أجهضت قوات الأمن مسيرة التلاميذ المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، حيث منعتهم من الوصول إلى مقر ملحقة وزارة التربية الوطنية الكائن بالرويسو، حيث أغلقت كل المنافذ المؤدية إليها، وحاصرتهم بساحة “إيميليانو زاباتا”، وقامت بنقلهم في حافلات. في الوقت الذي صرح بعض التلاميذ أنهم سيدخلون في إضراب مفتوح للمطالبة بالعتبة، وحقهم في عطلة الربيعو وإلغاء اختبارات الفصل الثاني، بعد مرور يومين فقط على استئناف الأساتذة للتدريس.
تجمع، العديد من تلاميذ السنة ثالثة ثانوي، القادمين من ثانويات عين النعجة، القبة، بلكين بحسين داي، كونور بالدار البيضاء وباب الزوار، أمام محطتي الترامواي والميترو بالرويسو، بعد ما منعتهم قوات الأمن من الوصول إلى الوزارة، لإسماع أصواتهم، وإبلاغ مطالبهم للمسؤولين، حيث أقدمت على تطويق المكان، مما تسبب في حدوث بعض المناوشات بين المتمدرسين وعناصر الأمن، الذين لجأوا إلى نقلهم في حافلات للنقل باتجاه منازلهم، لإجهاض الاعتصام.
و صرحوا بأنهم قرروا عدم العودة إلى مقاعد الدراسة وبالتالي الدخول في إضراب مفتوح، إلى غاية أن تستجيب الوصاية لانشغالاتهم المطروحة والمتعلقة أساسا بضرورة تحديد عتبة الدروس المعنية بامتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2014، خلال شهر فيفري الجاري، رافضين تأجيل تحديدها إلى غاية أفريل المقبل، عدم إلغاء عطلة الربيع التي ستنطلق في الـ21 مارس المقبل، من خلال منحهم حق في الاستفادة منها واستغلالها في المراجعة وليس في استدراك الدروس، وكذا إلغاء اختبارات الفصل الثاني، والمحافظة على البكالوريا التجريبي أو ما يعرف “بالامتحان الأبيض”.
وحاول التلاميذ الدفاع عن مطالبهم بقوة، إلى غاية افتكاكها، بحجة أن لديهم كل الحق في الدخول في حركة احتجاجية، لإسماع أصواتهم لوزارة التربية الوطنية وعلى رأسها الوزير بابا احمد عبد اللطيف، مثلهم مثل الأساتذة الذين دخلوا في إضراب لمدة 4 أسابيع كاملة، بحيث تساءلت التلميذة “س.ق” من ثانوية باب الزوار، شعبة علوم طبيعة وحياة، عن عدم محاسبة الوزارة للأساتذة المضربين الذي شلوا المؤسسات التربوية طيلة أربعة أسابيع كاملة، ويحاسبون التلميذ الذي يخرج إلى الشارع للمطالبة بحقه في العتبة وعطلة الربيع.
ومعلوم، أن الأساتذة استأنفوا التدريس الخميس الماضي، بعد سلسلة من المفاوضات جمعتهم بمديرية الوظيفة العمومية تحت إشراف الوزير لدى الوزير الأول المكلف بتحسين الخدمة العمومية، محمد غازي وبتدخل من الوزير الأول عبد المالك سلال، وذلك عقب فشل المفاوضات بين الوزارة ونقابات التربية المستقلة، ليقرر التلاميذ الخروج إلى الشارع ومقاطعة الدراسة للمطالبة بحقوقهم التي وصفوها بالمشروعة.
أكدت أن اعتصامهم غير مبرر
جمعيات الأولياء تتهم “مطرودين” بتحريض التلاميذ على الخروج إلى الشارع
وصف رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، خروج التلاميذ إلى الشارع للمطالبة بعتبة الدروس وعطلة الربيع، بغير المبرر إطلاقا، على اعتبار أن وزارة التربية الوطنية، قد نصبت “اللجنة البيداغوجية العليا” لتقييم الدروس وتقدمها وسبل الاستدراك، مؤكدا بأن هناك أقلية من التلاميذ السابقين هم الذين يقومون بتحريض التلاميذ ودفعهم لمقاطعة الدراسة.
أوضح المسؤول الأول عن اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أن التلاميذ ليست لديهم أية مبررات لكي يقاطعوا الدراسة ويدخلون في إضراب مفتوح، لأن الوصاية ومباشرة عقب استئناف الأساتذة للدراسة بعد اتخاذهم لقرار تعلق الإضراب الذي دام أربعة أسابيع، سارعت إلى تنصيب اللجنة البيداغوجية العليا التي تعمل حاليا على تقييم مدى تقدم الدروس في كل ولاية، منطقة، بلدية، ومؤسسة تربوية، وعلى ضوئه سيتم إعداد “خطة” للاستدراك بالأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل مدرسة، متوسطة وثانوية، وبالتالي فلحد الساعة لم تتخذ الوزارة، أي قرار بخصوص أيام وساعات الاستدراك.
في الوقت الذي دعا أولياء التلاميذ إلى تنبيه أبنائهم المقبلين على اجتياز امتحان مصيري كالبكالوريا، وعدم الانسياق وراء ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، وتقديم لهم النصح بضرورة متابعة دروسهم بمؤسساتهم التربوية، وعدم تضييع دروس أخرى.
وأكد أحمد خالد، أن الأشخاص الذين حرّضوا التلاميذ على الخروج إلى الشارع ليسو متمدرسين، وليست لهم أية علاقة بالدراسة، وبالتالي هم تلاميذ سابقون يشكلون “أقلية”، مهمتهم التشويش على عقول المترشحين للبكالوريا لدفعهم للإضراب، وبالتالي تضييع المزيد من الدروس في طرف حساس، في الوقت الذي وصفهم “بالمشاغبين” و”المشوشين” الذين يريدون الاصطياد في مياه الامتحانات الرسمية والدفع للتعفين.
أنشأنا نقابة إلكترونية وقررنا إضرابا عاما
أدرج تلاميذ ملثمون فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب”، الأحد، أعلنوا فيه إنشاء ما سمّوه نقابة إلكترونية لتلاميذ الطورين الثانوي والمتوسط ودعوا زملاءهم على مستوى التراب الوطني إلى شن إضراب عام بداية من نهار اليوم.
وبدا في الفيديو، الذي كان يعنوان “رسالة من التلاميذ إلى بابا أحمد”، تلميذان ملثمان يجلسان إلى طاولة، تناول أحدهما ورقة وراح يتلوا أسباب بث التسجيل.
وقال التلميذ إن هناك أحاديث حول اعتزام وزارة التربية الوطنية تأخير موعد الاختبارات واستدراك الدروس الضائعة يومي السبت والثلاثاء وإلغاء العطلة الربيعية وتأخير امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط والابتدائي، بعد نهاية إضراب الأساتذة الذي دام حوالي شهر، وعلق قائلا “أصبح كل ما يهم الوزارة هو إنهاء البرنامج الدراسي بأية طريقة وهذا السيناريو يتكرر في كل موسم دراسي، فأين نحن من هذه المعادلة وما هو محلنا من الإعراب وهل وصلت “الوقاحة” إلى حد التلاعب بثمانية ملايين تلميذ كل سنة؟ وإلى متى سنبقى تحت رحمة مطرقة النقابات وسندان الوزارة؟ وإلى متى سنبقى صامتين؟”
وخلص التلميذ إلى إعلان إنشاء أول نقابة إلكترونية تدافع عن حقوق التلاميذ، ودعا المتحدث التلاميذ المتمدرسين في الثانويات والمتوسطات عبر التراب الوطني إلى شن إضراب شامل إلى غاية تحقيق الوزارة مطالب التلاميذ وهي: عدم تمديد السنة الدراسية وعدم إلغاء العطلة الربيعية، ورأوا أن العطلة من حق التلميذ كما أن الإضراب من حق الأستاذ، كما طالبوا بتحديد عتبة الدروس قبل شهر أفريل بالنسبة لطلبة البكالوريا وإلزام الأستاذة بسيرورة الدروس وتوقيف الدروس قبل البكالوريا بشهر.
ودعا قارئ “البيان” التلاميذ إلى ما سماه التكتل والتلاحم وتشكيل قوة واحدة للدفاع عن ثمانية ملايين تلميذ.