تباينت ردود أفعال نقابات التربية المستقلة بعد تلقيها أمس إجابات بن غبريط بين مُرحب ومستنكر، اتصلنا بممثلي النقابات مباشرة بعد خروجهم مساء من جلسة العمل بمقر وزارة التربية، لمعرفة أرائهم الأولية، حيث لمسنا خيبة أمل لدى نقابة الكناباست.
فحسب المكلف بالإعلام، مسعود بوديبة، فإنه بعد اجتماعهم لتقييم الإجابات الكتابية عن انشغالاتهم المطروحة لمسوا “أن إجابات بن غبريط يشوبها الغموض ولم ترق لمستوى المطالب المرفوعة وتفتقد للصفة الإلزامية، والعديد منها تضمنتها محاضر الوزير السابق، وحتى الحلول المقترحة لم تُضبط برزنامة زمنية لتجسيدها على أرض الواقع.. وبالتالي نعتبر الإجابات مغالطات وتهرب من التعهدات السابقة”.
وعن المطالب التي لم تُحظ الكناباست بإجابات لها، أوضح بوديبة “لم تحدد الوزيرة رزنامة لتنظيم مسابقات الترقية في الرتب المستحدثة، مُكون ورئيسي، الوزارة أدارت الظهر لتعهد بن بوزيد بتحويل المناصب العليا للأستاذ المنسق إلى مناصب للترقية، حيث فاجأتنا بن غبريط بأنه لا وجود أصلا لهذه المناصب، رغم تعهد سابقها في محضر بوجود 25 ألف منصب ستحول إلى رتب ترقية، ملف المناصب الآيلة للزوال لا يزال يراوح مكانه، ملف مناصب المتقاعدين التي يجب أن تحول إلى رتب توظيف، طب العمل، ملف السكن والخدمات الاجتماعية.. “.
كما تغاضت بن غبريط حسب مُحدثنا عن مصير الأساتذة الناجحين في مسابقات التوظيف 2012 / 2013، الذين تعرضوا للفصل بسبب خطإ إداري يخص إجراءات المسابقة، “في الوقت الذي كنا ننتظر معاقبة الإدارة وإنصاف الأساتذة، سجلنا دعم الوصاية للإدارة على حساب الأساتذة”.
ويؤكد الكناباست بأنه سيرفع نداء تدخل إلى الوزير الأول، خاصة وأن ملف المناصب الآيلة للزوال موجود على طاولة حكومته، “فيما سنعقد مجلسا وطنيا لم نحدد بعدُ تاريخه لتقييم إجابات الوزيرة، واتخاذ الإجراءات المناسبة، خاصة وأننا لمسنا الممارسات نفسها في عهد الوزير السابق” حسب بوديبة.
وعلى خلاف الكناباست أبدى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (لونباف) شبه ارتياح للإجابات، ومن الإجابات التي وجدت حلولا حسب المكلف بالإعلام مسعود عمراوي في اتصال له، ملف المتخرجين بعد 3 جوان 2012 ومن هُم قيد التكوين، أكدت الوزارة ترقيتهم للرتبة القاعدية، وتسجيلهم على قوائم التأهيل لتحويلهم آليا إلى أساتذة رئيسيين، ومع ذلك يتمسك الاتحاد بمطلب ترقية أصحاب خبرة 10 سنوات لرتبة أستاذ رئيسي، و20 سنة لرتبة أستاذ مُكوّن على غرار زملائهم المكونين قبل 3 جوان 2012، وهذا المشكل يُعتبر حسب العمراوي “من بؤر التوتر في القطاع”.
والنقطة الإيجابية في ردود الوزارة تتعلق بالرتب الآيلة للزوال من غير أسلاك التدريس -مساعدو التربية الرئيسيون صنف 8، المخبريون بجميع تصنيفاتهم، مساعدو المصالح الاقتصادية ومستشارو التوجيه المدرسي والمهني- سيتم ترقيتهم عن طريق التسجيل على قوائم التأهيل بالتحويل الآلي للترقية في الرتبة الأعلى لصاحب خبرة 10 سنوات.
كما وعدت الوزارة بإحصاء الذين تم ترقيتهم بين إدماجيْ 2008 و2012 لغرض تسوية وضعيتهم، بعد الموافقة المبدئية للوظيف العمومي لاستفادتهم من عمليات الإدماج في الرتب المستحدثة. كما وافق الوظيف العمومي على إدراج مستشاري التربية المشاركين في مسابقة مديري المتوسطات الملتحقين بالتكوين ولم ينهوه، في مخطط التكوين لسنة 2015، التحاق أساتذة اللغة الأمازيغية في ولاية باتنة بحُجرات التدريس، ابتداء من اليوم الأول للدخول المدرسي وترسيمهم خلال السنة الدراسية، الموافقة المبدئية من وزارة المالية باستحداث منحة خاصة للمؤطرين في انتظار تجسيدها بمرسوم، دراسة ملف المنحة البيداغوجية لموظفي المصالح الاقتصادية خلال شهر أكتوبر 2014. وختم عمراوي حديثه بأنه تم الاتفاق مع وزارة التربية على عقد لقاء لاستدراك ما سقط من المحضر كتابيا بعد الدخول المدرسي، وأن المجلس الوطني لأونباف سيقيّم لاحقا المحضر المكتوب ويتخذ القرار المناسب.