ارجوكم ساعدوني للمرة الثانية | منتديات الدراسة الجزائرية

ارجوكم ساعدوني للمرة الثانية

هذا تاني طلب لي في هذا المنتدى . فارجوكم لاتخذلوني مثل المرة الأولى

انا احتاج مساعدة في المشروع التاني للادب وهو استثمار حكايات الف ليلة وليلة في اعداد جدول لخصائص السرد والوصف

بلييييييز احتاجه ارجوكم وبسرعة
 
حكايات الملك شهريار وأخيه الملك شاه الزمان

حكي والله أعلم أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان ملك من ملوك ساسان بجزائر الهند والصين صاحب جند وأعوان وخدم وحشم له ولدان أحدهما كبير والآخر صغير وكانا بطلين وكان الكبير أفرس من الصغير وقد ملك البلاد وحكم بالعدل بين العباد وأحبه أهل بلاده ومملكته وكان اسمه الملك شهريار وكان أخوه الصغير اسمه الملك شاه زمان وكان ملك سمرقند العجم ، ولم يزل الأمر مستقيماً في بلادهما وكل واحد منهما في مملكته حاكم عادل في رعيته مدة عشرين سنة وهم في غاية البسط والانشراح .
لم يزالا على هذه الحالة إلى أن اشتاق الكبير إلى أخيه الصغير فأمر وزيره أن يسافر إليه ويحضر به فأجابه بالسمع والطاعة وسافر حتى وصل بالسلامة ودخل على أخيه وبلغه السلام وأعلمه أن أخاه مشتاق إليه وقصده أن يزوره فأجابه بالسمع والطاعة وتجهز وأخرج خيامه وبغاله وخدمه وأعوانه وأقام وزيره حاكماً في بلاده وخرج طالباً بلاد أخيه .
فلما كان في نصف الليل تذكر حاجة نسيها في قصره فرجع ودخل قصره فوجد زوجته راقدة في فراشه معانقة عبداً أسود من العبيد ، فلما رأى هذا اسودت الدنيا في وجهه وقال في نفسه : إذا كان هذا الأمر قد وقع وأنا ما فارقت المدينة فكيف حال هذه العاهرة إذا غبت عند أخي مدة ، ثم أنه سل سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش ورجع من وقته وساعته وسار إلى أن وصل إلى مدينة أخيه ففرح أخيه بقدومه ثم خرج إليه ولاقاه وسلم عليه ففرح به غاية الفرح وزين له المدينة وجلس معه يتحدث بانشراح فتذكر الملك شاه زمان ما كان من أمر زوجته فحصل عنده غم زائد واصفر لونه وضعف جسمه ، فلما رآه أخوه على هذه الحالة ظن في نفسه أن ذلك بسبب مفارقته بلاده وملكه فترك سبيله ولم يسأل عن ذلك .
ثم أنه قال له في بعض الأيام : يا أخي أنا في باطني جرح ، ولم يخبره بما رأى من زوجته ، فقال : إني أريد أن تسافر معي إلى الصيد والقنص لعله ينشرح صدرك فأبى ذلك فسافر أخوه وحده إلى الصيد .
وكان في قصر الملك شبابيك تطل على بستان أخيه فنظروا وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه عشرون جارية وعشرون عبداً وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال حتى وصلوا إلى فسقية وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم ، وإذا بامرأة الملك قالت : يا مسعود ، فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري ، ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار .
فلما رأى أخو الملك فقال : والله إن بليتي أخف من هذه البلية ، وقد هان ما عنده من القهر والغم وقال : هذا أعظم مما جرى لي ، ولم يزل في أكل وشرب .
وبعد هذا جاء أخوه من السفر فسلما على بعضهما ، ونظر الملك شهريار إلى أخيه الملك شاه زمان وقد رد لونه واحمر وجهه وصار يأكل بشهية بعدما كان قليل الأكل، فتعجب من ذلك وقال : يا أخي ، كنت أراك مصفر الوجه والآن قد رد إليك لونك فأخبرني بحالك ، فقال له : أما تغير لوني فأذكره لك واعف عني إخبارك برد لوني ، فقال له : أخبرني أولاً بتغير لونك وضعفك حتى أسمعه .
فقال له : يا أخي ، إنك لما أرسلت وزيرك إلي يطلبني للحضور بين يديك جهزت حالي وقد بررت من مدينتي ، ثم أني تذكرت الخرزة التي أعطيتها لك في قصري فرجعت فوجدت زوجتي معها عبد أسود وهو نائم في فراشي فقتلتهما وجئت عليك وأنا متفكر في هذا الأمر ، فهذا سبب تغير لوني وضعفي ، وأما رد لوني فاعف عني من أن أذكره لك .
فلما سمع أخوه كلامه قال له : أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسبب رد لونك ، فأعاد عليه جميع ما رآه فقال شهريار لأخيه شاه زمان : اجعل أنك مسافر للصيد والقنص واختف عندي وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيناك ، فنادى الملك من ساعته بالسفر فخرجت العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة وخرج الملك ثم أنه جلس في الخيام وقال لغلمانه لا يدخل علي أحد ، ثم أنه تنكر وخرج مختفياً إلى القصر الذي فيه أخوه وجلس في الشباك المطل على البستان ساعة من الزمان وإذا بالجواري وسيدتهم دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوه واستمروا كذلك إلى العصر .
فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر طار عقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان : قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أو لا فيكون موتنا خير من حياتنا ، فأجابه لذلك .
ثم أنهما خرجا من باب سري في القصر ولم يزالا مسافرين أياماً وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج عندها عين بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان . فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة ، فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر ، وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة كما قال الشاعر :
أشرقت في الدجى فلاح النهار ............ واستنارت بنورها الأسحـار
من سناها الشموس تشرق لما ............ تنبدي وتنجـلـي الأقـمـار
تسجد الكـائنـات بـين يديها ............ حين تبدو وتهتـك الأسـتـار
وإذا أومضت بروق حمـاهـا ............ هطلت بالمدامع الأمـطـار
قال : فلما نظر إليها الجني قال : يا سيدة الحرائر التي قد اختطفتك ليلة عرسك أريد أن أنام قليلاً ، ثم أن الجني وضع رأسه على ركبتيها ونام فرفعت رأسها إلى أعلى الشجرة فرأت الملكين وهما فوق تلك الشجرة فرفعت رأس الجني من فوق ركبتيها ووضعته على الأرض ووقفت تحت الشجرة وقالت لهما بالإشارة انزلا ولا تخافا من هذا العفريت فقالا لها : بالله عليك أن تسامحينا من هذا الأمر ، فقالت لهما : بالله عليكما أن تنزلا وإلا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتلة ، فخافا ونزلا إليها فقامت لهما وقالت ارصعا رصعاً عنيفاً وإلا أنبه عليكما العفريت ، فمن خوفهما قال الملك شهريار لأخيه الملك شاه زمان : يا أخي افعل ما أمرتك به فقال : لا أفعل حتى تفعل أنت قبلي ، وأخذا يتغامزان على نكاحها فقالت لهما ما أراكما تتغامزان فإن لم تتقدما وتفعلا وإلا نبهت عليكما العفريت ، فمن خوفهما من الجني فعلا ما أمرتهما به فلما فرغا قالت لهما أقفا وأخرجت لهما من جيبها كيساً وأخرجت لهما منه عقداً فيه خمسمائة وسبعون خاتماً ، فقالت لهما : أتدرون ما هذه ? فقالا لها : لا ندري فقالت لهما أصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريت فأعطياني خاتميكما أنتما الاثنان الأخران فأعطاها من يديهما خاتمين فقالت لهما أن هذا العفريت قد اختطفني ليلة عرسي ثم أنه وضعني في علبة وجعل العلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج ، ويعلم أن المرأة منا إذا أرادت أمر لم يغلبها شيء كما قال بعضهم :
لا تأمنن إلى النـسـاء ............ ولا تثق بعهـودهـن
فرضاؤهن وسخطهن ............ معلق بفـروجـهـن
بيدين وداً كـاذبـــاً ............ والغدر حشو ثيابهـن
بحديث يوسف فاعتبر ............ متحذراً من كيدهـن
أو ما تـرى إبـلـيس ............ أخرج آدماً من أجلهن
فلما سمعا منها هذا الكلام تعجبا غاية العجب وقالا لبعضهما : إذا كان هذا عفريتاً وجرى له أعظم مما جرى لنا فهذا شيء يسلينا ، ثم أنهما انصرفا من ساعتهما ورجعا إلى مدينة الملك شهريار ودخلا قصره ، ثم أنه رمى عنق زوجته وكذلك أعناق الجواري والعبيد ، وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتاً بكراً يزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها ، ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات فضجت الناس وهربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطء .
ثم أن الملك أمر الوزير أن يأتيه بنت على جري عادته ، فخرج الوزير وفتش فلم يجد بنتاً فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خايف على نفسه من الملك ، وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن وجمال وبهاء وقد واعتدال ، الكبيرة اسمها شهرزاد والصغيرة اسمها دنيازاد ، وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين ، قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء فقالت لأبيها : مالي أراك متغيراً حامل الهم والأحزان وقد قال بعضهم في المعنى شعراً :
قل لمن يحمل همـاً ............ إن هـمـاً لا يدوم
مثل ما يفنى السرور ............ هكذا تفنى الهمـوم
فلما سمع الوزير من ابنته هذا الكلام حكى لها ما جرى له من الأول إلى الآخر مع الملك فقالت له : بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن من بين يديه ، فقال لها : بالله عليك لا تخاطري بنفسك أبداً ، فقالت له : لا بد من ذلك فقال : أخشى عليك أن يحصل لكي ما حصل الحمار والثور مع صاحب الزرع ، فقالت له : وما الذي جرى لهما يا أبت ?
حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع:
قال : اعلمي يا ابنتي أنه كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير وكان مسكن ذلك التاجر الأرياف وكان عنده في داره حمار وثور فأتى يوماً الثور إلى مكان الحمار فوجده منكوساً مرشوشاً وفي معلفه شعير مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح ، وفي بعض الأوقات ركبه صاحبه لحاجة تعرض له ويرجع على حاله ، فلما كان في بعض الأيام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار : هنيئاً لك ذلك ، أنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلاً ويخدمونك وفي بعض الأوقات يركبك صاحبك ويرجع وأنا دائماً للحرث .
فقال له الحمار : إذا خرجت إلى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فإن قمت فارقد ثانياً فإذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكل والشرب يوماً أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد ، وكان التاجر يسمع كلامهما ، فلما جاء السواق إلى الثور بعلفه أكل منه شيئاً يسيراً فأصبح السواق يأخذ الثور إلى الحرث فوجده ضعيفاً فقال له التاجر : خذ الحمار وحرثه مكانه اليوم كله ، فلما رجع آخر النهار شكره الثور على تفضلاته حيه أراحه من التعب في ذلك اليوم فلم يرد عليه الحمار جواباً وندم أشد الندامة ، فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلى آخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتأمله الثور وشكره ومجده فقال له الحمار : أعلم أني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول : إن لم يقم الثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعاً وأنا خائف عليك ونصحتك والسلام .
فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرح معهم ، ثم أن الثور أكل علفه بتمامه حتى لحس المذود بلسانه ، كل ذلك وصاحبهما يسمع كلامهما ، فلما طلع النهار وخرج التاجر وزوجه إلى دار البقر وجلسا فجاء السواق وأخذ الثور وخرج ، فلما رأى الثور صاحبه حرك ذنبه وظرط وبرطع ، فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه .
فقالت له زوجته : من أي شيء تضحك ، فقال لها : شيء رأيته وسمعته ولا أقدر أن أبيح به فأموت ، فقالت له : لا بد أن تخبرني بذلك وما سبب ضحكك ولو كنت تموت ، فقال لها : ما أقدر أن أبوح به خوفاً من الموت ، فقالت له : أنت لم تضحك إلا علي ، ثم أنها لم تزل تلح عليه وتلح في الكلام إلى أن غلبت عليه ، فتحير أحضر أولاده وأرسل أحضر القاضي والشهود وأراد أن يوصي ثم يبوح لها بالسر ويموت لأنه كان يحبها محبة عظيمة لأنها بنت عمه وأم أولاده وكان عمر من العمر مائة وعشرين سنة .
ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات ، فقال لها جميع الناس ممن حضر : بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك ، فقالت لهم : لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت ، فسكتوا عنها ، ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت .
وكان عنده ديك تحته خمسون دجاجة ، وكان عنده كلب ، فسمع التاجر الكلب وهو ينادي الديك ويسبه ويقول له : أنت فرحان وصاحبنا رايح يموت ، فقال الديك للكلب : وكيف ذلك الأمر ? فأعاد الكلب عليه القصة فقال له الديك : والله إن صاحبنا قليل العقل ، أنا لي خمسون زوجة أرضي هذه وأغضب هذه وهو ما له إلا زوجة واحدة ولا يعرف صلاح أمره معها ، فما له لا يأخذ لها بعضاً من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتها ويضربها حتى تموت أو تتوب ولا تعود تسأله عن شيء .
قال : فلما سمع التاجر كلام الديك وهو يخاطب الكلب رجع إلى عقله وعزم على ضربها ، ثم قال الوزير لابنته شهرزاد ربما فعل بك مثل ما فعل التاجر بزوجته ، فقالت له : ما فعل ? قال : دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت وخبأها داخل الحجرة وقال لها : تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك ولا ينظرني أحد ثم أموت ، فدخلت معه ، ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها ، فقالت له : تبت ، ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت وخرجت وإياه وفرح الجماعة وأهلها وقعدوا في أسر الأحوال إلى الممات .
فلما سمعت ابنة الوزير مقالة أبيها قالت له : لا بد من ذلك ، فجهزها وطلع إلى الملك شهريار وكانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها : إذا توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي يا أختي حدثينا حديثاً غريباً نقطع به السهر وأنا أحدثك حديثاً يكون فيه الخلاص إن شاء الله .
ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك فلما رآه فرح وقال : أتيت بحاجتي فقال : نعم ، فلما أراد أن يدخل عليها بكت ، فقال لها : ما بك ? فقالت : أيها الملك إن لي أختاً صغيرة أريد أن أودعها ، فأرسلها الملك إليها فجاءت إلى أختها وعانقتها وجلست تحت السرير فقام الملك وأخذ بكارتها ثم جلسوا يتحدثون ، فقالت لها أختها الصغيرة : بالله عليك يا أختي حدثينا حديثاً نقطع به سهر ليلتنا فقالت : حباً وكرامة إن أذن الملك المهذب ، فلما سمع ذلك الكلام وكان به قلق ففرح بسماع الحديث .
الليلة الأولى

حكاية التاجر مع العفريت

الليلة الأولى

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد ، أنه كان تاجر من التجار ، كثير المال والمعاملات في البلاد قد ركب يوماً وخرج يطالب في بعض البلاد فاشتد عليه الحر فجلس تحت شجرة وحط يده في خرجه وأكل كسرة كانت معه وتمرة ، فلما فرغ من أكل التمرة رمى النواة وإذا هو بعفريت طويل القامة وبيده سيف ، فدنا من ذلك التاجر وقال له : قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي .
فقال له التاجر : كيف قتلت ولدك ?
قال له : لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضي عليه ومات من ساعته .
فقال التاجر للعفريت : أعلم أيها العفريت أني على دين ولي مال كثير وأولاد وزوجة وعندي رهون فدعني أذهب إلى بيتي وأعطي كل ذي حق حقه ثم أعود إليك ، ولك علي عهد وميثاق أني أعود إليك فتفعل بي ما تريد والله على ما أقول وكيل .
فاستوثق منه الجني وأطلقه فرجع إلى بلده وقضى جميع تعلقاته وأوصل الحقوق إلى أهلها وأعلم زوجته وأولاده بما جرى له فبكوا وكذلك جميع أهله ونساءه وأولاده وأوصى وقعد عندهم إلى تمام السنة ثم توجه وأخذ كفنه تحت إبطه وودع أهله وجيرانه وجميع أهله وخرج رغماً عن أنفه وأقيم عليه العياط والصراخ فمشى إلى أن وصل إلى ذلك البستان وكان ذلك اليوم أول السنة الجديدة فبينما هو جالس يبكي على ما يحصل له وإذا بشيخ كبير قد أقبل عليه ومعه غزالة مسلسلة فسلم على هذا التاجر وحياه وقال له : ما سبب جلوسك في هذا المكان وأنت منفرد وهو مأوى الجن ?
فأخبره التاجر بما جرى له مع ذلك العفريت وبسبب قعوده في هذا المكان فتعجب الشيخ صاحب الغزالة وقال : والله يا أخي ما دينك إلا دين عظيم وحكايتك حكاية عجيبة لو كتبت بالإبر على آفاق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر ثم أنه جلس بجانبه وقال والله يا أخي لا أبرح من عندك حتى أنظر ما يجري لك مع ذلك العفريت .
ثم أنه جلس عنده يتحدث معه فغشي على ذلك التاجر وحصل له الخوف والفزع والغم الشديد والفكر المزيد وصاحب الغزالة بجانبه فإذا بشيخ ثان قد أقبل عليهما ومعه كلبتان سلاقيتان من الكلاب السود ، فسألهما بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مأوى الجان فأخبراه بالقصة من أولها إلى آخرها فلم يستقر به الجلوس حتى أقبل عليهم شيخ ثالث ومعه بغلة زرزورية فسلم عليهم وسألهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان فأخبروه بالقصة من أولها إلى آخرها وبينما كذلك إذا بغبرة هاجت وزوبعة عظيمة قد أقبلت من وسط تلك البرية فانكشفت الغبرة وإذا بذلك الجني وبيده سيف مسلول وعيونه ترمي بالشرر فأتاهم وجذب ذلك التاجر من بينهم وقال له : قم أقتلك مثل ما قتلت ولدي وحشاشة كبدي .
فانتحب ذلك التاجر وبكى وأعلن الثلاثة شيوخ بالبكاء والعويل والنحيب فانتبه منهم الشيخ الأول وهو صاحب الغزالة وقبل يد ذلك العفريت وقال له : يا أيها الجني وتاج ملوك الجان إذا حكيت لك حكايتي مع هذه الغزالة ورأيتها عجيبة ، أتهب لي ثلث دم هذا التاجر ?
قال : نعم يا أيها الشيخ ، إذا أنت حكيت لي الحكاية ورأيتها عجيبة وهبت لك ثلث دمه .
فقال ذلك الشيخ الأول : اعلم يا أيها العفريت أن هذه الغزالة هي بنت عمي ومن لحمي ودمي وكنت تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحو ثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية فرزقت منها بولد ذكر كأنه البدر إذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين وأعضاء كاملة فكبر شيئاً فشيئاً إلى أن صار ابن خمس عشرة سنة فطرأت لي سفرة إلى بعض المدائن فسافرت بمتجر عظيم وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكهانة من صغرها فسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت الجارية أمه بقرة وسلمتها إلى الراعي ، ثم جئت أنا بعد مدة طويلة من السفر فسألت عن ولدي وعن أمه فقالت لي جاريتك ماتت وابنك هرب ولم أعلم أين راح فجلست مدة سنة وأنا حزين القلب باكي العين إلى أن جاء عيد الضحية فأرسلت إلى الراعي أن يخصني ببقرة سمينة وهي سريتي التي سحرتها تلك الغزالة فشمرت ثيابي وأخذت السكين بيدي وتهيأت لذبحها فصاحت وبكت بكاء شديداً فقمت عنها وأمرت ذلك الراعي فذبحها وسلخها فلم يجد فيها شحماً ولا لحماً غير جلد وعظم فندمت على ذبحها حيث لا ينفعني الندم وأعطيتها للراعي وقلت له : ائتني بعجل سمين فأتاني بولدي المسحور عجلاً فلما رآني ذلك العجل قطع حبله وجاءني وتمرغ علي وولول وبكى فأخذتني الرأفة عليه وقلت للراعي ائتني ببقرة ودع هذا .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
فقالت لها أختها : ما أطيب حديثك وألطفه وألذه وأعذبه .
فقالت : وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك .
فقال الملك في نفسه : والله ما أقتلها حتى أسمع بقية حديثها .
ثم أنهم باتوا تلك الليلة إلى الصباح متعانقين فخرج الملك إلى محل حكمه وطلع الوزير بالكفن تحت إبطه ثم حكم الملك وولي وعزل إلى آخر النهار ولم يخبر الوزير بشيء من ذلك فتعجب الوزير غاية العجب ثم انفض الديوان ودخل الملك شهريار قصره ."
ألف ليلة و ليلة ) "
خصائص السرد والوصف:
- النمط السردي :
السرد إصطلاحا هو إخبار من صميم الواقع أو نسخ الخيال أو من كليهما معا في إطار زماني ومكاني
بحبكة فنية متقنة.
أما النمط السردي فهو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره بغية تحقيق غاية المرسل منه. ويغلب عليه الزمن الماضي وكثرة الروابط الظرفية والأسلوب الخبري وهو من أكثر أنواع الفنون الأدبية جذبا للقارىء وتشويقا له.
مؤشراته :
*- ظرف الزمان والمكان .
-* الجمل الخبرية.
*- أفعال الحركة ، الفعل الماضي لسرد الأحداث .
*- المضارع يضع القارىء في خضم الأحداث .
*- أدوات الربط .
*- الحالة البدائية لشخص او جماعة تعيش في مكان ما بطريقة ما لكن هذا ينطوي على نقطة ضعف أو أكثر.
*- عنصر التحويل .
*- نتائج عنصر التحويل .
*- عنصر التعديل حدث يطرأ على الموقف فينهي حالة الخلل أو القلق .
*- الحالة النهائية عودة الأوضاع مع بعض التعديل في الحالة النهائية .
خصائصه
*- يغلب عليه الزمن الماضي ويحدد المكان والزمان ، غايته وهدفه سرد الأحداث ونقلها :
أ- السرد الشخصي لغرس الأفكار والمفاهيم لدى المرسل إليه بطريقة غير مباشرة .
ب- السرد الخارجي يعطي للمرسل إليه خبرة إجتماعية معرفية .
ج- السرد البسيط لينمي الخيال عند المرسل إليه .
د- السرد المركب يرتقي بالذوق الجمالي أو الأدبي عند المرسل إليه .
هـ- وظيفة الكلام فيه إخبارية ومرجعية .
2- النمط الوصفي :
الوصف إصطلاحا هو الرسم بالكلام الذي ينقل مشهدا حقيقيا أو خياليا للأحياء أو الأشياء أو الأمكنة بتصوير خارجي أو داخلي من خلال رؤية موضوعية أو ذاتية أو تأملية .
أما النمط الوصفي فهو الطرقة التقنية المستخدمة ويقوم على :
أ-النظر الثاقب .
ب- الملاحظة الدقيقة .
ج- المهارة في التعبير والربط .
أما مؤشراته:
-* عناصر الإطار الزماني -المكاني- الحركي - ما يهيء لخلق مناخ معي يتأكد هذا الأمر بوجود حقول معجمية خاصة .
-* دقة الوصف.
*- وجود الكثير من المجاز .
-*وجهة نظر الواصف الذاتية أو الموضوعية.
*- حقل معجمي لتجميل الموصوف أو تقبيحه:
أ- الوصف من القريب إلى البعيد أي من الخاص إلى العام.
ب- الوصف من البعيد إلى القريب أي من العام إلى الخاص.
خصائصه :
أ- الإكثار من النعت والحال .
ب- إستعمال المماثلة والمشابهة .
ج- إستخدام الفعل الماضي والمضارع للدلالة على الحيوية و الحرارة والإستمرار.
د- إستعمال الأساليب الإنفعالية كالتعجب ، التمني ، تأوه ، مبالغة ، تفضيل ، مدح ، ذم ....الخ
ن- يهدف إلى إبراز الصفات الخارجية أو الداخلية .
1- الوصف من حيث علاقته بالموصوف :
*- الوصف الداخلي .
*- الوصف الخارجي .
2- الوصف من حيث علاقته بالواصف :
أ- الوصف الموضوعي .
ب- الوصف الذاتي أي الوجداني .
ج- الوصف التأملي وله وظيفتان مرجعية و جمالية .

*- تكون وظيفة الكلام مرجعية عندما يكون الوصف موضوعيا يتناول حالة الموصوف مميزاته الخارجية والنفسية وسلوكه أفعاله وحركاته وتكون جماليا إذا كان الوصف ذاتيا ، وتبرز في الوصف أسماء الذات ، أفعال الجوارح ، أفعال الحالة ، الجمل الإسمية و النعوت و الظروف المكانية .........
*- وفي وصف الطبيعة الحية أو المتحركة تظهر الظروف الزمنية ويبرر أيضا الحقل المعجمي المتعلق بالحواس .
*- مكان الموصوف :
الثابت بيت أو موقع, المتحرك سيارة أو قطار, المغلق غرفة أو سجن, المفتوح بحر أو سماء أو تتداخل هذه الأنواع .
*- النص السردي
- يحكي ما يحدث وما يجري في الزمن
- يعيد إحياء حادثة سابقة واقعية
- يعمل على إحياء حركة متخيلة (الحكي)
بعض الخصائص اللسانية المميزة له
- تواتر الأفعال الدالة على الماضي أو على حاضر السرد
- التركيز على المؤشرات الزمنية وروابطها (ظروف الزمان)
- التدرج في الزمن بشكل دينامي
- الاعتماد على إيقاع سردي متميز من خلال تقنيات،
- الحذف، الاستباق، الاسترجاع، التوقف، التناوب بين الحاضر والماضي
- تنويع صيغ الخطابات المنقولة
النصوص الممثلة له
- مذكرات، يوميات
- سير ذاتية وغيرية
- روايات، قصص قصيرة
- حكايات
- أحداث ووقائع عارضة
- مقاطع من رواية...
*- النص الوصفي
- يعرض ما هو موجود في العالم الخارجي، يجعله محسوسا بواسطة الشكل الفضائي
- يعرض العوالم الداخلية من خلال عمليات الاستبطان والاستغراق في الوصف
بعض الخصائص اللسانية المميزة له
- توقف السرد
- هيمنة الأفعال الدالة على التكرار، أو الاستمرارية عند حدوث الحركة
- التركيز على المؤشرات المكانية وروابطها (ظروف المكان)
- حضور المؤشرات الزمنية إذا كان الوصف يهتم بالتطور
- سيادة أفعال الإدراك الحسي (البصري منه خاصة)
- المراوحة بين أفعال الشعور وأفعال الحركة (شعر/قفز)
- كثافة الأسلوب التصويري (استعارة، تشبيه، تشخيص..)
- حقول معجمية مرتبطة بطبيعة الموضوع الموصوف
- اشتغال لغوي يغلب عليه الطابع الجمالي أو الوثائقي أو الإخباري
النصوص الممثلة له
- مقاطع من روايات
- مقاطع من حكايات
- بعض فقرات الدلائل السياحية
- بعض كتب الطب الواصفة للمظاهر الجسمية الخارجية
 
1- النمط السردي :
السرد إصطلاحا هو إخبار من صميم الواقع أو نسخ الخيال أو من كليهما معا في إطار زماني ومكاني
بحبكة فنية متقنة.
أما النمط السردي فهو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص
القصصي وغيره بغية تحقيق غاية المرسل منه. ويغلب عليه الزمن الماضي وكثرة
الروابط الظرفية والأسلوب الخبري وهو من أكثر أنواع الفنون الأدبية جذبا
للقارىء وتشويقا له.
مؤشراته :
*- ظرف الزمان والمكان .
-* الجمل الخبرية.
*- أفعال الحركة ، الفعل الماضي لسرد الأحداث .
*- المضارع يضع القارىء في خضم الأحداث .
*- أدوات الربط .
*- الحالة البدائية لشخص او جماعة تعيش في مكان ما بطريقة ما لكن هذا ينطوي على نقطة ضعف أو أكثر.
*- عنصر التحويل .
*- نتائج عنصر التحويل .
*- عنصر التعديل حدث يطرأ على الموقف فينهي حالة الخلل أو القلق .
*- الحالة النهائية عودة الأوضاع مع بعض التعديل في الحالة النهائية .
خصائصه
*- يغلب عليه الزمن الماضي ويحدد المكان والزمان ، غايته وهدفه سرد الأحداث ونقلها :
أ- السرد الشخصي لغرس الأفكار والمفاهيم لدى المرسل إليه بطريقة غير مباشرة .
ب- السرد الخارجي يعطي للمرسل إليه خبرة إجتماعية معرفية .
ج- السرد البسيط لينمي الخيال عند المرسل إليه .
د- السرد المركب يرتقي بالذوق الجمالي أو الأدبي عند المرسل إليه .
هـ- وظيفة الكلام فيه إخبارية ومرجعية .
2- النمط الوصفي :
الوصف إصطلاحا هو الرسم بالكلام الذي ينقل مشهدا حقيقيا أو خياليا للأحياء
أو الأشياء أو الأمكنة بتصوير خارجي أو داخلي من خلال رؤية موضوعية
أو ذاتية أو تأملية .
أما النمط الوصفي فهو الطرقة التقنية المستخدمة ويقوم على :
أ-النظر الثاقب .
ب- الملاحظة الدقيقة .
ج- المهارة في التعبير والربط .
أما مؤشراته:
-* عناصر الإطار الزماني -المكاني- الحركي - ما يهيء لخلق مناخ معي يتأكد
هذا الأمر بوجود حقول معجمية خاصة .
-* دقة الوصف.
*- وجود الكثير من المجاز .
-*وجهة نظر الواصف الذاتية أو الموضوعية.
*- حقل معجمي لتجميل الموصوف أو تقبيحه:
أ- الوصف من القريب إلى البعيد أي من الخاص إلى العام.
ب- الوصف من البعيد إلى القريب أي من العام إلى الخاص.
خصائصه :
أ- الإكثار من النعت والحال .
ب- إستعمال المماثلة والمشابهة .
ج- إستخدام الفعل الماضي والمضارع للدلالة على الحيوية و الحرارة والإستمرار.
د- إستعمال الأساليب الإنفعالية كالتعجب ، التمني ، تأوه ، مبالغة ، تفضيل ، مدح ، ذم ....الخ
ن- يهدف إلى إبراز الصفات الخارجية أو الداخلية .
1- الوصف من حيث علاقته بالموصوف :
*- الوصف الداخلي .
*- الوصف الخارجي .
2- الوصف من حيث علاقته بالواصف :
أ- الوصف الموضوعي .
ب- الوصف الذاتي أي الوجداني .
ج- الوصف التأملي وله وظيفتان مرجعية و جمالية .

*- تكون وظيفة الكلام مرجعية عندما يكون الوصف موضوعيا يتناول حالة الموصوف
مميزاته الخارجية والنفسية وسلوكه أفعاله وحركاته وتكون جماليا إذا كان
الوصف ذاتيا ، وتبرز في الوصف أسماء الذات ، أفعال الجوارح ، أفعال الحالة ،
الجمل الإسمية و النعوت و الظروف المكانية .........
*- وفي وصف الطبيعة الحية أو المتحركة تظهر الظروف الزمنية ويبرر أيضا الحقل المعجمي المتعلق بالحواس .
*- مكان الموصوف :
الثابت بيت أو موقع, المتحرك سيارة أو قطار, المغلق غرفة أو سجن, المفتوح بحر أو سماء أو تتداخل هذه الأنواع .
*- النص السردي
- يحكي ما يحدث وما يجري في الزمن
- يعيد إحياء حادثة سابقة واقعية
- يعمل على إحياء حركة متخيلة (الحكي)
بعض الخصائص اللسانية المميزة له
- تواتر الأفعال الدالة على الماضي أو على حاضر السرد
- التركيز على المؤشرات الزمنية وروابطها (ظروف الزمان)
- التدرج في الزمن بشكل دينامي
- الاعتماد على إيقاع سردي متميز من خلال تقنيات،
- الحذف، الاستباق، الاسترجاع، التوقف، التناوب بين الحاضر والماضي
- تنويع صيغ الخطابات المنقولة
النصوص الممثلة له
- مذكرات، يوميات
- سير ذاتية وغيرية
- روايات، قصص قصيرة
- حكايات
- أحداث ووقائع عارضة
- مقاطع من رواية...
*- النص الوصفي
- يعرض ما هو موجود في العالم الخارجي، يجعله محسوسا بواسطة الشكل الفضائي
- يعرض العوالم الداخلية من خلال عمليات الاستبطان والاستغراق في الوصف
بعض الخصائص اللسانية المميزة له
- توقف السرد
- هيمنة الأفعال الدالة على التكرار، أو الاستمرارية عند حدوث الحركة
- التركيز على المؤشرات المكانية وروابطها (ظروف المكان)
- حضور المؤشرات الزمنية إذا كان الوصف يهتم بالتطور
- سيادة أفعال الإدراك الحسي (البصري منه خاصة)
- المراوحة بين أفعال الشعور وأفعال الحركة (شعر/قفز)
- كثافة الأسلوب التصويري (استعارة، تشبيه، تشخيص..)
- حقول معجمية مرتبطة بطبيعة الموضوع الموصوف
- اشتغال لغوي يغلب عليه الطابع الجمالي أو الوثائقي أو الإخباري
النصوص الممثلة له
- مقاطع من روايات
- مقاطع من حكايات
- بعض فقرات الدلائل السياحية
- بعض كتب الطب الواصفة للمظاهر الجسمية الخارجية
الحكاية المختارة لمشروعنا هي :​

حكا ية السندباد
i22736_18367.jpg

دامت هذه القصة : 29 يوما
ونستخلص الآن السرد والوصف من الحكاية
عبارات السرد

*- قالت: بلغني أنھ كان في زمن الخليفة أمير المؤمنين ھارون الرشيد بمدينة بغداد رجل يقال لھ السندباد الحمال …. ويشم الھواء.
*- بلغني أيھا الملك السعيد، أن الحمال لما حط حملتھ على تلك المصطبة ليستريح ... أنشد
يقول: فكم من شقي بلا راحة ينعم في خير فيء وظل...
*- فقال صاحب المكان... كان لي أب تاجر وكان من أكابر الناس والتجار وكان عنده مال كثير
ونوال جزيل وقد مات وأنا ولد صغير و ... وإنما ھي سمكة كبيرة رست في وسط البحر ...
*- أن ريس المركب لما صاح على الركاب ... وقت طلوع الحصان وإن شاء الله تعالى آخذك معي إلى الملك المھرجان...
*- أن السايس قال للسندباد البحري ... ولكن صاحبھا غرق ... ونحن قادمون في البحر...
*- أن السندباد البحري لما رجع من غيبتھ ودخل داره ومعھ من صنف حجر الألماس...
*- وقد أعطاني شيء من حجر الألماس الغالي الثمن الذي لا يوجد نظيره...
*- أن السندباد البحري سار ينقل من تلك المغارة ....
*-بلغني أيھا الملك السعيد، أن السندباد البحري لما غرق في البحر ركب لوحاً من الخشب ...
*- فقال السندباد البري للسندباد البحري بالله عليك لاتؤاخذني بما كان
مني في حقك، ولم يزالوا في مودة مع بسط زائد وفرح وانشراح ....


عبارات الوصف

*- غلام صغير السن حسن الوجھ مليح القد فاخر الملابس ....
*- فوجد داراً مليحة وعليھا أنس ووقار وفيه جميع أصناف المشموم ... وفيھ
آلات السماع والطرب ... رجل عظيم محترم قد لكزه الشيب في عوارضھ وھو مليح
الصورة حسن المنظر وعليھ ھيبة ووقار وعز وافتخار
*- في وسط البحر العجاج المتلاطم بالأمواج . . . وھو في غاية من القھر والغيظ ...
*- من الھناء والسرور والراحة و ...
*- ونحن مثل الموتى من شدة السھر والتعب والبرد والجوع والخوف والعطش...
*- وليس فيھا أحد وھي خراب وفيھا قبة عظيمة بيضاء كبيرة الحجم فطلعنا نتفرج عليھا وإذا ھي بيضة رخ كبيرة...
*- واطمأن قلبي ثم مشيت في تلك الجزيرة فرأيتھا كأنھا روضة من رياض الجنة
أشجارھا يانعة، وأنھارھا دافقة، وطيورھا مغردة تسبح من لھ العزة والبقاء
وفي تلك الجزيرة شيء كثير من الأشجار، والفواكھ وأنواع الأزھار...
*- ولم أزل على ھذه الحالة مدة من الزمان...
*- وحصل لي نشوة من السكر فصفقت وغنيت وانشرحت و .....
*- وإذا ھو واد كبير والماء يھدر فيھ ولھ دوي مثل دوي الرعد وجريان مثل
جريان الريح ... والأمواج تلعب يميناً وشمالاً في وسط ذلك المكان ... على
جانب مدينة عظيمة المنظر مليحة البناء فيھا خلق كثير...
*- إلى أن أتاھم ھادم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب القصور ومعمر القبور وھو كأس الموت فسبحان الحي الذي لا يموت.
 
الأصمعي والشاعرات الثلاث


قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أن أمير المؤمنين هارون الرشيد أرق أرقاً شديداً في ليلة من الليالي فقام من فراشه وتمشى من مقصورة إلى مقصورة ولم يزل قلقاً في نفسه قلقاً زائداً فلما أصبح قال : علي بالأصمعي . فخرج الطواشي إلى البوابين ، وقال : يقول لكم أمير المؤمنين أرسلوا إلى الأصمعي ، فلما حضر علم به أمير المؤمنين فأمر بإدخاله وأجلسه ورحب به ، وقال له : يا أصمعي أريد منك أن تحدثني بأجود ما سمعت من أخبار النساء وأشعارهن ، فقال : سمعاً وطاعة ، لقد سمعت كثيراً ولم يعجبني سوى ثلاثة أبيات أنشدهن ثلاث بنات . فقال : حدثني بحديثهن ، فقال : اعلم يا أمير المؤمنين أني أقمت سنة في البصرة فاشتد علي الحر يوماً من الأيام فطلبت مقيلاً أُقَيُّلَ فيه فلم أجد ، فبينما أنا ألتفت يميناً وشمالاً ، وإذا ببساط مكنوس مرشوش وفيه دكة من خشب وعليها شباك مفتوح تفوح منه رائحة المسك فدخلت البساط وجلست على الدكة وأردت الاضطجاع فسمعت كلاماً عذباً من جارية وهي تقول : يا اخوتي إننا جلسنا يومنا هذا على وجه المؤانسة ، فتعالين نطرح ثلاثمائة دينار وكل واحدة منا تقول بيتاً من الشعر فكل من قالت البيت الأعذب المليح ، كانت الثلاثمائة دينار لها . فقلن : حباً وكرامة .
فقالت الكبرى بيتاً وهو هذا :
عجبت أن زار في النوم مضجعي*****ولو زارني مستيقظاً كان أعجبا
فقالت الوسطى بيتاً وهو هذا :
وما زارني في النوم إلا خياله*****فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا
فقالت الصغرى بيتاً وهو هذا :
بنفسي وأهلي من أرى كل ليلة*****ضجيعي ورباه من المسك أطيبا
فقلت : إن كان لهذا المثال جمال ، فقد تم الأمر على كل حال فنزلت من على الدكة وأردت الانصراف ، وإذا بالباب قد فتح وخرجت منه جارية وهي تقول : اجلس يا شيخ ، فطلعت على الدكة ثانياً وجلست ، فدفعت لي ورقة فنظرت فيها خطاً في نهاية الحسن ، مستقيم الألفات مجوف الهاءات مدور الواوات مضمونها : نعلم الشيخ أطال الله بقاءه ، أننا ثلاث بنات أخوات جلسنا على وجه المؤانسة وطرحنا ثلاثمائة دينار ، وشرطنا أن كل من قالت البيت الأعذب الأملح كان لها الثلاثمائة دينار ، وقد جعلناك الحاكم في ذلك فاحكم بما ترى والسلام . فقلت للجارية : علي بداوة وقرطاس فغابت قليلاً وخرجت إلي بدواة مفضضة وأقلام مذهبة فكتبت هذه الأبيات
أحدث عن خدود تحدثن عن*****حديث امرئ قاسى الأمور وجربا
ثلاث كبكرات الصباح صباح*****تملكن قلباً للمشوق معـذبا
خلون وقد نامت عيون كثيرة*****من الرأي قد أعرض عمن تجنبا
فيبحن بما يخفين من داخل الحشا*****نعم واتخذن الشعر لهواً وملعـبا
فقالت عروب ذات تيه عزيزة*****تبسم عن عذاب المقالة أشنبا
عجبت له إن زار في النوم مضجعي*****ولو زارني مستيقظاً كان أعجبا
فلما انقضى ما خرقت بتضاحك*****تنفست الوسطى وقالت تطـربا
وما زارني في النوم إلا خياله*****فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحـبا
وأحسنت الصغرى وقالت مجيبة*****بلفظ لها كان أشهى وأعذبا
بنفسي وأهلي من أرى كل ليلة*****ضجيعي ورباه من المسك أطيبا
فلما تدبرت الذي قلن وانبرى*****لي الحكم لم أترك لذي اللب معتبا
حكمت لصغراهن في الشعر أنني*****رأيت التي قالت إلى الحق أقربا
وقال الأصمعي : وبعد أن كتبت الأبيات دفعت الورقة إلى الجارية، فلما صعدت نظرت إلى القصر وإذا برقص وصفق والقيامة قائمة ، فقلت : ما بقي لي إقامة فنزلت من فوق الدكة وأردت الانصراف وإذا بالجارية تنادي وتقول : اجلس يا أصمعي ، فقلت : ومن أعلمك أني الأصمعي ؟ فقالت : يا شيخ إن خفي علينا اسمك فما خفي علينا نظمك ، فجلست وإذا بالباب قد فتح وخرجت منه الجارية الأولى وفي يدها طبق من فاكهة وطبق من حلوى فتفكهت وتحليت وشكرت صنيعها وأردت الانصراف ، وإذا بالجارية تقول : اجلس يا أصمعي ، فرفعت بصري إليها فنظرت كفاً أحمر في كم أصفر فخلته البدر يشرق من تحت الغمام ورمت صرة فيها ثلاثمائة دينار ، وقالت : هذه إلي وهو مني لك هدية في نظير حكمك ، فقال له أمير المؤمنين : لِمَ حكمت للصغرى ؟ فقال : يا أمير المؤمنين أطال الله بقاءك إن الكبرى قالت : عجبت له أن زار في النوم مضجعي، وهو محجوب معلق على شرط يقع وقد لا يقع . وأما الوسطى فقد مر بها طيف خيال في النوم فسلمت عليه وأما بيت الصغرى فإنها ذكرت فيه أنها ضاجعته مضاجعة حقيقية ، وشمت منه أنفاساً أطيب من المسك وفدته بنفسها وأهلها ولا يفدى بالنفس إلا من هو أعز منها ، فقال الخليفة : أحسنت يا أصمعي ودفع إليه ثلاثمائة دينار مثلها في نظير حكايته . وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
لنمطالسردي:
السرد: اصطلاحاً: هو أخبار من صميم الواقع أو نسخ الخيال أو من كليهما معاً في إطار زماني و مكاني،بحبكة فنية متقنة.
النمطالسردي:هو الطريقةالتقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره (صحف، مجلات(. . . بغية تحقيقغاية المرسل منه.
ويغلب عليه الزمن الماضي، وكثرة الروابط الظرفية، و الأسلوبالخبري.وهو من أكثر أنواع الفنون الأدبية جذباً للقارئ وتشويقاً له.
مؤشراته :
-ظروف الزمان والمكان.
- الجمل الخبرية.
- أفعال الحركة ، الأحداث الماضية،أدوات الربط.
أ- الحالة البدائية :شخص أو جماعية يعيش في مكان ما ،بطريقة ما،لكن هذا ينطوي على نقطة ضعف أو أكثر .
ب-عنصر التحويل:ذات يوم وبشكل مفاجئ ،يقعخلل بهذه المعيشة .
ج- نتائج عنصر التحويل:تكوين عقدة ،وضع خطر يتوقف عليه مصيرالبطل.
د- عنصر التعديل:عمل أو حدث يطرأ على الموقف فينهي حالة الخلل أوالقلق.
هـ- الحالة النهائية :عودة الأوضاع مع بعض التعديل في الحالةالبدائية.
خصائصه : يغلب عليه الزمن الماضي و يحدد فيه المكان والزمان.
أنواعه:
أ - السرد الشخصي .
ب- السرد الخارجي.
ج - السردالبسيط.
د - السرد المركب.
غايته وهدفه : سرد الأحداث و نقلها.
غرسالأفكار والمفاهيم لدى المرسل إليه بطريقة غير مباشرة .
يعطي للمرسل إليه خبرةاجتماعية معرفية.
ينمي الخيال عند المرسل إليه .
يرتقي بالذوق الجمالي أوالأدبي عند المرسل إليه.
وظيفة الكلام فيه إخبارية ومرجعية
.عبارات السرد
عبارات الوصف

*- قالت: بلغني أنھ كان في زمن الخلیفة أمیر المؤمنین ھارون الرشید بمدینة بغداد رجل یقال لھ السندباد الحمال …. ویشم الھواء.
*- بلغني أیھا الملك السعید، أن الحمال لما حط حملتھ على تلك المصطبة لیستریح ... أنشد
یقول: فكم من شقي بلا راحة ینعم في خیر فيء وظل...
*- فقال صاحب المكان... كان لي أب تاجر وكان من أكابر الناس والتجار وكان عنده مال كثیر
ونوال جزیل وقد مات وأنا ولد صغير و ... وإنما ھي سمكة كبیرة رست في وسط البحر ...
*- أن ریس المركب لما صاح على الركاب ... وقت طلوع الحصان وإن شاء الله تعالى آخذك معي إلى الملك المھرجان...
*- أن السایس قال للسندباد البحري ... ولكن صاحبھا غرق ... ونحن قادمون في البحر...
*- أنالسندباد البحري لما رجع من غیبتھ ودخل داره ومعھ من صنف حجر الألماس...
*- وقد أعطاني شيء من حجر الألماس الغالي الثمن الذي لا یوجد نظیره...
*- أن السندباد البحري سار ینقل من تلك المغارة ....
*-بلغني أیھا الملك السعید، أن السندباد البحري لما غرق في البحر ركب لوحاً من الخشب ...
*- فقال السندباد البري للسندباد البحري بالله علیك لاتؤاخذني بما كان
مني في حقك، ولم یزالوا في مودة مع بسط زائد وفرح وانشراح ....
*- غلام صغیر السن حسن الوجھ ملیح القد فاخر الملابس ....
*- فوجد داراً ملیحة وعلیھا أنس ووقار وفيه جمیع أصناف المشموم ... وفیھ آلات السماع والطرب ... رجل عظیم محترم قد لكزه الشیب في عوارضھ وھو ملیح الصورة حسن المنظر وعلیھ ھیبة ووقار وعز وافتخار
*- في وسط البحر العجاج المتلاطم بالأمواج . . . وھو في غایة من القھر والغیظ ...
*- من الھناء والسرور والراحة و ...
*- ونحن مثل الموتى من شدة السھر والتعب والبرد والجوع والخوف والعطش...
*- ولیس فیھا أحد وھي خراب وفیھا قبة عظیمة بیضاء كبیرة الحجم فطلعنا نتفرج علیھا وإذا ھي بیضة رخ كبیرة...
*- واطمأن قلبي ثم مشیت في تلك الجزیرة فرأیتھا كأنھا روضة من ریاض الجنة أشجارھا یانعة، وأنھارھا دافقة، وطیورھا مغردة تسبح من لھ العزة والبقاء وفي تلك الجزیرة شيء كثیر من الأشجار، والفواكھ وأنواع الأزھار...
*- ولم أزل على ھذه الحالة مدة من الزمان...
*- وحصل لي نشوة من السكر فصفقت وغنیت وانشرحت و .....
*- وإذا ھو واد كبیر والماء یھدر فیھ ولھ دوي مثل دوي الرعد وجریان مثل جریان الریح ... والأمواج تلعب یمیناً وشمالاً في وسط ذلك المكان ... على جانب مدینة عظیمة المنظر ملیحة البناء فیھا خلق كثیر...
*- إلى أن أتاھم ھادم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب القصور ومعمر القبور وھو كأس الموت فسبحان الحي الذي لا یموت.
" الجدول التفصيلي الذي يبين خصائص النص السردي والنص القصصي ( لقصص ألف ليلة و ليلة ) "
أصناف النصوص
الوظائف
بعض الخصائص اللسانية المميزة
النصوص الممثلة لها
موقع القارئ فيها
*- النص السردي


- يحكي ما يحدث وما يجري في الزمن
- يعيد إحياء حادثة سابقة واقعية
- يعمل على إحياء حركة متخيلة
(الحكي)
- تواتر الأفعال الدالة على الماضي أو على حاضر السرد
- التركيز على المؤشرات الزمنية وروابطها (ظروف الزمان)
- التدرج في الزمن بشكل دينامي
- الاعتماد على إيقاع سردي متميز من خلال تقنيات،
- الحذف، الاستباق، الاسترجاع، التوقف، التناوب بين الحاضر والماضي
- تنويع صيغ الخطابات المنقولة

- مذكرات، يوميات
- سير ذاتية وغيرية
- روايات، قصص قصيرة
- حكايات
- أحداث ووقائع عارضة
- مقاطع من رواية...

- إاندماج ممكن
- فائدة وثائقية إخبارية
- رؤية جمالية النص
- فائدة سردية لأن مقاطع الوصف تخبر القارئ بالإيقاع المعتمد
تعريف النمط :
هو الطريقة المستخدمة في أعداد النص وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه.ولكل فن أدبي نمط يتناسب مع موضوعه ولكل نمط بنية وترسيمة تتلائم مع الموضوع المطروح.
غاية الأنماط :
إن الأنماط تساعد على إيصال الفكرة عندما يحسن الكاتب توظيفها ولاشك أن توظيف الأنماط وإتقان الربط بينهما يتطلب مهارة في الصياغة الفنية وطرائقه للكتابة.
تداخل الأنماط :
يستخدم المرسل أي الكاتب عادة عدة أنواع من الأنماط حيث يندر وجود نص أحادي النمط أما أطلاق النمط على نص ما فيكون النمط الرئيسي فيه.
فالنمط السردي مثلا قد يتضمن النمط الوصفي أو الحواري أو كليهما.
مؤشرات الأنماط :
لكل نمط مؤشراته الخاصة التي ينفرد بهاالنمط.....التعريف.....البناء.....الأنواع.......الو ظيفة.....
1- النمط السردي :
السرد إصطلاحا هو إخبار من صميم الواقع أو نسخ الخيال أو من كليهما معا في إطار زماني ومكاني
بحبكة فنية متقنة.
أما النمط السردي فهو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد وإخراج النص القصصي وغيره بغية تحقيق غاية المرسل منه. ويغلب عليه الزمن الماضي وكثرة الروابط الظرفية والأسلوب الخبري وهو من أكثر أنواع الفنون الأدبية جذبا للقارىء وتشويقا له.
مؤشراته :
*- ظرف الزمان والمكان.
-*الجمل الخبرية.
*- أفعال الحركة ، الفعل الماضي لسرد الأحداث .
*- المضارع يضع القارىء في خضم الأحداث .
*- أدوات الربط .
*- الحالة البدائية لشخص او جماعة تعيش في مكان ما بطريقة ما لكن هذا ينطوي على نقطة ضعف أو أكثر.
*- عنصر التحويل .
*- نتائج عنصر التحويل .
*- عنصر التعديل حدث يطرأ على الموقف فينهي حالة الخلل أو القلق .
*- الحالة النهائية عودة الأوضاع مع بعض التعديل في الحالة النهائية .
خصائصه
*- يغلب عليه الزمن الماضي ويحدد المكان والزمان ، غايته وهدفهسرد الأحداث ونقلها :
أ- السرد الشخصي لغرس الأفكار والمفاهيم لدى المرسل إليه بطريقة غير مباشرة .
ب- السرد الخارجي يعطي للمرسل إليه خبرة إجتماعية معرفية .
ج- السرد البسيط لينمي الخيال عند المرسل إليه .
د- السرد المركب يرتقي بالذوق الجمالي أو الأدبي عند المرسل إليه .
هـ- وظيفة الكلام فيه إخبارية ومرجعية .
 
هدا واش صبت
حكاية " الصياد والجني "تحليل لحكاية من ألف ليلة وليلة
في طبعة ألف ليلة وليلة التي اعتمدت عليها، تبدأ حكاية الصياد مع العفريت في الليلة الثالثة وتنتهي في الليلة التاسعة، وكما يحدث كثيراً في هذا الكتاب، فإنّ حكاية الصيّاد ترتبط بحكايات أخرى، أي أنها تتوقف لتفسح المجال لأربع حكايات، ثم تُستأنف بعد ذلك• مبدئياً ينبغي أن آخذ بعين الاعتبار الحكايات الخمس، نظراً للعلاقة الوثيقة والخفية التي يفرضها الجوار، إلاّ أنني سأكتفي بحكاية الصيّاد• صحيح أنني باختياري هذا سأقطع رجليْ النّص، لكن لي بعض العذر• فلا يُعقل أن أقوم بتلخيص الحكايات لأنّ التلخيص يشّتت ذهن القارىء بالإضافة إلى كونه ليس بالعملية البريئة(ü)•حكاية الصياد معروفة لدى الجميع ولا داعي للتذكير بمحتواها، ولكن بما أنّ تحليلي سيتركز على تفاصيل وجزئيات دقيقة، أرى لزاماً علي أن أنقل بعض الفقرات وألخّص فقرات أخرى، على الرّغم من شعوري بمساوىء التلخيص•> ••• كان رجل صياد وكان طاعناً في السّن وله زوجة وثلاثة أولاد وهو فقير الحال وكان من عادته أنه يرمي شبكته كل يوم أربع مرّات لا غير• ثم إنّه خرج يوماً من الأيام إلى شاطىء البحر ورمى شبكته<• في المرّة الرابعة صبر >إلى أن استقرّت وجذبها فلم يُطق جذبها وإذا بها اشتبكت في الأرض••• فتعرى وغطس عليها وصار يعالج فيها إلى أن طلعت على البرّ وفتحها فوجد فيها قمقماً من نحاسٍ أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص، عليه طبْع خاتم سيدنا سليمان فلما رآه الصياد فرح وقال هذا أبيعه في سوق النّحاس فإنه يساوي عشرة دنانير ذهباً ثم إنه حرّكه فوجده ثقيلاً فقال لا بد أني أفتحه وأنظر ما فيه••• ثم إنّّه أخرج سكيناً وعالج في الرّصاص إلى أن فكّه من القمقم<• وبعد حين >خرج من ذلك القمقم دخان صعد إلى عنان السماء ومشى على وجه الأرض ••• ثم انتفض فصار عفريتاً<• ويتوهم العفريت أنه واقف أمام سليمان فيقول: >يانبي الله لا تقتلني فإنّي لا عدت أخالف لك قولاً ••• فقال له الصياد: أيها المارد ••• سليمان مات من مدّة ألف وثمانمائة سنة ونحن في آخر الزمان فما قصّتك وما حديثك وما سبب دخولك في هذا القمقم؟ فلما سمع المارد كلام الصياد قال: ••• ابشر بقتلك في هذه الساعة أشرّ القتلات<• ثم يروي أنّه عصى سليمان فأودعه في القمقم وألقى به في البحر• ومع مرور الزمن احتدم غضب الجنّي فقرّر أن يقتل الشخص الذي يخلّصه• فقال له الصياد:
اعف عنّي إكراماً لما أعتقتك، فقال العفريت: وأنا ما أقتلك إلاّ لأجل ما خلّصتني<•>فقال الصياد: هذا جني وأنا إنسي وقد أعطاني الله عقلاً كاملاً وها أنا أدبر أمراً في هلاكه بحيلتي ••• ثم قال للعفريت: ••• بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه قال: نعم ••• فقال له: كيف كنت في هذا القمقم والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلّك؟ فقال له العفريت: وهل أنت لا تصدق أنني كنت فيه؟ فقال الصياد: لا أصدقك أبداً حتى أنظرك فيه بعيني<•
انطلت الحيلة على الجني فتحول إلى دخان ودخل في القمقم >وإذا بالصياد أسرع وأخذ سدادة الرّصاص المختومة وسدّ بها فم القمقم ونادى العفريت وقال له: ••• إن كنت أقمت في البحر ألفاً وثمانمائة عام فأنا أجعلك تمكث فيه إلى أن تقوم الساعة ••• فقال له العفريت: أطلقني فهذا وقت المروآت وأنا أعاهدك أني •• أنفعك بشيء يغنيك دائماً• فأخذ الصياد عليه العهد أنه إذا أطلقه لا يؤذيه أبداً بل يعمل معه الجميل، فلما استوثق منه بالأيمان والعهود وحلفه باسم الله الأعظم فتح له الصياد فتصاعد الدخان حتى خرج وتكامل فصار عفريتاً مشوه الخلقة ورفس القمقم فرماه في البحر• فلما رأى الصيادُ القمقم مرمياً أيقن بالهلاك<• لكن العفريت يظل وفياً لعهده وبعد أن يدل الصياد على وسيلة ستجعل منه شخصاً غنياً، يقول له: >بالله أقبل عذري فإنني في هذا الوقت لم أعرف طريقاً وأنا في البحر مدّة ألف وثمانمائة عام ما رأيت ظاهر الدّنيا إلا في هذه الساعة ••• ثم دق الأرض بقدميه فانشقت وابتلعته<•كيف سأتناول هذه الحكاية بالتحليل، هذه الحكاية التي لا يعرف أحدّ مؤلفها؟ إن الحديث عمّا قصد إليه هذا الأخير لا يتعدى مستوى الافتراض•فعلى سبيل المثال يمكنني أن أقول إنّ المؤلف قصد أن يثبت أنّ من يفعل الخير يلقى في النهاية أجره وثوابه، رغم ما قد يتعرّض له من نكران الجميل•يمكنني كذلك أن افترض أن المؤلف قصد أن يثبت أن الإنسان، بما منحه الله من عقل، يتفوق لا على الحيوانات المفترسة فحسب، ولكن أيضاً على من يريد به الشّر من الجنّ• بتعبير آخر: قصد أن يثبت أن الصغير الضعيف يستطيع بفضل دهائه وحيلته أن يهزم الكبير القوي، كما هو الشأن في الحكاية التي تتحدث عن قط جابه غُولاً شرساً فتحيّل ليجعله يتحول إلى فأر ثم افترسه• يمكن كذلك أن أفترض أن مؤلف الحكاية سعى إلى إثبات مسألة كلامية، وهي أن الجن لا يعلمون الغيب، إذ لو كانوا يعلمون الغيب لعلم الجني وهو في قمقمه أن سليمان قد مات ••• إلى غير ذلك من الافتراضات•سأتصور الآن قارئاً ساذجاً يطلع على حكاية الصياد بغرض التسلية لا غير• هذا القارىء سيتحول رغم أنفه إلى مُؤوّل؛ ذلك أن في الحكاية عناصر تلزمه أن يطرح على نفسه بعض الأسئلة، عناصر مبهمة، وغامضة، شبيهة بألغاز، وليس في النّص ما يساعد على فكها• مثلاً: لا يتساءل القارىء لماذا للصياد ثلاثة أولاد، لأنه يعتبر هذه المسألة عرضية• ولكنه عندما يقرأ أن الصياد كان من عادته أن يرمي شبكته كل يوم أربع مرات، فإنه يقول لنفسه: لماذا أربع مرّات؟ هذا أمر يبدو بحاجة إلى تفسير• عدد آخر يشعر القارىء أنه غير عرضي، وأعني الألف وثمانمائة سنة التي قضاها الجني داخل القمقم• لماذا ألف وثمانمائة سنة؟ عنصر ثالث يشكل لغزاً: الصياد يخلص العفريت فيجازيه العفريت بأن يريد قتله• هذا شيء يخالف التصورات العادية، وبالتالي يدفع القارىء إلى إيجاد تبرير• إجمالاً فإنّ الحكاية ذاتها تستفزّ القارىء وترغمه على البحث عن تفسير لألغازها•سأطرح الآن على القارىء السؤال التالي: من هو بطل حكايتنا؟ لا شك أنه سيجيب على الفور: الصياد• أما إذا سألته: لماذا؟ فإنه سيردد وسيجد بعض الصعوبة في العثور على الجواب• إننا نستطيع أن نعين بصفة عفوية من هو بطل هذه الحكاية أو تلك، ولكننا نشعر بالحرج عندما نحاول أن نعلل هذا التعيين•ليس غرضي أن أخوض الآن في هذا الموضوع الشيق• إن ما يهمني هو البطل بمعنى الشخص الذي يقوم بأعمال جليلة، أعمال باهرة تبعث على التعجب• مثلاً الشخص الذي يقتل وحشاً رهيباً يعيث في الأرض فساداً ويؤذي الناس ويسفك الدماء• الصورة التي تفرض نفسها في هذا السياق، سواء في الحكايات الأدبية أو في الحكايات المصورة، الصورة التي تتبادر إلى الذهن هي صورة بطل شاب يشهر سيفه على تنين مهول ويهم ّبالإجهاز عليه•هل نجد هذه الصورة في حكايتنا؟ ليس بالضبط• هناك بالفعل وحش مخيف وشرير هو الجني، ولكن الصياد الذي يقف أمامه طاعن في السن وضعيف ترتعد فرائصه من الهلع• وعلاوة على ذلك لا يُشهر سيفاً ولا يبارز الجني ولا يقتله• ومع ذلك فإن ما جرى له مع الجني يمكن أن يوسم بالبطولة، بشرط أن نتحدث عن بطولة من نوعٍ آخر، بطولة مخففة لا تكون نتيجتها قتل التنين، الوحش الرهيب، وإنما ترويضه وتدجينه وتأنيسه• في هذه الحالة يُلاحظ أن سلاح البطل ليس هو السيف، وإنما سلاحاً من نوعٍ آخر: الحبل• فالحبل هو السلاح الذي بفضله يُدجن الوحش، بفضله يُعقل الوحش فتُردع غرائزه الخبيثة المؤذية•ولكن ليس في الحكاية حبل، والصياد لا يقوم بالضبط بربط الجني• هذا صحيح ولكن الحكاية تعرض عدّة عناصر يمكن إرجاعها إلى موضوعة الحبل، موضوعة الرّبط• سبعة عناصر على الأقل•1- الشبكة: الصياد يملك شبكة يصيد بها السمك والعفاريت؛ فهي فخ أو شرك أو حبل يشل حركة الضحيّة فتستسلم مُكرهة ذليلة•2- القمقم: القمقم شبكة أو فخ لأنّه يمنع الجنّي الموجود فيه من الحركة• فالجني لا يستطيع الخروج من القمقم، كما إن السمك لا يستطيع الإفلات من الشبكة•3- الدخان: من الملاحظ أن الجني يتحول أو يُحوّل إلى دخان كلما أفلت الأمر من يده• ماهي العلاقة بين الدخان والشبكة؟ الدّخان عبارة عن عُقد رفيعة ولطيفة، فهو يتحرك بصفة لولبية حلزونية، فيرسم حلقات شبيهة بحلقات السلسلة أو الشبكة• ولمن يعترض بأن الدّخان يرمز إلى حرّية الحركة أقول: مادام العفريت متحولاً إلى دخان، فإنّه مُطوَّع ولا شرَّ يُخشى منه•4- العقل: الصياد يمتاز بالعقل، العقل بمعنى الرّباط أو الأداة التي يتمّ بها الرّبط•5- الحلّ والعقد: من يستطيع أن يربط، أن يعقد، يستطيع أن يحلّ، أن يفكّ• الحل والعقد أمران متلازمان: الصياد أثبت قدرته على الحل في ثلاثة مواقف• فلقد غطس عدّة مرات لتلخيص شبكته التي انعقدت بالأرض• ثم إنّه فتح بسكينه القمقم المختوم بالرصاص• وأخيراً خلّص الجنّي من القمقم لمرتين على التوالي•6- العهد: قبل تخليص العفريت، >أخذ الصياد عليه العهد أنه إذا أطلقه لا يؤذيه أبداً< و >استوثق منه بالأيمان والعهود وحلفه باسم الأعظم<• إنّ فعْل >استوثق< يُحيل على الرّبط، كما يُحيل اليمين الذي أدَّاه العفريت إلى وثاق رادع•7- اللّغز: هناك علاقة بين اللّغز والحلّ والعقد• ألا نقول: فلان فك لُغزاً أو حلّه؟ فموضوعة الرّبط تظهر في اللّغزين، وأعني السؤالين، اللذين طرحهما الصياد على العفريت• السؤال الأول: >ماسبب دخولك في هذا القمقم؟ <• والسؤال الثاني:> كيف كنت في هذا القمقم والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلّك؟ <•في العديد من الأساطير، لا يُعدّ اللّغز (أو الأحجية) لعبة يُتلهى بها، وإنّما لعبة خطرة تكون نتيجتها موت أحد الطرفين: إمّا واضع اللّغز، وإمّا المطالب بحلّه• لذلك يجب على الذي يطرح السؤال أن يجعله من الصعوبة بحيث يستحيل على خصمه العثور على الجواب• وبالمقابل يجب على الذي يُلقي عليه السؤال أن يكون من الفطنة والذكاء بحيث يهتدي إلى الجواب•أشهر مثال على ارتباط اللّغز بالموت قصّة أوديب مع سفانكس• لو لم يجب أوديب عن السؤال الذي وضعته سفانكس لهلك، ولكن بما أنّه فد افلح في الاهتداء إلى الجواب، فإن سفانكس هي التي ماتت• لأن السؤال الذي طرحته معروف: من هو الحيوان الذي يمشي في الصباح على أربع، وفي الظهر على اثنتين، وفي المساء على ثلاث؟ الجواب: الإنسان، الإنسان الذي يمر أثناء حياته من حالة إلى أخرى، من الطفولة إلى الشيخوخة•يبدو لي أنّ هناك علاقة ما بين السؤالين اللذين وضعهما الصياد على العفريت والسؤال الذي وضعته سفانكس على أوديب، علاقة على مستوى المضمون وعلى مستوى الموقف السردي• لن يتّضح المستوى الأول إلا بعد مقدمات، لذا سأرجىء الكلام عنه إلى حين• أمّا فيما يخص المستوى الثاني، فإن وجه الشبه لا يخفى• واحد من الاثنين يجب أن يموت: إمّا الصياد وإمّا الجني، أي إمّا واضع السُؤال وإمّا المُطالب بالجواب•لنتذكر السؤال الأول: >ماسبب دخولك في هذا القمقم ؟<• لم يعجز الجني عن الجواب، فلزم أن يموت الصياد ••• لكن المسألة ليست بهذه البساطة• فالصياد بسؤاله اقترف إثماً يُعبّر عنه بالفضول المحرم، وهو فضول سبق له أن سقط فيه عندما فتح القمقم رغم أنّه >مختوم برصاص عليه طبع سيدنا سليمان<• الختم يدلُّ على التغطية وعلى الصيانة فلا يجوز لأحد أن يفتح الظرف وينظر ما في باطنه، وإلا تعرض للعقاب• هناك أسئلة لا يجوز وضعها وأشياء لا يجوز الاطلاع عليها، وإنّ من يخالف هذا التحريم يُجازف بحياته•الفضول وارد أيضاً في السؤال الثاني: >كيف كنت في هذا القمقم والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلّك ؟<• لم يلق الصياد هذا السؤال إلا بعد أن انتزع موافقة العفريت، قاصداً بذلك توريطه: بالإسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه• قال العفريت: نعم• دخل العفريت في اللعبة مدفوعاً بالفضول، بفضول مُتعلّق بسؤال لم يوضع بعد! السؤال الأول عَرّض حياة الصياد للخطر، أما السؤال الثاني فسيكون سبب خلاصه، ولن يتم هذا الخلاص إلا بهلاك الجني• فهذا الأخير سقط في فخ الفضول ولم يفطن إلى كون السؤال مغلوطاً ومبنياً على مكيدة، فكان جوابه (الدخول في القمقم) جواباً غير مناسبٍ• لقد فشل في الامتحان فوجب أن يموت• صحيح أنه لم يمت، ولكنه دفن حيّاً في القمقم وهدّده الصياد بقذفه في البحر وبتركه هناك إلى يوم القيامة، وهي حالة شبيهة بالموت•لنتأمل السؤالين اللّذين وضعهما الصياد، من حيث المضمون هذا المرّة• لا فرق بينهما سوى أنّ الأول يتعلق بالسبب >ما سبب دخولك في هذا القمقم؟< والثاني يتعلق بالكيفية >كيف كنت في هذا القمقم•••؟<• ما عدا هذا الفرق فإنهما مترادفان ويمكن عدّهما سؤالاً واحداً•ما علاقة هذا السؤال بسؤال سفانكس؟ لا بد هنا من بعض الملاحظات:1- إلى جانب موضوع الحل والعقد هناك في الحكاية موضوع التحول• وسأكتفي بإشارات سريعة له: القمقم يساوي في السوق عشرة دنانير، أي يمكن تحويل نحاسه إلى ذهب (وهذا عنصر يحيل على الكيمياء) ؛ العفريت يمر بعدة أشكال فينتقل من دخان إلى كائن ضخم ثم يتحول إلى دخان من جديد وفي النهاية ينتصب مارداً هائلاً• هذه التحولات في شكله مصحوبة بتحولات في نفسيته، وهكذا فإن الاعتراف بالجميل يتلو الرغبة في القتل• وبصفة عامة فإن الجن مشهورة، كما يقول ابن منظور، بتلونها وابتدالها• ومن جهته فإن الصياد ينتقل من موقع ضعف إلى موقع قوة، ومن وضعية فقير إلى وضعية غني•2- للجني عند خروجه من القمقم شكل دخان، أي أنه شيء تافه، شيء رخو ومائع؛ ثم يصير عملاقاً، كائناً بشرياً سوياً، على الأقل يتشكل بصورة كائن بشري• وتؤكد الحكاية أنّ الدّخان >صعد إلى عنان السماء ومشى على وجه الأرض<• وفي هذا السياق أطرح السؤال التالي على القارىء: ماهو الشيء الذي يكون في البداية لا شيئاً، أو شبه لا شيء، ثم ينمو بالتدرّج وفي يوم من الأيام يستوي ويمشي على الأرض؟ -3يربط بعض الباحثين أسطورة سفانكس بغريزة المعرفة عند الطفل بالسؤال الذي يطرحه الطفل والذي يأبى الكبار عادةً أن يجيبوا عنه، السؤال الذي يمكن أن يكون أَنموذجاً للفضول المحرّم: من أين يأتي الأطفال؟ألم يطرح الصياد السؤال نفسه، بصيغة مختلفة؟ ألم يسأل عن الماضي والأصل والبدء؟ ألم يسأل عن سر الولادة وسر النشأة؟كلمة جني مرتبطة، صوتياً ودلالياً، بكلمات أخرى، بالجنون مثلاً (لأن الشخص المجنون يسكنه جني) وبالجنين• ليس هذا الربط بين الجني والجنين من باب اللعب بالألفاظ، وإنما هو من صميم اللغة• اقرأ في لسان العرب: >جن الشيء يجنه: ستره ••• وبه سُمّي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار<• ثم يضيف ابن منظور: >ومنه سمي الجنين لاستتاره في بطن أمه<•تدل كلمة جنّ أيضاً على البداية، أي بداية شيء أو زمن: >يقال: كان ذلك في جنّ صباه أي في حداثته<•إنّ الصدفة وحدها هي التي جعلتني أتصفح لسان العرب وأنتبه إلى العلاقة بين كلمة جن وكلمة جنين• إذاك أخذت الخطوط العريضة لقراءتي للحكاية ترتسم وتتضح وتتأكد• وبالفعل فهناك بين الجني والجنين تماثل قوي• فكلاهما في البداية ملفوف في ظرف، في وعاء مائي• وداخل هذا الوعاء كلاهما بين الحياة والموت (كلمة جنين تعني فيما تعنيه المقبور:
والجنن بالفتح: هو القبر لستره الميت< • كلاهما يخرج من ظلام دامس (عبارة >جن الليل< مشهورة؛ وفي اللسان: >جنون الليل أي ما ستر من ظلمته< • كلاهما غارق في ماضٍ سحيق وغائب عن الواقع، أي كلاهما مجنون، إذا اتفقنا على أن الجنون هو فقط الصلة بالعالم الخارجي• الجنين لا يعي العالم الذي يُطرح فيه، والجنّي متأخر عن زمانه بألف وثمانمائة سنة•لنحاول الآن أن نفهم لماذا أراد العفريت قتل الصياد• لقد ملّ المكوث في القمقم، فصار يُكنّ العداوة للخلق كله، بدءاً بالشخص الذي سيُخلّصه• وإنّ ما يلفت الانتباه هو قوله للصياد: > ما أقتلك إلا لأجل ما خلصتني<• إذا كان للكلام معنى، فإن الجني يُشير بقوله هذا إلى أنه لم يكن يريد الخلاص، أي لم يكن يرغب في الخروج إلى الوجود• فكأنه أصيب بما يُسمى صدمة الولادة•إن أبياتاً شعرية عديدة، عربية وغير عربية، تصف هذه الصدمة، فتُصوّر الحياة في بطن الأم على أنها حياة استقرار وطمأنينة وسعادة، وتصور الخروج إلى الدنيا على أنه خروج إلى الشقاء والتعاسة• بهذا المعنى يفسّر ابن الرومي بكاء الطفل عند ولادته:لِمَا تُؤذنُ الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولدوإلا فمــا يـبـكـيــه منهـــا وإنهـــا لأرحـب ممّـا كـان فيـه وأرغـدوفي إحدى مقامات الحريري تدور الأحداث حول ولادة عسيرة، حول جنين لا يرغب في الخروج إلى الدنيا ويتشبث بالرحم حيث اللامبالاة واللامسؤولية والنعمة الشاملة• ويخاطبه أبو زيد السروجي قائلاً:أيـهـــذا الجنـيــن إنـي نصيـــــــح لك والنصح من شروط الدينأنـت مستعصــم بـكـنٍ كنـيــنٍ وقــــرارٍ مــن السـكــون مـكـيـــنمـا ترى فيـه مـا يروعك من إلْـ ف مــــــداج ولا عـــــدو مــبــيـنفمتــى مــا بــرزت مـنـه تحـــــــولـ ت إلـى مـنـزل الأذى والـهـونوتـراءى لك الشقـاء الذي تلـ قـي فتبكـي لـه بـدمـــع هـتــــونفاستدم عيشك الرغيد وحاذر أن تبيـــع المحقـــوق بـالمظنـــــــونوالعجيب أن الحديث عن هذه الولادة العسيرة يأتي في المقامة مباشرة بعد وصف للبحر وبعد ذكر للسفر في البحر• ثمة علّة ما تربط بين ذكر العنصر المائي وبين ذكر الولادة في ما لا يحصى من الحكايات• إن من قرأ ابن طفيل يتذكر أن أم حي بن يقظان >وضعته في تابوت أحكمت زمّه ••• ثم قذفت به في اليم<•وحكاية الصياد والعفريت تصف صيداً عسيراً، فالولادة الصعبة تأخذ هنا مظهر الشبكة التي يتعذر استخراجها من قعر البحر فيضطر الصياد إلى الغموض لفك خيوطها، كما يضطر إلى فك الرصاص من فوهة القمقم بسكين ليخرج الجني• ولعل هذا سبب حقد هذا الأخير على الصياد• فالجني تتجاذبه نزعتان متعارضتان: نزعة الخروج إلى الدنيا ونزعة المكوث في القمقم• فهو يعود إلى القمقم -الرحم- بعد الخروج منه، ثم يتطلع إلى الدنيا من جديد فيتخلص من القمقم ويقذفه في البحر•عندما خرج من القمقم وجد نفسه منذ اللحظة الأولى في عالم عدائي، في عالم يريد به الشر، بل الموت• لذلك صرخ متوسلاً: >يانبي الله لاتقتلني فإني لا عدت أخالف لك قولاً ولا أعصى لك أمراً<• لقد التبس عليه الأمر فحسب أنه واقف أمام النبي سليمان وبادر إلى الإعلان عن نفسه• وما إن تبيّنت له الحقيقة حتى سارع إلى إعلان عقوقه؛ أقول العقوق لأن الصياد يمتن عليه بأنه خلصه وأخرجه إلى الدنيا ومنحه الحياة بعبارة أخرى: يمتن عليه بأبوته• إن علاقة الجني بالصياد تشبه إلى حد كبير علاقته بسليمان• لقد عاش التجربة نفسها مرتين، مرة مع سليمان ومرة مع الصياد• وفي كلتا الحالتين تتكرر الأفعال نفسها : التمرد، ثم العقاب، ثم التوبة• فرغم المسافة الشاسعة بين النبي والصياد، فإن لهذا الأخير بعض الخصائص المرتبطة بسليمان• أليست له القدرة على النقض والإبرام، وعلى الحل والعقد، وعلى الفتح والإغلاق؟ إنه يسيطر على الحيوان (السمك) وعلى الجن (العفريت) بل وعلى البشر كما يظهر ذلك في نهاية الحكاية >وأمّا الصياد فإنه قد صار أغنى أهل زمانه<•قلت إن علاقة الجني بالصياد تماثل علاقته بسليمان، ومع ذلك لا ينبغي أن نغفل اختلافاً أساسياً بين الحالتين• إن ما حدث للعفريت مع الصياد جعله يتصالح مع العالم ومع الحياة، فتخلّى عن حقده وضغينته وتوحشه؛ لذلك أطلق الصياد سراحه، لأن المخلوقات المدجنة لا تحتاج إلى وثاق•وهنا بالذات يبرز التماثل القوي بين حكاية الصياد مع العفريت وحكاية شهرزاد مع شهريار• فشهرزاد قد استعملت هي الأخرى حكمتها ودهاءها لاقتلاع جذور البغض والهمجية مع نفس شهريار فتحول في النهاية إلى شخص وديعٍ أليف• فجل حكايات ألف ليلة وليلة تبين أنه مهما اتسعت الهوة بين شخصين، فإن بالإمكان تحويل العلاقة المبنية على العنف والقهر إلى علاقة مبنية على الرّقة والوداعة، بفضل العقل والإقناع• ولعل هذه النظرة المتفائلة من الأسباب التي تُحبّب الكتاب إلى الصغار والكبار•


[FONT=af_taif normal]الصيــــاد و الجــــني


مفهوم الأدب الشعبي :
* الأدب الشعبي :
*فنّ قولي شفاهي ، تعتمد على الرواية الشفوية ، ثُمّ تمّ تدوينه في مرحلة تالية ، وهو يرتبط بالعادات والتقاليد الشعبية المتوارثة في الأمة .
يغلب على فنون الأدب الشعبي الجهل بالمؤلف ، حتى يظلّ المجال مفتوحاً للإضافات والتراكمات كما في الحكايات الشعبية .
*فنون الأدب الشعبي ( أنواع المادة الفلكلورية ) :
* الأسطورة * الخرافة * الحكاية * الأقوال السائرة والأمثال.
* الشعر ( الملاحم والقائد والأغاني الشعبية )
* الألغاز الشعبية . * الموسيقى والرقص .
* الخصائص الفنية لحكايات ( ألف ليلة وليلة) :
* الغلاف الخيالي الممتع الخصب . * الاستطراد الفني في الحكايات .
* التوصيف الفني لعنصر التشويق * المضامين التربوي والأخلاقية الهادفة .
* النسيج اللغوي الحائي المطعم بالشعر .
* القيمة الفنية لـ ( ألف ليلة وليلة ) :
* القوة التأثيرية : بسبب الانتشار الشعبي الواسع لها .
* فتحت باباً جديدا : للدراسات العلمية المنهجية في المجال الدراسات الشعبية ،
والآداب المقارنة في الجامعات الشرق و الغرب
* أصافت خيالاً : للأدباء من ( الروائيين والمسرحيين و الشعراء ) . كما ألهمت كثيراً من كتّاب
أدب الأطفال .
* أولا الأحداث والمواقف :
1- عيّن من الحكاية ما يدل على المعاني الآتية :
أ – تقسيم الله تعالى الأرزاق بين الناس :
* إنّ الصياد لما رمى الشبكة للمرة الأولى وجد فيها حماراً ميتاً ، فأنشد يقول : سبحان ربّي يعطي ذا ويحرم ذا *** هذا يصيد وهذا يأكل السمكة وفي المرة الثانية وجد زيراً ملاَن برمل وطين ، وفي المرة
الثالثة وجد فيها قوارير ، وفي الرابعة والأخيرة وجد قمقماً أصفر بداخلة جنّي .
ب – مقابلة الجميل بضده عمل سيء :
* إنّ الصياد أخرج من القمقم الذي كان محبوساً فيه ، ولكن الجني كافأه بأنْ خّير أن يختار الموتة التي يريدها.
ج – انتصار الحيلة على القوة :.
* ذلك أنّ الصياد لّما وجد الجنّي مُصِرّاً على قتله لَجَاً إلى الحيلة . فاستطاع بعقله وحيلته إدخال الجنّي داخل
القمقم ، ليقيَ نفسه والناس من شّره .
2- إذا علمت أن الحدث في الحكاية له بداية ، ووسط ونهاية ، فكيف يمن أن تطبّق ذلك على حكاية الصياد والجني ؟
أ – المقدمة ( البداية ) :
* صياد فقير ، كبير السنّ ، يرمي شبكته _ فقط _ أربع مرّات يومياً ( الفقر لتبرير البحث عن الرزق ، كبر السنّ تحديد عدد الرمياَت )
ب – الوسط (تنامي الأحداث ) :
* ويتمثل في خروج الجنّي من القمقم ، والحوار ، والإصرار على القتل ، ثم امتداد الحوار ، وحيلة الصيّاد .
ج –النهاية[FONT=mcs diwany2 s_u normal.]( الحل [FONT=mcs diwany2 s_u normal.]) :
* ويتمثّل في حبس الجنّي في القمقم .
3- أكمل بما يناسب :
قدّمت الحكاية مغزىً تعليمياً حمل القيم الآتية :
* أهمية العمل .
* التوكُّل على الله في كسب الرزق .
* أهميّة العقل و الفطنة .
* المعروف بين الناس .
ثانيا : الشخصيات :
1- أكمل بما يناسب :
أ –تتصارع في الحكاية شخصيتان أساسيتان ،هما :
الصياد و ( الجنّي ) .
ب – تقوم بدور رواية الحكاية في[FONT=mcs diwany2 s_u normal.]( ألف ليلة وليلة [FONT=mcs diwany2 s_u normal.]) شخصية ثابتة هي : شهر زاد.
ج – أشر في الحكاية إلى شخصيات ثانوية مثل :
الأولاد ، الزوجة ، ( الملك السعيد / شهريار ) ، الصيادون
د – من ملامح شخصية الصياد :
* الصبر بدليل : تكرار رمي الشبكة .
قولة : يا خائضاً في ظلام الليل و الهلكهْ *** أقصر فليس الرزق بالحركهْ
* الذكاء والحيلة بدليل : خداعة للجنّي وحبسه داخل القمقم .
هـ - وصفت الحكاية شخصية الجني بأنة :
أ –قوي يملك قدرة على التشكّل .
ب – متحجّر المشاعر لا يستجيب للتوسل .
ج – غبيّ تتغلب عليه الحيلة .
ثالثا : البناء الفني :
1- اختر الإجابة الصحيحة مما يلي :
أ- قُدّمت الحكاية :
* بأسلوب السرد فقط .
* الحوار فقط .
* بأسلوبي السرد و الحوار .
ب- المكان و الزمان في الحكاية :
* أغفلتهما الحكاية .
* لّمحت إليهما .
* توسّعت فيهما .
ج – حبس الجني في القمقم :
* فكرة خيالية للإثارة
* فكرة خرافية شعبية .
* فكرة مستمدّة من أصول وثنية .
رابعا : الأسلوب والنسيج اللغوي:
1- علّل ما يلي:
أ _ كثرة الشواهد الشعرية في الحكاية الشعبية
* للتعليق على موقف .
* للتنفيس عن كربة .
* للحكمة والاعتبار .
ب – هبوط مستوى الشعر في الحكايات الشعبية .
* لأنّ الحكاية موجهّة إلى جماهير الشعب ، على اختلاف ثقافاتهم .
ج- وجود تكرار لبعض العبارات أو الألفاظ .
* لأنّ الأحداث وتتابعها تتطّلب ذلك التكرار
د- هبوط مستوى الصياغة وبساطتها غالباً .
* لأن الحكاية موجّهة إلى جماهير الشعب ، على اختلاف ثقافاتهم
2- اختر الوصف المناسب :
أ –ألفاظ الحكاية : * سهلة * صعبة
ب –عبارات الحكاية :
* مسجوعة * مرسلة
* قصيرة * طويلة
 
المقدمة :




ألف ليلة وليلة هي مجموعة متنوعة من القصص الشعبية عددها حوالي مائتي قصة تتداخل لغتها بين الفصحى والعامية، ويتخللها شعر مصنوع، أكثره ضعيف التركيب في نحو 1420 مقطوعة, و كلها حديثة, مما جعل البحث في أصلها عسير جدا. و قد قيل أنها مترجمة عن أصل بهلوي فارسي اسمه الهزار أفسان أي الألف خرافة،
وتحتوي قصص ألف ليلة وليلة على شخصيات أدبية خيالية مشهورة كعلاء الدين، و علي بابا والأربعين حرامي والسندباد البحري، بدور ،شهرزاد وشهريار الملك، الشاطر حسن. وتسمى في البلاد الغربية الليالي العربية.أما الحقائق الثابتة حول أصلها، فهي أنها لم تخرج بصورتها الحالية، وإنما أُلّفت على مراحل وأضيفت إليها على مر الزمن مجموعات من القصص بعضها له أصول هندية قديمة معروفة، و بعضها مأخوذ من أخبار العرب وقصصهم الحديثة نسبيا. أما موطن هذه القصص، فقد ثبت أنها تمثل بيئات شتى خيالية وواقعية, وأكثر البيئات بروزا هي في العراق وسوريا ومصر. والقصص بشكلها الحالي يرجح كتابتها في القرن الرابع عشر الميلادي 1500م.


مؤلف الكتاب :



"لا يخفى أن مؤلف ألف ليلة وليلة شخص عربي اللسان من أهل العراق. وكان غرضه من تأليف هذا الكتاب أن يقرأه من يرغب في أن يتحدث بالعربية فتحصل له من قرائته طلاقة في اللسان عند التحدث بها. ولهذا كتب بعبارات سهلة كما يتحدث بها العرب، مستعملاً في بعض المواضع ألفاظًا ملحونة بحسب كلام العرب الدارج. ولذلك فلا يظن من يتصفح هذا الكتاب ويجد ألفاظًا ملحونة في مواضع منه أنها غفلة من المصحح، وإنما وضعت عمدًا تلك الألفاظ التي قصد المؤلف أستعمالها كما هي." ويميل بعض النقاد إلى الاعتقاد بأن واضع هذا الكتاب ليس فردا واحدا بالرغم من إجماعهم على ان نواة ألف ليله وليلة فارسية. ويميل بعضهم إلى الجزم بأن أصل الكتاب هندي مع إقرار ببعض الفضل للفرس والعرب فيه فهناك حكايات عديدة نسبت إلى الهند وبلاد فارس وحكايات تنسب إلى بغداد والكوفة والبصرة





1



*الليالي الأولى و الثانية و الثالثة من التسعين الأخيرة بعد المائة التاسعة:


الليلة الحادية و التسعون بعد المئة التاسعة

قالت : بلغني أيها الملك السعيد انه مما يحكى أيضا أن الأمير شجاع الدين محمدا متولي القاهرة قال : بتنا عند رجل من بلاد الصعيد فضيفنا و أكرمنا، و كان ذلك الرجل اسمر شديد السمرة و هو شيخ كبير و كان له أولاد صغار بيض، بياضهم مشرب بحمرة. فقلنا : يا فلان ما بالو أولادك هؤلاء بيض و أنت شديد السمرة؟ فقال: هؤلاء أمهم إفرنجية أخذتها، و لب معها حديث عجيب. فقلنا له : اتحفنا به. قال : نعم.
اعلموا إني قد كنت زرعت كتانا في هذه البلدة و قلعته و نفضته و صرفت عليه خمسمائة دينار ثم أردت بيعه فلم يجيء لي منه شيء أكثر من ذلك، فقالوا لي : اذهب فيه إلى عكا لعلك تربح فيه ربحا عظيما. فينما أنا أبيع إذا مرت بي امرأة إفرنجية، وعادة نساء الإفرنج أن تمشي في السوق بلا نقاب فأتت لتشتري مني كتانا فرأيت من جمالها ما بهر عقلي فبعت لها شيئا و تساهلت في الثمن فأخذته وانصرفت. ثم عادت إلي بعد أيام فبعت لها شيئا و تساهلت معها أكثر من المرة الأولى، فكررت مجيئها إلي و عرفت إني أحبها. و كان من عادتها أن تمشي مع عجوز. فقلت للعجوز التي معها: أني قد شغفت بحبها فهل تتحايلين لي في الاتصال بها؟ فقالت: أتحايل لك في ذلك و لكن هذا سر لا يخرج من بين ثلاثتنا أنا و أنت و هي و مع ذلك يجب أن تبذل مالا. فقلت لها: إذا ذهبت روحي باجتماعي عليها ما هو كثير
واتفق الحال على أن ادفع لها خمسين دينارا و تجيء إلي، فجهزت الخمسين دينارا و سلمتها للعجوز. فلما أخذت الخمسين دينار قالت لي : هيئ لها موضعا في بيتك و هي تجيء إليك في هذه الليلة ، ثم تابع الرجل حديثه قائلا : فمضيت و جهزت ما قدرت عله من مأكل و مشرب و شمع و حلوى، و كانت داري مطلة على البحر و كان ذلكفي زمن الصيف ففرشت على سطح الدار و جاءت الإفرنجية فأكلنا و شربنا و جن الليل، فنمنا تحت السماء و القمر يضيء علينا و صرنا ننظر خيال النجوم في البحر. فقلت في نفسي: أما تستحي من الله عز و جل و أنت غريب و تحت السماء و على البحر و تعصي الله مع نصرانية و تستوجب عذاب النار؟ اللهم إني اشهدن إني قد عففت عن هذه النصرانية في هذه الليلة حياء منك و خوفا من عقابك
2
و أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح
الليلة الثانية و التسعون بعد المئة التاسعة

قالت : بلغني أيها الملك السعيد إن الرجل قال : ثم أني نمت إلى الصبح و قامت في السحر وهي غضبى ومضت إلى مكانها. ومشيت أنا إلى حانوتي فجلست فيه . وإذا هي قد عبرت علي هي والعجوز مغضبة و كأنها كالقمر فهلكت وقلت : في نفسي من هو أنت حتى تترك هذه الجارية هل أنت السري السقطي أو يشر الحافي أو الجند البغدادي أو الفضل بن عياض ثم لحقت العجوز وقلت : لها ارجعي إلي بها فقالت العجوز : وحق المسيح ما ترجع إليك إلا بمائة دينار. فقلت : أعطيك مائة دينار ثم أعطيتها المائة دينار وجاءت الي ثاني مرة . فلما صارت عندي رجعت الي تلك الفكرة فعففت عنها و تركتها لله تعالى ثم مضيت ورجعت الى موضعي . ثم عبرت علي العجوز وهي غضبى فقلت لها : ارجعي بها الي فقالت :بحق المسيح ما بقيت تفرح بها عندكالا بخمسمائة دينار أو تموت كمدا . فارتعدت لذلك وعزمت ان اغرم ثمن الكتان جميعه و افدي نفسي بذلك . فما شعرت إلاو المنادي ينادي و يقول يا معشر المسلمين إن الهدنة التي بيننا و بينكم قد انقضت وقد أمهلنا من هنا من المسلمين جمعة ليقضوا أشغالهمو ينصرفوا إلى بلادهم
فانقطعت عنها وأخذت في تحصيل ثمن الكتان الذي اشتراه مني الناس مؤجلا و المقايضة على ما بقي منه وأخذت مي بضاعة حسنة و خرجت من عكا وأنا في قلبي من الإفرنجية ما فيه من شدة المحبة لأنها أخذت قلبي و مالي . ثم خرجت و سرت حتى وصلت إلى دمشق و بعت البضاعة التي أخذتها من عكا بأقصى ثمن لانقطاع وصولها بسبب انقضاء الهدنة . ومن الله سبحانه و تعالى علي بكسب جيد و صرت اتجر في جواري السبي ليذهب ما بقلبي من الافرنجبة ولازمت التجارة فيهن . فمضت علي ثلاث سنوات و أنا بتلك الحالة . وجرى الملك الناصر مع الإفرنج ما جرى من الوقائع و نصره الله عليهم فاسر جميع ملوكهم و فتح بلاد الساحل بإذن الله تعالى .
فتفق انه جاءني رجل و طاب مني جارية للملك الناصر وكان عندي جارية حسناء فعرضتها عليه فاشتراها له مني بمائة دينار فأوصلني تسعين دينارا و بقي لي عشرة دنانير فلم يجدوها في خزنته ذلك اليوم لأنه انفق الأموال جميعها في حرب الإفرنج فاخبروه بذلك فقال الملك :امضوا به إلى الخزانة التي فيها السبي و خيروه بين بنات الإفرنج ليأخذ بذلك واحدة منهن في العشرة دنانير . فأخذوني و توجهوا بي إلى خزنة السبي . و أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
قالت : بلغني أيها الملك السعيد إن الرجل قال : فلما نظرت ما فيها و تأملت في جميع السبي رأيت الجارية الافرنجبة التي كنت تعلقت بها و عرفتها حق المعرفة و كانت امرأة فارس من فرسان الإفرنج فقلت : أعطوني هذه . فأخذتها و مضيت إلى خيمتي وقلت لها : أتعرفينني ? قالت : لا



3


قلت :أنا صاحبك الذي كنت أتاجر في الكتانوقد جرى لي معك ما جرى و أخذت مني الذهب وقلت : مابقيت تنظرني إلا خمسمائة دينار و قد أخذتك ملكا بعشرة دنانير . فقالت : هذا سر دينك الصحيح أنا اشهد أن لا اله إلا الله و اشهد أن محمدا رسول الله فأسلمت و حسن إسلامها.
الليلة الثالثة و التسعون بعد المئة التاسعة
فقلت : في نفسي والله لا افضي اليها الا بعد عتقها و اطلاع القاضي فرحت إلى ابن الشداد وحكيت له ما جرى و عقد لي عليها . ثم ذلك رحل العسكر و أتينا دمشق.
فما كان إلا أيام قلائل و أتى رسول الملك يطلب الأسرى و السبي باتفاق وقع بين الملوك فرد كل من كان أسيرا من النساء و الرجال و لم يبق إلا المرأة التي عندي فقالوا : إن امرأة الفارس فلان لم تحضر وسألوا عنها والحوا في السؤال والكشف فاخبروا بأنها عندي فطلبوها مني. فحضرت و أنا في شدة الوله وقد تغير لوني. فقالت لي ما لك وما الذي أصابك فقلت جاء رسول الملك يأخذ الأسرى جميعهم و طلبوك مني فقالت :لا باس عليك أوصلني إلى الملك و أنا اعرف الذي أقوله بين يديه .فأخذتها و أحضرتها قدام السلطان الملك الناصر و رسول ملك الإفرنج جالس عن يمينه و قلت يا مولاي هذه المرأة التي عندي.
فقال لها : الملك الناصر و الرسول أتروحين إلى بلادك أم إلى زوجك فقد فك الله اسر كانت و غيرك فقالت للسلطان : أنا قد أسلمت وتزوجت و حملت كما ترون وما بقيت الإفرنج تنتفع بي فقال الرسول : أيما أحب البك أهذا المسلم أو زوجك الفارس فلان فقالت له : كما قالت للسلطان . فقال الرسول لمن معه من الإفرنج : هل سمعتم كلامها قالوا : نعم ثم قال لي الرسول خذ امراتك وامض بها فمضيت بها ثم انه أرسل خلفي عاجلا وقال إن أمها أرسلت إليها معي وديعة و قالت إن ابنتي أسيرة وهي عريانة و مرادي أن توصل لها هذا الصندوق فخذه و سلمه إليها . فتسلمت الصندوق و مضيت به الى الدار وأعطيته لها . ففتته فرات فيه قماشها بعينه ووجدت الصرتين الذهب و الخمسين دينارا و المائة الدينار فرأيت الجميع برباطي لم يتغير منها شيء و حمدت الله تعالى . وهؤلاء الأولاد منها و هي تعيش معي إلا الان و هي التي عملت لكم هذا الطعام .فتعجبنا من حكايته وما حصل له من الحظ. والله اعلم.
*
نلاحظ أن في هذه القصة التي رويت في الليالي الأولى و الثانية و الثالثة من التسعين الأخير بعد المائة التاسعة أنها احتوت على نمطين غالبين و هما نمط الوصف و السرد في وصف تسلسل أحداث القصة و محاولة دمج عقل القارئ في خضم هذه الإحداث وقد تم استخراج بعض خصائصها.



4





خصائص نمط السرد :
ظروف الزمان والمكان :... بلاد الصعيد ...عكا... ستة أشهر ...في السوق... بعد أيام ...وقت الصيف ...سطح الدار
الجمل الخبرية:... جاءني رجل ...كانت عندي جارية...انا صاحبك الذي كنت أتاجر
الأفعال الحالة:.... مرت...أتى ..توجهوا...أخذتها.. قامت ..
الأحداث:
*انتقال شجاع الدين إلى عكا لبيع الكتان
*رايته للجارية وحبه لها ثم عفته عنها
*انقضاء الهدنة بين المسلمين و الافرنج
*لقاء الجارية بعد انقطاع
*زواجه بها بعد إسلامها و رفضها رجوع إلى زوجها
أفعال الماضية: نمت فرشت عبرت مضيت مشيت اتفق
أفعال المضارع : يضيء ينادي تعيش ترون
ادوات الربط :
*حروف العطف ثم... و...ف
*حروف الجر ..في ...عن....إلى
*أسماء الإشارة ..هذه .... هذا
*الضمائر ..انا... هي ...لنا


خصائص نمط الوصف :
الجمل الاسمية :بياضهم مشرب بحمرة ....القمر يضيء علينا..... رسول ملك الإفرنج جالس
النعوت: اسمر شديد السمر.... شيخ كبير .... صغار بيض..
الأحوال:و )أنت غريب( قانت )وهي غضبى( وانأ في شدة الوله )وهي عريانة(
التشبيهات:كأنها القمر.....أخذت قلبي
أفعال الجوارح : أحبها.... حياء منك ....فعففت .....فهلكت)عندما مرت به(
ملاحظة :كما احتوت القصة على حوار بين شخصيات القصة



5






الخاتمة



بعد قراءة هذه القصة الشيقة يستخلص القارئ عدة عبر هامة تفيده في حياته و كذلك الحال في جميع القصص وقد اخترنا هذه القصة خصيصا وذلك لأننا وجدنها تعالج مسالة حساسة في مجتمع اليوم ألا وهي أن الأمل في الله أمل لا يخيب و خاصة في قضية إيجاد شريك أو شريكة الحياة و تركها دائما ل ..المكتوب......

أعضاء الفوج
 
الصياد والعفريت
كان رجل صياد وكان طاعناً في السّن وله زوجة وثلاثة أولاد وهو فقير الحال وكان من عادته أنه يرمي شبكته كل يوم أربع مرّات لا غير• ثم إنّه خرج يوماً من الأيام إلى شاطىء البحر ورمى شبكته<• في المرّة الرابعة صبر >إلى أن استقرّت وجذبها فلم يُطق جذبها وإذا بها اشتبكت في الأرض••• فتعرى وغطس عليها وصار يعالج فيها إلى أن طلعت على البرّ وفتحها فوجد فيها قمقماً من نحاسٍ أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص، عليه طبْع خاتم سيدنا سليمان فلما رآه الصياد فرح وقال هذا أبيعه في سوق النّحاس فإنه يساوي عشرة دنانير ذهباً ثم إنه حرّكه فوجده ثقيلاً فقال لا بد أني أفتحه وأنظر ما فيه••• ثم إنّّه أخرج سكيناً وعالج في الرّصاص إلى أن فكّه من القمقم<• وبعد حين >خرج من ذلك القمقم دخان صعد إلى عنان السماء ومشى على وجه الأرض ••• ثم انتفض فصار عفريتاً<• ويتوهم العفريت أنه واقف أمام سليمان فيقول: >يانبي الله لا تقتلني فإنّي لا عدت أخالف لك قولاً ••• فقال له الصياد: أيها المارد ••• سليمان مات من مدّة ألف وثمانمائة سنة ونحن في آخر الزمان فما قصّتك وما حديثك وما سبب دخولك في هذا القمقم؟ فلما سمع المارد كلام الصياد قال: ••• ابشر بقتلك في هذه الساعة أشرّ القتلات<• ثم يروي أنّه عصى سليمان فأودعه في القمقم وألقى به في البحر• ومع مرور الزمن احتدم غضب الجنّي فقرّر أن يقتل الشخص الذي يخلّصه• فقال له الصياد:
اعف عنّي إكراماً لما أعتقتك، فقال العفريت: وأنا ما أقتلك إلاّ لأجل ما خلّصتني<•>فقال الصياد: هذا جني وأنا إنسي وقد أعطاني الله عقلاً كاملاً وها أنا أدبر أمراً في هلاكه بحيلتي ••• ثم قال للعفريت: ••• بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه قال: نعم ••• فقال له: كيف كنت في هذا القمقم والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلّك؟ فقال له العفريت: وهل أنت لا تصدق أنني كنت فيه؟ فقال الصياد: لا أصدقك أبداً حتى أنظرك فيه بعيني<•
انطلت الحيلة على الجني فتحول إلى دخان ودخل في القمقم >وإذا بالصياد أسرع وأخذ سدادة الرّصاص المختومة وسدّ بها فم القمقم ونادى العفريت وقال له: ••• إن كنت أقمت في البحر ألفاً وثمانمائة عام فأنا أجعلك تمكث فيه إلى أن تقوم الساعة ••• فقال له العفريت: أطلقني فهذا وقت المروآت وأنا أعاهدك أني •• أنفعك بشيء يغنيك دائماً• فأخذ الصياد عليه العهد أنه إذا أطلقه لا يؤذيه أبداً بل يعمل معه الجميل، فلما استوثق منه بالأيمان والعهود وحلفه باسم الله الأعظم فتح له الصياد فتصاعد الدخان حتى خرج وتكامل فصار عفريتاً مشوه الخلقة ورفس القمقم فرماه في البحر• فلما رأى الصيادُ القمقم مرمياً أيقن بالهلاك<• لكن العفريت يظل وفياً لعهده وبعد أن يدل الصياد على وسيلة ستجعل منه شخصاً غنياً، يقول له: >بالله أقبل عذري فإنني في هذا الوقت لم أعرف طريقاً وأنا في البحر مدّة ألف وثمانمائة عام ما رأيت ظاهر الدّنيا إلا في هذه الساعة ••• ثم دق الأرض بقدميه فانشقت وابتلعته<•
ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺤﻤﺎر واﻟﺜﻮر ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺰرع
ﻗﺎل: اﻋﻠﻤﻲ ﻳﺎ اﺑﻨﺘﻲ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺘﺠﺎر أﻣﻮال وﻣﻮاش وﻛﺎن ﻟﻪ زوﺟﺔ وأوﻻد وﻛﺎن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻄﺎه ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻟﺴﻦ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت واﻟﻄﯿﺮ وﻛﺎن ﻣﺴﻜﻦ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻷرﻳﺎف وﻛﺎن ﻋﻨﺪه ﻓﻲ داره ﺣﻤﺎر وﺛﻮر ﻓﺄﺗﻰ ﻳﻮﻣًﺎ اﻟﺜﻮر إﻟﻰ ﻣﻜﺎن اﻟﺤﻤﺎر ﻓﻮﺟﺪه ﻣﻨﻜﻮﺳًﺎ ﻣﺮﺷﻮﺷًﺎ وﻓﻲ ﻣﻌﻠﻔﻪ ﺷﻌﯿﺮ
ﻣﻐﺮﺑﻞ وﺗﺒﻦ ﻣﻐﺮﺑﻞ وھﻮ راﻗﺪ ﻣﺴﺘﺮﻳﺢ، وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷوﻗﺎت رﻛﺒﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﺤﺎﺟﺔ ﺗﻌﺮض ﻟﻪ وﻳﺮﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎم ﺳﻤﻊ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﺜﻮر وھﻮ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﺤﻤﺎر: ھﻨﯿﺌًﺎ ﻟﻚ ذﻟﻚ، أﻧﺎ ﺗﻌﺒﺎن وأﻧﺖ ﻣﺴﺘﺮﻳﺢ ﺗﺄﻛﻞ اﻟﺸﻌﯿﺮ ﻣﻐﺮﺑ ًﻼ وﻳﺨﺪﻣﻮﻧﻚ وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷوﻗﺎت ﻳﺮﻛﺒﻚ ﺻﺎﺣﺒﻚ وﻳﺮﺟﻊ
وأﻧﺎ داﺋﻤًﺎ ﻟﻠﺤﺮث.
ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺤﻤﺎر: إذا ﺧﺮﺟﺖ إﻟﻰ اﻟﻐﯿﻂ ووﺿﻌﻮا ﻋﻠﻰ رﻗﺒﺘﻚ اﻟﻨﺎف ﻓﺎرﻗﺪ وﻻ ﺗﻘﻢ وﻟﻮ ﺿﺮﺑﻮك ﻓﺈن ﻗﻤﺖ ﻓﺎرﻗﺪ ﺛﺎﻧﯿًﺎ ﻓﺈذا رﺟﻌﻮا ﺑﻚ ووﺿﻌﻮا ﻟﻚ اﻟﻔﻮل
ﻓﻼ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺿﻌﯿﻒ واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب ﻳﻮﻣًﺎ أو ﻳﻮﻣﯿﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺐ واﻟﺠﮫﺪ، وﻛﺎن اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﮫﻤﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء
اﻟﺴﻮاق إﻟﻰ اﻟﺜﻮر ﺑﻌﻠﻔﻪ أﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﯿﺌًﺎ ﻳﺴﯿﺮًا ﻓﺄﺻﺒﺢ اﻟﺴﻮاق ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺜﻮر إﻟﻰ اﻟﺤﺮث ﻓﻮﺟﺪه ﺿﻌﯿﻔًﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺘﺎﺟﺮ: ﺧﺬ اﻟﺤﻤﺎر وﺣﺮﺛﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ
اﻟﯿﻮم ﻛﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻊ آﺧﺮ اﻟﻨﮫﺎر ﺷﻜﺮه اﻟﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻀﻼﺗﻪ ﺣﯿﻪ أراﺣﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم ﻓﻠﻢ ﻳﺮد ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺤﻤﺎر ﺟﻮاﺑًﺎ وﻧﺪم أﺷﺪ اﻟﻨﺪاﻣﺔ،
ﻓﻠﻤﺎ رﺟﻊ ﻛﺎن ﺛﺎﻧﻲ ﻳﻮم ﺟﺎء اﻟﻤﺰارع وأﺧﺬ اﻟﺤﻤﺎر وﺣﺮﺛﻪ إﻟﻰ آﺧﺮ اﻟﻨﮫﺎر ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺟﻊ إﻻ ﻣﺴﻠﻮخ اﻟﺮﻗﺒﺔ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻀﻌﻒ ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ اﻟﺜﻮر وﺷﻜﺮه وﻣﺠﺪه
ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺤﻤﺎر: أﻋﻠﻢ أﻧﻲ ﻟﻚ ﻧﺎﺻﺢ وﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻳﻘﻮل: إن ﻟﻢ ﻳﻘﻢ اﻟﺜﻮر ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﺄﻋﻄﻮه ﻟﻠﺠﺰار ﻟﯿﺬﺑﺤﻪ وﻳﻌﻤﻞ ﺟﻠﺪه ﻗﻄﻌًﺎ وأﻧﺎ ﺧﺎﺋﻒ
ﻋﻠﯿﻚ وﻧﺼﺤﺘﻚ واﻟﺴﻼم.
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺜﻮر ﻛﻼم اﻟﺤﻤﺎر ﺷﻜﺮه وﻗﺎل ﻓﻲ ﻏﺪ أﺳﺮح ﻣﻌﮫﻢ، ﺛﻢ أن اﻟﺜﻮر أﻛﻞ ﻋﻠﻔﻪ ﺑﺘﻤﺎﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﺤﺲ اﻟﻤﺬود ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ، ﻛﻞ ذﻟﻚ وﺻﺎﺣﺒﮫﻤﺎ
ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﮫﻤﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﻠﻊ اﻟﻨﮫﺎر وﺧﺮج اﻟﺘﺎﺟﺮ وزوﺟﻪ إﻟﻰ دار اﻟﺒﻘﺮ وﺟﻠﺴﺎ ﻓﺠﺎء اﻟﺴﻮاق وأﺧﺬ اﻟﺜﻮر وﺧﺮج، ﻓﻠﻤﺎ رأى اﻟﺜﻮر ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﺮك ذﻧﺒﻪ
وﻇﺮط وﺑﺮﻃﻊ، ﻓﻀﺤﻚ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎه.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ زوﺟﺘﻪ: ﻣﻦ أي ﺷﻲء ﺗﻀﺤﻚ ﻓﻘﺎل ﻟﮫﺎ: ﺷﻲء رأﻳﺘﻪ وﺳﻤﻌﺘﻪ وﻻ أﻗﺪر أن أﺑﯿﺢ ﺑﻪ ﻓﺄﻣﻮت، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺬﻟﻚ وﻣﺎ ﺳﺒﺐ
ﺿﺤﻜﻚ وﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻤﻮت، ﻓﻘﺎل ﻟﮫﺎ: ﻣﺎ أﻗﺪر أن أﺑﻮح ﺑﻪ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: أﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻀﺤﻚ إﻻ ﻋﻠﻲ. ﺛﻢ أﻧﮫﺎ ﻟﻢ ﺗﺰل ﺗﻠﺢ ﻋﻠﯿﻪ وﺗﻠﺢ ﻓﻲ
اﻟﻜﻼم إﻟﻰ أن ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﯿﻪ، ﻓﺘﺤﯿﺮ أﺣﻀﺮ أوﻻده وأرﺳﻞ أﺣﻀﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﺸﮫﻮد وأراد أن ﻳﻮﺻﻲ ﺛﻢ ﻳﺒﻮح ﻟﮫﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮ وﻳﻤﻮت ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺤﺒﮫﺎ ﻣﺤﺒﺔ
ﻋﻈﯿﻤﺔ ﻷﻧﮫﺎ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻪ وأم أوﻻده وﻛﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.
ﺛﻢ أﻧﻪ أرﺳﻞ وأﺣﻀﺮ ﺟﻤﯿﻊ أھﻠﮫﺎ وأھﻞ ﺟﺎرﺗﻪ وﻗﺎل ﻟﮫﻢ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ وأﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻗﺎل ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺮه ﻣﺎت، ﻓﻘﺎل ﻟﮫﺎ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻤﻦ ﺣﻀﺮ: ﺑﺎﷲ
ﻋﻠﯿﻚ اﺗﺮﻛﻲ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻟﺌﻼ ﻳﻤﻮت زوﺟﻚ أﺑﻮ أوﻻدك، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﮫﻢ: ﻻ أرﺟﻊ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮل ﻟﻲ وﻟﻮ ﻳﻤﻮت. ﻓﺴﻜﺘﻮا ﻋﻨﮫﺎ. ﺛﻢ أن اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻗﺎم ﻣﻦ
ﻋﻨﺪھﻢ وﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ دار اﻟﺪواب ﻟﯿﺘﻮﺿﺄ ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻳﻘﻮل ﻟﮫﻢ وﻳﻤﻮت.
وﻛﺎن ﻋﻨﺪه دﻳﻚ ﺗﺤﺘﻪ ﺧﻤﺴﻮن دﺟﺎﺟﺔ، وﻛﺎن ﻋﻨﺪه ﻛﻠﺐ، ﻓﺴﻤﻊ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﻜﻠﺐ وھﻮ ﻳﻨﺎدي اﻟﺪﻳﻚ وﻳﺴﺒﻪ وﻳﻘﻮل ﻟﻪ: أﻧﺖ ﻓﺮﺣﺎن وﺻﺎﺣﺒﻨﺎ راﻳﺢ
ﻳﻤﻮت، ﻓﻘﺎل اﻟﺪﻳﻚ ﻟﻠﻜﻠﺐ: وﻛﯿﻒ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ؟ ﻓﺄﻋﺎد اﻟﻜﻠﺐ ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺪﻳﻚ: واﷲ إن ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻗﻠﯿﻞ اﻟﻌﻘﻞ. أﻧﺎ ﻟﻲ ﺧﻤﺴﻮن زوﺟﺔ
أرﺿﻲ ھﺬه وأﻏﻀﺐ ھﺬه وھﻮ ﻣﺎ ﻟﻪ إﻻ زوﺟﺔ واﺣﺪة وﻻ ﻳﻌﺮف ﺻﻼح أﻣﺮه ﻣﻌﮫﺎ، ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻟﮫﺎ ﺑﻌﻀًﺎ ﻣﻦ ﻋﯿﺪان اﻟﺘﻮت ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﺣﺠﺮﺗﮫﺎ
وﻳﻀﺮﺑﮫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻮت أو ﺗﺘﻮب وﻻ ﺗﻌﻮد ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻲء.
ﻗﺎل: ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻛﻼم اﻟﺪﻳﻚ وھﻮ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﻜﻠﺐ رﺟﻊ إﻟﻰ ﻋﻘﻠﻪ وﻋﺰم ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﮫﺎ، ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻮزﻳﺮ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﺷﮫﺮزاد رﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ
اﻟﺘﺎﺟﺮ ﺑﺰوﺟﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ؟ ﻗﺎل: دﺧﻞ ﻋﻠﯿﮫﺎ اﻟﺤﺠﺮة ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﻄﻊ ﻟﮫﺎ ﻋﯿﺪان اﻟﺘﻮت وﺧﺒﺄھﺎ داﺧﻞ اﻟﺤﺠﺮة وﻗﺎل ﻟﮫﺎ: ﺗﻌﺎﻟﻲ داﺧﻞ اﻟﺤﺠﺮة
ﺣﺘﻰ أﻗﻮل ﻟﻚ وﻻ ﻳﻨﻈﺮﻧﻲ أﺣﺪ ﺛﻢ أﻣﻮت، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻣﻌﻪ، ﺛﻢ أﻧﻪ ﻗﻔﻞ ﺑﺎب اﻟﺤﺠﺮة ﻋﻠﯿﮫﻤﺎ وﻧﺰل ﻋﻠﯿﮫﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮب إﻟﻰ أن أﻏﻤﻲ ﻋﻠﯿﮫﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ:
ﺗﺒﺖ، ﺛﻢ أﻧﮫﺎ ﻗﺒﻠﺖ ﻳﺪﻳﻪ ورﺟﻠﯿﻪ وﺗﺎﺑﺖ وﺧﺮﺟﺖ وإﻳﺎه وﻓﺮح اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وأھﻠﮫﺎ وﻗﻌﺪوا ﻓﻲ أﺳﺮ اﻷﺣﻮال إﻟﻰ اﻟﻤﻤﺎت.
ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻨﺔ اﻟﻮزﻳﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ أﺑﯿﮫﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻓﺠﮫﺰھﺎ وﻃﻠﻊ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﺷﮫﺮﻳﺎر وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أوﺻﺖ أﺧﺘﮫﺎ اﻟﺼﻐﯿﺮة وﻗﺎﻟﺖ ﻟﮫﺎ: إذا
ﺗﻮﺟﮫﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ أرﺳﻠﺖ أﻃﻠﺒﻚ ﻓﺈذا ﺟﺌﺖ ﻋﻨﺪي ورأﻳﺖ اﻟﻤﻠﻚ ﻗﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻨﻲ ﻗﻮﻟﻲ ﻳﺎ أﺧﺘﻲ ﺣﺪﺛﯿﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻧﻘﻄﻊ ﺑﻪ اﻟﺴﮫﺮ وأﻧﺎ
أﺣﺪﺛﻚ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﯿﻪ اﻟﺨﻼص إن ﺷﺎء اﷲ.
ﺛﻢ أن أﺑﺎھﺎ اﻟﻮزﻳﺮ ﻃﻠﻊ ﺑﮫﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻠﻤﺎ رآه ﻓﺮح وﻗﺎل: أﺗﯿﺖ ﺑﺤﺎﺟﺘﻲ ﻓﻘﺎل: ﻧﻌﻢ، ﻓﻠﻤﺎ أراد أن ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﯿﮫﺎ ﺑﻜﺖ، ﻓﻘﺎل ﻟﮫﺎ: ﻣﺎ ﺑﻚ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ:
أﻳﮫﺎ اﻟﻤﻠﻚ إن ﻟﻲ أﺧﺘًﺎ ﺻﻐﯿﺮة أرﻳﺪ أن أودﻋﮫﺎ، ﻓﺄرﺳﻠﮫﺎ اﻟﻤﻠﻚ إﻟﯿﮫﺎ ﻓﺠﺎءت إﻟﻰ أﺧﺘﮫﺎ وﻋﺎﻧﻘﺘﮫﺎ وﺟﻠﺴﺖ ﺗﺤﺖ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻓﻘﺎم اﻟﻤﻠﻚ وأﺧﺬ ﺑﻜﺎرﺗﮫﺎ
ﺛﻢ ﺟﻠﺴﻮا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﮫﺎ أﺧﺘﮫﺎ اﻟﺼﻐﯿﺮة: ﺑﺎﷲ ﻋﻠﯿﻚ ﻳﺎ أﺧﺘﻲ ﺣﺪﺛﯿﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻧﻘﻄﻊ ﺑﻪ ﺳﮫﺮ ﻟﯿﻠﺘﻨﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺣﺒًﺎ وﻛﺮاﻣﺔ إن أذن اﻟﻤﻠﻚالمهذب، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ذﻟﻚ اﻟﻜﻼم وﻛﺎن ﺑﻪ ﻗﻠﻖ ﻓﻔﺮح ﺑﺴﻤﺎع اﻟﺤﺪﻳﺚ.
قصة الياقوتة العجيبة
كان "نور الدين" تاجراً غنيا يعيش في إحدى مدن أسيا البعيدة، وكان محبا للأسفار والتنقل في البلدان، فيشتري البضائع ويبيعها، فيعود عليه ذلك بربح وفير أتاح له العيش في نعمة دائمة.
وفي يوم من الأيام، علم التاجر " نور الدين " أن قافلة تستعد للسفر إلى مدينة بغداد، فاشترى بضائع كثيرة ونقلها على الجمال وسار بها مع القافلة، يمني نفسه برحلة ممتعة يحقق بها أمنيته بالربح الوفير ومشاهدة بلاد الله الواسعة.
بعد مسيرة عدة أيام وصلت القافلة إلى سهل فسيح مملوء بالأشجار المثمرة، ويخترقه نهر ذو مياه عذبة صافية، فتوقفت القافلة وأنزلت أحمالها،ونصبت خيامها لتستريح بعد عناء السفر الطويل.
وفي صباح أحد الأيام استيقظ "نور الدين" باكراً وذهب يتنزه بين الأشجار ويبترد (يغتسل) بمياه النهر المنعشة،وهو مأخوذ بجمال الطبيعة حتى مضى أكثر النهار. ولما عاد لم يجد للقافلة أثراً. فقد حملت أمتعتها وتابعت مسيرتها إلى بغداد، دون أن يفطن أحد إلى غياب أحد أفرادها.
بقي "نور الدين" مذهولاً من هول المفاجأة، واحتار ماذا يفعل، لاسيما وأنه لا يدري أي طريق سلكتها القافلة.
قضى " نور الدين " ليلته نائما فوق أحد الأغصان خوفا من الوحوش المفترسة، وفي الصباح سار على غير هدى حتى أنهكه التعب، فجلس تحت شجرة ليستريح.
وبينما هو يحدق في ما حوله،لمح من خلال التراب حجرا كريما يتلألأ بريقه في ضوء الشمس، فنهض مسرعا والتقطه وخبأه في طيات ثوبه، ثم تابع سيره والجوع يكاد يهلكه، حتى لاحت له عن بعد قباب ومبان ضخمة ومآذن شامخة، فولى وجهه شطرها، فإذا به بجد نفسه في مدينة نظيفة الشوارع حسنة الترتيب واسعة. فسار فيها على مهل وقد هده الجوع والتعب والإرهاق حتى قادته قدماه إلى قصر فخم تعلوه القباب، ووجد على بابه رجلاً تبدو على محياه أمارات الطيبة والمروءة.
اقترب "نور الدين" من بواب القصر وحياه في أدب وقال له: هل من وسيلة يا سيدي تدلني عليها للحصول على طعام أسد به جوعي، فقد مضى علي يومان كاملان لم أذق فيهما طعاما.
فقال البواب: إن المدينة مليئة بالمطاعم، فلم لا تذهب إلى أحدها وتتناول من الطعام ما تشاء؟
فأجابه " نور الدين " في إعياء وتردد: إنني غريب مسكين لا أملك نقوداً. فقد ضاعت أموالي وبضاعتي مع القافلة التي فقدتها وهي في طريقها إلى بغداد، وزاد قائلا: ولكني أملك هذا الحجر المتلألئ. ثم أخرج من بين طيات ثوبه الحجر الأحمر الذي وجده في الطريق وقدمه إلى البواب الطيب.
ما كاد البواب يرى الحجر الكريم حتى فتح فمه مندهشا وقال ل "نور الدين": أتملك مثل هذا الحجر الكريم النادر،ثم لا تجد بعد ذلك ثمن وجبة من الطعام؟ اذهب يا رجل توا إلى سلطاننا العظيم وقدم لهذا الحجر، وسوف يكافئك عليه مكافأة سخية. إنها ياقوتة ثمينة ستزدان بها مجموعة السلطان القيمة.
دهش "نور الدين" لهذا الكلام وأسرع الخطى نحو قصر السلطان العظيم، وطلب إلى الحاجب مقابلة السلطان لأمر مهم.

سمح السلطان لنور الدين بمقابلته، فأدخل قاعة العرش، حيث شاهد السلطان يجلس في هيبة ووقار وحوله الأمراء وكبار رجالا لدولة.
تقدم " نور الدين " من السلطان مبهور الأنفاس وأظهر الياقوتة الحمراء وقال في أدب: قدمت يا سيدي من بلاد بعيدة لأقدم لكم هذا الحجرالكريم النادر لعلمي بشغفكم باقتناء الأحجار الكريمة.
أخذ السلطان الياقوتة وقلّبها بين يديه مبهوراً من كبرها وجمالها، ثم أمر بضمها فوراً إلى مجموعته النادرة، وكافأ "نور الدين" بسخاء وكرم.
مضت الأيام.. وأحب السلطان أن يمتع بصره بتأمل الياقوتة الجديدة، فأمسك بها وأخذ يقلّبها بين يديه.. وفجأة امتلأت القاعة بدخان ملون كثيف، ثم انقشع الدخان عن شاب وسيم الطلعة، فاخر الثياب، فذهل السلطان، ولكنه سرعان ما استجمع شجاعته وهدوءه وقال للشاب: من أنت؟ وماذا أتى بك إلى هنا؟
فأجاب الشاب بصوت هادئ: أنا يا سيدي أمير الياقوت.. وإن لوجودي هنا قصة لا أستطيع البوح بها.. ولكني أعرض عليك خدماتي، فمرني بما تشاء وعليا الطاعة.
أطرق السلطان برأسه إلى الأرض مفكراً، ثم تقدم نحو الشاب،وقال له: إن الله أرسلك إلينا في الوقت المناسب. ففي مثل هذا اليوم من مطلع كل شهر يفد علينا تنين مخيف، يهددنا ويهدد رجالنا ونساءنا وأطفالنا، ولا يكف عنا شره حتى نقدم له شاباً من خيرة شباب بلدنا ليلتهمه ويسد به جوعه، ثم ينصرف من حيث أتى ليعود في الشهر التالي فنقدم له شابا آخر، حتى بتنا ونحن من شره في بلاء عظيم. ثم تابع السلطان كلامه: فهل باستطاعتك أيها الشاب النبيل أن تخلصنا من شر هذاالتنين.
فأجاب الشاب في ثقة وحزم: نعم يا مولاي. أنا واثق من قدرتي على تخليصكم من شر هذا التنين، على شرط أن تأتيني بسيف بتار وترشدني إلى مكانه.
فأمر السلطان بتلبية طلبه فورا.
في اليوم المحدد الذي اعتادفيه التنين الحضور لالتهام فريسته، كمن أمير الياقوت في مكان خفي، وما هي إلا لحظات حتى اهتزت الأرض وسُمعت ضوضاء شديدة ارتجت لها أرجاء المكان، ثم ظهر التنين المخيف،والشرر يتطاير من عينيه وينبعث اللهب من بين أنيابه الحادة. ولكن ذلك لم يرهب أمير الياقوت الذي يتمتع بقوة سحرية خارقة، بل تقدم بخطوات ثابتة نحو التنين. ولما أصبح على قيد خطوات منه رفع سيفه وضربه به ضربة شديدة فصلت رأسه عن جسده الرهيب.
أسرع أمير الياقوت إلى السلطان ليزف إليه بشرى القضاء على التنين المخيف. سر السلطان من ذلك وعانق الشاب وراح يقبّله بتأثر وفرح وإعجاب، وقال له وهو في غمرة الفرح: لن أسألك أيها الشاب عن سر مجيئك إلينا، ولكني كنت قد قطعت عهدا على نفسي أن أزوج ابنتي " نور الحياة " لمن يخلصني من شر هذا التنين، وها أنا اليوم قد حققت لي هذا الأمنية، لذلك فإن ابنتي ستصبح منذ هذه اللحظة زوجة لك إن رغبت في ذلك.
رحب أمير الياقوت بالزواج من " نور الحياة " فسر الملك بذلك سرورا عظيما وأمر بأن تقام الزينة في جميع أنحاء المملكة، وأن تعم الأفراح جميع الناس، فقد صار أمير الياقوت زوجا لابنة الملك.
سكن الأمير وزوجه نور الحياة قصرا جميلا، وعاشا في سعادة وهناءة. ولكن سحابة من الكآبة كانت تخيم فوق هذا البيت السعيد، وتنغص على الأميرة حياتها. كانت تعلم أن زوجها أمير الياقوت يحتفظ في قرارة نفسه بسر خفي يأبى أن يبوح به لأحد، وكثيرا ما سألته أن يكشف الستار عن هذا السر ولكنه كان في كل مرة يحذرها من إثارة هذا الموضوع أمامه مرة أخرى.
في ذات يوم، كان العروسان: أمير الياقوت ونور الحياة، يتنزهان على شاطئ البحيرة حول القصر. أصرت نور الحياة على أن تعرف سر زوجها الخفي، وألحت عليه. وما إن بدأ بالكلام حتى ثارت موجة عاتية من عرض البحيرة وتقدمت نحو العروسين واختطفت أمير الياقوت. ورأت نور الحياة زوجها وقد خطفته هذه الموجة وابتلعته في غمضة عين.
دبّ الخوف في قلب الأميرة وأسرعت عائدة إلى القصر في ذهول وهي تبكي زوجها الذي ابتلعته المياه، وقصت على والديها ما حدث لزوجها. وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء القصر، فحزن الجميع لحزن الأميرة وأخذ السلطان يواسيها محاولا أن يخفف عنها مصابها الأليم، ولكن الأميرة استسلمت لحزنها، واتخذت من غرفتها ملجأ تبكي فيه زوجها الحبيب الذي لم تستطع مرور الأيام أن تمحو ذكراه من خاطرها.
وفي إحدى الليالي، وكان الهم قد أخذ بها كلما أخذ، خرجت من القصر في ضوء القمر، وسارت على محاذاة البحيرة في المكان الذي فقدت فيه زوجها. ولما نال منها التعب، جلست تحت جذع شجرة تبكي ذكرى زوجها حتى مضى من الليل نصفه، وهي ذاهلة عما حولها.
فجأة سمعت أصواتا غريبة تنبعث من وسط البحيرة،ثم انجلت الأصوات عن مشهد غريب أذهلها وكاد يفقدها عقلها. رأت جماعة من الجنيات الصغيرات يفرشن الأرض حول البحيرة، بالحشائش الخضراء والأزهار الملونة، ثم انشقت المياه عن مركب كبير يتقدمه شيخ عجوز يمسك بيده شابا تتدلى على جيبه ياقوتة حمراء كبيرة.. ثم خرجت من بين الأمواج راقصة حسناء تحمل بيدها دفا تضرب عليه وترقص على نغماته مما جعل أمير الياقوت يعجب بها ويلاحقها بعينيه.
عجبت نور الحياة لهذا المشهد الغريب، وتملكتها الغيرة فاندفعت بلا وعي نحو الراقصة وانتزعت الدف من يدها وراحت تضرب عليه وترقص على نغماته رقصا أثار إعجاب الأمير والشيخ العجوز ودهشتهما.
تقدم الشيخ العجوز من نور الحياة وخاطبها قائلا: أيتها الأميرة نور الحياة، إنني أعرف قصتك مع ولدي أمير الياقوت، ولكنك أنت المسؤولة عما حدث لك وله، لأنه ممنوع عليه أن يذيع سره. ولكني بعد أن رأيت رقصتك الجميلة فإني على استعداد لأن ألبي لك أي رغبة تريدين.
فأجابته الأميرة في توسل: أريد أن تعيد لي زوجي الحبيب.
فقال الشيخ العجوز بصوت ملؤه العطف والحنان: اسمعي يا بنيتي، هل تعدينني بأن تكوني زوجة مطيعة لا تتدخل بشؤون غيرها ولا تسأل زوجها عن سر قصته؟
فقالت نور الحياة على الفور: "أعدك يا سيدي بأن أكون كما رغبت".
وما هي إلا لحظة حتى اختفى الموكب وبقي أمير الياقوت إلى جانب الأميرة نور الحياة.
وهكذا عاشا حياة جديدة كلها سعادة واطمئنان.
أعلم أن النص يبدو كبيرا لكن بعد حذف الفراغات سيصير رائعا
 
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا
فمهما قلت لك شكرا لن اوفيك حقا .لقد افدتني وساعدتني وازلتي عني كربة ازالها عنك الله

شكرا اتمنى مساعدتك يوما
 
لا شكر على واجب نحن هنا لمساعدة بعضنا
هل انت شعبة علمية
هل قمتم بمشروع مسرحية عن المحكمة في الفرنسية
 
انا ابحث عن كيف تم عرضها عندكم فقط
نحن لم نصل الى هذا المشروع بعد لذلك طلبته من اجلك من بعض اصدقائي
لذلك لا اعرف حتى المطلوب
 
عودة
أعلى