قرر تلاميذ الأقسام النهائية المحتجون، توقيف إضرابهم المفتوح، و الالتحاق بأقسامهم واستئناف الدراسة بشكل عادي ابتداء من الغد، بعدما استجابت وزارة التربية الوطنية، لجل مطالبهم المتمثلة أساسا في عدم إلغاء عطلة الربيع، إلغاء اختبارات الفصل الثاني وتعويض الدروس دون حشو وتسرّع، إلا أن فئة قليلة من المعيدين أصرت على مواصلة حركتها الاحتجاجية إلى غاية أن تحصل على ما أسمته “وثيقة العتبة”.
وبعد خمسة أيام من الحركة الاحتجاجية التي شنّها تلاميذ الأقسام النهائية عبر مختلف ولايات الوطن، احتجاجا على جملة من المطالب، قرروا توقيف الإضراب بعدم البقاء في الشارع، والعودة ابتداء من يوم غد الأحد إلى مقاعد الدراسة، بعد أن أعلنوا عن اقتناعهم بالحلول التي اجتهدت وزارة التربية، في إيجادها و الإجراءات التي سارعت في اتخاذها، غير أن هناك فئة قليلة من التلاميذ المعيدين سيخلطون أوراق الوزارة، بفرض سياسة “الشارع” و الحرق والكسر، لأنهم رفضوا العودة إلى مقاعد الدراسة مثل بقية زملائهم إلى غاية أن ترضخ لهم الوصاية، وتحدد لهم ما أطلقوا عليه مصطلح “وثيقة العتبة” خلال الشهر الجاري، وهو المطلب الذي تراه مصالح بابا أحمد بغير الممكن في الظرف الحالي، ولا يمكن تنفيذه إلا قبل 30 من شهر أفريل المقبل.
ومعلوم أن وزارة التربية الوطنية، قد سارعت إلى الإفراج عن “مخطط استدراك” الدروس الضائعة جراء الإضراب المفتوح، حيث استجابت لجل مطالب التلاميذ الذين خرجوا إلى الشارع، وتتعلق أساسا بإلغاء اختبارات الفصل الثاني وتعويضها بمعدل نقاط الفروض، والتقييم المستمر لكسب مزيد من الوقت، الاحتفاظ بعطلة الربيع وعدم إلغائها لتمكين التلاميذ من الراحة، تعويض الدروس أيام السبت وأمسيات الثلاثاء، بشرط مراعاة عدم إرهاق التلاميذ، وتجنب الحشو والتسرّع، مع الاستعانة بالساعات الفارغة لمواد التربية التشكيلية، التربية الموسيقية والتربية المدنية واستغلالها في تدريس المواد الأساسية، بالإضافة إلى برمجة البكالوريا التجريبي شهر ماي المقبل، لتدريب المترشحين على امتحان مصيري كالبكالوريا، الذي لن تخرج مواضيعه عن الدروس التي تلقاها المرشح طيلة موسم دراسي.
“خطة استدراك” في الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط.. والوزارة تأمر:
لا ترهقوا التلاميذ بالحشو والتسرّع في تعويض الدروس
طلبت وزارة التربية الوطنية، مديرياتها الولائية، بتأجيل اختبارات الفصل الثاني إلى الأسبوع الأخير من الفصل الدراسي، أو الأسبوع الأول من عطلة الربيع لتلاميذ السنة خامسة ابتدائي والرابعة متوسط وباقي المستويات، بحكم أن النجاح يعتمد آلية “الانتقال” عكس البكالوريا التي تستوجب إجراء امتحان سنوي يؤكد جدارة التلميذ في الالتحاق بالجامعة.
وجّه مدير التعليم الابتدائي والمتوسط بوزارة التربية، إبراهيم عباسي، مراسلة حول وضعية الحصص الضائعة جراء الإضراب المفتوح في كافة المستويات التعليمية، استكمالا للمنشور الوزاري رقم 51، المتعلق بوضعية المقرر الدراسي الخاص بأقسام الثالثة ثانوي، حيث ألزمت الوزارة من خلال تعليمتها مديري المؤسسات التربوية، بوضع “مخطط” تنجزه كل مؤسسة تعليمية عرفت الإضراب بصفة جزئية أو كلية، في إطار “مجالس تعليم استثنائية”، تعقد لهذا الغرض بالتشاور مع فاعلي القطاع.
في حين اشترطت الوصاية أن يراعى إحصاء الحصص الضائعة في كل مادة بإشراك الأساتذة ومندوبي الأقسام “أي التلاميذ”، لوضع مخطط يراعي وتيرة الدراسة في الأقسام وفق خصوصية كل مؤسسة، وكل قسم مع اعتماد “منهجية بيداغوجية” ملائمة لتنفيذ البرامج التعليمية، مع تجنب إرهاق التلاميذ وتفادي الحشو والتسرّع في تقديم الدروس.
وأشارت الوزارة في نفس التعليمة، أنه بإمكان مديري الابتدائيات والمتوسطات الذين عرفوا الإضراب، برمجة اختبارات الفصل الثاني وفق ما تقتضيه وضعية كل مؤسسة، كتأجيل الاختبارات إلى الأسبوع الأخير من الفصل الدراسي، أو الأسبوع الأول من عطلة الربيع أي ابتداء من21 مارس، وقد فضّلت وزارة التربية، التعامل وفق هذا الأسلوب مع تلاميذ السنة خامسة ابتدائي والرابعة متوسط وبقية المراحل، بحكم اعتماد آلية الانتقال في هذه الامتحانات، عكس شهادة البكالورريا التي يشترط فيها اجتياز امتحان “مستقل” عن السنة الدراسية مقابل النجاح.