قصتها مثل أي قصة تبدأ في الانترنت
حيث أنه كان معجب بها من ردودها وشخصيتها وثقافتها
وكانت لا تعيره إهتماما بل ولم تنتبه له من الأصل
الى أن جاء اليوم وتقرب منها
كان كل مرة يراسلها بحجة مآ
أحيانا روابط كتب أحيانا روابط معلومات
كان يبذل كل مابوسعه لكي يبدو أمامها الرجل الراجح المثقف الواعي والرزين
كانت كل مخططاته لجلب انتباهها تبوء بالفشل
إلى أن جاء اليوم واعترف لها بحبه وأنه غير قادر على أن يعيش بدونها
وأن حبه لها في ازدياد
البنت تقبلت مشاعره وتفهمتها واعتذرت له بمنتهى الأدب و طلبت الله أن يرزقته الزوجة الصالحة
غير أنه لم يكف عن ملاحقتها حتى أبلغته أنها مرتبطة ولا يسعها أن تخون من نذرت نفسها له
وعندما تأكد من رفضها له حاول أن يستميلها بطريقة أخرى..وعرض عليها صداقته
ووافقت بأن يكونوا اخوة يتناصحون
ورسالة بعدها رسالة ومزحة بعد مزحة حتى ذابت الحدود
وتقرب منها وشاركها همها ومشاكلها إلى أن صارت تفكر به كثيرا
بل وأحيانا أكثر من خطيبها
وتقرب قدر المستطاع حتى جعلها تثق به وتحبه
نعم صارت تحبه وتكلما مع بعض عبر الهاتف وعبر مواقع التواصل
ووثقت أكثر وجعلته يرى صورها
ورآها وعبر لها عن جمالها الفائق ولم تكن سوى خدعة منه كي تثق به أكثر
ووثقت و مدته بكامل صورها
وتظاهر بحبه لها الى أن جاء اليوم الموعود
الذئب البشري هذا طلب أن تواعده وتلتقي به خارجا وإلا سينشر كل صورها عبر الانترنت
ويفضحها !
بكت وترجته أن لا يفعل ولكنه فعل
وبكل وقاحة يقول لها جئت لكي أنتقم منك
لست أنا من تقول له أية فتاة أنني مرفوض !
حاولت اقناعه بأن لا ينشر صورها ولكن عندما لم تستجب لطلباته
عرض صورها في كل مكان
وهي بثياب الاعراس وهي بثياب النوم و..و..
وصارت صورها في كل مكان
وانتبه خطيبها للصور
وانتبه أخاها..وعائلتها ولم يكتفي بل نشر كل أحاديثها معه وكيف كانت تقول له أحبك !
نعم هكذا هي الذئاب البشرية حين تجوع وتلتهم
وهكذا هي سذاجة البنات حين يتنازلون في كل مرة عن مبدأ
هي الآن محتقرة من كل مجتمعها
لا أحد يريد أن يتزوجها ولا أحد في عائلتها يريد أن يراها
لا على طاولة الطعام ولا حتى في أرجاء البيت
العبرة المستخلصة :
كفاكـ أيتها التقية النقية من السذاجة
كفاك ولا تتتركي لكل من هب ودب يلعب بك وينتهك شرفك وسمعتك
ليس مطلوبا أن تبادلي أي شخص مشاعره
فشرف أباك وأخاك ليس لعبة بيديك
كوني قوية وكوني صامدة ولا تنجرفي وراء كل كلام معسول
فاليوم عسل وغدا عذاب ومشقة وتعب
ثقتك لا تقدمينها لأي شخص
ولتعرفي أن الرجل حين يحب ..يتزوج
فهو لا يرضى أن يبقى مع من أحبها في الحرام
ولا يسعني في الاخير إلا أن أختتم كلامي بقول الله عز وجل في كتابه الكريم
من سورة الأحزاب :
لَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا
فيا أختاه كثرة المزح وكثرة الضحك تجعل ضعاف النفوس تطمع فيك
ثم يبدؤون بدس السم في الكلام
حتى يقتلوا براءتك وشرفك
فلا تعطينهم الفرصة واتركي نفسك نقية تقية حتى يأتي من يستحقك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
شكرا لكم