انتهت وزارة التربية من إعداد ملف يخص آليات وشروط العودة إلى نظام الإنقاذ في امتحان شهادة البكالوريا، وتوجيه الناجحين الجدد إلى الجامعة، ويركز مقترح الوزارة حسب مصدر مسؤول، على منح تلميذ النهائي، جميع الفرص المتاحة لتمكينه من التسجيل في شعبة تلائم المواد الأساسية التي يحرز فيها بعد جمعها طيلة العام معدل عشرة على عشرين، لتضاف إلى المعدل العام للبكالوريا، ويستخرج منها معدل، يتم على أساسه تحديد المسار الجامعي للطالب.
قال مصدر مسؤول من وزارة التربية، إن مديرية التعليم الثانوي وضعت اللمسات الأخيرة على ملف سيتم إيداعه خلال الأيام القليلة المقبلة على مستوى وزارة التعليم العالي، لمناقشته والتفصيل في مختلف جوانبه، قبل الموافقة عليه، مادام الأمر يتعلق بتوجيه الناجحين الجدد في امتحان شهادة البكالوريا.
وحسب ذات المصدر، فإن وزيرة التربية وجهت تعليمات لجميع مصالحها، من أجل السهر على تحسين ظروف إجراء الامتحانات النهائية، وتوفير مختلف الشروط التي تتيح للممتحن، أكثر من فرصة للنجاح، وإحراز معدل يجسد فعليا قدراته العلمية، ما يساعد مستقبلا على توجيهه على أساسها، وبناء على هذه التوجيهات، وبعد أن تقرر رسميا العودة إلى نظام الإنقاذ في الانتقال من طور إلى آخر خاصة في المرحلة الثانوية، أعد مسؤولو القطاع ملفا كاملا يخص مقترحا للعودة مجددا إلى نظام الإنقاذ في البكالوريا، مثلما كان معمولا به في نهاية التسعينات. وجاء قرار بن غبريت بعد أن كشف مسؤولون من القطاع، بأن أكثر من 70 بالمائة من الناجحين الجدد في البكالوريا، يعيدون السنة أولى جامعي، وهو فشل لا تتحمل مسؤوليته وزارة التعليم العالي، بقدر ما هو سوء تسيير من قبل قطاع التربية لمسار التلميذ طيلة السنة النهائية، فعدد كبير من التلاميذ يتحصلون على معدلات ممتازة في مواد غير أساسية يوم اجتياز امتحان البكالوريا، مقابل معدلات مقبولة في المواد الأساسية، حيث يتحصل على معدل عام في البكالوريا، يؤهله مثلا للتسجيل في شعبة الطب، ليصطدم بعد عام من الدراسة في الجامعة، بواقع يؤكد بأنه أخطأ في اختيار الشعبة المناسبة لقدراته العلمية، بـ«مباركة” من نظام التوجيه الآلي الذي تعتمده وزارة التعليم العالي في تحديد مصير التلاميذ.
ولمعالجة هذه الاختلالات، قررت وزارة التربية العودة إلى نظام الإنقاذ، بعد موافقة من وزارة التعليم العالي، حيث سيتم تحديد هدفين أساسيين: يتمثل الأول في تمكين الممتحنين الذين يتحصلون على معدلات بين 9.50 و9.99 من النجاح في البكالوريا، باعتماد البطاقة التركيبية التي تتضمن المعدل العام للمواد الأساسية طيلة العام الدراسي، بعد رفع معامل كل واحدة منها، ولا بد في هذا الإطار أن لا يكون أقل من عشرة. كما اقترحت مصالح نورية بن غبريت على وزارة التعليم العالي، احتساب البطاقة التركيبية في توجيه الناجحين في الامتحان، من خلال إضافة المعدل العام للمواد الأساسية إلى المعدل العام في البكالوريا، واقتسامه على اثنين، ليستخرج معدلا نهائيا يتم على أساسه تحديد المسار الجامعي للناجح، وفق قدراته التي تجسدها المعدلات المحصل عليها خلال السنة الثالثة ثانوي، وتكون وزارة التربية بذلك، قد استجابت لمطلب شركائها الاجتماعيين من نقابات وجمعيات أولياء تلاميذ، عدم “معاقبة” النجباء الذين يظهرون جدية وتفوقا طيلة مسارهم الدراسي، حيث يتعرضون إلى حادث أو طارئ يوم الامتحان، يفقدهم التركيز ويتسبب في تراجع معدلاتهم خلال أيام الامتحان بصفة خاصة.