قصة جميلة مش لازم تفوتك.... | منتديات الدراسة الجزائرية

قصة جميلة مش لازم تفوتك....

القصة جميلة جدا

و مؤثرة أقراها بتمعن

اقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا... ويُقال انها قصته الشخصية:












لم أكن جاوزت الثﻼ‌ثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى اﻻ‌ستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكﻼ‌م الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.












أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.












أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... واﻷ‌دهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه ﻻ‌ يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..












عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟












قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ....












كان اﻹ‌عياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..... الظاهر أن موعد وﻻ‌دتي صار وشيكا ..












سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي... خاصة أنّها في شهرها التاسع .












حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الوﻻ‌دة... جعلت تقاسي اﻵ‌ﻻ‌م ساعات طوال.. كنت أنتظر وﻻ‌دتها بفارغ الصبر.. تعسرت وﻻ‌دتها. فانتظرت طويﻼ‌ً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.












بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على وﻻ‌دة زوجتي.












صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.












قالوا، أوﻻ‌ً راجع الطبيبة ..












دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ..... والرضى باﻷ‌قدار . ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!












خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل اﻷ‌عمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.












سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليﻼ‌ً.. ﻻ‌ أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت ﻷ‌رى زوجتي ..












لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن اﻻ‌ستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، ﻻ‌ تغتب الناس ..












خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة ﻷ‌نام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !












كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيﻼ‌ً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.












مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت ﻻ‌ أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..












لم تيأس زوجتي من إصﻼ‌حي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.












كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء . عمل ونوم وطعام وسهر.












في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!












إنّها المرّة اﻷ‌ولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفﻼ‌ً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت .... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!












حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول اﻻ‌بتعاد عني!! وكأنه يقول: اﻵ‌ن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض. !












أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. وﻷ‌نها صﻼ‌ة جمعة، خاف أﻻ‌ّ يجد مكاناً في الصف اﻷ‌وّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن ﻻ‌ مجيب.. فبكى.












أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كﻼ‌مه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..












قال: نعم ..












نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم ﻻ‌ تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟












قال: أكيد عمر ..... لكنه يتأخر دائماً ..












قلت: ﻻ‌ .. بل أنا سأذهب بك ..












دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائﻼ‌ً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.












ﻻ‌ أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة اﻷ‌ولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إﻻ‌ّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف اﻷ‌وّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..












بعد انتهاء الصﻼ‌ة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.












أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة .... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!












خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت... دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع اﻻ‌حتمال ..... فبدأت أبكي كاﻷ‌طفال. كان بعض الناس ﻻ‌ يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...














لم أشعر إﻻ‌ ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت اﻷ‌عمى بل أنا اﻷ‌عمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.












عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..












من ذلك اليوم لم تفتني صﻼ‌ة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم اﻹ‌يمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صﻼ‌ة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. اﻻ‌بتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله
كثيراً على نعمه.












ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !












فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً.












توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...












تغيّبت عن البيت ثﻼ‌ثة أشهر ونصف، كنت خﻼ‌ل تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.












كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إﻻ‌ّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..












قلت لها: أبلغي سﻼ‌مي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...












أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. ﻻ‌ أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.












استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..












أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.












تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟












قالت: ﻻ‌ شيء .












فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟












خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...












صرخت بها ... سالم! أين سالم .؟












لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم ﻻ‌ح الجنّة ... عند الله...












لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على اﻷ‌رض، فخرجت من الغرفة.












عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأ
 
قصة روعة معبرة وحزينة

اجمل قصة والله يعني بدون مجاملة
ولاحظت ان جميع مواضيعك فيها منفعة وعبر ومغزى
معندي منقولك بارك الله فيك جزاك الله الف خير شكرااااا
 
قصة روعة معبرة وحزينة

اجمل قصة والله يعني بدون مجاملة
ولاحظت ان جميع مواضيعك فيها منفعة وعبر ومغزى
معندي منقولك بارك الله فيك جزاك الله الف خير شكرااااا
تشكرين أختي رباب لا أستحق كل هذا المدح فقط أحاول أن يستفيد الجميع من مغازي هذه القصص لربما تنفعهم في المستقبل.
بوركت أختي رباب وفقك الله لصالح الأعمال.
 
لادخل للعمر في المطالعة والقراءة وأنا منذ الصغر أهوى القراءة والتصفح .أشكرك لمرورك الطيب
ياخي الكثير من الناس يحبو يطالعوا لكن ماشي كامل يطالعو المفيد و الراءع من المواضيع وكل الناس يخيرو لكن ماشي كامل يحسنو الاختيار
 
عودة
أعلى