أبدى المدير العام السابق للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، علي صالحي، تجاوبه مع مطالب مرشحي البكالوريا بولايات الجنوب وجمعيات أولياء التلاميذ باعتماد بكالوريا خاصة بالمنطقة، بسبب عامل الحرارة وتزامن الامتحان مع شهر رمضان، مؤكدا أنه سبق للديوان أن نظم 3 دورات لبكالوريا “شمال جنوب”، في التسعينيات، ولم تسجل آنذاك أي مشاكل، فيما يفضل الإبقاء على “بكالوريا موحدة” لما لها من مزايا.
أكد المدير العام السابق للديوان، أن طرح فكرة العودة إلى تنظيم بكالوريا “شمال و جنوب”، وكذا “موضوعان اختياريان”، لن تضر بمصداقيتها ولا بقيمتها، بقدر ما ستستجيب لطلبات مترشحي الجنوب بتجنب امتحانهم في درجة حرارة عالية، خاصة أن امتحان الدورة القادمة بتاريخ 12 جوان المقبل لمدة 5 أيام، غير أن تنظيم “بكالوريتين” شمال وجنوب يحتاج إلى جهود ووقت إضافيين، ومبالغ مالية إضافية، فعوض سحب 150 موضوع بالنسبة إلى بكالوريا واحدة، فإنه يتم سحب 300 موضوع. ونفس الأمر ينطبق على عملية سحب المواضيع. فحاليا تستغرق نحو 26 يوما فقط، لكنه في حالة تطبيق بكالوريتين، فإن العملية ستستغرق 45 يوما، كما أن عملية التصحيح قد تدوم شهرين متتالين، على اعتبار أنها حاليا تستغرق أقل من شهر.
وأضاف صالحي أنه سبق لوزارة التربية، في عهد الوزير الأسبق عمر صخري، سنوات 1996، 1997، 1998، أن نظمت ثلاث دورات “لبكالوريا منفصلة”، واحدة لمترشحي الشمال وأخرى لمترشحي الجنوب، بناء على طلب سكان الجنوب، من دون أن تحدث أي مشاكل، فالأمور جرت في ظروف جد طبيعية. ومع قدوم وزير التربية الأسبق أبو بكر بن بوزيد، فضل “توحيد البكالوريا”، بين الشمال والجنوب، بتنظيم ملتقى وطني تحضره كل الهيئات وجميع الأطراف المعنية، بمناقشة الملف ومحاولة التوصل إلى قرار نهائي، ليتم الاتفاق في الأخير على ضرورة برمجة “بكالوريا واحدة”، دون الفصل بينهما، وذلك نزولا عند رغبة سكان الجنوب، للمرة الثانية على التوالي، الذين فاجؤونا آنذلك بالتراجع عن قرارهم السابق، مبررين موقفهم بكون درجات الحرارة المرتفعة لا تشكل عائقا لديهم لأنهم اعتادوا عليها، غير أن السبب الحقيقي لتراجعهم هو اعتقادهم أن “بكالوريا الجنوب” أقل مصداقية وأقل قيمة من بكالوريا الشمال، لكنهم في الأخير ندموا على تراجعهم. في الوقت الذي أوضح أنه رغم ذلك فهو يفضل “توحيد البكالوريا” لما لها من مزايا.