انطلقت أمس 11 ماي “الامتحانات التجريبية”، لتلاميذ الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط والثالثة ثانوي، حيث بادرت العديد من مديريات التربية بتنظيم بكالوريا بيضاء “موحدة”، قصد تمكين المترشحين من أجواء الامتحانات الرسمية واكتشاف المستوى الحقيقي لهم، تحت إشراف مفتشي المواد. بالمقابل، فقد وردت الأسئلة في متناول المترشح المتوسط، وركزت على دروس الفصل الثاني.
وقامت العديد من ثانويات الوطن، بتقريب موعد إجراء البكالوريا التجريبية، بسبب أن مؤسساتهم التربوية ستتحول إلى مراكز إجراء “امتحان إثبات المستوى” الذي سينظم لفائدة المتعلمين عن بعد يومي 13 و14 ماي الجاري. وكانت بعض مديريات التربية قد بادرت ببرمجة بكالوريا بيضاء “موحدة” بين مختلف الثانويات، قصد تعويد المترشحين على أجواء امتحان شهادة البكالوريا الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 20 يوما، وكذا الكشف عن المستوى الحقيقي لهم، لأن العملية ستتم تحت الإشراف المباشر لمفتشي المواد، وعلى سبيل المثال مديرية التربية للجزائر وسط التي بادرت ببرمجة بكالوريا تجريبية بين أربع ثانويات وهي: الإدريسي، عمر راسم، زينب أم المؤمنين، بابا عروج.
و اقتربت الأسئلة بشكل كبير من امتحان شهادة البكالوريا، فقد وردت في متناول المترشح ذو المستوى المتوسط، فلم ترد لا سهلة ولا صعبة، حيث تم التركيز على دروس الفصل الثاني، خاصة وأن هذه الثانويات قد احترمت رزنامة امتحان البكالوريا من حيث توزيع المواد، مؤكدة في ذات السياق بأن هذه الثانويات التي بادرت بتنظيم بكالوريا بيضاء “موحدة”، ستعتمد على نفس طريقة التصحيح المطبقة في امتحان شهادة البكالوريا.
أكد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سناباست” مزيان مريان، أن اليوم الأول من الامتحان التجريبي لامتحان البكالوريا سجل غياب عدد معتبر من التلاميذ رغم أنه يكتسي أهمية بالغة، كونه يعطي للتلميذ صورة مماثلة لامتحان البكالوريا من حيث الأسئلة التي تُعد خلاصة توقعات الأساتذة لما سيقدم في البكالوريا، وتشمل الفصول الثلاثة ما يعطي التلميذ فرصة لتقييم نفسه بعد فترة المراجعة التي واظب عليها، إلا أن هذه الأهمية، يضيف مريان، لم يعد يستوعبها التلاميذ، والدليل أن أكثر من نصف التلاميذ يغيبون عن هذا الموعد المهم، حيث أصبح التلميذ يهجر المؤسسة بمجرد انتهاء الفصل الثاني، فغاب الانضباط، وأصبح كل تفكير التلاميذ في الدروس الخصوصية التي تتبع سياسة التسرع في إلقاء الدروس، وأوضح المتحدث أن الظاهرة بدأت منذ بداية الإصلاح ولكنها تفاقمت في السنوات الأخيرة، وعلى الوزارة تدارك الوضع بإعادة العمل بالبطاقة التركيبية التي تعمل على تقييم التلميذ من كل الجوانب، بما في ذلك السلوك والحضور اليومي طيلة السنة الدراسية.
الشيء نفسه طالب به مسعود بوديبة المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية “كناباست”، والذي رأى أن العودة للعمل بالبطاقة التركيبية بات أكثر من ضرورة، بالنظر إلى الغيابات الواسعة للتلاميذ، فالامتحان التجريبي يكتسي أهمية واسعة من خلال وضعه التلميذ في أجواء مماثلة لامتحان البكالوريا، حتى أن أوراق الإجابة هي نفسها التي ستُمنح للتلاميذ في يوم امتحان البكالوريا، مع سلم نقاط مشابه، وبذلك يتعرف التلميذ نقاط ضعفه التي يمكنه تقويمها فيما بعد. أهمية أخرى للامتحان يتجاهلها التلاميذ، يضيف بوديبة، كون التلميذ بمجرد انتهاء الفصل الثاني يصبح كل تفكيره في البكالوريا، فيتوقف عن الدراسة النظامية ويلجأ للدروس الخصوصية، على الرغم من أن نتائج الامتحان التجريبي تحتسب كامتحانات للفصل الثالث ويتضمنه كشف النقاط الذي في حال نجاح التلميذ تعطيه الفرصة للالتحاق بمعاهد تشترط مسابقات للالتحاق بها مع البكالوريا وتطلب كشف النقاط، كما أن هناك مراكز توظيف تطالب بكشوف النقاط التي تشترط فيها مستوى نهائي، وفي حال رسب التلميذ تعطى له الفرصة أكثر في إعادة السنة دون مشاكل أو شروط مسبقة.
من جهته تحدث المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مسعود عمراوي عن مصداقية هذا الامتحان التي قال إنها على المحك بالنظر للغيابات الواسعة للتلاميذ وفشل المؤسسات في فرض الانضباط والحضور الدائم، خاصة عند ربط ذلك بغياب التلاميذ عن الأقسام منذ بداية الفصل الثالث، وجدد المتحدث مطلبه في العودة للعمل بالبطاقة التركيبية لأهميتها الواسعة في تقييم التلميذ وفرض حضوره في المؤسسة التربوية منذ انطلاق الموســـــم الدراســــي إلى نهايتـــه.
في المقابل اعتبر رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد غياب التلاميذ عن هذا الامتحان الضروري وضعية ينبغي تغييرها، محملا الأولياء جزءا من المسؤولية بعدم مراقبة أبنائهم، كما حمّل الإدارة المسؤولية الأكبر في عدم إبلاغ أولياء التلاميذ بغياب أبنائهم، فالقانون ينص أن الغياب لـ3 أيام دون مبرر يحيل التلميذ على مجلس التأديب واستدعاء الأولياء، “فأين القوانين من كل ما يحدث؟”.
كما أن دفتر المراسلة يفترض أن يكون مراقبا طيلة الموسم الدراسي وتُدون عليه كل الملاحظات، في الوقت الذي تمسك الاتحاد بالعودة للعمل بالبطاقة التركيبية لأنها أثبتت نجاحها في السنوات الماضية.