أكدت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السنابست”، أن العنف الذي اجتاح الوسط المدرسي على مدار السنوات الأخيرة وسوء معالجته من طرف الوزارة الوصية، وراء الفوضى التي شهدتها بعض مراكز إجراء امتحانات البكالوريا خلال هذه الدورة.
دعت “السنابست” وزارة التربية إلى اتخاذ التدابير اللازمة وتعديل النصوص القانونية المتعلقة بسير الامتحانات، بما يوفر الحماية الكاملة والكافية للمؤطرين ويضع حدا لمثل هذه السلوكيات “الدخيلة” على المنظومة التربوية، وحمّلتها، في بيان أصدرته أمس، عقب انعقاد اجتماع لأعضاء مكتبها الوطني ومنسقي الولايات الوصاية ومصالحها المعنيّة وكذا ممثلي أولياء التلاميذ، المسؤولية الكاملة في ما حدث من انزلاق خطير وغير مسبوق في مجريات امتحان شهادة البكالوريا لهذا الموسم، واصفة المسألة بالنتيجة الحتمية والمنطقية لسياسة التساهل المنتهجة منذ سنوات مع التلاميذ، إلى جانب عدم تعامل القائمين على القطاع بجدية مع ظاهرة العنف المدرسي التي لطالما حذر منها الشركاء الاجتماعيون.
في سياق متصل، استنكر أساتذة بعض ولايات الجنوب، إقصاءهم غير المبرر من عملية تصحيح أوراق امتحانات شهادة البكالوريا التي من المقرر أن تنطلق نهار اليوم في كل مراكز التصحيح بالوطن.
وانتقد ذات التنظيم النقابي، بشدة، إقصاء الوزارة لأساتذة الجنوب من عملية تصحيح شهادة البكالوريا للعام الثاني على التوالي، على غرار أساتذة ولايتي أدرار وتمنراست وهو الشأن ذاته بالنسبة للأساتذة النقابين، متسائلا عن خلفية هذا الإبعاد، رغم كونه عملية بيداغوجية تكوينية هامة، حيث دعا “السنابست” إلى ضمان تكافؤ الفرص فيما يخص تصحيح امتحانات البكالوريا وطالب الحكومة بتجسيد ما قررته بخصوص منحة التعويض النوعي عن المنصب والتكفل ببقية انشغالات موظفي الجنوب والهضاب العليا العالقة، والتي لا يزال التنسيق النقابي قائما بشأنها وسيواصل احتجاجاته من أجل تحقيقها خلال الدخول الاجتماعي المقبل.
وحسب السيد موسى بلكحل، عضو المكتب الوطني المكلف بالتنظيم على مستوى نقابة “السنابست”، فإن “المُستهدفين بالإقصاء من عمليات تصحيح أوراق امتحانات شهادة البكالوريا للعام الثاني على التوالي لم يهضموا هذا الأمر، لاسيما أن الأمر يتعلق بعملية بيداغوجية هامة لها آثار كبيرة على تحصيل الأستاذ وخبرته المهنية”، مضيفا بأن “الوزارة وجّهت استدعاءات لستة أساتذة من ولاية تمنراست من أجل المشاركة في التصحيح، غير أنها لم تصاحب هذا الإجراء بتمكينهم من تذاكر السفر التي تضمن تنقلهم للوجهة التي تم تعيينهم فيها، ما يعني إقصاءهم بشكل غير مباشر”.
وتساءلت “السنابست”، في بيان عن الخلفيات التي تقف وراء إقصاء هؤلاء الأساتذة من عملية تكوينية جد هامة، كان من المفروض أن تحرص الوزارة الوصية فيها على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع ليستفيد منها كل أستاذ، خدمة للقطاع ولصالح التحصيل العلمي للتلميذ، باعتبار أن عدم إشراك هؤلاء الأساتذة في التصحيح سيحرمهم من التعرف على الإجابات النموذجية التي ينبغي على التلميذ اتباعها أثناء الامتحان، الأمر الذي يعد أحد عوامل ضعف النتائج في هذه المناطق المقصاة، مشددا في الوقت ذاته على أن سبب احتجاج المقصين بعيد كل البعد عن الجري وراء المستحقات المادية المتعلقة بالتصحيح.
عن جريدة الخبر