الصبر تعريفه وأنواعه | منتديات الدراسة الجزائرية

الصبر تعريفه وأنواعه

الصبر تعريفه وأنواعه وأحوال الناس عند المصيبة:الشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله:

قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين * ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون * ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) ( سورة البقرة: 153 - 157 )


قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) ( سورة آل عمران: 200 )


قال الله تعالى: ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ( سورة الزمر: 10 )


الصبر في اللغة: الحبس والمراد بالصبر في الشرع: حبس النفس على أمور ثلاثة وهي أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم:


الأمر الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس وتصعب على الإنسان وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع الإنسان شيء من العجز والتعب وكذلك أيضا يكون فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة ومسألة الحج فالطاعات فيها شيء من المشقة على النفس والبدن فتحتاج إلى صبر وإلى معاناة:


الأمر الثاني: الصبر عن محارم الله بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلى السوء فيصبر الإنسان نفسه مثل: الكذب والغش في المعاملات وأكل المال بالباطل بالربا أو غيره والزنا وشرب الخمر والسرقة وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة:

يحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها وهذا يحتاج أيضا إلى معاناة ويحتاج إلى كف النفس والهوى:


الأمر الثالث: فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن أقدار الله عز وجل على الإنسان ملائمة ومؤلمة:


الملائمة: تحتاج إلى الشكر والشكر من الطاعات فالصبر عليه من النوع الأول:

المؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان تكون مؤلمة فيُبتلى الإنسان في بدنه ويُبتلى في ماله بفقده ويُبتلى في أهله ويُبتلى في مجتمعه وأنواع البلايا كثيرة تحتاج إلى صبر ومعاناة فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح لأن الإنسان عند حلول

المصيبة له أربع حالات:

الحالة الأولى: التسخط: أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه فالتسخط بالقلب أن يكون في قلبه والعياذ بالله شيء على ربه من السخط والشره على الله والعياذ بالله وما أشبهه ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة وأما السخط باللسان فأن يدعو بالويل والثبور كقوله: يا ويلاه ويا ثبوراه وأن يسب الدهر فيؤذي الله عز وجل وما أشبه ذلك وأما التسخط بالجوارح مثل أن يلطم خده أو يصفع رأسه أو ينتف شعره أو يشق ثوبه وما أشبه هذا:

هذا حال السخط وحال الهلعين الذين حرموا الثواب ولم ينجوا من المصيبة بل الذين اكتسبوا الإثم فصار عندهم مصيبتان: مصيبة في الدين بالسخط ومصيبة في الدنيا بما أتاهم مما يؤلمهم:


الحالة الثانية: الصبر: أن يصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه وهو يكره المصيبة ولا يحبها ولا يحب أن وقعت لكن يصبر نفسه ولا يتحدث باللسان بما يسخط الله ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله ولا يكون في قلبه شيء على الله أبدا فهو صابر لكنه كاره لها:

الحالة الثالثة: الرضا: أن يكون الإنسان منشرحا صدره بهذه المصيبة ويرضى بها رضاء تاما وكأنه لم يصب بها:

الحالة الرابعة: الشكر: يشكر الله عليها وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى ما يكره قال: ( الحمد لله على كل حال ) فيشكر الله من أجل أن يرتب الله له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه:


لهذا يذكر عن بعض العابدات أنها أصيبت في أصبعها فحمدت الله على ذلك فقالوا لها: كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه ؟ ؟ قالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها:
 
عودة
أعلى