تتحدث الطالبة صحيح عفاف سادس متفوقة في بكالوريا 2016 بمعدل 18.83 و الأولى على مستوى ولاية معسكر في هذا الحوار الحصري لموقع الدراسة الجزائري عن مشوارها الدراسي ككل و عن طريقة تحضيرها للبكالوريا من بداية الموسم الدراسي إلى نهايته .
1- حصلتي على تقدير ممتاز … فكيف كان شعوركي عند معرفتكي لمعدلك و من أخبرته أولا بالنتيجة؟
الحمد لله الذي من علي بهذه النعمة و استجاب لدعوتي و حقق مبتغاي بحصولي على تقدير ممتاز بمعدل 18,83 المرتبة الاولى في ولاية معسكر و السادسة وطنياً، بعد أن تم الاعلان على ان نتائج شهادة البكالوريا ستكون يوم الثلاثاء على الساعة 20:00، صارت الدقائق ساعات و الساعت كأنها كأيام، طال الانتظار و زاد معه خفقان قلوبنا، مع كل ثانية كان القلق و الخوق ينبضان في نفوسنا، لكن شاءت الاقدار ان ننتظر اكثر و اكثر و كانا توتـــرـ اعلنوا ان النتائج ستعلق في الثانوية،فقررنا أن، نذهب، و فجأة صرخت أختي سناء بأعلى صوت بعد أن، اعطت احدهم رقم تسجيلي:”صحيح عفاف 18,83″، صرخت و بكيت و حمدت الله تعالى الذي لم يخذلني ، لا اعلم شعوري حينها، شعور لا يوصف خاصة عندما رأيت الدموع تنهمر على خدي امي و كل افراد عائلتي ممزوج بالفخر و حمد الله تعالى و شكر كل من كانت له بصمة في هذا النجاح…
2- هل يمكنك أن تلخص لنا مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟
بالنسبة لمشواري الدراسي، زاولت دراستي الابتدائية بمدرسة عدة تيراس و قد كان مستواي عاديا،اختتمته بمعدل 8,91 كمعدل عام و معدل 8,9 كمعدل لشهادة التعليم الابتدائي المرتبة الثانية في المدرسة، ثم انتقلت الى متوسطة البنات او كما تسمى حاليا متوسطة لقروم محمد بوادي رهيو، متوسطة مثالية ذات نظام صارم و يرجع الفضل في ذلك الى طاقمها الاداري و الاساتذة المدرسين بها،فقد ساهموا كثيرا في تكويني و بناء القاعدة الاساسية لي خاصة في السنة الرابعة متوسط، اين درست عند اساتذة رائعـــين لن أنساهم ما حييت، منهم استاذ الفرنسية ولد حمودة الذي لا زلت احتفظ بكراسه الى حد الان و هو غال علي كثيرا، استاذ الرياضيات بطاهر، استاذة اللغة العربية بن يمينة،استاذ الفيزياء صحراوي، الاستاذ مارس،بوحديبة و كريديم….، فختمت مشواري المتوسط بمعدل 18,83 كمعدل عام و معدل 18,81 كمعدل لشهادة التعليم المتوسط المرتبة الثانية في ولاية غليزان، لأواصل دراستي الثانوية بمؤسسة عثمان بن راشد بالمحمدية، معسكر، اين التقيت بزملاء و اصدقاء و استاذة رائعين متألقين، حتى المدير و الطاقم الاداري كانوا مهتمين و يريدون لابنائهم التلاميذ النجاح، في السنتين 1 و 2 كنت الأولى في المؤسسة و الحمد لله اما في السنة الثالثة معدلاتي كانت 17، و لطالما حلمت بالعودة لايام الامتياز في البكالوريا، لاختم مساري الثانوي بمعدل 18,83 و الحمد لله المرتبة الأولى ولائيا السادسة وطنيا.
3- كيف مرت بكالوريا هذا العام خاصة مع التسريبات التي حدثت و هل أثر ذلك على أدائكي ؟
بكالوريا هذه السنة كانت مميزة و استثنائية، فقد مررنا بدورتين، في الدورة الاولى كانت المواضيع في المستوى خاصة الفيزياء، لكن هيهات، اذ بنا نسمع بتسريبات لمواضيع البكالوريا، في البداية لم اكن اصدق ذلك، قلت لربما هي توقعات و تحققت لكن الامر قد طال، فبينما انا اسير في طريقي لمركز الامتحان، اذ بي ألتقي بتلاميذ في كل مكان ، زمراً زمرا، هناك من يكتب و هناك من يملي، يا الله الكابوس يتكرر، حاولت انا و صديقتي روضة ان نبتعد عنهم و لا نستمع لهم، و عندما دخلنا للقسم، الفرح كان يطفح على الوجوه، فقد ضمنوا نقاطا ممتازة، عندها بدأت دموعي تنزل و بكيت كثيرا،(أذكر ان الاستاذة التي حرستني في الاجتماعيات واستني و فالت ان الله لن يخذلني و من هذا المنبر اوجه لها تحية شكر كبير، أمل ان تصلها و هي ترفل بأثواب الصحة و العافية)، مرت الدورة الاولى و كلي حزن و يأس و فقدت الامل في بكالوريا مسرب، لكن الحمد لله انهم قد اعلنوا عن الدورة الثانية، حقيقة كنا متعبين بل مرهقين لكن من اجل ان تتحلى بكالوريتنا بالمصداقية و النزاهة رحبنا بذلك،لم اراجع كثيرا للدورة الثانية، معنوياتنا كانت في الحضيض و قد سعت امي لرفعها و جعلتني اتقبل الوضع و الحمد لله. مرت الدورة الثانية بسلام، رغم اني سمعت ان موضوع الاجتماعيات قد تسرب، بكيت و دخلت امتحان الانجليزية بمعنويات منحطة، لم افقه حتى معنى كلمة children هه و قد أعدت قراءة النص مرات عديدة، لكن الحمد لله الموضوعات المسربة كانت مغلوطة.
4- متى بدأ تحضيركي الجدي للبكالوريا وكيف كان تحضيركي من بداية الموسم إلى آخره، كيف كان برنامجكي التحضيري كل يوم، و هل كنتي تفضلي السهر أم النهوض باكرا، و ما نصيحتكي لاستغلال العطلة الصيفية و العطل الأخرى في الموسم ؟
في بداية السنة الدراسية كنت جد متحمسة للدراسة و التميز خلال البكالوريا، و اذكر ان اول يوم خلال هذا الموسم صممت بطاقة و كتبت Bac 2016 Yes We Can، و كنت كلما افشل و احس انني في طريق الاخفاق انظر اليها و اتذكر الوعد الذي قطعته على نفسي، الفصل الاول كان العمود الاساسي لصنع نجاح متميز، درست بطريقة جدية من اول يوم في الموسم،كنت اراجع بصفة مستمرة و احل التمارين بالتدرج من البسيط الى الصعب، اما الفصل الثاني تناقصت وتيرة عملي قليلا لانني تعبت و ارهقت و صرت انام كثيرا. اما الفصل الثالث، فقد عملت بوتيرة عادية، مراجعة يومية غير مكثفة بدءاً من الاول لكل الدروس.
بالنسبة للبرنامج الذي عملت وفقه، كان يعتمد اساسا على مراجعة درس المادة العلمية التي درستها ذلك اليوم و الحفظ قدر المستطاع، اخترت يوم الثلاثاء كنصف يوم لدراسة مادة علمية بكل تفاصيلها و حل التمارين مع التدرب على منهجية الحل و في الغالب كانت العلوم. اما يومي الجمعة و السبت فكانا مقسمين لدروس الدعم و الحفظ و المراجعة و الاهتمام بالفلسفة، و برنامجي كان يختلف في كل مرة يعني لم اتقيد ببرنامج معين طوال السنة.
حقيقة ليس السهر او النهوض باكرا هو من يظهر مدى الاجتهاد، فلا فائدة ترجى من سهر بدون استيعاب للدروس، فمجرد مجهودات بسيطة عمادها التوكل على الله مسيرة باتقان يمكن ان تعبد طريق التفوق. انا شخصيا كنت اسهر قليلا يعني حتى 11 و كأقصى حد 12 كي لا اصاب بالارهاق، و كنت استيقظ باكراً بمساعدة صديقتي هدى و هي فكرة حلوة حيث من تستيقظ باكرا تتصل بالاخرى…
5- كطالبة علمية .. عادة ما تشكل اللغة العربية والفلسفة عائقا لبعض الطلاب فكيف كان تعاملكي مع المادتين ؟
بالنسبة للادب العربي، الحمد لله لم اواجه اي مشكل اثناء دراستها، بالعكس كانت فرصة للراحة و قراءة الشعر خاصة و ان الشعر المبرمج علينا حديث و بالتالي ألفاظه سهلة و معبرة خاصة شعر القضية الفلسطينية، اما النثر فقد حللت مواضيع قليلة، لانني فضلت الشعر و قد اخترته في كل من البكالوريا التجريبية و امتحان البكالوريا. بينما تبقى الفلسفة المادة التي لم احببها يوماُ، لكنني سعيت بكل الطرق لدراستها و كتابة المقالات و اثرائها باقوال الفلاسفة و الامثلة و حفظها في غالب الاحيان مع اضافة بعض اللمسات طبعا اثناء تحريرها في الامتحانات، لكني انصح جميع الطلبة الا يرتكبوا هذا الخطأ، عليهم بحب الفلسفة للابداع فيها و عدم نسيانها و لكي لا يرهقوا اثناء دراستها.
6- بالنسبة للمواد العلمية الأساسية الثلاثة كيف تعاملتي معهم في تحضيركي و أي المواد تحبذ؟
طبعا ركزت على المواد الاساسية الثلاثة و اعطيتها جل وقتي. بالنسبة للعلوم، تعتمد على الفهم الجيد للدرس و هذا بفضل استاذ المادة الاستاذ بن داغر شعبان الذي كان يقدم لنا الدروس بشكل مبسط، التركيز على النشاطات الموجودة في الكتاب و حل التمارين المختلفة للتدرب على المنهجية، التدرب على الرسومات باتقان و يبقى فهم السؤال نصف الجواب فالتحليل ليس كالتفسير و التفسير ليس كالتعليل، و معرفة التفريق بين اجاباتها هو مفتاح الجواب.
اما الفيزياء، تعتمد على فهم عميق للدرس و هذا كان بفضل استاذ المادة جوتي و امي استاذة الفيزياء التي كانت تجيب عن مختلف تساؤلاتي، فاثناء الدرس كانت تغيب عني الاسئلة و بمجرد البدء في حل التمارين تحضر في ذهني، فكانت تجيب عنها امي، بالاضافة الى حل كل تمارين الكتاب المدرسي، بكالويا 2012 (على ما اظن) كان موجود حرفيا في الكتاب المدرسي لذا انصح بها كثيراً قد حللت كل البكالوريات السابقة من 2008 الى 2015 .
بالنسبة للرياضيات، فانها المادة التي احبها حبا جما و لم اواجه معها اية صعوبة خلال مشواري الدراسي و الحمد لله، و هذا بفضل كل اساتذتي الذين احبوا لي المادة و بسطوها لنا و منهم الاستاذ عياد ابراهيم الذي لم يبخل علينا بمجهودانه و شرح لنا الدروس شرحا مفصلا و كنا ناخذ من وقت راحته الكثير كلما استصعب علينا اي تمرين لا نتردد في طلب مساعدته و كان يسعد بذلك، و تبقى دروس الدعم بالنسبة لي مهمة في هذه السنة رغم اني كنت ارفضها من قبل، زاولت دراستها عند الاستاذ صابر قويدر حيث كنا نحل تمارين جد صعبة و بكالوريات اجنبية و نتناقش حولها بكل حرية، بالاضافة الى حل البكالوريات السابقة لكل الشعب طبعا و بالتالي تبقى الرياضيات المادة التي احبذها بين كل المواد…
7- كيف حضرت اللغات و التاريخ و الجغرافيا؟
لم يكن الوقت كاف للتحضير بشكل جيد للغات، فاللغات هي امتداد بل تذكير بما درسناه سابقا، فقط تحتاج لحل البكالوريات السابقة و حل بعض المواضيع، بالنسبة للفرنسية اخترت النص التاريخي و انا افضله لان كلماته غالبا ما تتكرر و هي مرسخة في اذهاننا، و حري بكل تلميذ معرفة كيفية تحرير COMPTE RENDU رغم انني احبذ التعبير الحر، اما الانجليزية فهي سهلة و لم ادرسها كثيرا و قد تحصلت فيها على 19,5، فقط ينبغي الاطلاع على الجدول noun,verb,adjectif و الفقرة غالبا ما تكون قد درست في القسم او مشابهة لها,
نقطة التاريخ و الجغرافيا: العلامة التي احترت لها فعلا، عجيب! اجاباتي كانت منتقاة و نموذجية لكني صدمت بــ 15.5 ، اعتمدت على الحفظ من الكراس مع اضافة العناوين التي وردت في البكالوريات السابقة و لم يتم التطرق لها في الدرس النظري، و منها ما ورد في الدورتين 1 و 2.
8- ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصح الطلاب الالتحاق بها ؟
بالنسبة للدروس الخصوصية، لم اعتمد عليها بشكل كبير خلال السنوات الماضية و لم اكن انوي الالتحاق بها، لكن في هذه السنة احتجتها، فالاستاذ في القسم لا يمكنه ان يقدم كل ما في جعبته من افكار و معلومات وحل التمارين الكثيرة لضيق الوقت و كثافة البرنامج و قد التحقت بالدروس الخصوصية في الرياضيات و العلوم، الفلسفة و الفرنسية في الفصل الاول فقط، الفيزياء امي ههه. لذا شخصيا انصح التلاميذ للالتحاق بها اذا كانوا يطمحون لتحقيق الامتياز، وحتى ان لم يحتاجونها الان ستنفعهم في الجامعة ان شاء الله، لكن ليس عليهم الافراط فيها و التركيز عليها دون القسم فقد تصير تبذيرا للمال و الوقت فقط.
9- ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدتي عليها ؟
10- هل كنتي مواظبة على حضور الدروس في القسم طيلة السنة ؟
11- هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا الموسم القادم ؟
- التوكل على الله و الدعاء بالتوفيق و ان يجعل اوراقهم بين اياد امينة فهو الذي قال ادعوني استجب لكم و يستحيي ان يرد عبده خائبا صفر اليدين.
- الثقة بالنفس و عدم الخوف فما هو الا امتحان عادي ،و نصيحة الاستاذ صابر لمن ينتابه الخوف من الامتحان هي قراءة سورة قريش
- الاهتمام بكل المواد و لو كان معاملها صغير
- الدراسة بجد منذ اول يوم و عدم تضييع الوقت قدر المستطاع
- التنظيم و التخطيط لكل شيء
- عدم الفشل و قول: اخفقت،فاتني القطار..
حاورها موقع الدراسة الجزائري.