تخيل لو كل الناس على وجه الأرض يكرهونك، فعندما تذهب لمحلات التغذية كي تشتري حاجاتك ترى نظرات الضيق و الحقد و القرف بادية عليهم ، و كأنك ضيف ثقيل الدم يريدون أن يتخلصوا منك بأي شكل حتى لو دفعوا لك مقابلا لرحيلك !!
ماذا سيكون شعورك لو سرت في الشوارع و الناس تنظر لك نظرة احتقار و إهانة ؟؟..
فهم لا يريدون رؤية هذه السحنة التي تصيبهم بالضيق و القرف .
ماذا ستفعل حين ترى الكره في وجه عائلتك و أقربائك فهم منذ سنين لم يعرفوا الطريق إلى منزلك ، فلقد نسوا مالم الشارع ، و كرهوا حتى المرور منه ؟..
ما هي أحاسيسك عندما تنظر في وجه أحبابك ترى الكره يخطط قسمات وجوههم ، و الضيق يزرع الشوك في جبانيهم ؟
كل هدا الكره .. يحمله لك العالم .. نعم أنا معك .. لا يوجد شخص أو إنسان على وجه الأرض يتفق عيه كل البشر فإرضاء الناس غاية لا تدرك .. و لكن لماذا نقول على فلان أنه محبوب .. و ننادي فلان بأنه مكروه ؟ هل منذ ولادته و الناس تكرهه ؟ هل ولد معه الكره و الضيق ؟ و هل حب الناس و كرههم صفة مكتسبة أم موروثة لا يمكن أن نتدخل فيها فالمحبوب محبوب و المكروه مكروه ؟.. !!
و الجواب أنه ما من مولود إلا و يولد على الفطرة و أن عاداتنا و سلوكياتنا ما هي إلا أشياء اكتسبناها و تربينا عليها و تعودنا عليها فأصبحت جزءا من شخصيتنا .
هذا الموضوع من مجلة مدرسة بن عيسى عيسى بمدينة شلغوم العيد
ولاية ميلة
