اعتبرت نقابات التربية المستقلة وفيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ العودة إلى العمل بنظام “الإنقاذ” في امتحان شهادة البكالوريا ضرورة، بشرط إشراك الفاعلين في قطاع التربية، لإنقاذ التلاميذ الذين اجتهدوا طيلة موسم دراسي وعدم ترك المئات منهم على قارعة الطريق لأن السبب “نصف نقطة”.
أوضح وزير التربية الوطنية الأسبق، علي بن محمد، أن المشكلة حاليا ليست في العودة إلى نظام الإنقاذ أم لا، وإنما في امتحان شهادة البكالوريا، الذي أصبح سنويا موضوع “مشاورات”، بين السلطة الممثلة في وزارة التربية وتلاميذ الأقسام النهائية للاتفاق حول ما يعرف باسم “العتبة”، وهذا ما أفقد الامتحان مصداقيته وقلص قيمته “المعنوية” و”الرسمية”، على اعتبار أن كل شيء يكون محل “مشاورات” يفقد قيمته، مؤكدا بأن امتحان البكالوريا من المفروض هو “تتويج” لمسيرة دراسية عمرها 12 سنة، مدعمة ببرنامج عادي ومعلوم، فإذا استطاعت الوصاية أن تعيد لشهادة البكالوريا قيمتها المعنوية في هذه الحالة يمكن الحديث عن أمور تكميلية.
وانتقد بن محمد ما أطلق عليه اسم “البدعة” ويقصد “العتبة” التي استحدثت، لأنه لا يوجد شيء اسمه العتبة في المنظومة التربوية، فيما دافع عن نظام الإنقاذ وضرورة العودة إليه، بشروط لخصها في ضرورة تقييم مجهود التلميذ طوال السنة الدراسية، من خلال النقاط المتحصل عليها، وتفعيل “البطاقة التركيبية” لأنها تعكس المستوى الحقيقي للمرشحين، مع تفعيل مجالس الأساتذة المصححين كون تلك اللجان، كانت تضمن للامتحان مصداقيته المطلقة، إلى جانب الإبقاء على الأسئلة الاختيارية لأنه لا يمكن حصر التلميذ في سؤال إجباري واحد.
وانتقد محدثنا فكرة ربط النجاح في البكالوريا بالدخول للجامعة، والتي وصفها “بغير السليمة”، على اعتبار أن الشهادة هي شهادة نهاية الدراسة الثانوية.
وتأسف محدثنا على ربط الحصول على البكالوريا بالجامعة، كون هذه الأخيرة لديها ضوابط وشروط لا بد من احترامها. مؤكدا بأن “الإنقاذ” سيساهم في رفع معنويات التلميذ المجتهد، ويمنح فقط لحالات “استثنائية”، كما سيعمل على حماية مئات التلاميذ من الشارع.
من جهته، أوضح رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن العودة إلى الإنقاذ ضرورة لكن بشرط تفعيل العمل “بالبطاقة التركيبية”، وهو المطلب الذي رفعوه منذ 7 سنوات، بمعنى أن يتم إنقاذ التلميذ في المادة التي رسب فيها وحرمته من البكالوريا، وليس في جميع المواد، عن طريق العودة إلى نتائجه المسجلة خلال سنة دراسية، شريطة أن يكون معدله العام 9 فما فوق.
وأكد، أحمد خالد، أن الإنقاذ يرفع في نسب النجاح في البكالوريا بنسبة تتراوح بين 15 و 20 بالمائة، على المستوى الوطني، داعيا إلى اعتماده ابتداء من السنة المقبلة، شريطة إشراك النقابات وأولياء التلاميذ في إعداده لأنه يحتاج إلى دراسة معمقة.
وأما نقابة “الكناباست الموسع”، فقد اعتبرت على لسان أمينها الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، مسعود بوديبة، أن العودة إلى نظام “الإنقاذ” ضرورية بشرط الالتزام بالمداولات في البكالوريا.
8 أسابيع تأخر في البرنامج السنوي لتلاميذ البكالوريا بغرداية لوحدها
كشفت مصادر مطلعة ، أن التأخر في الدروس على مستوى ولاية غرداية لوحدها، قد بلغ 8 أسابيع كاملة، نظرا إلى أن التلاميذ قد انقطعوا عن الدراسة منذ الفصل الثاني وإلى غاية تاريخ اليوم، بسبب الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة، مما صعب على اللجان المكلفة بإعداد العتبة على مستوى وزارة التربية الوطنية من استكمالها.
وأضافت المصادر نفسها أن التلاميذ بولاية غرداية لم يدرسوا الفصل الثاني كلية ولم يلتحقوا بمقاعد الدراسة إلى غاية تاريخ اليوم رغم انقضاء عطلة الربيع وانطلاق الفصل الثالث والأخير، وبالتالي فقد تم تسجيل تأخر في الدروس بلغ 8 أسابيع كاملة بسبب تواصل الاحتجاجات بالمنطقة، مما دفع بالأولياء إلى منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة بغية حمايتهم.