انطلق، أمس 02 جوان 2013 ، امتحان شهادة البكالوريا عبر أزيد من 1900 مركز إجراء عبر الوطن، في ظروف عادية، بحيث اجتاز التلاميذ في مختلف الشعب أول اختبار لهم في مادة اللغة العربية بنجاح كبير، نظرا إلى سهولة الأسئلة. غير أن الملفت للانتباه في اليوم الأول هو الغيابات العديدة التي سجلت في صفوف المترشحين الأحرار.
البداية كانت من مركز الإجراء علي عمار بالقبة، وصلنا إلى هناك في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، انضممنا إلى حشود المترشحين واقتربنا منهم، محاولين الدردشة معهم، فمنهم، خاصة المترشحات، منهن اللواتي أرعبهن الامتحان، فرفضن حينها ترك الكراس ففضلن المراجعة بإلقاء النظرة الأخيرة على الدروس في اللحظات الأخيرة من انطلاق الاختبار.
في حين بدا لنا البعض الآخر من المترشحين مرتاحا جدا ومستعدا له، فالجميع كان يرتدي بدلات جديدة أو بالأحرى أنيقة، حتى أصبحت ظاهرة اقتناء “البدلة الجديدة” سنة مؤكدة لدى مترشحينا ومترشحاتنا والجميع يقتدي بها… بقينا هناك نراقب ونترقب إلى غاية أن دقت الساعة الثامنة صباحا.. فتح الباب الرئيسي، فهم الجميع بالدخول للالتحاق بقاعاتهم بمساعدة المؤطرين.
وبعد لحظات معدودات، عاد الهدوء ليعم المركز، حينها التحق مدير التربية للجزائر وسط، سليمان مصباح، بالقاعة رقم 1، فاستدعى مترشحا ومترشحة وكلفهما بفتح الظرف الخاص بالأسئلة… بعدها تركنا المترشحين منهمكين في الإجابة عن الأسئلة… غادرنا علي عمار باتجاه مركز الإجراء سعد دحلب الكائن بالقبة، الخاص بالمترشحين الأحرار شعبة علوم تجريبية، ثم توجهنا إلى مركز الإجراء “الإخوة عبد السلامي” الخاص بالمترشحين الأحرار شعبة علوم تجريبية، حينها وقفنا على سير الامتحان، ثم فضلنا الانتقال إلى مركز محمد بن يوسف خيضر الخاص بالمترشحين الأحرار شعبة علوم تجريبية، وهناك صادفنا خروج أول المترشحين من قاعة الامتحان، وكان ذلك في حدود الساعة التاسعة و 10 دقائق، اقتربنا منه وسألناه عن طبيعة الأسئلة فرد قائلا: “نورمال”. فعادونا مساءلته فرد: “سهلة، نعم، على الأقل سأضمن المعدل 10″، دعونا له بالتوفيق والنجاح.
المترشحات يحطمن الرقم القياسي في أحسن البدلات
وتوجهنا إلى مركز الإجراء عبد المالك تمام، الخاص بالمترشحين الأحرار شعبة تسيير واقتصاد، الكائن بقاريدي. وفور دخولنا صادفنا بعضا من المترشحين الذين أنهوا الاختبار وظلوا هناك، وكل واحد منهم أخذ مكانا لنفسه. اقتربنا من المترشحة “سعاد. م”، التي صرحت لنا بأن أسئلة الاختبار قد وردت سهلة نوعا ما، وقد فضلت الإجابة على الموضوع الثاني. وأما المترشح “كمال. ي”، الذي بدا لنا جد متشائم حين قال: “الأسئلة ليست بالسهلة كما كنت أتصور وليست بالصعبة، متوسطة”.
وشاطره في رأيه زملاؤه ممن كانوا برفقته… جولتنا لم تنته بعد، غيرنا وجهتنا باتجاه مركز الإجراء بوعلام دكار الخاص بالمترشحين الأحرار شعبة علوم تجريبية، ثم باتجاه مركز الإجراء بوصوف عبد الحفيظ، أين التقينا ببعض المترشحين الذين أجمعوا على سهولة الأسئلة لأنها شملت الفصول الثلاثة، فتمنوا أن تكون كل المواد سهلة مثل اختبار مادة اللغة العربية لعلهم يضمنون تأشيرة الانتقال إلى الجامعة.. هناك اختتمنا جولتنا الصباحية.
وزارة التربية “تقلش” مترشحيها بالشكولاطة
وما لفت انتباهنا هذه السنة، هو قيام مديرية التربية للجزائر وسط، باقتناء “الشكولاطة” بدل الحلوى، ووزعتها على كافة مترشحيها، رغبة منها في تدليلهم طيلة فترة الاختبارات، لأن الشكولاطة معروفة علميا بفوائدها العديدة لاحتوائها على مكوناتها الغذائية الهامة، لأنها تبعث على التفاؤل وتقاوم الشعور بالتعب وتقوي العضلات.. فالتوفيق لمترشحينا.
غيابات بالجملة في صفوف المترشحين الأحرار
وخلال الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها إلى مراكز الإجراء، وقفنا على الغيابات العديدة في صفوف المترشحين الأحرار، بحيث بلغت نسبة الغيابات في فترة الصبيحة بالجزائر وسط 20 بالمائة، بحيث علق أحد رؤساء مراكز الإجراء على غيابات المترشحين قائلا: ” أغلب المترشحين الأحرار هم من رجال الشرطة الذين يرغبون في الترقية بالإضافة إلى فئة الجامعيين الذين يسعون إلى نيل شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز”.
إصابة مترشحة حرة بنوبة قرحة
وخلال تواجدنا بمركز الإجراء “الإخوة عبد السلامي” بالقبة، صادفنا إصابة إحدى المترشحات من فئة الأحرار بنوبة قرحة، أين تم نقلها على نجاح السرعة من قبل مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى لتلقي العلاج. ولما اقتربنا من أحد عناصر الحماية أكد لنا بأنها- المترشحة- كانت ترقد بالمستشفى.
أسئلة العربية “مهضومة”.. في متناول “الضعيف”
أوضحت أستاذة اللغة العربية جغادر صفية، في تصريح لـ”الشروق” أن الأسئلة الخاصة بامتحان مادة اللغة العربية لكافة الشعب، قد وردت سهلة في متناول المترشح ذي المستوى المتوسط، بحيث شملت دروس الفصلين الأول والثاني ولم تتطرق للفصل الثالث و الأخير. وأضافت محدثتنا، عقب اطلاعها على الموضوع الخاص باختبار العربية، بأنه حتى المترشح الضعيف يمكنه الإجابة على جزء من الأسئلة لأنها قد وردت سهلة وجد مباشرة وغير معقدة ومهضومة.
2355 محبوس اجتازوا البكالوريا عبر 35 مركز إجراء
أعلن المدير العام لإدارة السجون وإعادة إدماج المحبوسين، مختار فليون، عن ارتياحه لسير امتحانات البكالوريا لدى فئة المحبوسين الموزعين عبر35 مركز امتحان. وأوضح فليون على هامش إشرافه على انطلاق امتحانات البكالوريا بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل في الحراش، أن “هذه الأجواء الجيدة الذي ميزت سير الامتحانات سبقتها العديد من الإجراءات كالتحضيرات النفسية التي قام بها الأخصائيون لصالح 2355 مترشح من فئة المحبوسين”، مضيفا بأن ارتفاع عدد المؤطرين وأساتذة دروس الدعم وتعزيز الوسائل البيداغوجية للمساجين المترشحين ساهم في “توفير الظروف الجيدة لإجراء الامتحان”.
إشاعات ودعاية مغرضة
كما جرت العادة ومع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية خاصة البكالوريا، تعرف الإشاعات انتشارا رهيبا وسط المترشحين التي تغذيها أطراف مجهولة تسعى لزرع البلبلة والتشويش على التلاميذ وحتى على المؤطرين، وخلال لقاء جمع “الشروق” مع أحد رؤساء مراكز الإجراء، أكد هذا بأنه تفاجأ صبيحة أمس بسماعه لخبر دخول أحد زملائه في غيبوبة، لكنه لما تنقل إلى المركز وجد زميله سليما معافى. كما انتشرت أيضا إشاعة من نوع آخر وسط المؤطرين، مفادها قيام بعض الأساتذة الحراس المنتمين نقابيا للنقابة الوطنية لعمال التربية بالجزائر غرب، بمقاطعة الحراسة، وبغية الاستفسار عن الموضوع، اتصلنا بمدير التربية للجزائر غرب ساعد زغاش الذي أوضح في تصريحه أنه قد زار كافة مراكز الإجراء التابعة له رفقة بعض النقابيين ولم يقف بتاتا على مقاطعة الأساتذة للحراسة، حيث سار الاختبار في ظروف حسنة دون وقوع أية انزلاقات.
عن جريدة الشروق اليومي