عرفت، الأيام الثلاثة الأولى، من الحملة الإنتخابية، مشاركة غير مسبوقة للتلاميذ، بإيعاز من قبل منظمي الحملات الإنتخابية عبر عديد الولايات، لملء القاعات بعد عزوف المواطنين عن الإستماع للخطابات «الخشبية»، الأمر الذي ساهم في إفشال دروس الدعم التي شرعت وزارة التربية في تطبيقها بداية من الأحد الماضي، أين لوحظ غياب التلاميذ خاصة في الولايات التي عرفت إنزالا قويا للمترشحين وممثليهم.
و على الرغم من أن سنهم القانوني لا يسمح بذلك، وعلى الرغم من أنهم لا يفقهون شيئا في الشؤون السياسية، عمد بعض المترشحين إلى استغلال عطلة التلاميذ للزّج بهم في قاعات كانت من المفروض أن تخصص للناس المعنيين بالانتخابات، والذين يفوق سنهم 18 سنة، غير أن فشل الأغلبية في ملء قاعات التجمعات بالمواطنين والمناضلين دفع إلى اللجوء إلى التلاميذ. وعرفت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي التي رافقتها تعاليق ساخرة، صور العديد من المترشحين، يوجّهون خطاباتهم لفئة كبيرة من التلاميذ الذين صنعوا الحدث، على غرار ما حدث في التجمع الذي نظمته حنون في كل من ولايات سكيكدة وقسنطينة، أين لوحظ امتلاء القاعتين بالأطفال. وهو نفس الشيء الذي حدث بالنسبة للمترشح علي فوزي رباعين، حيث عرف أحد تجمعاته حضور الأطفال الذين تركوا أقسامهم من أجل الاستماع إلى خطاب المترشح للرئاسيات.كما لم يمنع الداعمين للعهدة الرابعة بالزج بالتلاميذ لملء قاعاتهم
وفي هذا الإطار، حمّل المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «كناباست»، مسؤولية هذا الإجراء الذي يعتبر «تعدّيا على القانون»، للأولياء وكذا مسؤولي قطاع التربية بالولاية التي عرفت هذه المهزلة، حيث أكد المتحدث ، أن هذه الفترة كان من المفروض على المؤسسات تعبئة التلاميذ وإجبارهم على تلقي دروس الدعم والمواظبة على استدراك الدروس الضائعة، لكن يضيف المتحدث، أن العديد من المؤسسات تخلت عن عملها وتركت بعض الشخصيات السياسية تستغلّ التلاميذ من أجل إنجاح حملاتها.