كم هي صعبة تلك اللحظات التي غادرت فيها مدينتي، كانت شرايينها تتموج وتتخبط كأنها تريد أن تعلم الزائر بقدرتها على الحياة ، كانت تشع بنورها عندما يكسوها الليل ببردة فيزيدها ذلك لمعانا وخفقانا ، تجدني بين اوصالها قبل ان ابرحها قاعدا اهذي ، اناجيها والقي خطابا حالا على حال ، فاسمع همسات تأن في أذني وهي تدوي هذا حلم ، لاتزال صبيا ، انك لاتتحمل الالم ، لاتدري ماهي الامال ، كيف تحمي شوارعي الشاسعة ، كيف تحافظ على النظام في زمن القيل والقال، هذا عدو وهذا صديق ، فأعود مسرعا دون تبيان ، تنازعنا وتصلب الفؤاد ، ورغما عني غادرت ازقتها التي تفوح بكم من الاخبار لماعلمت انها لعنة الضمير، لا للفراق ولا للرحيل ، لكنني عزمت فاستقبلني القطار ورحت اتنقل عبر نهيمه وهو يدك الارض المستوية دون اعتبار ، فاستقبلني الصباح يعلوه الصراخ تحيا الجزائر ، استمع الى نشيد قسما واردده ، هذه بلادي ساعمل بغير كلل واتحمل مسؤولية الرجال ، ايتها المدينة اليوم حملت شعار العزة هذه هي حالي ، لست صبيا وليس الحلم كالامل ولا اليمين كاليسار .