#نتائج_الامتحانات_والعواقب_المؤثرات. | منتديات الدراسة الجزائرية

#نتائج_الامتحانات_والعواقب_المؤثرات.

نجاح.jpgكلَّ عام ينتظر الأساتذة والعائلات والإدارات نتائج الامتحانات الرسمية، بعد جهود التكفل بالتمدرس، من أول خطوة في الابتدائي، والانتقال بين المواسم، والاستعدادات لها، فترقب عملية التصحيح، فإعلان النتائج.
لكن إطلالة متعمقة تظهر مدى تأثيرها، من كل النواحي، حسب درجة العلاقة بالتعليم والمتعلم.
ومنه يمكن لنا فحص وقعها على كلِّ فئة:
أ/ أما الطاقم الإداري فللحكم على فعالية الجانب اللوجيستي والمعنوي والمادي والعلاقات الجماعية، والمقارنة بين التسيير الإداري والقيادي، واختبار العرفان للطاقم التربوي من عدمه.
ب/ أما الوالد فيرجو لولده السير المتواصل الناجح في الحياة، لكنه يتناول الأمر بأحلامٍ ماديٍةٍ غالبا، تحضيرا لقابل الزمان، فالدهر عنده تنشئة ثم دراسة ثم نجاح لنيل منصب عمل ثم تزويج ليتحلل من عنائه ويتفرغ لباقي الأولاد والمراحل الأخرى للحياة، باستثناء الأولياء المنتمين إلى فئة التعليم فتكون آفاقهم أوسع من غيرهم.
فيتحاكم هنا إلى الضمير العائلي، ارتياحًا أواغتمامًا للمصير الاجتماعي والمادي لولده بعد النتائج، وتكون معاودته له من عدمها بعدد أولاده.
ج/ أما المدرس فهو المتأثر المباشر، لأنه منفذ العملية التعليمية، واتصاله بالتلميذ أكثر من والده الذي تُغَيِّبُهُ أوقات العمل ثم الاستراحة اليومية من مشقته.
فالنتائج عند الأستاذ تعبر عن طبيعةِ الأداء صوابا أوخطأ، ونضجِ الأذهان والعقول تماما أونقصانًا، وتمثل له:
1/ معيار الكم والعمق المعرفي والعلمي المقدَّم، ضبطًا أوإفلاتًا، ومدى تمكنهما منه حفظًا وفهمًا، والحكم على كفايتهما لتجاوز الامتحان.
2/ معيار خبرة الأداء، ومدى صلاحيتها للإقرار أوالتطوير والتحديث، لأن التلميذ هو عَيِّنَةُ تنفيذ الخبرة الجديدة أوالقديمة ودورِها في النتائج الحسنة أوالسيئة.
3/ معيار الكفاءة العلمية والمعرفية لديه، وقيمة التكوين الذاتي وحاجة الاستزادة منه لئلا يكرر ويحيِّن ما حَضَّرَهُ في العام السابق.
4/ معيار الكفاءة البيداغوجية واستيعاب الخطط والمناهج والتحكم في الطرق التربوية لتوصيل العلوم.
5/ معيار النضج، لأن التلميذ كالفسيلة المغروسة ينتظر مربيها والقائم على خدمتها وسقيها اشتداد جذعها، وقوة أغصانها، ويناعة أوراقها، كي تمدَّه بالثمار بعد جهد واضح، فهو لا يمارس مهنة التعليم فقط، بل يمتد تكليفه إلى استهداف التربية والأخلاق والتوجيه والنصح، وكم رأيت على وجوه كثير من الأساتذة علامات الفرح أوالأسى بعد نشر النتائج.
6/ معيار التفاعل الوجداني مع التلميذ، ومدى الإخلاص والصدق والتفاني له في تقديم الأصلح لنجاحه، لأن امتلاكه يمهد السبيل لعطاء قوي أقرب إلى الإجادة منه إلى الرداءة، خاصة إذا اتخذ من التدريس عبادة ربانية تبوِّؤه مقام الإحسان الشرعي في العمل دون رقابة بشرية، وفقده يحطم مستقبل أجيال.
وفي هذا يمكن الجزم أن مصير التلميذ بيده لا بيد والده، فمجرد تبليغ معلومات خاطئة كافٍ لإخراجه من مضمار سباق النجاح.
7/ معيار الشعور بالوطنية والمواطنة وتزكية أفراد لخدمة البلاد أوتدميرها مستقبلا، أوحرمانها من طاقاتهم، قبل التخرج الجامعي أوبعده، لأن من الخطأ عدم وضع هذا الهدف نصب العين مرادًا للتعليم.
وهنا يأتمر الأستاذ بالضمير المهني، انشراحًا أوكآبةً لطبيعة النماذج المتتلمذة نجاحًا أوفشلاً، وبالخضوع لامتحان سمعته الأدبية والتعليمية والاجتماعية، ويعاد عليه بعدد سنوات التدريس والأجيال التي عجنها بين يديه.
د/ آخر المتأثرين بها هو الوزارة الوصية، بالحكم على البرامج والمناهج المصممة، صلاحًا أوفسادًا، للإقرار أوالتغيير، والاعتبار من عدمه بالنسب المحققة، والنظر في المفاضلة بين كمِّ ونوعية الناجحين.

وفي الأخير لن أسلك سبيل الترجيح بين المتأثرين من كل فئة لأترك عملية الإثراء، أوالإضافة، أوالنقد لقراء المقال مفتوحة، ولئلا أنحاز إلى إحداها، لأنني والد متعلمين، ومدرِّس كثيرين، ومتعاون مع الإداريين.
 
عودة
أعلى