حوار مع وسام شروانة بمعدل 18.39 بكالوريا 2012

بعد موسم شاق اجتاز أكثر من 500 ألف تلميذ بكالوريا 2012 فمنهم من لم يوافقه الحظ و نتمنى لهم النجاح و التوفيق الموسم القادم ومنهم من نجح في اجتياز البكالوريا فهنيئا لهم لكن من بين الناجحين تميز 64 تلميذ بحصولهم على معدل يفوق 18 واحدة من أبرز هؤلاء التلاميذ هي وسام شروانة من ثانوية الحرية ( قسنطينة ) صاحبة ثاني أعلى معدل في ولاية قسنطينة و المركز الحادي عشر على مستوى الجزائر و حتى يستفيد الطلاب المقبلين على البكالوريات القادمة و خصوصا بكالوريا 2013 استغلينا فرصة تواصلنا مع وسام لنقل بعض تساؤلاتكم عليها و جاءت الإجابة من عند وسام و التي نضعها بين أيديكم في هذه الصفحة آملين أن تستفيدوا من تجربتها و نصائحها لعلكم تحذون حذوها و تحصلون على تقدير ممتاز في البكالوريا , نتمنى لكم الاستفادة و نتمنى للجميع التوفيق
كيف كان شعورك عند معرفتك لمعدلك و هل توقعت هذا الإنجاز ؟
لقد كان يوم 29 جوان أفضل يومٍ في حياتي، وقد كانت صديقتي من رأت معدّلي وأخبرتني بدورها، ولكنني في الحقيقة لم أصدّق هذه النتيجة إلاّ بعد أن رأيتها بمحض عينييّ، ولقد كانت واللّه لحظة ولا أحلى و ولا أجمل، لحظة لم أعشها من قبل، وشعورٌ لا يوصف بتاتًا، حتى أنّ دموعي انهمرت من شدّة الغبطة والفرح ، وعمّت الزغاريد في البيت ٠
وفي الحقيقة بعد الانتهاء من امتحان البكالوريا، كنت شبه متيقّنة من أنني بإذن الله سأحصل على معدّل 18، ولكن بعد الإطلاع على التصّحيحات النموذجية المليئة بالأخطاء الشنيعة الفادحة ( ويا لها من فضيحة )، شعرت بأن حلمي سيتبخّر، ولكن أحمد المولى عزّ وجلّ على هذا التوفيق العظيم ٠
هل يمكنك تلخيص مشوارك الدراسي من الابتدائي للثانوي ؟
على العموم لقد كان مشواري الدّراسي مليئًا بالنشاط والحيويّة، فمنذ نعومة أظافري وأنا أحاول الإحاطة بكلّ كبيرة وصغيرة، أجدّ وأكدّ، أثابر وأجتهد، ودرست عند بعض الأساتذة الأكفاء ذوي الخبرة الطويلة، و قد حصلت على معدّل 9.60/10 في الطور الابتدائي، ونلت معدّل 17.96 في شهادة التعليم المتوسّط وكنت قد أصبت بإحباط شديد وخيبة أمل خلالها، ولكن بكلّ حزمٍ وعزمٍ ضاعفت مجهوداتي، والحمد لله أنني حصلت على نتيجة مشرفة في البكالوريا “18.39”، وكنت من بين المحظوظين ال64 الذين كُرّموا بقصر الشعب ٠
كيف كان تحضيرك للبكالوريا من بداية الموسم إلى آخره؟
تحضيري كان منذ الوهلة الأولى (شهر سبتمبر) فقد وضعت برنامجًا تابعته طيلة السنة، ولم أترك دروس الحفظ تتراكم عليّ، أمّا مادتي الرياضيات والفيزياء فقد أخذتا حصّة الأسد، إذ كنت أفهم الدّروس جيّدًا وتأتي بعدها الممارسة وخلالها أقوم بحلّ عدد لا يُحصى من التمارين، وأمّا عن مادة العلوم الطبيعيّة فقد اعتمدت بالدّرجة الأولى على تلخيصها وحفظ ما هو مهمّ فيها، وهكذا في نهاية السّنة كنت قد أحطت بكلّ شيء ٠
كيف تعاملت مع مادتي اللغة العربية و الفلسفة ؟
في الحقيقة طوال السنوات الماضية كنت أواجه بعض الصّعوبات في اللغة العربية، خصوصا في البناء الفكري، ولكن الحمد لله ومع مساعدة أستاذ الدّعم تمكّنت من إثراء رصيدي وتعلمت طريقة الإجابة كما أنني وجدت بعض المقدّمات وبعض الأجوبة التي قد تبهر المصحّح فحفظتها، إضافة إلى أني تدرّبت كثيرًا على حلّ المواضيع خصوصًا من كتاب “الموجّه”، وأما عن الفلسفة، فهي مادّة رائعة ومشوقّة، لم أتوقع يومًا أني سأحبها كما فعلت هذا العام، فقد جمعت مقالاتٍ جمّة من عدّة مواقع بالإضافة إلى مقالات أستاذتي الفاضلة، ثمّ كتبتها بأسلوبي الخاصّ ( المقالة حوالي 6 أوراق) ودعمتها بالأقوال والأمثلة، ورغم أنني كنت أتوقع أن أحصل على علامة 17 أو 18 فيها،لكنني خذلت بعلامة 15 فقط في الأخير ٠
ماذا عن الدروس الخصوصية و ما رأيك فيها و هل تنصحين الطلاب الالتحاق بها ؟
لابد من الإقرار بأنّ الدروس الخصوصيّة هي التي كانت وراء تفوقي، نظرً للمعاناة من الإهمال من “بعض” أساتذة الثانوية، فدروس الدّعم كشفت لي النقاب عن بعض الأمور التي كنت أجهلها، وبعض النقاط التي لم أفهمها في القسم كما كان ينبغي . وبذلك أنصح كلّ المقبلين الجدد على البكالوريا الالتحاق بها خاصّة في المواد العلميّة، ولكن في حدود المعقول ( أعني الاكتفاء بمتابعة أستاذ فقط حتى لا تختلط عليهم الأمور ) ٠
كيف كان تعاملك مع اللغة الفرنسية و اللغة الانجليزية ؟
والله أنّ مادتي الفرنسية والإنجليزية سهلتان للغاية، المهّم مراجعة الدّروس المقدّمة خلال السنة وهي قليلة، بالإضافة إلى الإحاطة و إثراء الرصيد بالكلمات التي تُصادف خلال العام في مختلف المجالات المبرمجة، وحقيقة لم أوليهما أهميّة بتاتًا، وخصّصت لهما يومين فقط في الأسبوع الأخير من المراجعة ٠
ما الوقت الذي خصصته لحفظ الدروس ؟
كنت أحفظ الدّروس يومي الجمعة والسّبت مساءً، وكنت قد راجعتها في عطلتي الشتاء والربيع، إلى أن أتممت الروتوشات الأخيرة خلال البكالوريا البيضاء ٠
ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي أفادتك ؟
في الحقيقة هناك كتب خارجيّة في المستوى، أفادتني كثيرًا وهي كالتالي: المشرق في الرّياضيات + كتب أجنبيّة، الموجّه والسبيل في الأدب العربي، كتاب أحمد أمين خليفة في العلوم الطبيعيّة ( كتاب رائع وتحفة أكثر من 50 تمرين في الوحدة )+ كتب عيرزم لحسن في الاجتماعيات
هل كنت مواظبة على حضور الدروس طيلة السنة أم توقفت عن ذلك مع قرب نهاية السنة ؟
نعم كنت مواظبة على حضور الدّروس في الفصلين الأوّل والثاني، ولكن بحلول الفصل الأخير توقفت عن ذلك، بسبب البرنامج الكثيف والضّغط الرهيب خصوصًا بعد مضاعفة أساتذة الدّروس الخصوصيّة للحصص بغية إتمام البرنامج في الوقت المحدّد ٠
كيف كان برنامجك التحضيري كل يوم و هل كنت تفضلين السهر أم النهوض باكرا ؟
البرنامج على العموم كان مكثّف، فبمجرّد الالتحاق بالمنزل أرتاح قليلا ثمّ أنكبّ مرّة أخرى على الكتب، فأقوم بالواجبات، ثمّ أقوم بحلّ كمّ هائل من التمارين المتنوّعة وأبقى إلى ساعات متأخّرة أحيانًا، وبذبك كان متوسّط نومي يتراوح بين 4 إلى 6 ساعات طوال السنة ٠
اخترت الالتحاق بالمدرسة العليا للإعلام الآلي فما سبب اختيارك ؟
نعم اخترت هذه المدرسة، أوّلا لأنني مولعة بالإعلام الآلي والرّياضيات والفيزياء، عكس العلوم التي لا أحبّها كثيرًا، وثانيا لأنّ الإعلام الآلي هي مادة العصر، فهي لبّ وجوهر باقي التخصّصات، ولذلك فهي لها أكبر صدى على وجه المعمورة ٠
ما تطلعاتك للمستقبل و هل لديك الرغبة في إكمال الدراسة بالخارج ؟
نعم أتطلع إلى مستقبل زاهر إن شاء اللّه، آمل أن أتمم دراستي العليا بالخارج كون أنّ المستوى هناك أرقى وأسمى، وأرجو أن أوفّق وأعمل يومًا في شركة عالميّة في التخصّص الذي سأخوض غماره إن شاء اللّه ٠
يتساءل الجميع عن سر تفوق ثانوية الحرية و حفاظها على التفوق كل سنة فهل يمكنك أن تكشفي لنا أسرار تفوق ثانويتك السابقة ؟
صحيح أنّ ثانويّة الحريّة منذ سنوات وهي تحتل مراتب متقدّمة في البكالوريا ( 235 تلميذة ناجحة هذا العام من أصل 240 ) وبالرّغم من أنني لا أعرف عنها الكثير كوني لم أدرس بها إلى سنة الثالثة ثانوي، إلاّ أنني أستطيع البوح بأنّ بنات الحريّة يتحلّين كلهن بالعزيمة، يثابرن ويجتهدن، وتغمرهن روح المنافسة والتحدي، وهذا السرّ الأوّل، كما يرجع الفضل إلى مجهودات “بعض” الأساتذة الأفاضل الذين لا يبخلون علينا ولا بمعلومة جزاهم الله خيرا، إضافة إلى الطاقم الإداري الذي يسهر على توفير جوّ دراسي مناسب ( كتب خارجيّة عديدة، مواضيع + حلولها …) ٠
ذهبت في رحلة إلى تركيا فماذا تقولين عن هذه الرحلة ؟
والله إنّ الرحلة إلى تركيا وتحديدًا إلى اسطنبول رائعة لا مثيل لها، فهذه المدينة السياحيّة الواقعة بين قارتي آسيا وأوربا غنية بالتراث ولها تاريخ عريق، وقد قضيت فيها أوقاتا ممتعة ستبقى إلى الأبد في ذاكرتي، خاصّة وأنني قد زرت مساجد عظيمة ، ومتاحف هائلة، و قصورا فاخرة أعطتني نظرة عن ظروف عيش سلاطين الدولة العثمانيّة، وسمحت لي برؤية بعض الأشياء الخاصّة بالرسل والصّحابة، إضافة إلى أنّ هذه الرّحلة منحتني فرصة التعرّف على أشخاص جدّ رائعين وطيبين سرعان من انصهرت والتحمت معهم ٠
ما هي نصائحك للطلاب المقبلين على البكالوريا ؟
في الأخير أنصح الطلاب المقبلين على البكالوريا هذه السنة أن يتركوا الخوف والاضطراب والتوتر على جنب فامتحان البكالوريا ما هو إلا امتحان شبيه بالامتحانات المعتادة، كما أنصحهم أن يثابروا، يجدّوا ويكدّوا ، يواظبوا ويقسموا الوقت منذ اليوم الأوّل ويضبطوا برنامجاً واضحًا، وليتجنبوا ترك الدروس تتراكم عليهم بغية تفادي مواجهة مشكلة في آخر المطاف، كما يجب عليهم بالمذاكرة يوميّاً، وأن يعطوا كلّ مادّة حقّها، وليتبادلوا الامتحانات والفروض مع الثانويات الأخرى، وليتجنبوا المراجعة الجماعية إلاّ مع الذين يمتلكون مستواهم حتى لا يضيع وقتهم، وفي الأخير آمل أن لا يبخلوا على إخوانهم بأيّ معلومة خصوصا الذين يعانون من مشاكل في بعض المواد، فأنا واللّه قد تعاملت بنيّة مع الجميع، وهؤلاء الآخرون بدعائهم لي وتوفيق الله ومجهوداتي قد حققت حلمي ، و أرجو أن يوفقهم الله بدورهم ، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرًا ٠

في الأخير نشكر وسام على إجاباتها الرائعة و المفصلة و نأمل أن يستفيد الطلاب المقبلين على البكالوريا من نصائحها و تجربتها حتى يحققوا المعدلات التي يطمحون لها
تمنياتنا لوسام بالتوفيق في المدرسة العليا للإعلام الآلي و تمنياتنا لطلابنا الأعزاء بالنجاح و التفوق و التميز
نقلا عن Ency-education

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *