تواصلت احتجاجات تلاميذ الأقسام النهائية على المستوى الوطني، لليوم الرابع على التوالي، رافضين الالتحاق بمقاعد الدراسة، رغم أن وزارة التربية الوطنية، قد أفرجت عن “مخطط للاستدراك” حافظ على حقهم في عطلة الربيع، والتعويض بشكل “منتظم” دون تسرّع ولا حشو.
بالمقابل أكدت نقابة “الكناباست” أن المرشحين للبكالوريا لم تبق لهم أي “حجّة” للخروج إلى الشارع، خاصة في الوقت الذي أصبحوا يبحثون في عن “عتبة” بأقل عدد من الدروس.
وقد سجلت العديد من ثانويات الوطن غيابات بالجملة في صفوف تلاميذ السنة ثالثة ثانوي، الذين فضّلوا البقاء في الشارع للمطالبة بحقوقهم، متحججين في ذلك بأساتذتهم الذين ظلوا مضربين طيلة أربعة أسابيع كاملة لاسترداد حقوقهم، بالمقابل فالوصاية لم تبق مكتوفة الأيدي، بل لجأت مباشرة في اليوم الثالث من الإضراب إلى إرسال منشور وزاري تضمن مخطط استدراك الدروس الضائعة، جراء الحركة الاحتجاجية الأخيرة التي شنّتها نقابات التربية المستقلة، حيث أبقت الوزارة على عطلة الربيع ولم تلغها، كما قدمت عدة حلول لتعويض الدروس عن طريق الاستعانة بأيام السبت وأمسيات الثلاثاء، مع إلغاء اختبارات الفصل الثاني وتعويضها بمعدل نقاط الفروض والتقييم المستمر، وكذا تثبيت البكالوريا التجريبي الذي سيبرمج شهر ماي المقبل.
في هذا السياق، أوضح الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، مسعود بوديبة، أن خروج التلاميذ إلى الشارع هو نتيجة التصريحات التي أطلقتها الوزارة الوصية ضد نقابات التربية التي أضربت، أين قامت بتحريض الرأي العام عموما، والتلاميذ على وجه الخصوص ضد الأساتذة عن طريق توجيه تهم بالجملة.
وجدد المتحدث نداءه للتلاميذ بضرورة العودة إلى مقاعد الدراسة، لأنه لم تعد لهم أية حجة للبقاء في الشوارع، على اعتبار أن المنشور الوزاري الذي أعدته الوزارة حول استدراك الدروس “مقبول جدا”، قد تضمن العديد من النقاط التي طالبوا بضرورة تطبيقها على أرض الواقع، ويتوافق مع طروحاتهم، من جهة ومن جهة ثانية فإن الأساتذة قد أعلنوا عن استعدادهم للتكفل بالتلاميذ “بيداغوجيا”، وبالتالي فالتعويض سينفذ دون تسرع ودون حشو، ولن يكون على حساب راحتهم، خاصة وأن المربّين يتمتعون بخبرة طويلة في الميدان، وهم الوحيدون الذين يمكنهم القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
وشدد مسؤول الإعلام والاتصال، أن التلاميذ في الظرف الحالي يرفضون الالتحاق بالأقسام، لأنهم يبحثون عن “عتبة” تحتوي على أقل عدد من الدروس، لضمان النجاح في امتحان شهادة البكالوريا.