تتحدث الطالبة قوادري ندى المتفوقة السادسة على المستوى الوطني، والأولى بولاية ڨالمة بمعدل 19.18 في بكالوريا 2021 والثالثة في شعبة تقني رياضي من ثانوية الإمام محمد قتاتلية، بلدية حمام النبائل، ولاية قالمة، في هذا الحوار الحصري لموقع الدراسة الجزائري عن مشوارها الدراسي ككل و عن طريقة تحضيرها للبكالوريا من بداية الموسم الدراسي إلى نهايته.
1- تحصلتي على تقدير ممتاز في بكالوريا 2021 .. صفي لنا شعورك عند معرفتك لمعدلك وأجواء الفرحة في العائلة ؟
“وَأَنْ لَيسَ لِلإِنسَانِ إلّا مَا سَعَى” سلام الله عليكم. حيّاكم الله وبيّاكم. بدايةً حمدًا لله الذي أكرمنِي بهذا، ومنّ عليّ بفضله. اللهم بِتوفِيقك لا بجهدي. أتّم الله نعَمه علينَا ورزقَنا الدرجَاتِ العلا في الدنيا والآخرة.
فرحتِي بالنتيجة لو وزعتها على أهل الأرض قاطبة لكفتهم، لم أتوقع يومًا أن أصل لهذا. النتيجة فاقت سقف توقعاتي. كانت أول مرة أجرب دموع الفرح ههه، بكيت كثيرا.
أما بالنسبة لأهلي.. فعليًا يفنِي واحدنا عمُره ليرى فرحة أهلهِ بتلك الطريقة، والله العالم بكفّة ودموع أبِي يومها بكفّة. الحمد لله.
2- هل يمكنك أن تلخصي لنا مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟
الحمد لله كنت متفوقة منذ الطور الابتدائي، تحصلت على شهادة التعليم الإبتدائي بمعدل 9.10 انتقلت للمتوسطة وكنت في الغالب صاحبة المرتبة الأولى فيها، كان أكبر معدل تحصلت عليه 19.56 في السنة الثالثة متوسط. اجتزت شهادة التعليم المتوسط وانتقلت إلى الثانوية بمعدل17.51 ( ملاحظ أن شهاداتي السابقة لم تكن بمعدلات مرضية، كانت أقل من معدلاتي الفصلية كثيرا، لم أكن مستعدة لأعيش نفس الصدمات السابقة، لذا فأنا لم أكن أتوقع هذا المعدل في شهادة البكالوريويا جملة وتفصيلا، مع أن معدلي الفصلي كان 18، لكن الحمد لله كانت هذه النتيجة عوَضًا جميلًا عن كلّ ماسبق.)
دخلت الثانوية بفرع جذع مشترك علوم وتكنولوجيا، ثم اخترت شعبة تقني رياضي اختصاص هندسة كهربائية في السنة الثانية ثانوي، وحمدًا لله أن كان ختام مرحلتي الثانوية مسكا، بمعدل 19.18 في شهادة الباكالوريا.
3- حدثينا عن السر في إمكانية تحقيق التلميذ للإمتياز في البكالوريا وبمعدل 19/20 ؟
أولا وقبل كل شيء إنما هو توفيق ربي وفضله، إضافة إلى ذلك لم تكن هذه النتيجة وليدة هذه السنة فقط، بل كانت نتاج اثنتي عشرة سنة بشكل عام، ونتاج تعب سنة البكالوريا بشكل خاص.
لا أقصد بذلك إحباط من لم يجتهدوا في السنوات الفارطة، بالعكس أنا أيضا كنت مهملة جدًا في السنوات الأولى للثانوية، خاصة المواد الأدبية. صحيح أن تدارك ذلك سيكون صعبا قليلا، خاصة الرياضيات والفيزياء، لكن لابأس.
4- كيف مرت بكالوريا هذا العام بشكل عام ؟
أحببت هذه السنة جدًا رغم كل التعب، الدموع، حالات الإكتئاب أحيانا ههه. وبالمناسبة أنا لحد الآن أعتبر هذه الشهادة شهادة نفسية أكثر من كونها معرفية، تعبت جدًا في الفترة الأخيرة، لا قدرة لي على النوم ولا على الأكل وبكاء باستمرار، أيام الحمد لله أنها مرت بسلام.
كذلك كانت أكثر سنة شعرت فيها بتوفيق الله لي، لم أستطع النوم ليلة امتحان الرياضيات، ودخلت بعيون متورمة من البكاء، لكن مع ذلك نجوت بفضل الله وتحصلت على علامة 19.5 فيها.
كنت دائما أدعو “اللَّهم لاتتركنِي وحدِي فإنِّي لاحَولَ ولَا قوَّة لِي إلا بِك” وبالفعل كان فضل الله علي كبيرا وكنت أنجو في كل مرة.
5- متى بدأ تحضيرك الجدّي للبكالوريا وكيف كان برنامجك التحضيري اليومي من بداية الموسم إلى آخره، و هل كنت تفضلين السهر أم النهوض باكرا؟
بدأت تحضيري للبكالوريا مع دخولنا المدرسي في نوفمبر، لم أدرس في العطلة الصيفية التي سبقتها ولم أكمل حتى برنامج السنة الثانية ثانوي الذي توقف بسبب وباء كورونا، مع أن أغلب أصدقائي أكملوه في الدروس الخصوصية.
بالنسبة لبرنامجي فأنا لست شخصا منظمًا للأسف ههه
لم أكن أضع برنامجا ثابتا أتبعه. كنت أنهض مع صلاة الفجر وغالبًا لا أنام بعدها، أكمل ما عليّ من مهام وأجهزّ نفسي للمدرسة، بعد عودتي للبيت أنام مباشرة وأواصل دراستي مساء. في أيام العطلة كنت أحب السهر بدل الإستيقاظ مبكرا.
6- ما نصيحتك لاستغلال العطلة الصيفية و العطل الأخرى في الموسم ؟
بالنسبة للمقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، لا أنصح أبدا ببدأ برنامج النهائي منذ العطلة الصيفية، يمكنكم استغلالها في مراجعة المعارف السابقة خاصة الرياضيات والفيزياء، أو تطوير لغاتكم الأجنبية، ممارسة هواياتكم، حفظ قرآن، قراءة كتب…. أما بالنسبة للعطل الأخرى في الموسم “عطلتي الربيع والشتاء” فلابد من استغلالها جيدًا واستدراك كل النقائص في الفصل السابق.
7- كطالبة علمية .. عادة ما تشكل اللغة العربية والفلسفة عائقا لبعض الطلاب فكيف كان تعاملك مع المادتين ؟
أحبّ العربيّة جدًا، ولم أجد فيها أي صعوبة، تحصلت فيها على العلامة الكاملة ولله الحمد. كنت أفهم دروسي من القسم، وأستعين بملخص الأستاذ خالد حماش، وأحيانا بقناة “بكالوريا اللغة العربية” على اليوتيوب، كما قمت بحل البكالوريات السابقة.
أما بالنسبة لمادة الفلسفة فهي الأخرى أحبها، عكس ما يشاع عنها. كنت أفهم الدرس مع أستاذتي في القسم، وأقرأ العديد من المقالات ثم أكتب مقالتي الخاصة، وكانت رفيقتي في ذلك روفيدة، كنا نتقاسم كتابة المقالات، فأسلوبنا في الكتابة كان متقاربا، وبالتالي لم أجد فيها إشكالا كبيرا، أخرت حفظ المقالات للأسبوع الأخير قبل الباكالوريا، وهذا لم يكن من الصواب في شيء.
كنصيحة للمقبلين على الشهادة، حاولوا أن لا تتركوا مواد الحفظ للأخير كما فعلت أنا، سيتعبكم ذلك كثيرا، المفروض الفترة الأخيرة تكون للمراجعة فقط.
8- بالنسبة للرياضيات والفيزياء كيف كان تحضيرك لهما و أي المواد تحبذ وما المراجع التي اعتمدتي عليها ؟
بالنسبة لمادتي الرياضيات والفيزياء فقد كان جلّ وقتي من نصيبهما، أما الرياضيات فقد اعتمدت على دروس القسم، وقد كانت كافية ووافية، ولم أكن أحضر أي دروس أخرى كي لا أشوش على نفسي، قمت تقريبا بحل كل البكالوريات للشعب الثلاث، إضافة إلى بعض تمارين الكتاب، والمواضيع التجريبية، وكذلك بعض تمارين المغني. إضافة إلى سلسلتين في ميدان الجبر، وبالمناسبة هذا أصعب ميدان في برنامج النهائي للأقسام التقنية، تعبت معه جدا.
بالنسبة لليوتيوب استعنت بقناة الأستاذ نور الدين لأرى تصحيح البكالوريات السابقة.
أما الفيزياء فقد اعتمدت على دروس القسم، وبشكل كبير على كتاب المغني، جزى الله مؤلفه خير الجزاء، قمت بحل أغلب تمارينه، وبعض تمارين كتاب المراجعة النهائية.
كنت بعد اتمام كل وحدة أخصص يوما أو يومين لتلك الوحدة فقط، أكمل تمارينها، وأطلع على البكالوريات السابقة.
9- كيف كان تحضيرك لمادة الهندسة الكهربائية وما المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في تحضيرك؟
لم أواجه أي صعوبة في مادة الهندسة الكهربائية، اعتمدت على مايقدمه لنا الأستاذ، شكر الله سعيه، تعب معنا وأجزل في العطاء. قمت بحل أغلب البكالوريات السابقة، إضافة إلى بعض المواضيع التي كان يقدمها لنا الأستاذ. لم أعتمد على أي مصادر خارجية.
(ملاحظ أني أعتمد كثيرا على أساتذة القسم، ويعني كانوا فعلا في المستوى، لم يتركوا لي مجالا للحاجة إلى مصادر أخرى في غالب الأحيان، جزاهم ربي فسيح الجنان.)
10- كيف حضّرت اللغات و التاريخ والجغرافيا والعلوم الاسلامية؟
أما بالنسبة للغات فهنا مشكلتي ههه، أصغر العلامات في الشهادة كانت فيهما، وصراحة لم أكن مهتمة بهما أساسا خاصة الفرنسية، (وهذا خطأ فادح) اقتصرت على حل بعض المواضيع في الفترة الأخيرة، واعتمدت على ملخص الاستاذ منصوري وقناته على اليوتيوب، أما الانجليزية فقد كنت لا بأس بي فيها، اعتمدت على كراس القسم وشرح الأستاذة، وكذلك مواضيع السلسلة الفضية.
بالنسبة لمواد الحفظ، التاريخ والجغرافيا والعلوم الإسلامية فقد اعتمدت بشكل كبير على مايقدمه لنا أساتذة القسم. كنت آخذ بعض الإضافات من كتاب الأستاذ محمودي عادل، والسلسلة الخضراء للأستاذ بورنان، وكذلك السلسلة الخضراء في العلوم الإسلامية للأستاذة بوسعادي.
11- ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصحين التلاميذ الالتحاق بها ؟
لم ألتحق بالدروس الخصوصية طيلة مساري الدراسي، أولا لأني أسكن بعيدة قليلا وهذا يأخذ من وقتي الكثير، ولأني أصلا لم أر نفسي في حاجة لها، طبعا هذا رأيي، ولا أنصح الجميع به، هناك من لا يستطيع الدراسة لوحده، أو أنه اعتاد على الأستاذ ليوجهه، المهم كل حسب ما اعتاد عليه.
12- ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدت عليها ؟
- المغني في الفيزياء
المراجعة النهائية في الفيزياء - المغني في الرياضيات
قناة الأستاذ نور الدين - ملخص الأستاذ خالد حماش
قناة “بكالوريا اللغة العربية” - كتاب الأستاذ محمودي عادل
السلسلة الخضراء للأستاذ بورنان - السلسلة الخضراء للأستاذة بوسعادي
- ملخص الأستاذ منصوري في الفرنسية
السلسلة الفضية في الإنجليزية - كتاب “مقالات فلسفية” للأستاذ حضري حميدة محمد ياسين.
كتاب المراجعة الشاملة في الفلسفة للأستاذ خليل سعيداني
كتاب الطالبة هبة جبابرية في مادة الفلسفة.
13- هل كنت مواظبة على حضور الدروس في القسم طيلة السنة، وما رأيك في التدريس بالافواج الذي اعتمد في المدارس ؟
نعم كنت مواظبة على حضور دروس القسم، خاصة أني أعتمد بشكل كلي على مايقدمه لنا الأساتذة. عدا الفترة الأخيرة أصبحت أحضر فقط حصص المواد العلمية. ساعدني نظام التفويج كثيرا، كنت أنام بعد عودتي للبيت، وأبدأ نشاطي بعد صلاة العصر. وبالتالي لم أكن أتعب كثيرا.
14- هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا الموسم القادم ؟
توكلوا على الله، وأخلصوا نيّتكم له، اتكؤوا على الدعاء واسألوا الله من فضله، فإن فضله واسع يؤتيه من يشاء.
هي سنة الختام، فاجعلوا ختامكم مسكًا، لابأس ببعض التعب، والدموع خاصة للبنات ههه.
الطريق وعـر ولا شيء بعد الله كالصاحب الصالح الذي يُرافقك ويُقاسمك المشقّة ويشدّ عضدك ويهوّن عليك كلّما تعثّرت خطاك و توارَى جهدك بـقوله: « لا تَحزن إنَّ الله مَعنَا »
وقد كانت لي روفيدة نعم السند، شد الله بها أزري، وأشركها في أمري، ومنّ الله علينا بأن كنتُ الأولى في الولاية وكانت هي الثانية.
(تشاركنا أصغر التفاصيل، واستعنت بها حتى في كتابة هذا المقال)
15- ماهو التخصص الذي ترغبين بدراسته في الجامعة وماهي دوافع اختيارك له ؟
بإذن الله سألتحق بالمدرسة العليا للإعلام آلي بالعاصمة، أحب هذا المجال، وأسأل الله أن يكتب لي الخير فيه.
16- كلمة أخيرة ؟
شكرٌ بحجم السماء لكلّ من وقف معِي وساندنِي، لكل من ضمنِّي بدعواته، لأهلي ووالداي. لصديقاتي، لروفيدة وخلود حبيبات القلب ورفيقات الدرب. لا حُرِمتكم..
حاورها موقع الدراسة الجزائري.