كشف أساتذة يدرّسون تلاميذ بالقسم النهائي والسنة الرابعة من التعليم المتوسط، عن إغراق دور نشر وتوزيع السوق المحلية في وهران، بكتب دعم وتقوية تتضمن مواضيع امتحانات تغلّط التلاميذ بحلول تمارين حافلة بالأخطاء العلمية والمطبعية، ما بات يعقد عليهم أكثر مهمتهم التعليمية، ويساهم في خلط المفاهيم على متصفحيها والمستعينين بها من تلامذتهم المترشحين لاجتياز البكالوريا أو “البيام”، في الوقت الضيق جدا بسبب الاضطرابات التي عرفها القطاع هذا الموسم.
مع اقتراب موعد الامتحانات الوطنية، وفي ظل الظروف السابقة التي كانت مضطربة بسبب إضراب الأساتذة، يضطر الكثير من التلاميذ إلى الاستنجاد بالحوليات لاستدراك ما أمكن ما فاتهم من دروس وتمارين، وأيضا لمجابهة ما يخشون أن يفوِّت عليهم فرصة النجاح المنتظر بشغف، لكن تبقى هكذا حلول بديلة ـ حسب أولئك الأساتذة ـ محل تحفّظ وانتقاد كبيرين من طرفهم ومن طرف غيرهم ممن يشتكون من الفوضى التي تعرفها سوق الكتب، وطالت بمخلفاتها الخطيرة فئة التلاميذ، وهذا من خلال ما تعرضه من كتب خاصة بالدعم، المعروفة في الوسط التربوي بالحوليات، والتي يجزم هؤلاء عدم إخضاعها مطلقا للمراجعة ولا للتنقيح والتصحيح، من خلال ما تبدو عليه في نسخها الموجهة للتوزيع، وتواجدها على رفوف المكتبات النشطة بصفة شرعية، كما على طاولات الباعة الفوضويين.
كثير من هذه المطبوعات تفتقد إلى الأمانة العلمية، بسبب ما تتضمنه من أخطاء فادحة في حلول بعض التمارين، لاسيما في مواد الرياضيات، الفيزياء والكيمياء، بما أصبح يغلّط التلاميذ الذين كثر تهافتهم على أساتذتهم لاستفسار عن التناقضات التي يلاقونها في التمارين المقدمة لهم بمؤسساتهم، وتلك التي تحمل أسئلة مشابهة أو مماثلة لكنها مختلفة تماما في نتائج حلها، مثلما يؤكدون على أن بعضها مما يشار على أغلفتها بمطابقتها لبرنامج وزارة التربية الوطنية، لا تخضع لتلك المطابقة بالمعنى المطلق للعبارة، حيث يوضحون خاصة بالنسبة لبعض المواد الأدبية التي تم تغيير الكتاب المدرسي الخاص بها، ومراجعة بعض المحاور فيها من طرف الوزارة في السنوات الأخيرة الماضية، أن نفس الحوليات التي طبعت قبل التعديل لا تزال توزع وتسوّق لصالح التلاميذ بعد تلك العملية، مثيرين في هذا السياق استياءهم وانتقادهم الغياب التام للوصاية ومصالح المراقبة المختصة عن كل ما يجري في سوق الكتاب الموجه لتلاميذ المدارس، خاصة في هذا الظرف الحساس الذي كثرت فيه الإضرابات سواء في صفوف الأساتذة أو التلاميذ، والذي أضحت فيه الاستعانة بالحوليات أقرب إلى المغامرة منه إلى محاولة الخروج من عنق الزجاجة وأزمات القطاع.