افتقدك | منتديات الدراسة الجزائرية

افتقدك

يُقال :
الطيبون يرحلون باكراً..

و لهذا رحل هو..

مشكلتنا نحن البشر-أو لنقل معظمنا - أننا لا نتعظ، لا نترك للموت مكان محدد في أذهاننا كي نفكر فيه.. نعلم بأنه من الممكن أن يختطفنا في أية لحظة و لكننا نتعمد تجاهل التفكير به لا لشي لكن لعلمنا بأنه يحاصرنا من كل الاتجاهات..
و لكي لا تشعر بخطورة شيء ما و هو يحاصرك، تجاهله.

احدى عشرة سنة ارتبط فيها نبضي بنبضك، و تعلقت فيها روحي بأدق تفاصيل روحك.. إحدى عشرة سنة و أعمارنا تكبر.. أشكالنا تتغير.. إلا علاقتي بك فقد كان عمقها يتوسع يوماً بعد الآخر.

تفاصيل رحيلك محزنة، لا داعي لسردها.. و من أين لي بـ قوةٍ تجعلني أحكي لهم عن قصة رحيل قطعة من قلبي إلى السماء؟
إسمك لم يعد يُنادى، رقمك لم يعد يضيء شاشات هواتفنا، عَيناك لم تعد موجودة لتُبعد عنّا آلاف الهموم التي تعترينا.. لكن صورتك ما زالت هُناك، في أعمق مكان في أذهاننا.. نستحضرها كلّما أتعبنا الشوق و فاض بنا الحنين!

ما زلت أذكر ذلك الموقف! كنت حينها في الصف الرابع!

"- نور، بضغط بالقلم على إيدك بس اذا عورك و بكيتي يعني خسرتي طيب؟
- طيب!"

رغم انك كنت تضغط بالقلم بكل ما اوتيت من قوة و رغم احساسي العنيف بالألم الا أنني لم أبكي! هل لأنني كنتُ أرفض اظهار ضعفي أمامك أم لأنني كنت أعلم بأن شيئاً ما يدفعني الى الشعور بالأمان وانا معك؟! على الرغم من قسوتك الطفولية و عُمرنا الصغير!

١٠ سنوات انقضت على هذا الموقف إلا أن أثر قلم الرصاص قد ترك على جلد يدي أثراً يرفض أن يمحى.. ربما لعلمك مسبقاً بأنني سأحتاج إلى ما يُشعرني بوجودك بعد أن تسبقنا و ترحل إلى الله!

رحمة من ربي على روحك الطاهرة💜.
 
عودة
أعلى