اعتصم مئات التلاميذ من الأقسام النهائية، أمام مديريات التربية عبر 7 ولايات، فيما احتج آخرون بداخل ثانوياتهم، وألصقوا منشورات تحرض على مقاطعة الدراسة هذا الثلاثاء، للمطالبة بتحديد العتبة.
وبالمقابل، أكدت نقابات التربية المستقلة بأن عتبة الدروس ليس لها علاقة بالإضرابات إطلاقا، وأصبحت بمثابة “حق مكتسب” يطالب بها التلاميذ سنويا حتى في الظروف “العادية”، وبالتالي فالوزارة ملزمة بتحديدها أيضا.
علم أن مديري عدد من ثانويات الوطن، منعوا تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، من الخروج إلى الشارع، فاحتجوا بداخل مؤسساتهم التربوية وقاموا بإلصاق منشورات تدعو من خلالها كافة التلاميذ لمقاطعة الدراسة يوم الثلاثاء، فيما اعتصم التلاميذ بالولايات التالية: البويرة، بومرادس، قسنطينة، وهران، تيبازة، الجزائر غرب، تيزي وزو، أمام مقر مديريات التربية للمطالبة بتحديد عتبة الدروس.
وأضافت، المصادر، أن التأخر في الدروس بسبب إضراب أكتوبر 2013، الذي شنته نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، قد بلغ أسبوعين كاملين، عبر مختلف المؤسسات التربوية، لأن عملية تعويض الدروس خلال الأسبوع الأول من عطلة الشتاء كما تم الاتفاق عليه بين النقابة والوزارة، لم تنفذ بصفة جدية ببعض المؤسسات التعليمية، أين تم تسجيل غيابات بالجملة في صفوف التلاميذ الذين رفضوا الاستدراك وتوجهوا إلى الدروس الخصوصية من جهة، ومن جهة ثانية، فإن وزارة التربية لم تراقب العملية، مما زاد في تعقيد الأمور، خاصة في الظرف الحالي، على اعتبار أن إضراب نقابة “لونباف” سيدخل أسبوعه الثاني.
ونقلت المصادر نفسها، أن العديد من أولياء التلاميذ بولاية غرداية، قد قاموا بإعادة تسجيل أبنائهم بعدة ولايات، خاصة بالجزائر العاصمة، حيث سجلت مديرية التربية للجزائر وسط لوحدها تسجيل أزيد من 24 تلميذا، خوفا من شبح سنة بيضاء.
من جهته، أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، مسعود بوديبة، في تصريح له، أن التلاميذ أصبحوا يعتبرون “العتبة” اليوم “كحق مكتسب”، ووسيلة من وسائل النجاح في البكالوريا، لأنه بقدر ما تحدد الدروس بقدر ما تسهل عليهم المراجعة، وبالتالي ليست لها علاقة بالإضرابات، مؤكدا بأنه قد صرح في 2006 لما استحدث وزير التربية السابق بن بوزيد “العتبة” بأنها إن لم تعالج في أوانها، فإنه سيصعب التخلص منها مستقبلا.
أما الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، بنقابة “لونباف”، أكد بأن العتبة أصبحت بمثابة المسكن للتلاميذ ولأوليائهم، دون أن يدركوا أضرارها.
اتحاد أولياء التلاميذ:
مطالبة التلاميذ بالعتبة سلوك غير أخلاقي ولا تربوي
علق رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، على خروج التلاميذ إلى الشارع للمطالبة بالعتبة، بالسلوك غير الأخلاقي وغير التربوي وغير الحضاري، مؤكدا بأن المتسبب رقم واحد في ظهور ما يعرف “بالعتبة” في امتحان مصيري كالبكالوريا، هي الإضرابات المتكررة، على اعتبار أن التلميذ إذا تابع دروسه بصورة منتظمة لن يطالب بالعتبة.
و أضاف المتحدث ، أن التأخر في الدروس سيصل إلى 5 أسابيع كاملة، بسبب إضراب أكتوبر الماضي الذي دام 4 أسابيع كاملة، في الوقت الذي فشلت المؤسسات التربوية عبر الوطن في تعويض الدروس الضائعة، خاصة خلال الأسبوع الأول من عطلة الشتاء، بالإضافة إلى إضراب نقابتي “السناباست” و”لونباف” والحركة الاحتجاجية المقبلة التي سيشنها كل من نقابة “الكناباست” و”الكلا”، مشددا في ذات السياق بأن عملية الاستدراك ستكون “مستحيلة” سواء خلال الفصل الثاني الجاري أو خلال الفصل الثالث والأخير، لأن الوقت غير كاف.