شعور لاآآ يوصف..اذ لطالما تمنيت أن أكون ضمن نخبة التلاميذ المكرمين من طرف رئيس الجمهورية-بالرغم من غيابه هذه السنة للأسف- ورؤية هذا الحلم يتجسد على أرض الواقع أمر مميز ورآئع للغاية… الحمد لله
ـ الكل يدرك أن امتحان البكالوريا هو امتحان مصيري يمكن أن يفتح لنا آفاقا واسعة كما يمكن له أن يصد كل السبل أمامنا ـ لذلك فقد بدأت التحضير لهذا الامتحان منذ أول يوم دراسي من خلال المراجعة اليومية والمكثفة للدروس وحل الكثير من التمارين في جميع المواد دون اهمال مادة على حساب الأخرى كما حاولت التركيز في القسم, مع محاولة فهم كل صغيرة وكبيرة وحضور كل الدروس و الاستعانة بأساتذتي الرآئعين الذين لم يبخلوا علينا بأي معلومة ولم يمانعوا ان يجيبوا على أي سؤال مهما كان يبدو غبيا فليس العيب ان لا نعرف ولكن العيب ان نبقى كذلك لذلك فلا تترددوا في طرح الأسئلة واعلموا أن من حقكم أن تفهموا كل معلومة تعطى لكم في القسم لأن ذلك يرسخها أكثر في الذهن…الايقاع لم يكن قويا للغاية في الأشهر الأولى لأن الدروس ليست كثيرة ٠
لذلك لم أفرط في السهر أو الدراسة وحاولت توفير الجهد للأشهر الأخيرة “الحاسمة” التي حاولت استغلالها أحسن استغلال من خلال حل شهادات البكالوريا السابقة مع محاولة معايشة جو الامتحان والتدرب على الاجابات “النموذجية” الى جانب مراجعة كل المواد بشكل تدريجي ومركز خاصة في الشهر “الأخير” الذي يعتبر المفتاح للنجاح…تنظيم الوقت يعتبر أيضا احدى المفاتيح المهمة لتوفير الجهد والدراسة بذكاء لذلك فوضع برنامج للمراجعة أمر ضروري للغاية….كما أن التحضير النفسي هو أهم عامل للنجاح فالخوف والاضطراب أثناء الامتحان من شأنه التأثير على أداء الطالب والانقاص من حظوظه لنيل أكبر نقطة ممكنة لذلك توكلوا على الهو عز وجل واعلموا أن هذا المتحان كسائر الامتحانات الأخرى لا غير ٠
لا أنكر أن هاتين المادتين هما الأقرب الى قلبي-أو عقلي في هذه الحالة- لذا فتعاملي مع الرياضيات والفيزياء كان نابعا من حبي لهما ولا أنكر أني خصصت لهما معظم وقتي… السر للحصول على العلامة الكاملة في مادة الفيزياء هو الكتاب المدرسي “الثري جداآآ” والذي يهمله معظم الطلبة وخاصة أنه مقتبس من الحياة التي نعيشها ويعطي أمثلة من واقعنا لذا حاولت حل كل التمارين الواردة وقراءة كل معلومة مذكورة في الكتاب والتي قد ينسى الأستاذ ذكرها في القسم “سهوا لا عمدا” اضافة الى الاطلاع على بكالوريات أجنبية عالية المستوى وهذا بالطبع بعد هضم الدروس المقررة..أما فيما يخص الرياضيات فقد اعتمدت أيضا على الكتاب المدرسي والتمارين
المقترحة من طرف الأستاذ في القسم الى جانب المئات من التمارين الأجنبية من كل حدب وصوب فالرياضيات تحتاج الصبر والممارسة اذ لا يكفي أن تكون ذكيا فقط لتتميز في هذه المادة بل يجب عليك ممارستها من خلال التدرب على استعمال الآلة الحاسبة ـ أنا عن نفسي لم أتعلم استعمالها الا هذه السنة وفي الأشهر الاخيرة ـ
ورسم منحنيات الدوال بأنواعها فهذه الجزئيات هي التي تصنع الفارق يوم الامتحان فالسر هو معرفة كيفية انهاء الامتحان وكسب الوقت كما أحب أن أحذر من حل التمارين التي تحتوي على نفس الأفكار لأن في ذلك اضاعة للوقت ٠
لم يكن تحضيري للغتين مكثفا فقد اقتصرت على حل الكثير من المواضيع ومراجعة دروس النحو والصرف وغيرها في اللغة الانجليزية أما في اللغة الفرنسية فقد اعتمدت على الفهم الكلي للنص ومحاولة اثراء رصيدي اللغوي في القسم ٠
العلوم: سلاسل المتفوق للأستاذ محجوب سفيان- كتاب أحمد أمين خليفة
الفيزياء: الهباج وهو طبعا غني عن التعريف
أكيد فلم أتغيب عن الدروس تحت جميع الظروف الا في حالة المسابقات التي شاركت بها أو المرض ‘”الشديد” …بالعكس كنا نتحايل على أساتذتنا لكي يدرسونا ساعات اضافية وأصررنا على انهاء البرامج بالرغم من صدور العتبة التي قصمت ظهر التعليم في الجزائر ٠
كنت أفضل السهر لساعات متأخرة من الليل ..لأن النهوض باكرا كان يحتاج الى جهد أكبر ويتطلب وقتا للاعتياد عليه لذلك فقد كنت أنهض فقط لصلاة الفجر مبكرا ٠
اخترت دراسة تخصص الطب فما سر اختيارك ؟
الطب مهنة انسانية نبيلة وسامية فمساعدة الآخرين ورسم البسمة على شفاه المرضى أمر لا تعادله كنوز الدنيا كما أن الأجر والثواب الذي يتلقاه الطبيب ان أخلص النية لله عز وجل شيء محفز أكثر ويكفي قوله تعالى وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا
هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا الموسم القادم ؟
فقط آمنوا بأنفسكم وقدراتكم.. آمنوا أنكم تستطيعون تحقيق المعجزات وأحسنوا الظن بالله تعالى وتوكلوا عليه سبحانه واطردوا أي أفكار سلبية أو مخاوف من عقولكم فالامتحان في النهاية هو مجرد تقييم لمستواكم لا غير ويمكن “تداركه” ولا يقارن بامتحان القبر ..أحسنوا استغلال أوقاتكم وتسلحوا بالصبر والأخلاق والعلم فقد قال الامام الشافعى رحمه الله : اخى لن تنال العلم الا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة استاذ وطول زمان
لا تهتموا بالمعدلات و ركزوا على التحصيل العلمي ولتكن دوما أحلامكم عظيمة مثلكم تمامآآ
لا تكونوا أنانيين وتنسوا التلاميذ الضعفاء أعينوهم وتيقنوا أن العون من عند الله آت
صلاح الدين الذي سيحرر القدس بينكم لا محالة، وعائشة وزينب و”ماري كوري” بداخل كل واحدة منكن نحن ننتظر منكم الكثير يا جيلنا القادم فكونوا خير خلف لخير سلف
وفقكم الله وسدد خطاكم وتذكروا:
وما نيل المطالب بالتمنـــــي ولكن تؤخد الدنيا غلابـــــــا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابـــــا
تمنياتنا لهاجر بالتوفيق في الجامعة و تخصص الطب و تمنياتنا لطلابنا الأعزاء بالنجاح و التفوق و التميز