطني الذين التقوا بالوزيرة شددوا على أهمية تجسيد الالتزامات المتفق عليها بين الطرفين في محاضر اجتماع موقعة. وحرص ممثلو “كناباست” على التأكيد بأن هذا التنظيم ميداني له القدرة على المساهمة في حل مشاكل القطاع، بشرط أن يكون الحوار “جادا” ويثمر بنتائج تجسد على أرض الواقع، حيث شرحوا طيلة ساعة كاملة، يضيف بوديبة، الوضع الذي يعيشه مستخدمو القطاع، إضافة إلى تسليط الضوء على التطورات التي عرفتها ولاية غرداية وضرورة التكفل بالملف بالتنسيق بين جميع القطاعات المعنية، لتوفير الظروف المادية والأمنية لإجراء امتحان البكالوريا.
وعرج الطرفان بحسب ممثل “كناباست” على الظروف البيداغوجية، حيث قدمت كل جهة وجهة نظرها، ليتضح وجود نقاط تقاطع “كبيرة” سيتم التفصيل فيها خلال جلسة العمل الثنائية التي ستجمعهما مستقبلا، بعد أن شددت الوزيرة على أن مشاكل القطاع لن تلقى طريقها إلى الحل دون إشراك النقابات والتشاور مع جميع أطراف الأسرة التربوية.
وتعهدت وزير التربية، يقول مسعود بوديبة، بفتح نقاش حول الإصلاح خلال العطلة، على أن يتم تطبيق نتائج هذه اللقاءات بداية من الدخول المدرسي المقبل، وسيكون إلغاء العتبة القرار الذي ينتظره الجميع لفرض الانضباط وسط التلاميذ. أما مجلس ثانويات الجزائر، فقال على لسان المكلف بالإعلام ايدار عاشور، إنه لمس استعدادا من قبل الوزيرة لتسوية الملفات العالقة في حدود صلاحياتها، فيما تعهدت بالتدخل لدى الحكومة والوظيفة العمومية لمعالجة المسائل المرتبطة بهذه الهيئات مباشرة، وأشار نفس المتحدث إلى أن لقاء الخميس تمحور حول نقطتين أساسيتين تتعلقان بظروف العمل في المدرسة الجزائرية، والمطالب الاجتماعية لمهنيي القطاع، وهو ما سيتم التفصيل فيه خلال جلسات التقييم المقرر عقدها في جويلية المقبل.

3 تعليقات

  1. آه ، نسيت معلومة عن الأستاذ الجالس في المكتب ، إضافة إلى ذلك فهو إذا سألته سؤالا تجاهلك بعد أن نظر إليك وسمعك، وإذا أجابك، قال: “على الطالب البحث عن ذلك” بعد أن فهمنا أن تلخيص الدرس والتحضير عمل الطالب، لما أذهب أنا عند الأستاذ إذا؟؟

    • معك كل الحق ، و أثبتّ وجهة نظر قيمة ، لكن ماذا تتوقع من وزارة تعدها الدولة عبءا على خزينتها ؟؟ هكذا قيل في عهد بابا أحمد ، للأسف ، يريدون علماء و مفكرين لكنهم ليسوا مستعدين للبذل من أجلهم ، وعن لفظ “السيطرة” عادي ، قلة الاحترام هذه تعود عليهم لا محالة إذ سنتسلم ذات مناصبهم يوما ما و” الدنيا دوارة” على كل حال …. ـماداموا لا يتخيرون حتى ألفاظهم للكلام عنّا و كأننا لاجئون في بلدنا و هم ينظرون لنا بعين الحسان و الشفقة …
      انا أؤكد فقط على “مستوى” الأساتذه “القيم و الرفيع” الذي نضطر للتمدرس على أيديهم خاصة إن كانت مادة أساسية و بالأخص في مدن الجنوب ، ارحمونا ، الحرارة المرتفعة من جهة و تفاهة بعض الأساتذة ( إلا القلة القليله التي أنعم الله بها علينا و التي لا ندري كيف نشكرها) من جهة أخرى .. لا يملكون المبادئ الأساسية للمادة ، لا يحسنون إيصال المعلومة ، درسوا حسب النظام القديم “عهد فرعون” ، و الأسوء هو أفعال الباطل التي يرتكبونها في حقنا و الإدارة لا تفعل لهم شيئا ..
      إن لم تكونوا أكفاء و قادرين على مراعاة و الاهتمام بحال مدن الجنوب فكان الأجدر بكم أن تسلّموها لفرنسا عندما طالبت بفصلها عن الجزائر !!

  2. “ظاهرة انعدام الانضباط داخل المدرسة الجزائرية وما نتج عنها من غيابات متكررة خاصة في أقسام النهائي، بعد أن لوحظ بأن تلاميذ هذا القسم يهجرون مقاعد الدراسة بعد انتهاء الثلاثي الثاني.” هذا صحيح جداّ
    لكن لا أظن أنه تم التحقيق فعلا أو الاكتراث إن كان هذا فعلا نابع من عدم اكتراث التلاميذ، أيعقل أن مجموع كبير جدا من التلاميذ لا يكترثون لمستقبلهم؟ لما لا يعتبر مثلا تعبيرا عن عدم أهمية وكفاءة المؤسسة التربوية ؟

    “وهو ما اعترفت به وزيرة التربية التي تعهدت، حسب محدثنا، بإحكام “سيطرتها” على التلاميذ وفرض الانضباط داخل المؤسسات التربوية ” هذا ليس كلاما ينطق به شخص بمرتبة وزير.

    السيطرة بالفرض من أجل التعليم تتم على الكلاب ولكن ليس على طلاب علم من جنس بشري تتراوح أعمارهم بين ال 18 و ال19 وحتى ال20 ، فقط في حالة ما أجري قمع لوعي هؤلاء البشر البالغون توقعا منهم أعمالا واعية وإنجازات وتحقيقات، وهذا لن تكون خاتمته إلا فشلا ذريعا .

    أنا طالب في السنة النهائية، أبلغ من العمر 19 سنة وأظن أن هذا سن كبير بالنسبة إلى مترشح باكالوريا ، لم أعد أية سنة ومستواي التحصيلي جيد، ولم أحضر منذ بداية الفصل الثالث، إلاّ بعض الأسبوع ما قبل الأخير وأسبوع الإمتحانات ،لأن المؤسسة مضيعة للوقت. الأساتذة كارثة كبرى، أستاذ يشتم الطلاب ويتكلم كلاما شارعيا محض، وآخر منذ أن يبدأ الدرس وهو جالس في مكتبه وطالب يكتب الدرس في السبورة، وأساتذة آخرون يسردون النكت ويعيدون الخبر، حاشى أستاذين فقط كان علي أن أضحي بحصصهما..
    ولا يمكنك أن تتكلم عن ذلك لأسباب أمنية واجتنابا لمشاكل عقيمة تعود بالضرر عليك فقط يا عزيزي الطالب الجزائري . كما أنك لست إبن فلان أو فلان وليست لك نقابة تمثلك رغم طورك المتقدم.
    وهكذا لا أحد يتكلم.

    فأي طالب صحيح العقل يترك منزله الجميل، غرفته المكيفة وجميع وسائله المتاحة وأحسن وسط للدراسة ليتوجه ويضيع أوقاتا بمثابة فرص لأن يكون منتجا …
    لأجل عذاب نفسي، حسرة وطنية، دوران، ضيق صدر يدوم 8 ساعات في اليوم ليعود إلى منزله بآلام رأس حادة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *