نتائج الامتحانات تحبس أنفاس المترشحين و عائلاتهم ..

ينتظر كل من الطلبة وأوليائهم نتائج الامتحانات الأخيرة لشهادة البكالوريا وشهادة المتوسط بفارغ الصبر، فبين متفائل ومتشائم يمضي هؤلاء أيامهم الأخيرة التي ستسمح لهم بدخول عالم الجامعة والظفر بمقعد بها بعد مجهودات جبارة منذ بداية العام الدراسي لكن ماذا لو حدث العكس؟ كيف ستكون ردة فعل العائلات الجزائرية حيال الأمر وكيف سيكون التصرف مع الأبناء في حالة تلقي خبر الرسوب في الامتحان؟
في هذا الشأن اقتربنا من بعض العائلات الجزائرية لرصد آرائهم حول الموضوع وكيفية التعامل مع أبنائهم في حالة رسوبهم في الامتحانات النهائية خاصة بعد المجهودات الجبارة التي قاموا بها في سبيل نجاحهم منها دروس الدعم التي استنزفت جيوبهم وغيرها من الاهتمامات التي تضاعفت بشكل كبير خلال هذه السنة، ومنهم نجد (حورية): (لقد فعلت المستحيل حتى لا ترسب ابنتي للمرة الثانية لأن الأمر جد صعب، حيث كاد أن يغمى علي في السنة الماضية عندما لم تلتحق بالجامعة في الوقت الذي نجح فيه جميع أبناء الجيران وباعتبارها الأكبر بالبيت كنت أنتظر منها أشياء كثيرة مما جعلني أشعر بالتقصير اتجاهها بسبب تعاملي الصارم معها حين تحصل على نتائج سيئة والنتيجة أنها كرهت الدراسة وأي شيء اسمه امتحان مما زاد من تخوفاتي لهذه السنة).
من جهتها روت لنا (الضاوية) تجربتها مع ابنتيها الاثنتين من خلال قولها:(نحن عائلة متكونة من ستة أفراد، حيث رزقت بالبنات فقط تحملت أنا ووالدهم مسؤولاية إيصالهم إلى الجامعة وكلنا أمل وحب في نجاحهم وقد فعلنا ما باستطاعتنا حتى لا نشعر بتأنيب الضمير بل على العكس، ولكن الفرحة لم تكن كاملة حيث رسبت واحدة ونجحت الأخرى حزنا لأمرها ولكننا لم نقم بأي تصرف سيئ اتجاهها بل العكس قدمنا لها كل الدعم حتى لا تنهار معنوياتها على أساس أنها قضاء وقدر حتى تتقبل فكرة الرسوب بصدر رحب)، أما (حياة) فتقول: (الأهم أن تدفع الأم ابنها إلى النجاح عن طريق تشجيعه وإظهار الامتنان لتقدمه، وهذه أفضل طريقة لضمان تعاون الطفل مع العمل على تنمية مداركه وخاصة الوعي الثقافي منذ الصغر، ليفهم أنه المسؤول الأول عن دراسته وواجباته المنزلية، فبرامج الرعاية والأمومة وتفرغ الأم لطفلها خلال السنتين الأوليين من حياته له أثر كبير في إعداد الطفل ذهنيا واجتماعيا وبدنيا للحياة الأكاديمية والمدرسية مستقبلا لأن ثمار النجاح لا تحصد من العدم).
من جهتها ترى (فضيلة) مختصة في علم النفس أن هناك اختلافا كبيرا في طريقة التعامل داخل الأسرة، مع التلميذ الراسب بين الأمس واليوم كما أن التعامل مع الرسوب يختلف أيضا بين الأسر، حيث نجد أن البعض منها تعتبر الرسوب كارثة، فيما كانت أسر أخرى تتضامن مع أبنائها في الوقت الذي نجد أسر أخرى كانت تنتقم من الابن كأن تسند له العديد من الأشغال أو تحرمه من السفر عقابا له حتى يجتهد في السنة المقبلة، فيما كانت أسر أخرى تلجأ إلى الضرب أو الشتم وإهماله ومقارنته بأقرانه الذين نجحوا، كما أن الرسوب قد يكون مصدرا لحزن الأسرة، وبالطبع حسب المرحلة التي رسب فيها التلميذ أما اليوم، فإن الأسرة الجزائرية تتعامل مع الرسوب، من حيث الكلفة الاقتصادية للتلميذ، لأن المدرسة أصبحت تشكل كلفة اقتصادية، بحيث كثرت الكتب والمقررات، وكثرت مطالب التلميذ اليوم وحاجياته تزداد في وسط أصبح منفتحا على الاستهلاك، وفي هذا السياق تكون المحاسبة اقتصادية أكثر منها اجتماعية، فاستقبال التلميذ الراسب يكون بالمحاسبة، كأن تعدد الأسرة الحاجيات التي استهلكها التلميذ، طيلة الموسم الدراسي، من ألبسة وكتب وثمن الحصص الإضافية.
ليبقى التفاهم سيد الموقف لأن الطالب الذي رسب في عامه يكون تحت وقع الصدمة مما يستدعي وقوف ومساندة من طرف الأولياء أكثر من ذي قبل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *