من أخطاء الصائمين
أخطاء في قراءة القرآن
القرآن الكريم كتاب الله المنـزل على سيد المرسلين، يستمد عظمته من عظمة المتكلم به، ومن مكانة المنزَّل عليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فلما كان القرآن بهذه العظمة لزم على من يقرأه أن يكون معظما له في هيئته وحاله، ومعلوم أن الإقبال على قراءة القرآن يزداد في رمضان، بل إن بعض الناس لا يقرأ القرآن إلا في رمضان، وقد يقع بعض قارئي القرآن بأخطاء تتنافى مع آداب تلاوة القرآن، ومن هذه الأخطاء ما يلي:
أولاً: ظنُّ بعض الناس أن ختم القرآن مقصود لذاته، فيسرع في قراءة القرآن بهدف إكمال أكبر عدد من الأجزاء والسور، دون مراعاة التدبر وأحكام التلاوة والترتيل، مع أن المقصود من قراءة القرآن إنما هو التدبر والوقوف عند معاني الآيات، وتحريك القلب بها، وقد قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال له ابن مسعود: "أهذًّا كهذِّ الشعر؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع القلب فرسخ ( كلمة فارسية لها معانى كثيرة والمعنى هنا الفرسخ : شيء دائم كثير لا ينقطع وأيضأً معناه راحة وسكون) فيه نفع"...قاموس المعانى.
ثانياً: التفريط من بعض الناس في ختم القرآن خلال شهر رمضان، فربما مرَّ عليه الشهر دون أن يختم فيه القرآن مرة واحدة، وهذا بلا شك من التفريط في شهر القرآن، وهذا النوع مقابل للصنف الأول.
ثالثاً: اجتماع بعض الناس على قراءة القرآن بطريقة معينة فيما يعرف بعادة "المساهر"، حيث يستأجرون قارئاً لهم يقرأ عليهم من كتاب الله، ويجلس الناس من بعد صلاة التراويح إلى السحور في أحد البيوت، ويرفعون أصواتهم بعد قراءة القارئ لكل آية مرددين بعض عبارات الاستحسان والإعجاب، وهذا الاجتماع بهذه الطريقة بجانب كونه غير مأثور عن السلف، فإن فيه كذلك رفعاً للأصوات وتشويشاً ينافي الأدب مع كلام الله، ويفوت الخشوع والتدبر، ولأن يقرأ الإنسان وحده بتدبر وخشوع خير له من الاجتماع على الصياح الذي يفوت عليه ذلك.
رابعاً: رفع الصوت بالتلاوة في المسجد بحيث يشوش على المصلين، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: (ألا إن كلكم مناجٍ ربَّه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال: في الصلاة) رواه أبو داود.
خامساً: ومن الأمور التي قد يتساهل فيها بعض من يجتمعون للتلاوة وتدارس القرآن، الضحك واللغط، وقطع القراءة للانشغال بأحاديث جانبية، والذي ينبغي الاستماع والإنصات، وتجنب كل ما يشغل ويقطع عن التلاوة. وهكذا كل من يقرأ القرآن عليه ألا يقطعه الا لضرورة.
سادساً: عدم الالتزام بآداب التلاوة من طهارة، وسواك، واستعاذة، وتحسين صوت، وغيرها من آداب التلاوة المعروفة التي ينبغي أن يكون القارئ منها على بينة من أمره، وهو يتلو كلام الله جل وعلا.
في كم يُقرأ القرآن ؟
• في كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري باب : في كم يقرأ القرآن ، وقول الله تعالى : { فَا؟قْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ } [ المزمل : 20 ] ،
ذكر البخاري - رحمه الله - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -
_قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اقرإ القرآن في شهر } قلتُ : إني أجد قوة ، حتى قال : { فاقرأه في سبع ، ولاتزد على ذلك }.
_وفي رواية في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم :
{ فاقرأه في كل سبع ولاتزد على ذلك ، فإن لزوجك عليك حقاً ، ولزَوْرِكَ عليك حقاً ، ولجسدك عليك حقاً } .
فهذا الحديث ظاهره يقتضي المنع من قراءة القرآن في أقل من سبع كما ذكر ذلك ابن كثير في فضائل القرآن .
•وجاء في أحاديث أخرى ما يدل على إقرار من قرأ في ثلاث ، ومنها ما ذكره ابن كثير في فضائل القرآن ، وعزاه للإمام أحمد في المسند عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال :
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أقرأُ القرآنَ في ثلاث ؟ قال : { نعم } قال : فكان يقرؤه حتى توفي.
_ومنها حديث عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ لاتفقه في قراءة في أقل من ثلاث } .
قال ابن كثير : ( وقد ترخّص جماعات من السلف في تلاوة القرآن في أقلّ من ذلك ، منهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ).. فضائل القرآن لابن كثير ص 256
_ وذكر آثاراً تدل على أنه كان يقرأ القرآن كله في ركعة من الليل .
وكذلك تميم الداري - رضي الله عنه - وسعيد بن جبير - رحمه الله - ثبت عنهما بأسانيد صحيحة أنهم كانوا يختمون القرآن في ركعة...... فضائل القرآن لابن كثير.
• وقد ذكر النووي في التبيان أحوال السلف في ختم القرآن ، وعاداتهم في قدر ما يختمون فيه ، ثُمَّ قال :
( والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهرُ له بدقيق الفكر لطائفُ ومعارف فليقتصر على قدرٍ يحصل له به كمالُ فهم ما يقرؤه ، وكذا من كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدرٍ لايحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة(الهذرمة : - بالذال - السرعة في القراءة والكلام ) )ا هـ .مختار الصحاح
_وقال في شرح صحيح مسلم :
( والمختار أنه يستكثر منه ما يُمكنه الدوام عليه ولايعتاد إلاَّ ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره ، هذا إذا لم تكن له وظائف عامة أو خاصة يتعطل بإكثار القرآن عنها ، فإن كانت له وظيفة عامة كولاية وتعليم ونحو ذلك فليوظف لنفسه قراءة يُمكنه المحافظة عليها مع نشاطه وغيره من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف ، والله أعلم )( شرح صحيح مسلم للنووي) ا هـ .
وعلى كُلٍّ ؛ فالذي لاينبغي الشك والامتراء فيه أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه هو القدوة والأسوة الحسنة لنا ، كما قال سبحانه :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب21 : 21 .
فنحن متعبدون باتباع سنته وهديه ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها فيما رواه مسلم : {ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ، ولا صلى ليلة إلى الصبح ، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان}
( جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها
وهذا جدول لمن أراد.. .
•ولختم القرآن مرة فى الشهر اقرأ بعد كل صلاة اربع صفحات ؛؛ ومن أراد ختمه مرتين يقرا بعد كل صلاة ثمان ورقات؛؛ وهكذا كلما زدت زادت عدد الختمات .
• ومن أراد ختمه كل خمسة أيَّام يقرأ بعد كل صلاة جزء باستثناء العصر تقرأ جزأين
ومن أراد ختمه كل أسبوع يقرأكل يوم جزء بعد كل الصلاة أو فى اى وقت شاء
•ولكن ليكن هذا وقت نشاطه و لا يجعله وقتما يفرغ ويتعب و فيشق عليه: ولا يتدبره
وعموماً كما قال الإمام النووى كلٌُ يرتب وقته حسب ظروفه المهم التدبر والخشوع والعمل
وفقنا الله وايَّاكم لرضاه دمتم فى رحاب كلام الله خاشعين عاملين .
منقووول