تلاميذ 18 مؤسسة تربوية بغرداية لم تطأ أقدامهم أبواب المدارس طيلة الفصل الثاني، نتيجة لأعمال العنف وما خلفتها من رعب وهلع. ورغم تطمينات مديرية التربية بالولاية بإمكانية تعويض ما فات من دروس في الفصل الثالث، إلا أن المتتبعين لمسار التعليم في هذه الولاية يؤكدون على استحالة استدراك ما فات، ويطلبون من السلطات العليا التفكير جديا في حل أنسب ينقذ التلاميذ، خاصة في الأقسام النهائية من شبح السنة البيضاء، مثلما ذهب إليه الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، الذي اقترح “ بكالوريا خاصة” بولاية غرداية.
اتحاد أولياء التلاميذ يدعو لمواجهة نتائج الأزمة نفسيا
المطالبة بـ”بكالوريا خاصة” لتلاميذ غرداية
طالب الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ بـ«بكالوريا خاصة “ لتلاميذ ولاية غرداية بسبب الأحداث التي سجلتها الولاية منذ أشهر، والتي أدت في بداية الأزمة إلى تذبذب في الدروس لتتوقف نهائيا في الفترة الأخيرة، ما حال دون تلقي التلاميذ دروسهم، ناهيك عن الجانب النفسي الذي يحتاج إلى تدخل مختصين نفسانيين في أقرب وقت لإعداد هؤلاء إلى الامتحانات المصيرية نهاية السنة.
تأسف رئيس الاتحاد، أحمد خالد، للوضع الذي آلت إليه ولاية غرداية وأثر على المجالات بما فيها الدراسة، وقال إن ممثل مكتب الاتحاد ينقل لهم يوميا الظروف الصعبة التي يواجهها التلاميذ والمعاناة التي امتدت لأوليائهم، خاصة وأنه لم يعد يفصلنا عن تواريخ الامتحانات الرسمية سوى أيام قليلة، فالولاية حسب ما صرح به أحمد خالد لـ«الخبر”، كانت مثل باقي الولايات التي سجلت إضرابات متفاوتة في مختلف الأطوار، تسببت في ضياع عدد من الدروس، وهو الوضع الذي تقاسمته معها عدة ولايات التي تستدرك حاليا الدروس وهذا ما وقف عليه الاتحاد. إلا أن الوضع الأمني بالولاية، حسبه عقد الأمور أكثر، حيث سجلوا في بداية الأزمة عبر مكتبه بالولاية تذبذبا في الالتحاق بالمدارس، خاصة بالمناطق التي كانت تسجل أحداثا بين الحين والآخر، وبعد تفاقم الوضع امتنع عدد كبير من التلاميذ عن الالتحاق بالمدارس حيث أصبحت المؤسسات التربوية مهجورة بالكامل، بسبب تخوف الأولياء من تعرض أبنائهم لأي خطر خلال الذهاب والإياب، كما أن الأحداث اليومية التي بلغت درجة من الخطورة عندما وصل حد المواجهة بين الأطراف المتناحرة إلى استعمال الرصاص وإضرام النار، حالت دون التحاق الأساتذة أيضا بهذه المدارس.
وضع وصفه ممثل الأولياء بـ«الخطير” وبأنه أقحم التلاميذ في مستنقع الأزمة وأثر عليهم نفسيا بشكل كبير، وهو ما وقفوا عليه بأنفسهم، ما جعلهم يراسلون كل الجهات المعنية بما فيها وزارة التربية الوصية بضرورة تجنيد مختصين في علم النفس، وإيفاد لجنة تحقيق لتقصي الوضع، وللمعاينة المكثفة للتلاميذ الذين يواجهون الأحداث مع عائلاتهم حيث أثر اللااستقرار بالمنطقة عليهم، كما أن التفكير في شهادات نهاية السنة الخاصة بالتعليم الابتدائي والأساسي والبكالوريا بوجه خاص أثر سلبا أكثر، حيث ضاعت الكثير من الدروس التي يصعب تداركها حتى وإن عاد الأمن والاستقرار للمنطقة، وهو ما يدركه الجميع: “فلا يمكن أن يجري تلاميذ الولاية امتحانات نهاية السنة مثل باقي تلاميذ الولايات الـ47، لهذا ينبغي حسبه تخصيص امتحانات خاصة بالمنطقة في تواريخ مناسبة يكون قد تجاوز الممتحنون فيها الصدمة النفسية التي تسببت فيها الأحداث خاصة بالنسبة لمجتازي شهادة البكالوريا”.
“الأنباف” يحذر من الانزلاقات الخطيرة بالمنطقة
من جهته، ذكر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “أنباف” في بيان تلقت “الخبر” نسخة منه، أن أعضاء المكتب الوطني تنقلوا إلى ولاية غرداية، إلا أن الظرف لم يسمح لهم بالتقاء أعيان وممثلين من الأسرة التربوية من كلا الطرفين، وما أكده الاتحاد من خلال تقصي الوضع أنه كلما مر يوم على الأزمة والفتنة القائمة بين الأهالي بالمنطقة تتفاقم، كون هذه الأحداث الأليمة والانزلاق الخطيرة خرجت عن النطاق، فأدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، وإذا لم تطوق، يضيف البيان، فإنها ستأتي على الأخضر واليابس، ما يستوجب التدخل العاجل لعقلاء الطرفين “من أبناء وادي ميزاب عربا وأمازيغ مالكية وإباضية”، نظرا للروابط المتينة بينهم، فهم أبناء وطن واحد ودين واحد ومصير مشترك.
ودعا “الأنباف”، حسب ذات المصدر، طرفي النزاع إلى انتهاج أسلوب الحكمة والتعقل ونبذ الشقاق والخلاف وإصلاح ذات البين، لأن إطالة عمر الأزمة لا يخدم أي طرف من الأطراف، بل يخدم “نافخي الكير فقط”.
وختم الأنباف بيانه بأن آمالهم معلقة على الخيرين من أبناء الوطن، خاصة أبناء منطقة وادي ميزاب لإخماد نار الفتنة والخروج بالمنطقة إلى شاطئ الأمان، ومن ثمة إعادة فتح المدارس وعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة.