عدم الثقة
يُعاني الكثير من الأشخاص من عدم الثقة، نتيجة للشعور السيء تُجاه الذات؛ إذ إنّهم أقلّ عرضة لتجربة السعادة في الحياة، ومعرضون دائمًا للسخرية، ويرتكبون الأخطاء، ويرتبط تدني احترام الذات ارتباطًا وثيقًا بالعديد من الاحتمالات السلبية، فالأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة، هم الذين لا يشعرون بالراحة، ومحرجون ومفرطو الحذر الشديد دائمًا، كما أنّهم شديدو الحساسية بعلاقتهم مع الآخرين، واتجاه كل ما يحدث حولهم.
أسباب انعدام الثقة بالنفس
بعض الأمور التي تُسبب انعدام ثقة الشخص بنفسه، منها:
- إهمال الوالدين للشخص، وتبدأ من مرحلة الطفولة، فالأطفال الذين يعيشون في بيئات تنعدم فيها أسس الاستقرار النفسي أو العاطفي، وما يتبعها من مشكلات أسرية؛ كعدم إرشادهم للطريق الصحيح، والأداء السلوكي السليم، ستؤثر حتمًا فيهم؛ إذ ستتولد لديهم مشكلات نفسية تُرافقهم طوال فترة حياتهم.
- معاملة الآباء التي تُؤثر في سلوكيات الطفل؛ كالإكراه والضغط عليه في تنفيذ مهام لا يفضّلها، ونتيجةً لذلك ستكون ردود أفعاله عدوانية ردًّا على ما يواجهه من ضغوط.
- تعرض الأطفال لمواقف صادمةً في حياتهم، أو لأيّ نوع من أنواع الإساءة، سواء أكانت إساءةً جسديةً، أم سلوكيةً، أم لفظيةً، فإنّ ذلك قد يُعرّض الطفل للاكتئاب، وسيغلب عليه الخجل، والعزلة عن أقرانه، وتجنبه للمشاركة في النشاطات الاجتماعية.
- تأثير شكل الجسم؛ إذ قد يؤثر ذلك على نفسية الشخص غير الراضي عن شكل جسمه في انعدام ثقته بنفسه، فبالتالي سيلجأ الشخص لاتباع ممارسات غير صحية لتعديل هذا الشيء غير المرغوب في نظره، فبعض الفتيات يلجأن لممارسات سلوكيات غير صحية في محاولة فقدان الوزن؛ كالامتناع عن الطعام، أوالقيء بعد الأكل، أواللجوء للتدخين وغيرها.
التغلب على عدم الثقة بالنفس
للتغلب على قلة الثقة بالذات، نتبع الطرق الآتية:
- التركيز على اللحظة، بأن يعيشها ويختار الأفعال بوعي وحكمة، وعدم التأثر بألم الماضي، وعدم الاهتمام بمخاوف أو آمال تتعلق بالمستقبل.
- تطوير الوعي والتفاعل، والاستجابة مع المخاوف التي تُسيطر على الشخص، ممّا يخلق الوصل بين العواطف والوعي، وبعدها سيكون اختيار الرد صحيحًا.
- اختيار كتابة الأمور التي نشعر بها، فالكثير من الأفكار والمشاعر المخبئة في العقول الباطنية، كالكتابة يمكن أن تساعد في إدراك الأمور، والتفكير في فصل الأفكار السلبية عن الذات.
- الانخراط في الحياة بطرق آمنة، وقبول أنفسنا بتجاربها، ونجاحاتها، واخفاقاتها، دون الخجل أو الكبرياء.
- التواصل مع النفس واليقظة، بإيقاف التفكير في الاتجاهات السلبية والسلوكات التي تُتّخذ لإرضاء الآخرين دون التفكير في الاحتياجات الخاصة.
- التأمل الذهني باستمرار، والتخلي عن الأفكار، والمشاعر، والمعتقدات السيئة العابرة في الذهن، لذلك يجب أخذ بضع لحظات كل يوم ليظل الشخص هادئًا، والتركيز على النفس، لتتلاشى المخاوف شيئًا فشيئًا.
- اختيار المشاركة في الحياة الخاصة لدى الشخص نفسه، كما أنّ الوعي الكامل يجعل الفرد نشط وحازم في خلق حياة من الوعي من خلال أفكاره وردوده.
- تطوير العقل ليرى الأشياء بانفتاح، وحرص، وتحرر من التوقعات، وأن يراها في ضوء جديد، بدلاً من الاستجابة تلقائيًا لنفس أنماط السلوك القديمة.
- ترك الأفكار السلبية التي يعتقد بوجودها، والتفكير بما يناسبه في اختياراته وثقته بنفسه.
- التعاطف وإظهار الرحمة تجاه نفسه، وأنه يستحق الحب بقدر أيّ شخص آخر.
زيادة الثقة بالنفس أثناء العمل
يمكنك زيادة الثقة في العمل، إذا قمت بتطبيق النصائح التالية:
- التركيز على المحافظة على النفس، وعدم إنفاق الطاقة والقلق على ما يعتقده الآخرون، بصرف النظر عن السياسة التي يتّبعونها.
- حماية الطاقة الخاصة بالنفس، وعدم التفكير في حل مشكلة الجميع، فجميعهم يتمتعون بذكاء وقادرون على حل مشاكلهم، لذلك يجب توجيه طاقة الشخص إلى مشاريع أكثر إنتاجية، قدرة على أن تُؤثر إيجابًا عليه، وعلى ثقته في مكان العمل.
- تحديد نقاط القوة والضعف لدى الشخص والاستفادة منها، فعندما يتخذ الشخص القرارات، وينفذ المهام، ويكون قادرًا على التخلص من نقاط الضعف لديه، سيكون وقتها قادرًا على المشاركة الإيجابية، وتُعد هذه الخطوة أحد أفضل الطرق لبناء الثقة.
- تحدي النفس في إنجاز المهام التي يعتقد الشخص أنّها غير ممكنة، والبحث عن المهام والمشاريع التي تتيح للشخص الاستفادة من نقاط قوته فيها، والقيام بمشاريع تمده.
- تطوير الموقف الإيجابي لديه، فبدلًا من التركيز على مناقشة المشكلة، يجب التركيز على الطريقة التي تُمكنه من إيجاد الحل.
- الحماس وصنع القرار في الأمور التي تواجه الشخص ومراجعة الخيارات، وتقديم الإجابة التي تخصها، فيُعزز الثقة بالنفس.
- وضع الأهداف الواقعية، التي تُوصل الشخص إلى طريق النجاح.
- تتبُع النجاحات اليومية، وتسجيل المعالم البارزة، والملاحظات الشخصية حول التحديات التي استطاع التغلب عليها.
- الحصول على شهادات وتقييم الأشخاص المحايدين له بأدائه، هو طريقةً رائعةً في تعزيز الثقة بالنفس.
أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال
يوجد عدد من الأسباب المترابطة التي تجعل ضعف الثقة بالنفس، يبدأ في الظهور خلال فترة ما قبل المراهقة، ومن بينها:
- المقارنات مع الآخرين: عادةً يبدأ الأطفال في مقارنة نشاط معين مع أصدقائهم الذين من عمرهم، وهذه الطريقة تُمهد لأكبر صراع يواجهه الأطفال في هذا العصر، فصراعهم الرئيسي يركز على تنمية الإحساس بالعمل، أو الإحساس بالكفاءة، مع تجنب الشعور بالنقص.
- الشعور بعدم الكفء مقارنةً مع الآخرين: فبعض الأطفال يدركون أن جهودهم ليست جيدة مثل جهود أصدقائهم، فيبدأ الطفل هنا بالشعور بالنقص، مثل؛ شعوره بعدم قدرته على أداءه عمل معين.
- زيادة الضغط على الأداء لدى الأطفال:' يزداد الضغط على الأداء لدى الأطفال خلال السنوات الأولى من مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة لديهم، فيميل بعض الآباء والمعلمون إلى الثناء على أي جهد يبذله الطفل، ومع اقتراب فترة المراهقة لدى الأطفال يبقى الجهد موجود، لكن مع زيادة القدرة على الأداء، فيبدأ الأطفال المراهقين بتطبيق المقارنات بأنفسهم.
- الخيبة من تصرفات البالغين: فمع زيادة توقعات الأطفال أو المراهقين على أداء آبائهم، يبدأ المراهقون في إدراك خيبة الأمل من البالغين، فاحترام الطفل لذاته وثقته بنفسه، كانت تعتمد على هذا الشخص البالغ، فمثلًا من غير الممكن أن يظل احترام الذات لديه مرتفعًا لمعلم غير محترم كان بمثابة مثل أعلى له، لذلك يلعب الأباء دورًا رئيسيًا في مساعدة الأطفال على الحفاظ على ثقتهم بأنفسهم.
كيف أعزّز ثقة طفلي بنفسه في المنزل
إليكِ بعض الطرق التي تُعزز من ثقة الطفل بنفسه:
- احرصي على خلق جو آمن له، ولا تغضبي منه بسرعة على أي خطأ، واستمعي إلى كل حديثه مهما كان مملاً وغير مفهوم.
- احذري من توبيخه أمام الناس إذا أخطأ، وناقشيه في خطئه في المنزل على انفراد.
- احترمي رغباته، ولا تستهزئي به أبًدا.
- احرصي على قضاء وقت كافٍ للعب معه.