بعد موسم شاق اجتاز أكثر من 500 ألف تلميذ بكالوريا 2013 … كثيرون هم الذين تحطمت آمالهم أمام صخورها نتمنى لهم النجاح و التفوق الموسم القادم ، ومنهم من وصل إلى بر الأمان نهنئهم و نتمنى لهم التوفيق في اختيار ما تصبو اليه طموحاتهم ، و نخص بالتقدير منهم أولئك الذين لم يرضوا بأقل من التفوق و الامتياز ثمرة لاجتهادهم …. 60 تلميذا حظوا بتكريم رسمي برزت من بينهم الطالبة إيمان بودور من ثانوية ناصري رمضان بالطاهير واحدة من بين 5 طالبات تحصلن على تقدير ممتاز حيث حصلت على معدل 18.02 أكبر معدل على مستوى ولاية جيجل ، و حتى يستفيد الطلاب المقبلون على البكالوريات القادمة و خصوصا بكالوريا 2014 من خبرة من سبقوهم ،استغلينا في الموقع الأول للدراسة في الجزائر فرصة تواصلنا مع إيمان لطرح بعض تساؤلاتكم عليها و جاءت الإجابة من إيمان و التي نضعها بين أيديكم في هذه الصفحة آملين أن تأخذوا بعين الاعتبار تجربتها و نصائحها و أن تحذوا حذوها و تمشوا على خطاها في طريق يوصلكم إلى معدلات ممتازة في البكالوريا إن شاء الله , نتمنى للجميع الاستفادة و التوفيق
بداية أحب أن أعرفكم بنفسي
أنا إيمان بودور طالبة بكالوريا لدورة جوان 2013
من ثانوية ناصري رمضان بالطاهير ولاية جيجل
من مواليد 14 اكتوبر 1994
تحصلت على شهادة البكالوريا بمعدل 18.02 بتقدير امتياز
هذا ما خول لي الحصول على الرتبة الاولى بولايتي و الخامسة وطنيا
كيف كان شعورك عند معرفتك لمعدلك الرائع و هل توقعت هذا الإنجاز ؟
في الحقيقة شعور لا يمكن أن أحصر وصفه بين ورق و حبر أو أن أعبر عنه بحروف الكترونية فهو أكبر من ذلك بكثير , هو امتزاج للفرحة و السعادة و الفخر فجهودي لم تذهب سدى بفضل الله تعالى أولا ثم عائلتي و اساتذتي و قد كانت لحظات ظهور النتائج من أصعب أوقات حياتي خصوصا أن الموقع لم يفتح لي بعد أن علمت جل صديقاتي بنتائجهن و عند رؤيتي للنتيجة طرت فرحا و عانقت والدتي و والدي و هكذا تعالت الزغاريد و الهتافات في المنزل
بالنسبة للامتياز كنت اتوقعه بقدر ما كنت أتمناه خصوصا بعد ان اطلعت على الأجوبة النموذجية
هل يمكنك تلخيص مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟
بداية مسيرتي الدراسية كانت سنة 2000 بمدرسة بن صخرية علي درست بها 6 سنوات حافظت خلالها على الرتبة الأولى و اختتمت هذه المرحلة بنيل شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 9.5 انتقلت بعدها الى متوسطة لبيض محمد لأدرس 4 سنوات و كانت خلالها معدلاتي تتراوح بين 18و19 كما لم أفرط في مرتبتي الاولى و كانت خاتمة تعليمي المتوسط بشهادة نهاية التعليم المتوسط بمعدل 18.78 لألتحق بالتعليم الثانوي في ثانوية ناصري رمضان و فيها أيضا والحمد لله حافظت على الامتياز , شاركت سنة 2011 في المسابقة العلمية الوطنية في مادة الرياضيات و تمكنت من اجتياز الأدوار الولائي و الجهوي و الوطني و بذلك فزت برحلة الى البرلمان الأوروبي بمدينة سترازبورغ الفرنسية شاركت هذا العام أيضا في مادة الفيزياء و وصلت الى الدور الوطني و كانت خاتمة هذه المرحلة الدراسية مسكا بحصولي على الشهادة الأغلى بمعدل 18.02 ٠
كيف كان تحضيرك للبكالوريا من بداية الموسم إلى آخره؟
إن البكالوريا هي ثمرة جهد تبذله منذ بداية الدراسة و لا تقتصر على العام الأخير لأن الطالب في هذا العام يجد نفسه يبني دروسا أساسها المعلومات السابقة فيعتمد كثيرا على مكتسباته القبلية أنا شخصيا كانت كل سنواتي بكالوريا و كان برنامجي واحدا منذ دخولي للثانوية فبداية التحضير تبدأ من القسم و مع الأستاذ أستوعب 80% من دروسي و عند العودة إلى البيت أعيد دروسي و أحل التمارين لأجل ترسيخ الدرس ثم أحضر دروس الغد كنت أضغط على نفسي في بداية الموسم كثيرا لكن في الأشهر الاخيرة استفدت من راحة ٠
كيف كان تعاملك مع المواد الأساسية ؟
كانت المواد الأساسية تأخذ معظم وقتي و هذا طبيعي بحكم معاملاتها العالية فمن البديهي أن يعتمد الطالب على المواد الأساسية لكن ليس على حساب المواد الأخرى , بالنسبة لمادة العلوم فقد اعتمدت كليا على دروس أستاذتي الكريمة (الأستاذة ياحي) فالكراس كان موسوعة بالفعل و يحتوي على كل المعلومات أما الرياضيات و الفيزياء فكنت أعتمد على الكتب المدرسية بالدرجة الأولى مع تمارين الدروس الخصوصية , فقط أحب أن أقول أن المفتاح الأول لفهم أي مادة هو حبها فالطالب إذا أحب مادة ما ستكون أسهل و يستمتع بدراستها و أنا عن نفسي أقول أن العلوم أكسجين دراستي ،الرياضيات تسري في عروقي و الفيزياء تدق مع نبضات قلبي ٠
عادة ما تشكل اللغة العربية و الفلسفة عائقا لتلاميذ الشعب العلمية فكيف كان تعاملك مع المادتين ؟
إذا نظرت إلى كشف نقاطي في البكالوريا تجزم بصحة أن اللغة العربية و الفلسفة هما الهاجس و بالرغم من ذلك فقد أحببت المادتين و كنت أتحصل على علامات جيدة خصوصا الفلسفة بحكم أنها مادة جديدة فالطالب فيها يجد نفسه أمام مواضيع جديدة شيقة و لا يمل منها فهو يعمل فكره في مواضيعها فلم أعتمد فيها على الحفظ مطلقا بل كنت أعتمد على مخططات تساعدني في فهم الدروس . هذا ما جعلني أدرجها مع المواد الأساسية و أدرسها تقريبا نفس مدة دراستي للرياضيات , اللغة العربية أيضا كانت مسلية هذا العام لأن مواضيعها رائعة تتناول الثورة و القضية الأهم بالنسبة لكل المسلمين فلسطين كما اكتشفنا شعر أصحاب الرابطة القلمية الذين كنت مولعة بشعرهم منذ صغري لكن للأسف علامتي العربية و الفلسفة كانتا أكبر صدمة لي في البكالوريا ٠
كيف كان تحضيرك في اللغتين الفرنسية و الانجليزية ؟
بالنسبة للغتين الفرنسية و الانجليزية لم أواجه أية مشاكل لأنها في رأيي مواد تعتمد على القاعدة التي تكون في السنوات السابقة فاعتمدت فيها على مكتسباتي القبلية إضافة إلى تركيزي في القسم و هذا كاف إضافة الى حل بعض الحوليات و مواضيع البكالوريات السابقة ٠
ما رأيك في الدروس الخصوصية و هل تنصحين الطلاب الالتحاق بها ؟
كنت من أشد المعارضين للدروس الخصوصية ولكني تلقيتها هذا العام في مادتي الرياضيات و الفيزياء وحقيقة استفدت منها كثيرا بدليل حصولي على العلامة الكاملة في كلا المادتين ، أظن أن التلميذ بحاجة لمن يرتب له معلوماته و بحاجة لتمارين بها أفكار جديدة لأنه لا يملك الوقت الكافي للبحث عنها بمفرده لذا أنصح الطلاب باللجوء الى الدروس الخصوصية و لكن في حدود المعقول لأن البعض منها يكون مضيعة للوقت و المال ٠
ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي اعتمدت عليها ؟
أنا لست من النوع الذي يستعمل الكتب الخارجية كثيرا لأن معظم الكتب المدرسية كافية فاستعملت سلسلة العبقري في الرياضيات للأستاذ السعيد وزاني و فيها حلول تمارين الكتاب المدرسي أما الفيزياء فاستعنت بالزاد و العلوم اعتمدت على تمارين كتابي أحمد أمين خليفة
هل كنت مواظبة على حضور الدروس في القسم طيلة السنة ؟
نعم واظبت على حضور جميع الدروس في جميع المواد لم أتغيب حتى في حالات مرضي , فقط في حالة مشاركتي في المسابقات ٠
كيف كان برنامجك التحضيري كل يوم و هل كنت تفضلين السهر أم النهوض باكرا ؟
العديد من الطلاب يعتمدون على جدول للمراجعة لكني لست من ذلك النوع فالجدول في رأيي ليس بالشيئ البالغ الأهمية فهو بقدر ما ينظم الوقت يقيد الطالب أنا لم اعتمد جدول للمراجعة لأني أراجع المادة التي أريد فبرنامجي كان حسب ما يمليه علي عقلي فقط كنت أرتاح بدراستي للمواد الادبية في الصباح و المواد العلمية في المساء و كنت دائما أسهر مع تمارين الرياضيات و الفيزياء أما عن الوقت المناسب فقد كنت أفضل السهر كما كنت أنهض باكرا في بعض الأيام لأجل الحفظ ٠
ما سر اختيارك لتخصص الطب ؟
السبب الأول الذي حفزني على اختيار الطب هو أني لطالما راودني حلم أن أكون طبيبة أن أستطيع رسم البسمة على شفاه الاخرين أن ازرع الأمل في نفوسهم فقد كانت أول كلمة نطقت بها أن أكون طبيبة و الطب أيضا مهنة نبيلة يشعر فيها الإنسان بإنسانيته إضافة إلى ذلك فإن الطبيب في اكتشافاته يرى عظمة خلق الله فيسبح بحمده ٠
ما تطلعاتك للمستقبل و هل تطمحين للدراسة في الخارج ؟
أطمح لأن اكون طبيبة أختص في أمراض القلب فهو تخصص واسع و شيق البحث فيه أما عن الدراسة في الخارج فهذا ليس من بين اهتماماتي فحسب رأيي الناجح الذي ينبثق من داخل الوطن أرفع شأنا من ذلك الذي يبزغ من الخارج حيث أن لذة النجاح تكمن في تحدي الصعاب و الظروف القاهرة ٠
استفدت من رحلة إلى تركيا رفقة المتفوقين فما رأيك حول الرحلة ؟
رحلة تركيا كانت رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , قضيت فيها 10 أيام من أجمل أيام حياتي زرنا فيها معالم أثرية و تجولنا في ساحات اسطنبول و أسواقها الشعبية , فقط العيب الوحيد فيها أنها كانت في شهر رمضان فقد نال منا التعب و العطش لكن رغم هذا قضينا أوقاتا ممتعة و من هنا أوجه نداء لطلاب بكالوريا 2014 إياكم أن تفوتوها اجتهدوا لأنها فرصة لا تعوض ٠
هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا الموسم القادم ؟
ان يبدأوا الدراسة منذ البداية و لا يهملوا المواد الأدبية لأنها هي التي تصنع الفارق و لا يخافوا من الامتحان فالبكالوريا ليس إلا امتحان عادي إذا أعدوا له ما استطاعوا من معلومات و هو بالفعل تجربة رائعة أهم شيء أن لا يستهينوا به و لا يعظموا من شأنه لأنه امتحان فقط هو مصيري و جسر يربط الدراسة الثانوية بالتعليم العالي , كباقي الامتحانات سلاحه الوحيد هو الاجتهاد ثم الاجتهاد ثم الاجتهاد فمن طلب العلا سهر الليالي ٠
تمنياتنا لإيمان بالتوفيق في الجامعة و تخصص الطب و تمنياتنا لطلابنا الأعزاء بالنجاح و التفوق و التميز