رصدت مراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا، طيلة خمسة أيام، أمورا ”غريبة” من نوعها، وأخرى طريفة وفريدة، بحيث تحول بعض رؤساء مراكز الإجراء إلى رؤساء “دورات المياه”، خلال اختبار مادة التاريخ والجغرافيا، في حين أطلق أساتذة اسم “الثلاثاء الأسود” على اليوم الذي اجتاز فيه المترشحون اختبار الفلسفة. بالمقابل سجل مركز الإجراء الثعالبية بحسين داي حادثة طريفة من نوعها، حين أصرت فتاة ”مختلة عقليا” على اجتياز الامتحان، فيما تم تسجيل تعاطف كبير للأساتذة الحراس مع مترشحيهم، خاصة في اللحظات الصعبة التي مروا بها.
و كانت أهم الحوادث الغريبة والطريفة في نفس الوقت، التي سجلتها خلايا متابعة امتحان شهادة البكالوريا ببعض مديريات التربية للولايات، أن بعض الأساتذة الحراس الذين تم تعيينهم للحراسة بالمراكز المخصصة لمترشحي شعبة آداب وفلسفة، قد تنبأوا بحدوث مشاكل في اختبار مادة الفلسفة، بسبب ما حدث في بكالوريا السنة الماضية، وبالفعل فقد صدقت تنبؤاتهم، بعد تسجيل إغماءات وسط المترشحين، وتسجيل احتجاجات ببعض قاعات الاختبار، الذين لم يستوعبوا الأسئلة التي وصفوها بالصعبة، حينها أطلق هؤلاء الأساتذة تسمية “الثلاثاء الأسود” على اليوم الذي أجري فيه اختبار الفلسفة، وعليه فالجدير بالذكر بأن مادة الفلسفة بعدما كانت “أم المواد”، أصبحت في وقتنا الحاضر “مادة سوداء” ترعب المترشحين، وحتى الأساتذة.
ظاهرة غريبة، قد سجلت بأغلب مراكز الإجراء، حين تحول رؤساء المراكز إلى رؤساء “لدورات المياه”، في اختبار مادة التاريخ والجغرافيا، فتم تجنيد الجميع من إداريين وأساتذة لمرافقة المترشحين إلى دورات المياه، لإحباط كل محاولات الغش، خاصة بعد الرخصة التي استحدثتها وزارة التربية الوطنية هذه السنة، قصد التقليل من ظاهرة الغش التي يمارسها المترشحون بالمراحيض، وبالأخص في اختبار مادة التاريخ والجغرافيا، التي تعتمد على الحفظ، غير أن الملفت للانتباه أن دهاء الجيل الحالي أكبر بكثير من ذكاء وخبرة رؤساء المراكز والأساتذة، لأنهم استخدموا كل الطرق والتقنيات الجديدة لإنجاح الغش.
الأساتذة الحراس يتعاطفون مع مترشحيهم.. بالبكاء
لم يجد الأساتذة الحراس، طريقة للتعاطف والتضامن مع مترشحيهم شعبة آداب وفلسفة، في اختبار مادة الفلسفة بمركز الإجراء “سعيد تواتي” بباب الوادي بالجزائر، سوى “البكاء”، عقب احتجاج التلاميذ على الأسئلة التي وصفوها بالصعبة والتعجيزية، بحكم أنهم كأساتذة حراس مجبرون على القيام بمهمتهم على أكمل وجه، دون السماح لهم بالغش، قصد المحافظة على مصداقية امتحان مصيري كشهادة البكالوريا التي تحمل طابعا دوليا.
المختلون عقليا بمراكز إجراء البكالوريا
كما سجلت خلية متابعة امتحان شهادة البكالوريا، بمديرية التربية للجزائر وسط، حالة غريبة من نوعها، في اليوم الثالث من الامتحان، لفتاة ادعت أنها مترشحة، وبعد التحقيق معها من قبل رئيس المركز، تبين أنها مصابة “بمرض عقلي”، ورغم ذلك أصرت على إجراء الامتحان، ليتم إخراجها والاتصال بأهلها في أجواء هادئة. وحسب المعطيات المتوفرة لدى “الشروق”، فإن هذه الفتاة قد وصلت إلى مركز الإجراء في حدود الساعة الثامنة وعشر دقائق، أين كان يبدو عليها القلق، حين أخبرت المؤطرين بالمركز بأنها قد أخطأت في العنوان، بسبب الارتباك الذي انتابها، لأنه من المفروض أن تجتاز الاختبار بمركز الإجراء ”الثعالبية” الكائن بحسين داي، وما كان على عناصر الشرطة إلا التكفل بها عن طريق مرافقتها إلى المركز، ولما دخلت إلى هناك قام رئيس المركز بمرافقتها إلى القاعة التي حددتها الفتاة وهي القاعة 4، وحين وصلت طلب منها مسؤول القاعة أن تظهر الاستدعاء، بعدما تأكد بأنه لم يرها من قبل، غير أن الفتاة أصرت على اجتياز الامتحان، غير أنه وبعد التحقيق معها، اتضح بأنها مصابة بمرض عقلي، فيما تم الاتصال بعائلتها الذين أخبروهم بأنها مريضة، وقد تغيبت طيلة الفترة الصباحية، وكانوا بصدد البحث عنها.