*** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به *** | منتديات الدراسة الجزائرية

*** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به ***

مدير الموقع

إدارة المنتدى
111xh8.gif

وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به
لا شك أن دخول أي عاقل في هذا الدِّين يتوقف على شهادته لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ثم اعتقاده لمعنى هذه الشهادة دائماً، واطمئنان قلبه بأَنها تتضمن الإقرار بأَنه صلى الله عليه وسلم قد جاء برسالة ربه إلى المكلفين، التي توجب تعبدهم بكل ما يتقربون به إلى ربهم من أَفعال وأَقوال واعتقادات،
وما يترتب على متابعته أو مخالفته في ما بلَّغه من الثواب أَو العقاب.
ومع أَن هذا المعنى هو المفهوم من هذه الشهادة، والمدلول للفظها،
فقد صَّرح الله تعالى به في القرآن، ونوَّعه بعبارات تؤدِّي هذا المعنى، وتدور عليه،
وإليك بعض هذه العبارات من القرآن، وما يشهد لها من السنة مع وجه دلالتها.
1. الأَمر بالإيمان به :
كما أمر بالإِيمان بالله، والملائكة، والكتاب، والنبيين، وتهديد من أَبى ذلك، وتوعده بالعذاب،
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا امِنُوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله
والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدا)(النساء:136).
وقال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته
ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم)(الحديد:28).
وقال تعالى:
(فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا)(التغابن:8).
وقال تعالى:
(قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض
لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته
واتبعوه لعلكم تهتدون)(الأعراف:158).
وقال تعالى:
(ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيراً) (الفتح:13).
وهكذا أيضاً صرح النبي صلى الله عليه وسلم في سنته بلزوم ذلك،
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به).
وفسر الإيمان في حديث جبريل المشهور بقوله:
(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر) الحديث.
ولا شك أن الإيمان به صلى الله وسلم يستلزم تصديقه فيما جاء به، ذلك أن الإيمان به هو يقين القلب بصحة رسالته، فباجتماع القلب واللسان يتم الإيمان به، ويعتبر، وبتخلف تصديق القلب لا تعتبر الشهادة ولا تنفع، ولهذا كذب الله المنافقين الذين قالوا: نشهد إنك لرسول الله.
قال تعالى:
(إذا جآءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)(أول سورة المنافقون).
2. الأمر بطاعته التي هي من أَثر الإيمان به :
ذلك أَن التصديق الجازم بصحة نبوته يستلزم طاعته فيما بلَّغه عن الله،
فمن خالفه في ذلك أو شيء منه عناداً لم يكن مؤمناً به الإيمان الواجب.
ولقد أمر الله بطاعته في مواضع كثيرة من القرآن
كقوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) (النساء:59).
وقال تعالى:
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا إنما على رسولنا البلاغ المبين)(المائدة:92).
وقال تعالى:
(قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين)
(النور:54).
وقال تعالى:
(يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) (محمد:33).
وقال تعالى:
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين)
(التغابن:12).
وقال تعالى:
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (الحشر:7).
بل قد رتب على طاعته الثواب الجزيل
كما في قوله تعالى:
(وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)(النور:56).
وقوله تعالى:
(ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)(الأحزاب:71).
وكذا توعد على معصيته وأخبر بعقوبة من عصاه
كما في قوله تعالى:
(ومن يعص الله ورسوله ويتعدَّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين) (النساء:14).
قوله:
(يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا)
(الأحزاب:66).
وهكذا ورد في الحديث بيان الثواب على طاعته وعقوبة من عصاه،
ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله) وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني دخلَ الجنة ومن عصاني فقد أَبي) رواه البخاري.
ومعلوم أن طاعته هي فعل أمره وتجنب نهيه، والتسليم لما جاء به، والرضى به رسولاً نبياً.
3. الأمر باتباعه والتأسي به :
قال تعالى:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) (آل عمران:31-32).
وقال تعالى:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنةُ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )
(سورة الأحزاب:21).
ولا شك أن محبة العبد لربه واجبة، وقد وقف حصولها وقبولها على اتباع هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وجعل من ثواب اتباعه حصول محبة الله ومغفرته للعبد، وهذا الاتباع له والتأسي به يوجب تقليده، والسير على نهجه، والاقتداء به في تقرباته، وتجنب كل ما نهى عنه، والحذر من مخالفته التي نهايتها الخروج عن التأسي به.
كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال:
(فمن رغب عن سنتي فليس مني).
4. محبــته :
وقد أمر الله بها في قوله تعالى:
(قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله، وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) (التوبة:24).
فوبخهم على تقديم محبة شيء من هذه الأصناف التي تميل إليها النفس طبعاً، وتؤثر الحياة لأجلها، على محبة الله ومحبة رسوله، وتوعدهم بقوله (فتربصوا) ففي هذا أبلغ دليل على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم.
وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث المتفق عليه عن أنس:
(لا يؤمن أحدكم حتى أَكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
ومن ثواب محبته الحشر في زمرته، كما قال عليه الصلاة والسلام:
(المرء مع من أحب)
متفق عليه عن أنس وغيره، وكفى بذلك شرفاً وثواباً لهذه المحبة.
ومعلوم أن المراد المحبة الصادقة التي تستلزم الاقتداء به، والتأدب بآدابه، وتقديم سنته على رضى كل أحد، وتستلزم أيضاً محبة من والاه وبغض من عاداه ولو كان أقرب قريب؛ فمن استكمل ذلك استكمل المحبة، ومن نقص منه شيئاً نقصت محبته له بقدر ذلك.
5. احترامه وتوقيره :
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عِند رسول الله أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) (الحجرات:1-3).
وقال تعالى:
(لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) (النور:63).
وما ذاك إلا لما خص به من الفضل والرفعة، ففي تعزيره وتوقيره وتبجيله تعظيم لسنته، ورفع لقدرها في نفوس أتباعه، مما يعرف به لزوم اتباعه، وامتثال ما أمر به وتجنب ما نهى عنه.
6. الأمر بالتحاكم إليه، ولزوم الرضا بحكمه:
قال تعالى:
(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) (النساء:59).
وقال تعالى:
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم) (النور:63).
وقال تعالى:
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويُسلموا تسليما) (النساء:65).
أجمع العلماء على أن هذا الرد والتحاكم بعده يكون إلى سنته، ففي هذه الآيات أعظم برهان على تحريم مخالفته، والاستبدال بسنته، فانظر كيف حذر المخالفين له بالفتنة التي هي الشرك، أو الزيغ، وبالعذاب الأليم، وكيف أقسم على نفي الإيمان عنهم إذا لم يحكموه في كل نزاع يحدث بينهم، ويسلموا لقضائه، ولا يبقى في أنفسهم حرج من قضائه، وكفى بذلك وعيداً وتهديداً لمن ترك سنته بعد معرفة حكمها، تهاوناً واستخفافاً، واعتاض عنها العادات والآراء
-----------
أحبابى فى الله اذا كنت قد أصبت فى نقل الموضوع صحيحا ودون حذف
عن غير قصد منى فمن الله واذا أخطأت فمن نفسى ومن الشيطان
وأرجو أن ينبهنى أحبابى فى الله
وأدعوالله سبحانه وتعالى بالدعاء الذى علمنا اياه الحبيب صلى الله عليه وسلم
( اللهم انى أعوذ بك من كل عمل قصدت به وجهك الكريم خالفنى فيه ماليس لك )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
عودة
أعلى