نقد كتاب الأحاديث الواردة في خبر القحطاني وخروجه اخر الزمان
الكتاب جمع ودراسة فيصل سعيد محمد الصاعدي وأما موضوع الكتاب فهو :
"فهذا مبحث لطيف ومستخرج خفيف قمت فيه بجمع الأحاديث الواردة في خبر قحطان الذي يخرج في اخر الزمان قبل قيام الساعة، وهو من أحاديث أشراط الساعة التي اخبرنا بها نبينا عليه الصلاة والسلام وقد شرعت بجمع الأحاديث الواردة فيه وقمت بتخريجها وتمييز الصحيح والضعيف منها ونقلت كلام أهل العلم فيها وتناولت بعضا من المسائل والمباحث في حقيقة القحطاني بشيء من التعليق ونقلت كلام الائمة العلماء في ذلك اتماما للفائدة"
والآن لتناول ما جاء فى الكتاب:
"الحديث الأول:
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين هذا الحديث أخرجه البخاري بسنده في صحيحه في موضعين الاول في كتاب المناقب عند ذكر باب مناقب قريش برقم (3239) والثاني أورده تحت باب الامراء من قريش برقم (6606) ورواه أحمد في مسنده برقم (16249) في مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأخرجه الطبراني في الاوسط برقم (3246) وفي الكبير برقم (16135) ورواه الطبراني ايضا في كتابه مسند الشاميين روايته عن المدنيين برقم (3130) .
مسألة إنكار وغضب الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان تملك رجل من قحطان:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عند شرحه للحديث:
وفي إنكار معاوية ذلك نظر لأن الحديث الذي استدل به مقيد بإقامة الدين فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين وقد وجد ذلك، فإن الخلافة لم تزل في قريش والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار دون أكثرها.
وذكر أيضا:
أن مفهوم حديث معاوية (ما أقاموا الدين) أنهم إذا لم يقيموا الدين خرج الأمر عنهم، ويؤخذ من بقية الأحاديث أن خروجه عنهم إنما يقع بعد إيقاع ما هددوا به من اللعن أولا وهو الموجب للخذلان وفساد التدبير، وقد وقع ذلك في صدر الدولة العباسية، ثم التهديد بتسليط من يؤذيهم عليهم، ووجد ذلك في غلبة مواليهم بحيث صاروا معهم كالصبي المحجور عليه يقتنع بلذاته ويباشر الأمور غيره، ثم اشتد الخطب فغلب عليهم الديلم فضايقوهم في كل شيء حتى لم يبق للخليفة إلا الخطبة، واقتسم المتغلبون الممالك في جميع الأقاليم، ثم طرأ عليهم طائفة بعد طائفة حتى انتزع الأمر منهم في جميع الأقطار ولم يبق للخليفة إلا مجرد الاسم في بعض الأمصار. انتهى كلامه يرحمه الله
قلت: والذي يظهر لي أن معاوية رضي الله عنه لم يسمع بخبر القحطاني ولم يعلم به وقد أوضح ذلك في سياق الحديث بقوله (أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم – الحديث ولو علمه لم يعارضه ولم ينكره وعلى اعتبار بلوغه بالحديث فيحمل فهمه أن الخلافة ماضية على إطلاقها في قريش كما استدل بقوله (إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه) "
بالقطع هذا الكلام من علم الغيب الذى لا يعلمه الرسول(ص) أو غيره وفى هذا قال تعالى على لسان رسوله(ص)" ولا أعلم الغيب " وقال " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
والرواية ليس فيها أى إشارة لكون الملك القحطانى قبل القيامة أو فى أى زمن أخر ولا توجد إشارة لاسمه أو غير ذلك وهو مما يعتبر كلاما عاما من المنتظر حدوثه أى يدخل فى حيز الممكن
والخطأ الأخر هو كون الخلافة فى قريش وهو ما يخالف أن الله جعل الأمر وهو الحكم فى كل المسلمين فقال "وأمرهم شورى بينهم "أى وحكمهم مشترك بينهم وقد خص الله المهاجرين والأنصار ومن أسلم وجاهد معهم قبل الفتح بتولى المناصب فقال "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "
وذكر الحديث الثانى فقال :
"الحديث الثاني:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه الحديث أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3256) وبوب له باب ذكر قحطان وساق الحديث بسنده عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وأخرجه ايضا في باب تغير الزمان حتى تعبد الاوثان برقم (6584) ورواه مسلم في صحيحه برقم (5182) وأحمد في مسنده (9037)"
كما قلنا هذا الكلام من علم الغيب الذى لا يعلمه النبى(ص) أو غيره من الناس وهو كلام مبهم لا يفهم منه شىء سوى أن رجل من قحطان يحكم الناس بالقوة قبل يوم القيامة وليس فى الرواية تحديد لزمن وجوده
وتناول الصاعدى تعريف القحطانى وحاله فقال :
"مسألة في تعريف القحطاني وتوضيح حاله:
لم يرد في الأحاديث اسم القحطاني المعني بالحديث وقد استشكل ذكره وهو من الغيب الذي أخبرنا به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتضح حال اسلامه وايمانه ايضا وذكر العلماء انه لم يخرج وغاية ما ورد فيه أنه يخرج قبل قيام الساعة ويملك ويحكم بدلالة انسياق الناس له حيث يسوقهم بعصاه وهو حديث من أعلام النبوة.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه للحديث قوله نقلا عن القرطبي قال القرطبي في التذكرة: قوله: "يسوق الناس بعصاه " كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له، ولم يرد نفس العصا، لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم، قال: وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه.
ويوضح الحافظ ابن حجر ان كون الإمام البخاري أورد الحديث في باب تغير الزمان حتى تعد الأوثان إشارة إلى أن ملك القحطاني يقع في اخر الزمان عند قبض أهل الإيمان ورجوع كثير ممن يبقى بعدهم إلى عباده الأوثان وهم المعبر عنهم بشرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة.
ومال القرطبي إلي ان القحطاني ربما يكون هو الجهجاه الذي ورد ذكره في صحيح مسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه. صحيح مسلم برقم (5183)
قال القرطبي: واصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا ورد عليه ابن حجر بأن الجهجاه من الموالي وقحطان من الاحرار وذكر الإمام ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: أن جهجاه هو اسم لذي السويقتين
وقال: إشارة إلى ظهور ظالم من قحطان قبل قيام الساعة وساق الحديث يسوق الناس بعصاه وقال: وقد يكون هذا الرجل هو ذا السويقتين، ويحتمل أن يكون غيره فإن هذا من قحطان، وذاك من الحبشة فالله أعلم. انتهى كلام ابن كثير يرحمه الله
وذكر المقدسي في كتابه البدء والتاريخ:قيل رجل من قحطان واختلفوا فيه من هو؟ فروي عن ابن سيرين أنه قال القحطاني رجل صالح وهو الذي يصلى خلفه عيسى وهو المهدي وروي عن كعب أنه قال يموت المهدي ويبايع بعده القحطاني.
وأورد ابن بطال في شرحه للبخاري:
قال المهلب: وأما حديث عبد الله بن عمرو أنه سيكون ملك من قحطان، فيحتمل أن يكون ملكا غير خليفة على الناس من غير رضا به، وإنما أنكر ذلك معاوية لئلا يظن أحد أن الخلافة تجوز فى غير قريش، ولو كان عند أحد فى ذلك علم من النبى - صلى الله عليه وسلم - لأخبر به معاوية حين خطب بإنكار ذلك عليهم، وقد روى فى الحديث أن ذلك إنما يكون عند ظهور أشراط الساعة وتغيير الدين، روى أبو هريرة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» فقوله: «لا تقوم الساعة» يدل أن ذلك من أشراط القيامة ومما لا يجوز، ولذلك ترجم البخارى بهذا الحديث فى كتاب الفتن فى باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان، وفهم منه هذا المعنى."
ومما نقله الصاعدى يتبين تناقض أقوال من تناولوا اسم الرجل فمرة الجهجاه ومرة ذو السويقتين وتناقضت فى حاله فمرة صالح ومرة ظالم ومن ثم فالكلام فى المسألة لا يفيدنا بأى شىء
ثم تناول وقت خروج الرجل ومدى حياته فقال :
"مسألة وقت خروجه ومدة لبثه وبقائه:
ورد في الحديث الصحيح أنه يخرج قبل قيام الساعة كما دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان) الحديث ولم نقف على حديث صحيح يبين ويحدد وقت خروجه ومدة لبثه وحكمه بالتفصيل على أن نعيم بن حماد ذكر في كتابه الفتن أنه بعد المهدي ومدة لبثه عشرين سنه ويموت قتلا بالسلاح وأنه على سيرة المهدي وذكر أثرا عن عبد الله بن عمر: كلهم صالح.
ومن هذه المرويات التي ذكرها نعيم بن حماد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله عنه قال لا تذهب الأيام والليالي حتى يسوق الناس رجل من قحطان.
حدثنا الوليد بن مسلم عن شيخ عن يزيد بن الوليد الخزاعي عن كعب قال يملك ثلاثة من ولد العباس المنصور والمهدي والسفاح.
حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بعد الجبابرة رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ثم القحطاني بعده والذي بعثني بالحق ما هو دونه.
http://vb.7mry.com/t354547.html#post1820501
الكتاب جمع ودراسة فيصل سعيد محمد الصاعدي وأما موضوع الكتاب فهو :
"فهذا مبحث لطيف ومستخرج خفيف قمت فيه بجمع الأحاديث الواردة في خبر قحطان الذي يخرج في اخر الزمان قبل قيام الساعة، وهو من أحاديث أشراط الساعة التي اخبرنا بها نبينا عليه الصلاة والسلام وقد شرعت بجمع الأحاديث الواردة فيه وقمت بتخريجها وتمييز الصحيح والضعيف منها ونقلت كلام أهل العلم فيها وتناولت بعضا من المسائل والمباحث في حقيقة القحطاني بشيء من التعليق ونقلت كلام الائمة العلماء في ذلك اتماما للفائدة"
والآن لتناول ما جاء فى الكتاب:
"الحديث الأول:
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين هذا الحديث أخرجه البخاري بسنده في صحيحه في موضعين الاول في كتاب المناقب عند ذكر باب مناقب قريش برقم (3239) والثاني أورده تحت باب الامراء من قريش برقم (6606) ورواه أحمد في مسنده برقم (16249) في مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأخرجه الطبراني في الاوسط برقم (3246) وفي الكبير برقم (16135) ورواه الطبراني ايضا في كتابه مسند الشاميين روايته عن المدنيين برقم (3130) .
مسألة إنكار وغضب الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان تملك رجل من قحطان:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عند شرحه للحديث:
وفي إنكار معاوية ذلك نظر لأن الحديث الذي استدل به مقيد بإقامة الدين فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين وقد وجد ذلك، فإن الخلافة لم تزل في قريش والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار دون أكثرها.
وذكر أيضا:
أن مفهوم حديث معاوية (ما أقاموا الدين) أنهم إذا لم يقيموا الدين خرج الأمر عنهم، ويؤخذ من بقية الأحاديث أن خروجه عنهم إنما يقع بعد إيقاع ما هددوا به من اللعن أولا وهو الموجب للخذلان وفساد التدبير، وقد وقع ذلك في صدر الدولة العباسية، ثم التهديد بتسليط من يؤذيهم عليهم، ووجد ذلك في غلبة مواليهم بحيث صاروا معهم كالصبي المحجور عليه يقتنع بلذاته ويباشر الأمور غيره، ثم اشتد الخطب فغلب عليهم الديلم فضايقوهم في كل شيء حتى لم يبق للخليفة إلا الخطبة، واقتسم المتغلبون الممالك في جميع الأقاليم، ثم طرأ عليهم طائفة بعد طائفة حتى انتزع الأمر منهم في جميع الأقطار ولم يبق للخليفة إلا مجرد الاسم في بعض الأمصار. انتهى كلامه يرحمه الله
قلت: والذي يظهر لي أن معاوية رضي الله عنه لم يسمع بخبر القحطاني ولم يعلم به وقد أوضح ذلك في سياق الحديث بقوله (أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم – الحديث ولو علمه لم يعارضه ولم ينكره وعلى اعتبار بلوغه بالحديث فيحمل فهمه أن الخلافة ماضية على إطلاقها في قريش كما استدل بقوله (إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه) "
بالقطع هذا الكلام من علم الغيب الذى لا يعلمه الرسول(ص) أو غيره وفى هذا قال تعالى على لسان رسوله(ص)" ولا أعلم الغيب " وقال " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
والرواية ليس فيها أى إشارة لكون الملك القحطانى قبل القيامة أو فى أى زمن أخر ولا توجد إشارة لاسمه أو غير ذلك وهو مما يعتبر كلاما عاما من المنتظر حدوثه أى يدخل فى حيز الممكن
والخطأ الأخر هو كون الخلافة فى قريش وهو ما يخالف أن الله جعل الأمر وهو الحكم فى كل المسلمين فقال "وأمرهم شورى بينهم "أى وحكمهم مشترك بينهم وقد خص الله المهاجرين والأنصار ومن أسلم وجاهد معهم قبل الفتح بتولى المناصب فقال "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "
وذكر الحديث الثانى فقال :
"الحديث الثاني:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه الحديث أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3256) وبوب له باب ذكر قحطان وساق الحديث بسنده عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وأخرجه ايضا في باب تغير الزمان حتى تعبد الاوثان برقم (6584) ورواه مسلم في صحيحه برقم (5182) وأحمد في مسنده (9037)"
كما قلنا هذا الكلام من علم الغيب الذى لا يعلمه النبى(ص) أو غيره من الناس وهو كلام مبهم لا يفهم منه شىء سوى أن رجل من قحطان يحكم الناس بالقوة قبل يوم القيامة وليس فى الرواية تحديد لزمن وجوده
وتناول الصاعدى تعريف القحطانى وحاله فقال :
"مسألة في تعريف القحطاني وتوضيح حاله:
لم يرد في الأحاديث اسم القحطاني المعني بالحديث وقد استشكل ذكره وهو من الغيب الذي أخبرنا به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتضح حال اسلامه وايمانه ايضا وذكر العلماء انه لم يخرج وغاية ما ورد فيه أنه يخرج قبل قيام الساعة ويملك ويحكم بدلالة انسياق الناس له حيث يسوقهم بعصاه وهو حديث من أعلام النبوة.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه للحديث قوله نقلا عن القرطبي قال القرطبي في التذكرة: قوله: "يسوق الناس بعصاه " كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له، ولم يرد نفس العصا، لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم، قال: وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه.
ويوضح الحافظ ابن حجر ان كون الإمام البخاري أورد الحديث في باب تغير الزمان حتى تعد الأوثان إشارة إلى أن ملك القحطاني يقع في اخر الزمان عند قبض أهل الإيمان ورجوع كثير ممن يبقى بعدهم إلى عباده الأوثان وهم المعبر عنهم بشرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة.
ومال القرطبي إلي ان القحطاني ربما يكون هو الجهجاه الذي ورد ذكره في صحيح مسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه. صحيح مسلم برقم (5183)
قال القرطبي: واصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا ورد عليه ابن حجر بأن الجهجاه من الموالي وقحطان من الاحرار وذكر الإمام ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: أن جهجاه هو اسم لذي السويقتين
وقال: إشارة إلى ظهور ظالم من قحطان قبل قيام الساعة وساق الحديث يسوق الناس بعصاه وقال: وقد يكون هذا الرجل هو ذا السويقتين، ويحتمل أن يكون غيره فإن هذا من قحطان، وذاك من الحبشة فالله أعلم. انتهى كلام ابن كثير يرحمه الله
وذكر المقدسي في كتابه البدء والتاريخ:قيل رجل من قحطان واختلفوا فيه من هو؟ فروي عن ابن سيرين أنه قال القحطاني رجل صالح وهو الذي يصلى خلفه عيسى وهو المهدي وروي عن كعب أنه قال يموت المهدي ويبايع بعده القحطاني.
وأورد ابن بطال في شرحه للبخاري:
قال المهلب: وأما حديث عبد الله بن عمرو أنه سيكون ملك من قحطان، فيحتمل أن يكون ملكا غير خليفة على الناس من غير رضا به، وإنما أنكر ذلك معاوية لئلا يظن أحد أن الخلافة تجوز فى غير قريش، ولو كان عند أحد فى ذلك علم من النبى - صلى الله عليه وسلم - لأخبر به معاوية حين خطب بإنكار ذلك عليهم، وقد روى فى الحديث أن ذلك إنما يكون عند ظهور أشراط الساعة وتغيير الدين، روى أبو هريرة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» فقوله: «لا تقوم الساعة» يدل أن ذلك من أشراط القيامة ومما لا يجوز، ولذلك ترجم البخارى بهذا الحديث فى كتاب الفتن فى باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان، وفهم منه هذا المعنى."
ومما نقله الصاعدى يتبين تناقض أقوال من تناولوا اسم الرجل فمرة الجهجاه ومرة ذو السويقتين وتناقضت فى حاله فمرة صالح ومرة ظالم ومن ثم فالكلام فى المسألة لا يفيدنا بأى شىء
ثم تناول وقت خروج الرجل ومدى حياته فقال :
"مسألة وقت خروجه ومدة لبثه وبقائه:
ورد في الحديث الصحيح أنه يخرج قبل قيام الساعة كما دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان) الحديث ولم نقف على حديث صحيح يبين ويحدد وقت خروجه ومدة لبثه وحكمه بالتفصيل على أن نعيم بن حماد ذكر في كتابه الفتن أنه بعد المهدي ومدة لبثه عشرين سنه ويموت قتلا بالسلاح وأنه على سيرة المهدي وذكر أثرا عن عبد الله بن عمر: كلهم صالح.
ومن هذه المرويات التي ذكرها نعيم بن حماد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله عنه قال لا تذهب الأيام والليالي حتى يسوق الناس رجل من قحطان.
حدثنا الوليد بن مسلم عن شيخ عن يزيد بن الوليد الخزاعي عن كعب قال يملك ثلاثة من ولد العباس المنصور والمهدي والسفاح.
حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بعد الجبابرة رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ثم القحطاني بعده والذي بعثني بالحق ما هو دونه.
http://vb.7mry.com/t354547.html#post1820501