خطر سـب الوالدين وأنه من أكبر الكبائر | منتديات الدراسة الجزائرية

خطر سـب الوالدين وأنه من أكبر الكبائر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}



خطر سـب الوالدين وأنه من أكبر الكبائر
سب الوالدين من الكبائر:

فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من الكبائر شتم الرجل والديه)) قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: ((نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)).

بل بين النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر أن سب الوالدين من أكبر الكبائر؛ فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن من أكبر الكبائر[1] أن يلعن الرجل والديه)) قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟[2] قال: ((يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)).

وفي الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحث على إكرام الوالدين، والعناية بهما، وعدم تعريضهما للإهانة، وشتيمة أحد وسبه، خشية أن يعود السب على أبوي الشاتم، وأن من برهما حفظ سيرتهما طاهرة نقية.

تنبيهات:

1) كل من يسب والديه ملعون مطرود من رحمة الله:

ففي حديث أخرجه الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ملعون من سب والديه)).

وفي صحيح مسلم من حديث علي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا، ولعن الله من غيَّر منار الأرض)).

2) سب الوالدين من أخلاق الجاهلية:

فقد أخرج البخاري ومسلم عن المعرور بن سويد -رحمه الله تعالى- قال: "مررنا بأبي ذر بالربذة [3] وعليه بردٌ، وعلى غلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذر، لو جمعت بينهما كانت حلة، فقال: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه، فشكاني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلقيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية)) قلت: يا رسول الله، من سب الرجال، سبوا أباه وأمه، قال: ((يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)).

3) يعزر الولد في سبه والديه، لكن لا يعزر الوالدان في سب الولد:

فقد ذكر الغزالي -رحمه الله تعالى-: "أن دوام سب الوالد لولده بحكم الغضب يجري مجرى الفلتات في غيره، ولا يقدح في عدالة الوالد، هذا عند كافة الفقهاء؛ لأن الوالد لا يحد في القذف، فمن باب أولى لا يعزر في الشتم.

لكن خالف ابن عابدين من الحنفية، وذكر أن الوالد يعزر في شتم ولده" (انظر الموسوعة الفقهية: 24/ 141).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] أكبر الكبائر: أكبر الذنوب وأشدها عقابًا أن يتسبب الرجل بشتم والديه وإهانتهما وتعريضهما للذم والقدح، وأورد البخاري هذا الحديث في باب "لا يسب الرجل والديه: أي ولا أحدهما، ولا يتسبب في ذلك".

[2] وكيف يلعن الرجل والديه: استبعاد من السائل؛ لأن الطبع المستقيم يأبى ذلك، فبين في الجواب أنه وإن لم يتعاطَ السب بنفسه في الأغلب الأكثر، لكن قد يقع التسبب فيه، وهو مما يمكن وقوعه كثيرًا"؛ (الفتح: 3/ 11).

[3] الربذة: موضع بالبادية، بينه وبين المدينة ثلاث مراحل، وهو في شمال المدينة، سكنه أبو ذر رضي الله عنه، وتوفي ودفن فيه.

الكاتب : ندا أبو أحمد
 
يقول المولى في كتابه العزيز ."ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما"
كلمة اف نهانا عنها الله وتكون عاقبتها وخيمة فكيف بسبها!!!
احسنت سيمو .موضوعك كان في القمة .
بوركت
 
عودة
أعلى