أكد أساتذة وخبراء ومختصون أن عتبة البكالوريا لهذه السنة تضمنت دروسا لم يتلقها التلاميذ في بعض المواد، وهو ما سيربك حتما الممتحنين، حيث ذكروا أن الظروف التربوية التي رافقت السنة الدراسية الجارية بين الإضراب وهجران التلاميذ للأقسام مباشرة بعد نهاية الفصل الثاني، أدت إلى تضييع الكثير من الدروس التي اعتمدت كدروس مرجعية
وقال أستاذ مادة التسيير المحاسباتي والمالي في شعبة التسيير والاقتصاد بثانوية الحمادية ببجاية، عاشور إيدير، إن عدد الدروس المحذوفة في المادة هو درس واحد، غير أنه أوضح أن دروسا كثيرة ملغاة ولكنها لم تدرس من طرف التلاميذ، مثل الدرس الأخير في العتبة وهو “التكاليف المتغيرة”. وقال نفس المتحدث إن التلاميذ في الأقسام الأكثر تقدما درسوا إلى غاية درس: “التكاليف الكلية”. من جهتها ذكرت أستاذة اللغة العربية، السيدة زينب بلهامل، التي تعمل بثانوية عبد الله بن عباس بحيدرة، أن العتبة شملت دروس الفصلين الأول والثاني وأقصت دروس الفصل الثالث ما عدا بدايته.
وقالت إنه تم حذف 5 دروس بالنسبة للأقسام العلمية و10 دروس بالنسبة للأقسام الأدبية، لكنها وصفت البرنامج الدراسي بالمكثف وأنه محشو بالدروس، مشيرة إلى أن دروس الفصل الثالث لم يدرسها التلاميذ لأنهم هجروا المدارس مع نهاية الفصل الثاني، محملة التلاميذ المسؤولية عن تغيبهم، لكنها أضافت في نفس الوقت أنه إذا أدرج سؤال في الفصل الثالث فإن التلميذ يجبر على الإجابة عن السؤال الاختياري المتعلق بالفصل الأول أو الثاني.
وأفاد الأستاذ في مادة العلوم الطبيعية شعبة علوم تجريبية ورياضيات، جلول قبلي، بأن العتبة ألغت 10 دروس كاملة من هذه المادة، ففي العلوم التجريبية ذكر أن العتبة أقصت المحور الأخير “جيولوجيا” والذي يحتوي على 5 دروس كاملة، أما في شعبة الرياضيات فجاءت العتبة مشابهة لعتبة السنة الماضية، وألغي المحور الأخير وهو “نشاط الإنسان والبيئة” الذي يحتوي بدوره على 5 دروس، لكن المتحدث أكد أن الدروس التي تضمنتها العتبة درسها التلاميذ كاملة وليست خارج المقرر الدراسي.
وقال أستاذ التاريخ والجغرافيا بثانوية ابن سينا ببجاية، مصطفى ضيف، إن هناك درسين ملغيين، أو ما يسمى بالوضعية التعليمية، في الأقسام الأدبية وأقسام تسيير واقتصاد وهما البرازيل وجزء كبير من الهند وجزء آخر من القضية الفلسطينية، ما يعادل 8 ساعات دراسة، أما الأقسام الأدبية فكانت أقل حظا حيث تم حذف ما يعادل ساعتين فقط من الدروس. وفي مادة الفلسفة، فإن البرنامج الدراسي ينتهي في 4 جوان، أما الدراسة فإنها توقفت في 30 من شهر أفريل، وهو ما أوضحه أستاذ الفلسفة بثانوية السعيد حمدين، الطاهر دحماني، الذي قال إن العتبة أسقطت في شعبة الآداب والفلسفة درس “التصوف” وفي شعبة العلوم محور “الحرية والمسؤولية”، ونفس الشيء بالنسبة للعلوم التجريبية، لكنه أكد أن سببين يجعلان التلميذ يلاقي صعوبات خلال الامتحان، الأول يتعلق بالخلل بين تاريخ توقف الدراسة ونهاية البرنامج الدراسي، والثاني انقطاع التلاميذ عن الدراسة في أغلب الثانويات.
وانتقد أستاذ مادة الفيزياء في ثانوية القبة الجديدة للرياضيات، عبد الرشيد بوحوحو، إدراج عتبة للدروس، لأن برنامج المادة التي يدرسها ليس مكثفا، وقال من جهة ثانية إن العتبة ألغت درسا واحدا وهو “الاهتزازات”، ونفس الشيء بالنسبة للرياضيات التقنية والعلمي. وفي مادة الرياضيات أكد الأستاذ مزيان مريان أن المسؤولية الكاملة تقع على التلاميذ الذين هجروا الثانويات ولجأوا إلى الدروس الخصوصية في جماعات. وقال إنه على الوزارة أن تضع حدا لهذه التصرفات.