الأساتذة يتمسكون بالإضراب والوزارة تصم أذنيها

الإضرابات تعود من جديد
الإضرابات تعود من جديد

قرر الأساتذة مواصلة إضرابهم الذي شرعوا فيها، منذ يومين، عبر المدارس على المستوى الوطني، وأعلنوا تمسكهم بالإضراب المتجدد كل يوم، بعد غد الأحد، في ظل تجاهل وزارة التربية لمطالبهم، وإشهار السلطات العمومية سيف الحجاج في وجوههم.

 

أكد نوار العربي، المنسق العام للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أمس، في تصريح له أنهم يواجهون ضغوطاً كبيرة وتعسفاً في حقهم، مع الاعتداء على الحريات النقابية، من خلال التوقيفات التي طالت مئات المربين، أول أمس، بعدما فضت قوات الأمن اعتصام الأساتذة والمساعدين التربويين بالقوة، واقتادتهم إلى مراكز الشرطة.

وقال نوار بأن الوصاية تفضل عدم الاكتراث بالمحاضر التي وُقِّعت مع الشركاء الاجتماعيين، وأوضح قائلاً: “مسؤولون بالوزارة لا يهمهم مصلحة التلميذ ولا غير ذلك، ولا يتحلّون بروح مسؤولية، ولا يقومون بدورهم في حماية حق التلميذ، ولا حق الأستاذ الذي يحاسب خارج القسم، وليس داخله”، مضيفا “أحمِّل المسؤولية للوزارة، ولا يهمني الجماعة التي تعطِّل مصلحة التلميذ”.

وبشأن الاعتصام الذي نظموه، أول أمس، تأسَّف المتحدث لتعرُّضهم للقمع، موضحا أن الجزائر وقعت على اتفاقية حماية ممارسة الحق النقابي وقعها الراحل بن بلة 1967، لكنها لا تُحترم، مضيفا: “جئنا لنوضح للرأي العام الوضعية، وفضح الأمور ووجهنا نداءً للسلطات العمومية لوضع حد، فإذا بنا نجد قوات الأمن تعتقل المعلمين والأساتذة منذ السابعة صباحا، على مستوى محطات الحافلات والميترو والترامواي، فكل من حام حول الرويسو تمّ اعتقاله وفاق عدد المحتجزين 400 أستاذ من الأطوار الثلاثة، وحتى السيدات لم يُطلق سراحهن إلا في المساء في حدود الساعة الخامسة”.

وأكد نوار “سنواصل الإضراب يوم الأحد المقبل، لأننا لم نتلق أي دعوة من طرف الوزارة الوصية، رغم أننا نتعب في الإضراب أكثر من العمل داخل القسم، ونتطلع إلى المفاوضات لوضع حد للأزمة”.

من جهته، تأسف منسق التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين، مراد فرطاقي، لطريقة تعنيفهم ساعة التوقيف، وقال “التجاوزات تجاه المربين وصلت إلى حد العنف اللفظي والجسدي، وحتى الكلام الفاحش، رغم أن الاعتصام كان سلميا، وتم إبلاغ كل الجهات بما فيها وزارتا الداخلية والتربية، ونحن لسنا مرتادي سجون أو مرتكبي جرائم، ولدينا مطالب مهنية وليست حتى سياسية أو خارجة عن الإطار التربوي”، واستدرك قائلاً “لكن مركزا أمنيا في حي الخروب التابع لمقاطعة الحراش؛ حيث تم اعتقالنا، كانت فيه المعاملة جد حسنة إلى أقصى درجة”.