في الحقيقة شعــرت بالفرحة عند معرفتي بأني حققت النتيجة التي ترضيني وتترجم جهـدي خلال السنتين الثانية والثالثة ثانوي، لكن هذه الفرحة زالت للتو إلى حين التأكد من الخبر من خلال القائمة المستلمة من طرف إدارة ثانويتي، وكانت تظهر بقوة خلال التكريمات أين يحس الطالب حقيقة بمدى انجازه وأن تعب سنتين لم يذهب في مهب الريح، بل حصد ثماره في النهاية ٠
كنت ممن يولون اهتماما للدراسة منذ الابتدائي، إذ والحمد لله كنت أحقق إحدى مقاعد المراتب الثلاثة الأولى في الابتدائي، إلا أنه للأسف هذا الطور كانت نهايته ليست مرضية بالقدر الكافي (8.20) وهو ما جعلني في ذيل ترتيب قسمنا، لكن والحمد لله التعافي كان بمجرد دخول المتوسطة إذ كنت أحقق نتائج ممتازة في جميع السنوات إلى غاية اجتياز شهادة التعليم المتوسط والتفوق فيها بمعدل (18.66)، وأخيرًا الطور الثانوي أين واصلت بنفس المنوال في السنة الأولى التي بكل صراحة لم أطقها على الإطلاق (إضرابات، تغيير المؤسسة….) لكن السنتين الثانية والثالثة كانتا جيدتين من حيث عدة جوانب (دراسة، برنامج، أسـاتذة، قلة الاضرابات…..) ٠
لأكون صريحـا، أنا البكالوريا بالنسبة لي بدأ التحضير لها بانطلاق السنة الثانية من الطور الثانوي، لأنها تمثل القاعدة التي يجب إعدادها للبكالوريا وحتى الجامعة خاصة في المواد العلمية، لذا كان لزاما علي أن أحل أعدادا هائلة من التمارين في المواد العلمية والتوسع في معطيات الدروس لهضمها، أعلم أنه يمكن الانطلاق في السنة الثالثة ثانوي دون اللجوء إلى معطيات السنة السابقة، لكن ذلك يصعب الأمور، بالتحضير الجيد للبكالوريا منذ السنة الثانية يمكن الطالب من ربح الوقت في السنة النهائية باعتبار أن جملة من الوحدات مكررة ولا داعي لمجهود كبير فيها إلا لما هو جديد (المتتاليات، الهندسة في الفضاء، العمل في الفيزياء والطاقات الحركية والكامنة،…) بل استغلال الوقت في ما هو صعب… ٠
كمـا اعتبر السنة الثانية الأساس لأنها تمكن من اختبار القدرات فصليا، إذا تعلمت إعداد أوراق الإجابة وتهيئتها والتمرن على ذلك في كل فرض واختيار (ترقيم، لون واحد، عبارات هامة في الرياضيات والفيزياء، تقسيم الوقت، خـط.، تنظيم….) حتى يصبح كل ذلك عادة، فإن هو أصبح عادة صرت لا أجهد نفسي في كل ذلك باعتبارها طريقة في الإجابة ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنها ولو في مسودة محاولات، كل هذا كنت حقيقة أوليه عناية كبيرة ولو أنه يبدو بسيطا وهو ما أراحني كثيرًا وحقق لي العديد من النتائج الإيجابية حتى قبل البكالوريا ٠
أما في السنة النهائية فالتحضير اختلف نوعـا ما، الدارسة كانت نوعا ما مكثفة في الفصول الثلاثة (الفصل الثالث بصفة أقل ) لكنها لم تكن بالاستثنائية إذ اتبعت نفس المنوال وهو التركيز على ما هو معـطى في الثانوية ثم الجهد الفردي عند العودة إلى البيت، وذلك من خلال إعـادة الدرس (وهو الأساس، إذ أؤمن أني إن أعدت الدرس وفهمته لوحدي، لا داعي لحل أعداد هائلة من التمارين أو حتى إطلاقا من أجل الاستيعاب) والتحضير للفروض والاختبارت بصفة عادية، لكن ما ميز هذا التحضير بالنسبة لي في الفصل الأول هو إيلاء الأهمية الكبرى للمواد الأدبية قبل العلمية وكان لذلك ثماره منذ الفصل الأول… رغم ما تخلل هذا الفصل من مشاكل (غياب أستاذ الفيزياء، تحويل أستاذة الرياضيات، …) ٠
العطل الفصلية كانت تخصص لحل تمارين وسلاسل تمارين في مختلف المواد خاصة العلمية منها لما تم التطرق إليه في الفصل (أو الفصول السابقة). أما الفصل الأخير فكان التحضير يرتكز أساسًا على مراجعة ما تمت دراسته خلال السنة الدراسية، والتطرق إلى حوليات لبكالوريا وشبه بكالوريات للجزائر ودول أجنبية، لتكون البكالوريا البيضاء آخر محطة لاختبار المستوى قبل الامتحان المصيري ٠
بالنسبة لمادة اللغة العربية التي صراحة أحس أن ظلمت فيها خلال البكالوريا ولم أعط حقي ، فكما هو معلوم المادة الأساسية في الطور المتوسط، وبالتالي الأهمية التي كانت تولى لها في هذا الطور امتدت معي إلى الطور الثانوي وخاصة بعد التغيير إذا أصحبت (اللغة العربية وآدابها) وهو ما جعلها بالنسبة لي لا مادة دراسة، ولكن ثقافة أمة تميزت بثرائها الأدبي وكان لزاما أن نعرفه، بكل صراحة أدرسها جيدا دون عناء لأني أقدر المؤلفات الشعرية (خاصة، لا أحبذ المؤلفات النثرية) وثقافة الأمة العربية خاصة في العصور السابقة وبالتالي فهمها كان بالنسبة لي شغف للتعرف على الشعر العربي لا دراسة للمادة التربوية. فدراستها كانت بالأساس في الثانوية، فقط قمت بالتركيز على التعامل مع النصوص في القسم، محاولة فهم النص والإجابة عن الأسئلة المطروحة، والتمعن مع إجابة الزملاء لاستدراك الخطأ أو الخلل في الفهم، وأخيرًا إعراب ما استطعت لوحدي (خلال الحصة) ما أمكن من كلمات أحس أنها من نمط البكالوريا في النص… هذا بصراحة اعتبره كافٍ للتمكن من هذه المادة، فضلا عن التطرق إلى نصوص شعرية في الأنترنيت (محمود درويش ـ نزار قباني
ومحاولة فهمها وجعل أسئلة لها من نمط البكالوريا، بالإضافة إلى التطرق إلى حوليات خلال الفصل الثالث (بكالوريا الجزائر نظامين قديم وجديد + مراجع ) ٠
مادة الفلسفة : ارتكز اهتمامي بها في الفصلين الأول والثاني باعتبارها مادة جديدة كنت أقوم بمطالعة كتب فلسفية لها صلة بالدروس بالإضافة إلى ما هو معطى في القسم، وخارج القسم من طرف أستاذ المادة الذي ساعدني كثيرًا، أما الفصل الثالث فلن أخفي أن مجهودي انعدم بتاتا في القسم وخارج القسم بما فيه المراجعة أو التحضير للبكالوريا ….، باختصار أظن أن هناك أمرين أتقنتهما (الطريقة+المضمون)، إذا مكناني من الحصول على علامة (أعتبرها جيدة 15 ولو أنه يوجد أحسن من ذلك، كونها أتت دون عناء كبير) فقط إتقان الطريقة + المضمون (متابعة الأستاذ أثناء الشرح فقط كافية ووافية) ، وأنصح بـعدم إهمال هذه المادة لأنها من المواد المساعدة التي تبدو في الواقع صعبة لكن ما أبسطها ٠٠
بالنسبة للدروس الخصوصية فلم أجربها منذ بداية مشواري الدراسي إلا مرة واحدة (لغة فرنسية السنة الرابعة ابتدائي)، إلا أني عدت إليها هذه السنة في مادة الفيزياء (وهذا لانـعدام أستاذ في الفصل الأول) ، لأني بصراحة أراها “موضة” العصر وأصبحت الطلبة قبل حتى الاطلاع على البرنامج الدراسي ومدى استيعابهم له ، إن لم أقل حتى قبل بداية السنة الدراسية يقومون بالالتحاق بها، فأنا أؤمن أن المؤسسة التربوية والأستاذ (ولو أن المستوى صراحة أصبح رديئًا) يبقيان الأساس في العملية التربوية، ثم المجهود الفردي، فحتى إن كان أستاذ الدروس الخصوصية يعين على الاستيعاب، فالعمل الفردي ومحاولة فهم الدرس بالاعتماد على النفس تصبح عادة ذات إيجابيات عديدة وحتى تقدم فهم أحسن من ذلك الذي يقدمه لك فرد آخر أيا كان، فأنا لم أفكر في الالتحاق بها إطلاقا لهذا السبب، لكن بانعدام أستاذ الفيزياء والتحاقي بها كانت مساعدة صراحة من جانب توفير الوقت، أما عن النصيحة : فما أقوله لكل رأيه الخاص، لكن أرى أنه من الصواب أن يقوم الطالب بمزاولة دروسه في القسم بداية ثم محاولة استيعابه بجهده الفردي، إن كان ذلك صعبا فيوجد زملاء ومراجع … غير ذلك يمكن هنا أن يلتحق بها، أما ان يلتحق بها لأنه يرى أن الأستاذ “عديم المستوى” كما يقال، أو حتى قبل معرفة قدارته ومقرره الدراسي، فهذا لا أنصح به ٠
في الحقيقة، كان تعاملا عاديا على العموم يرتكز أساسا على ما هو مقدم من قبل الاستاذة، المشاركة، محاولة الممارسة الشفوية في القسم (إجابة، قراءة، كلمات جديدة….) والمحاورة مع الزملاء، أما في العطل الأسبوعية، الفصلية، والفصل الأخير فكنت أتناول حوليات للبكالوريا الجزائرية نظامين قديم وجديد٠٠٠٠
في الحقيقة أنا لم أكن أحفظ الدروس خلال السنة الدراسية، فمادة الاجتماعيات والتي حصدت ثمار مجهوداتي بقوة فيها والحمد لله، كنت ممن يركزون مع ما هو معطى في القسم ثم البحث في شبكة الانترنيت أو خاصة مطالعة الكتاب المدرسي بجميع صفحاته فهو في الحقيق جد ثري، ومطالعته تمكن من كسب العديد من المعارف دون حفظها، إذ تبقى راسخة كمعلومة استقبلتها لا كدرس حفظته قد تنساه، وخلال هذه المطالعة أحاول شرح بعض المصطلحات التي أصادفها بطريقتي الخاصة والتي أحاول أن أقربها إلى الطريقة المعتمدة في تعريف المصطلحات، نفس الشيء بالنسبة للشخصيات مثلا التي كنت فقط أحاول أن أعرف انجازاتها ثم أنجز تعريف بنفسي دون الحفظ، هذا بمرور الوقت سيولد في الطالب القدرة على تعريف أي مصطلح أو أي شخصية بطريقة رائعة من حيث المنهجية والمحتوى، كما حاولت اكتساب منهجية جيدة للإجابة في المادة. ضف إلى الكتاب المدرسي أطالع صفحات ويكيبيديا على محتوى دروسي، إذ أؤمن أن المطالعة تؤتي ثمارًا أكبر من الحفظ، وهو ما تأكدت منه في اختبار البكالوريا
أما مادة العلوم الاسلامية بصراحة تعلمت من أستاذي الحالي (3 سنوات) أن بحفظي لها حرفيا للدروس تكون علامتي في المادة قمة في الرداءة، لذا أصبحت ممن يصغون إلى محتوى الدرس، تفحص الكتاب المدرسي…من أجل معلومات أكثر عن الدرس لكن حفظ فقط الأدلة الشرعية، كما حاولت أن اكتسب منهجية في الإجابة طوال السنة بالتركيز على طريقة استنباط الأحكام والفوائد، كيفية وضع مقدمة وخاتمة لإجابة ولو لم يكن مطلوبا ٠٠٠٠ما أهم الكتب الخارجية و المواقع الالكترونية التي أفادتك ؟
صراحة كانت لدي عدة كتب خارجية لكن أغلبها استعملته فقط في نهاية السنة الدراسية، ومنها الجديد في الرياضيات والفيزياء، أحمد أمين في مادة العلوم الطبيعة (وما أروعه)، سلاسل السبيل (مختلف المواد)، السامي في الفلسفة ٠٠٠
لكن فقط أود أن أشير أن الكتاب المدرسي (بالنسبة لي) يبقى هو أروع مرجع إذ فقط يكفي إيجاد طريقة لحسن استغلاله، فبكل صراحة الكتاب المدرسي غني بالمعلومات الهامة، التمارين في المستوى (محلولة وغير محلولة) ، دروس رائعة ٠٠٠
هل كنت مواظبا على حضور الدروس طيلة السنة أم توقفت عن ذلك مع قرب نهاية السنة ؟
بالطبع، إيمانا مني أن المؤسسة الدراسية هي المكان “الوحيد” لطلب العلم، ولا يمكن بأي حال من الأحول التخلي عنها للدراسة في مكان آخر “أيا كان” ٠
كيف كان برنامجك التحضيري كل يوم و هل كنت تفضل السهر أم النهوض باكرا ؟
بكل صراحة برنامجي كان جيدا بحكم أني استغللت السنة الثانية ثانوي جيدا، إذ كنت أنام يوميا من الـ10 مساء على أقصى تقدير إلى الـ7 صباحا على العموم، أي بمعدل نوم 9 ساعات نوم يوميا إذ لم أكن من صنف من يبقى ساهرًا حتى الـ1 صباحا، أو النهوض باكرًا، لكن برنامجي كان يوميا على مدى 4 ساعات ( الساعة الـخامسة والنصف إلى التاسعة والنصف مساءً) عدا العطل الأسبوعية فكنت أقضي غالبية الوقت في الدراسة، أما عن البرنامج التحضيري ففي البداية جعلت لنفسي برنامجا أسبوعيا لكن هذا لم يكن بالمفيد لذا كنت كل يوم وقبل بداية المراجعة في البيت أقسم 4 ساعات على ما أنا أرغب في دارسته لذلك اليوم فقط، وانهاء المادة بمجرد انتهاء الوقت الذي خصصته لها (ولو بقيت أشياء منها لم استوعبها بعد) ، بالإضافة إلى إيلاء المواد الأدبية نسبة كبيرة من الوقت توازي المواد العلمية ٠
اخترت الالتحاق بالمدرسة العليا للإعلام الآلي بعد الكثير من التفكير فما الذي جعلك تقتنع باختيارها في الأخير ؟
بكل صراحة أنا أحب الإعلام الآلي وكنت دائمًا أجعله ملاذا لي وقت فراغي، منذ عامين عندما علمت بوجود هذه المدرسة وأنا أفكر في الالتحاق بها ولو أن “الطيران المدني” هو ما كان ولازال يستهويني بالدرجة الأولى، لذا فالتحاقي بها هو نتاج قناعتي وأيضا لأنها الملجأ الوحيد رغم أني معجب بالتخصصات العسكرية (المدرسة الوطنية لتحضير دراسات مهندس، طب عسكري….) لكن لأسباب ما كانت المدرسة الوطنية للإعلام الآلي خياري، ضف إلى ذلك أن هذه المدرسة تتميز بتكوين أحسن نوعا ما عن ما تقدمه الجامعة كان السبب الرئيسي في الاختيار بحكم أن الجامعة الجزائرية تتبع حاليا نظام ل.م.د
ما تطلعاتك للمستقبل و هل لديك الرغبة في إكمال الدراسة بالخارج ؟
حاليا ما يهمني هو التفوق في دارستي في ما اخترته خاصة عمليا، أما عند اكمال الدراسة خارج الجزائر فإن سمحت الظروف، ذلك سيكون بالشيء الإيجابي لمسيرتي الدراسية ومفيدًا كتجربة حياة وعمل بعد ذلك، وبالتالي نعم ٠
ذهبت في رحلة إلى تركيا فماذا تقول عن هذه الرحلة ؟
في الحقيقة الرحلة كانت لمنطقة اسطنبول، لكن في الحقيقة وجدنا ثراءا ثقافيا لم أكن في الحقيقة أتصوره، بحكم أنها كانت عاصمة أكبر خلافة، كما مكنتنا الرحلة في الحقيقة من اكتشاف ما وصلت إليه تركيا من تطور يبرز في شتى المجالات، لكن الشيء الممتع في الرحلة كان الجو السائد هناك، إذ السياحة بمفردك ليست كالسياحة مع مئات من المتوفقين من أبناء بلدك، فكانت حسب ظني كالأسرة الكبيرة والجو الرائع صنعه وجود كجزائريين معـًا هناك (التنقلات، التنزه ، مائدة الإفطار، ….) ٠
بكل اختصار، التركيز على الدراسة هذه السنة ومحاولة التخطيط الجيد للنجاح في البكالوريا (التخطيط في تقسيم الوقت، منهجية الإجابة، كيفية الاستيعاب…)، عدم اهمال المواد الأدبية، هضم الكتاب المدرسي في جميع المواد وأهم ما في الأمر فهم طريقة”المقاربة بالكفاءات” ٠
وفي الأخير أقدم لقراء هذا الحوار هذه الهدية من إعدادي (إعادة تهيئة لمواضيع رياضيات وفيزياء نظام قديم من الرموز العربية إلى الرموز الأكاديمية) أتمنى أن تكون مفيدة وتنال الإعجاب
http://www.mediafire.com/?hmcpndosd9nhdm7
تمنياتنا لعبد المؤمن بالتوفيق في المدرسة العليا للإعلام الآلي و تمنياتنا لطلابنا الأعزاء بالنجاح و التفوق و التميز